الملف

الملف

08/03/2013

تسبيحات الصّدّيقة الكبرى عليها السلام

هذا الملف
أدعيةُ الصّدّيقة الكبرى عليها السلام
الشّيخ حسين كوراني

عندما قال رسولُ الله صلّى الله عليه وآله «فاطمة أُمُّ أبيها» لم يَصدر في ذلك من عاطفةٍ أبويّةٍ تتحدّثُ عن خصوصيّةٍ عائليّةٍ ترتبطُ بالتّدبير المنزليّ! فهو صلّى الله عليه وآله، وإنْ كان سيّدَ الخَلق «الرّؤوف الرّحيم» بإذن الله تعالى، إلّا أنّه «رسولٌ» لا ينطقُ عن «الهوى» والميولِ الشّخصيّة والعائليّة والرّغباتِ الخاصّة، بل يبلِّغُ عن «المرسِل». لذلك فإنّ كلَّ الحديث النّبويّ الصّادر ﴿..وَحْيٌ يُوحَى﴾ النجم:4.
يعني ما تقدّم أنّ اللهَ تعالى أمرَ نبيَّه صلّى الله عليه وآله، أن يبلّغَ الأجيالَ أنّ «فاطمة أُمُّ أبيها».
وبالتّدبُّر في الأسباب، يبدو أنّ أبرزَها ما مؤدّاه: إنْ قيلَ لكم إنّ الدّليلَ على الطّريق إلى الله «أُمُّ المؤمنين» فإنّ فاطمة أُمُّ أبيها، فَخذوا منها وعنها معالمَ دينِكم.

***
الدّينُ هو توحيدُ الله تعالى، وأبرزُ معالمِه الدّعاء. ﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ..﴾ الفرقان:77. وبين أدعية المعصومين عليهم السلام كنوزُ أدعيةِ الصّدّيقة الكبرى عليها السلام التي يتلهّفُ المحمّديّون لمعرفتِها والتّوفيقِ لقراءتها. لذلك كان هذا الملفّ خاصّاً بأدعيةِ الزّهراء عليها السلام.
***
يُوقنُ مَن يتتبَّعُ أدعيةَ الصّدّيقة الكبرى عليها السلام أنّه لا يكادُ ينقضي العَجبُ من تَغييبِ أكثرِ هذه الكنوز التّوحيديّة الفاطميّة، عن دائرةِ التّعرُّف على عِلم الزّهراء عليها السلام، وسائرِ مقاماتِها الإلهيّة.
ولا نجدُ الإجابةَ على سببِ هذا التّغييب إلّا في الاستلابِ الثّقافيّ الذي وصلَ إلى حدِّ محاولةِ التّعرّفِ إلى المعصوم، بمعزلٍ عن البُعد الغيبيّ في شخصيّتِه الذي يُعتَبر الدّعاءُ أظهرَ دلائلِه والتّجلّيات.
وإذا لاحظنا أنّ الدّعاءَ ثمرةُ أسمى حالاتِ القُرب، وأنّ معاني حديثِ المعصوم مع الله تعالى مَنجمُ الحقائق الأرقى -ولذلك عبّر بعض العلماء عن أدعية المعصومين بـ «القرآن الصّاعد»- نَصِلُ إلى أنّ معرفتَنا بالمعصومِ تبقى ناقصةً ما لم نتدبّر في أدعيتِه ونحاول التّعرّفَ عليه من خلالها.
إنّنا مدعوّون -على الدّوام- إلى التّعمّقِ في فَهمِ ما يُمكننا فهمُه من معاني أدعيةِ الصّدّيقة الكبرى عليها السلام.
***

 

ما رُوي عنها عليها السلام من الأدعية، نوعان: الأدعية التي علّمَها إيّاها رسول الله صلّى الله عليه وآله وعُرفت باسمِها، والأدعية التي لم يُذكَر أنّها من تعليمِه صلّى الله عليه وآله، وظاهرُ السّياق أنّها أدعيةٌ أنشأَتها هي سلامُ الله عليها. ولوَفرة الأدعيةِ المستقلّة أو المقترنةِ بصلاة، فقد اقتصرتُ هنا على القسم الأوّل من أدعيتِها عليها السلام، على أملِ التّوفيق لتقديم القسم الثّاني في ملفّ عدد جُمادى الثّانية بحوله تعالى.

**

 

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

نفحات