الملف

الملف

منذ يومين

الإمام السجّاد عليه السلام في حديث رسولُ الله صلّى الله عليه وآله


رابعُ الأئمّة، الأسباط، الإثنَي عشر
كيف تحدّثَ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله، عن الإمام السجّاد عليه السلام

ـــــ إعداد: أسرة التّحرير ـــــ


 

من الحقائق المغيّبة والتي طالَ التّعتيمُ عليها، أنّ النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله تحدّث عن الأئمّة الإثنَي عشر النّقباء، الأسباط، الّذين يَلون أمرَ الأمّة من بعثِه وإلى قيام السّاعة، ولا تخلو الأرضُ من حجّةٍ لله تعالى منهم، وسمّاهم صلّى الله عليه وآله بأسمائهم، وهذه الرّوايات مستفيضة في المصادر الشّيعية والسُّنيّة.
ما يلي، مختاراتٌ من الحديث النّبويّ الشّريف حولَ الإمام السجّاد، عليّ بن الحسين عليهما السلام.
 
 


زينُ العابدين

كان الزُّهريّ [فقيه بني أمية] إذا حدَّثَ عن عليِّ بنِ الحسين عليه السلام قال: حدّثني زينُ العابدين، عليُّ بنُ الحسين. فقال له سفيان بن عيينة: ولمَ تقول له: زينُ العابدين؟
قال: لأنّي سمعتُ «سعيد بن المسيَّب» يحدِّث عن ابن عبّاس: أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: إذا كان يوم القيامة، يُنادي منادٍ أين زينُ العابدين؟ فكأنّي أنظرُ إلى وَلدي عليِّ بنِ الحسين بنِ عليِّ بنِ أبي طالب يخطرُ بينَ الصّفوف.
***

في صُلب الحسين نطفةٌ طيّبةٌ، مباركةٌ زكيّة
حدّثنا أبو الحسن عليّ بن ثابت الدّواليني رضي الله عنه، بمدينة السّلام، سنه اثنتَين وخمسين وثلاث مائة، قال: حدّثنا محمّدُ بن عليّ بنِ عبد الصّمد الكوفي، قال: حدّثنا عليُّ بن عاصم عن محمّد بن عليّ بن موسى، عن أبيه عليّ بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليِّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، قال:
دخلتُ على رسول الله صلّى الله عليه وآله وعنده أُبَيّ بنُ كعب، فقال لي رسولُ الله صلّى الله عليه وآله: مرحباً بك يا أبا عبد الله، يا زينَ السّماوات والأرَضين.
قال له أُبَيّ: وكيف يكونُ يا رسولَ الله صلّى الله عليه وآله زينَ السّماوات والأرَضين أحدٌ غيرك؟
قال: يا أُبَيّ، والَّذي بعثَني بالحقّ نبيّاً، إنّ الحسين بن عليّ في السّماء أكبرُ منه في الأرض، وإنّه لَمكتوبٌ عن يمين عرشِ الله عزّ وجلّ: مصباحُ هدًى وسفينةُ نجاة، وإمامُ خيرٍ ويُمنٍ وعِزٍّ وفَخر وعلمٍ وذُخر، وإنّ الله عزَّ وجلَّ ركّبَ في صُلبِه نطفةً طيّبةً مباركةً زكيّة، ولقد لُقِّنَ دعواتٍ ما يدعو بهنّ مخلوقٌ إلّا حشرَه اللهُ عزّ وجلّ معه، وكان شفيعَه في آخرتِه، وفرّجَ اللهُ كَرْبَه، وقضى بها دَيْنَه، ويَسَّرَ أمرَه، وأوضحَ سبيلَه، وقوّاه على عدوِّه، ولم يهتِك سترَه.
فقال له أُبَيُّ بن كعب: وما هذه الدّعوات يا رسول الله صلّى الله عليه وآله؟
قال: تقولُ إذا فرغتَ من صلاتِك وأنت قاعد: (أللّهمّ إنّي أسألُك بكلماتِك ومعاقدِ عرشك، وسكّانِ سَماواتك وأنبيائك ورُسُلِك، أن تستجيبَ لي، فقد رَهَقَني من أمري عُسرٌ، فَأَسألُك أن تصلِّي على محمّدٍ وآل محمّد، وأن تجعل لي من أمري يُسراً)، فإنّ الله عزّ وجلّ يسهِّلُ أمرَك، ويشرحُ صدرَك، ويلقّنُك شهادةَ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ عندَ خروجِ نفْسِك.
قال له أُبَيّ: يا رسولَ الله، فما هذه النّطفة التي في صُلب حبيبي الحسين؟ قال: مَثَلُ هذه النُّطفة كَمَثل القمر، وهي نطفةُ تبيينٍ وبيان، يكونُ مَن اتّبعَه رشيداً، ومَن ضلَّ عنه هَوِيّاً.
قال: فما اسمُه وما دعاؤه؟ قال: اسمُه عليّ، ودعاؤه: (يا دائمُ يا دَيموم، يا حيُّ يا قيّوم، يا كاشفَ الغمِّ، ويا فارجَ الهمِّ، ويا باعثَ الرُّسُل، ويا صادقَ الوعد)، مَن دعا بهذا الدّعاء حشرَه اللهُ عزّ وجلّ مع عليّ بن الحسين، وكان قائدَه إلى الجنّة
".."
***


تسعةٌ من صُلبِ الحسين عليه السلام
عن أنَس بن مالك، قال: صلّى بنا رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلم صلاةَ الفجر، ثمّ أقبل علينا، فقال:
معاشرَ أصحابي، مَن أحبَّ أهلَ بيتي حُشِرَ معنا، ومَن استمسكَ بأوصيائي من بعدي فقد استمسكَ بالعروةِ الوثقى.
فقام إليه أبو ذر الغفاريّ، فقال: يا رسولَ الله، كم الأئمّةُ بعدَك؟
قال: عدد نقباءِ بني إسرائيل.
فقال (أبو ذرّ): كلُّهم من أهل بيتِك؟
قال صلّى الله عليه وآله: كلُّهم من أهلِ بيتي، تسعةٌ من صُلب الحسين، والمهديُّ منهم.

(الخزّاز القمي، كفاية الأثر: ص 74)

***

تسميتُه عليه السلام في سياق تسميةِ الأئمّة جميعاً عليهم السلام
عن أبي هريرة قال: كنتُ عند النّبيِّ صلّى الله عليه وآله، وأبو بكر وعمر والفضلُ بن العبّاس وزيدُ بن حارثة وعبدُ الله بنُ مسعود، إذ دخلَ الحسينُ بنُ عليٍّ عليهما السلام فأخذَه النبيُّ صلّى الله عليه وآله وقبّلَه ثمّ قال:
حبقّةٌ حبقّة، تَرَقَّ عينَ بقّة* ووَضعَ فمَه على فمه ثمّ قال: أللّهمّ إنّي أحبُّه، فأَحِبَّه، وأحبَّ مَن يحبُّه، يا حسين، أنت الإمامُ ابنُ الإمام، أبو الأئمّة التّسعة، من ولدك أئمّةٌ أبرار.

فقال له عبدُ الله بنُ مسعود: ما هؤلاء الأئمّةُ الذين ذكرتَهم يا رسولَ الله في صُلب الحسين؟ فأَطرقَ (النبيُّ صلّى الله عليه وآله) مَليّاً ثمّ رفعَ رأسَه وقال:
يا عبدَ الله، سألتَ عظيماً ولكنّي أُخبرُك، إنّ ابني هذا -وَوَضعَ يدَه على كَتف الحسين عليه السلام- يخرجُ من صُلبِه ولدٌ مبارك، سَمِيُّ جدِّه عليٍّ عليه السلام، يُسمَّى العابد ونور الزُّهّاد، ويخرجُ من صُلب عليٍّ ولدٌ اسمُه إسمي، وأشبهُ النّاسِ بي، يبقرُ العلمَ بقْراً، وينطقُ بالحقِّ ويأمرُ بالصّواب، ويُخرِجُ اللهُ من صلبِه كلمةَ الحقّ ولسانَ الصِّدق.
فقال له ابنُ مسعود: فما اسمُه يا نبيَّ الله؟
قال: فقال له: جعفر. صادقٌ في قولِه وفِعاله، الطّاعنُ عليه كالطّاعنِ عليَّ، والرّادُّ عليه كالرّادِّ عليّ.
ثمّ دخلَ حسّانُ بنُ ثابت، وأنشدَ في رسول الله صلّى الله عليه وآله شعراً، وانقطع الحديث، فلمّا كان من الغد صلّى بنا رسولُ الله صلّى الله عليه وآله، ثمّ دخلَ بيت عائشة، ودخلنا معه أنا وعليُّ بنُ أبي طالب وعبدُ الله بنُ العبّاس. وكان من دَأْبه عليه السلام إذا لم يُسأَلِ ابتدَأ، فقلتُ له: بأمّي أنت وأبي يا رسولَ الله، ألا تُخبرُني بباقي الخلفاءِ من صُلب الحسين عليه السلام.
قال: نعم يا أبا هريرة، ويُخرِجُ اللهُ من صُلبِه مولوداً طاهراً أسمرَ ربعة، سَميُّ موسى بنِ عمران.
ثمّ قال له ابنُ عبّاس: ثمّ مَن يا رسولَ الله؟
قال: يخرجُ {من} موسى عليٌّ ابنُه، يُدعى بالرِّضا، موضعُ العلم ومعدنُ الحِلم. ثمّ قال عليه السلام: بأبي المقتولُ في أرضِ الغربة، ويخرجُ من صُلب عليٍّ ابنُه محمّدُ المحمود، أطهرُ النّاس خَلقاً، وأحسنُهم خُلقاً، ويخرجُ من صُلبِ محمّدٍ ابنُه عليّ، طاهرُ الجَيب صادقُ اللَّهجة، ويخرجُ من صُلب عليٍّ الحسنُ الميمونُ التّقيُّ الطّاهرُ النّاطقُ عن الله، وأبو حجّةِ الله، ويخرجُ من صُلب الحسن قائمُنا أهلَ البيت، يملأُها قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً، له غيبةُ (هيبةُ) موسى، وحُكم داود، وبهاءُ عيسى. ثمّ تَلا عليه السلام: ﴿ذُرِّيَّة بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ آل عمران:34
فقال له عليُّ بن أبي طالب عليه السلام: بأبي أنت وأمّي يا رسولَ الله، مَن هؤلاء الذين ذكرتَهم؟
قال: يا عليّ، أسامي الأوصياء من بعدِك، والعترةِ الطّاهرةِ، والذّريّةِ المباركة. ثمّ قال: وَالّذي نفسُ محمّدٍ بيدِه، لو أنّ رجلاً عبَدَ اللهَ ألفَ عام، ثمّ ألفَ عامٍ ما بين الرُّكن والمقام، ثمّ أتى جاحدًا بولايتِهم، لَأَكبَّه اللهُ في النّار، كائناً ما كان.
قال أبو عليّ بنُ همام [الراوي الثّاني للحديث في (أمالي المفيد)]:
العَجب كلُّ العجب كلُّ العجب من ".."، أنّه
يروي مثلَ هذه الأخبار، ثمّ ينكرُ فضائلَ أهل البيت عليهم السلام
(الخزّاز القمّي، كفاية الأثر: ص 81 - 85)
* أنظر: «فرائد» من هذا العدد

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  إصدارات

إصدارات

منذ يومين

دوريات

نفحات