شعر

شعر

08/02/2013

مَنْطِقُ العِبرة


مَنْطِقُ العِبرة
وظلَّ الخلودُ ينامُ على رَمْلِكِ الأسْمَرِ
شعر: الدكتور الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله

بحيثُ احتفالُ السَّنا الأَزَهـرِ وحيثُ أريجُ الثَّرى الأَعْفَرِ
ومن حيثُ (سامرّةٌ) في التِّلاع جلالٌ ومَنْبَعُ وَحْيٍ ثَري
تَلَفَّعُ في أُفُقٍ أزرقٍ  وتَجلِسُ في مَقعدٍ أخضرِ
هناكَ ضريحٌ لِهادي الأنامِ وآخَرُ للحسَنِ العسكري
ضريحانِ عندَهما للنَّبـيِّ  مكانَ المعاني من الأَسْطُرِ
ولا غَرْوَ فالزَّهرُ نَسْلُ الخميل وسِنْخُ الثُّريّا من المُشتَري
[أَيَا سُرَّ مَن رأى] هل ضجَّت الـ تّواريخُ في سَمعِكِ المُوقَرِ
وهل مرَّت العِبَرُ الحاشداتُ وما للمظاهرِ مِن مُخبرِ
لِتُنْبِيكِ أنَّ ديارَ الغـرور من  جوسقٍ ثَمّ أو جعفرِ 
تَهاوَت رُكاماً وظلَّ الخلودُ ينامُ على رَمْلِكِ الأسمَرِ
وتَهتفُ أنَّ بُذورَ الطُّغاةِ طَواها التُّرابُ ولم تُثمِرِ
وأنَّ بذورَ التُّقى أَنْجَبَـتْ خمائلَ رائعةَ المنظَرِ
ويا أيُّها الدَّهرُ أينَ الطُّغاةُ وقَرْعُ السُّيوفِ على مِغْفَرِ
وسُكْرُ المقاصيرِ في لَهْوِها وعَزْفُ القِيانِ على مزهرِ
وبَطْشُ السِّياطِ وفَتْكُ السِّلاحِ وَرَدْحُ المَدائحِ من مُفتَري
تلاشَتْ فلا صَخَبٌ للخيولِ ولا سَجعاتٌ على مِنبَرِ
وظَلَّت محاريبُ آلِ الرَّسولِ  وحَبرٌ لها في الدُّجى ينبري
 بأجوائهنَّ صدًى ضارعٌ وفي التُّربِ جبهةُ مُسَتَغْفِر
أَجَلْ، تلكَ عاقِبَةُ المُتَّقين رَواها الخُلودُ مدى الأَعْصُرِ
فيَا لِضَريحَيْنِ يَجْثُو الرَّجاءُ بِظِلِّ سَماحِهِما المُمطِرِ
ويا [لإمامَين] تَبكيهما عيونُ الهُدى بالدَّمِ الأحمرِ
غَرِيبَيْنِ عاشا وليلُ الغريب  دُموعٌ تَرقرَقُ بالمِحْجَرِ
وماتا بَعيدَيْن يا للشَّجا عن الدَّارِ والأهلِ والمعشرِ
فيَا لِضرائحِ آلِ النَّبيّ بَعُدْنَ عن الخيفِ والمِشْعَر
تَوَزَّعْنَ أشتاتَ في حاضرٍ من الأرضِ أو مَهْمَهٍ مُقْفرِ
[الجوسق: القصر يكون داخلَ البستان،
 والجعفَر هو النّهر الصّغير]
[المهمَه: الأرض البعيدة]  


                                                                                          

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

08/02/2013

دوريات

نفحات