حوارات

حوارات

08/03/2013

من أجوبة المرجع الديني الشيخ لطف الله الصافي



من أجوبة المرجع الدّينيّ الشّيخ لطف الله الصّافي دام ظله: 
* مَن تركَ الشُّبُهات، نَجا من المحرّمات
* المُستَخِفّون بالشّعائر، إمّا مُغرِضون وإمّا لا يعلمون
ـــــ إعداد: «شعائر» ـــــ

* المرجعُ الدّينيّ، آية الله الشيخ لطف الله، بن محمّد جواد الصّافي الكلبايكاني دام ظلّه، وُلِدَ في التاسع عشر من جمادى الأولى سنة 1337 للهجرة، (1918م)، في مدينة كلبايكان الإيرانيّة.
* قرأ على أشهر علماء النّجف الأشرف وقمّ المقدّسة، ومنحَه أستاذُه الفقيه العارف آية الله السيّد جمال الدين الكلبايكاني إجازةَ الاجتهاد، وبَقِيَ ملازماً لزعيم الحوزة العلميّة آية الله البروجردي قدّس سرّه مدّة خمسة عشر عاماً، حتّى أناط به مهمّة الإجابة على الاستفتاءات المهمّة والحسّاسة في الفقه وعلم الكلام.
* ساهمَ في تدوين مسودّة دستور الجمهورية الإسلاميّة في إيران، وعيّنه الإمام الخمينيّ قدّس سرّه سنة 1980م عضواً في «مجلس صيانة الدستور»، وتولّى لاحقاً الأمانة العامّة لهذا المجلس لثماني سنوات.
* له أكثر من مائة مؤلَّف في الفقه، وأصوله، وعلم الكلام، والعقائد، والتّفسير، والحديث، والسّيرة، والتّراجم وغيرها. ومن أشهر كُتُبه على الإطلاق: (منتخَب الأثر في الإمام الثّاني عشر عليه السلام)، فرغَ منه بحدود العام 1953 ميلاديّة، وعن آية الله السيّد هادي الميلاني أنّه صنّفَ الكتاب بإيعازٍ من المرجع السيّد البروجردي للرّدّ على الفرقة البهائيّة الضّالّة.
ذكرَ الشيخ الطّهراني (المنتخَب) في (الذّريعة) وأثنَى عليه، وعدّه المحقّق الشيخ باقر شريف القرشي من أجودِ وأوفى ما أُلِّف في الإمام المنتظر عليه السلام وقد استَوعبت أبحاثُه معظمَ شؤون الإمام صلوات الله عليه..
* ما يلي، مجموعة من الأسئلة العقائديّة والأخلاقيّة التي أجابَ عنها آيةُ الله الصافي حفظه الله، مُنتخَبة من إجاباته على الاستفتاءات الفقهيّة، ولهذا وردت مختصرَة، وللتّفصيل يُمكن الاطّلاع على مؤلّفاته دام ظله على الرّابط التالي: saafi.net/ar

المَسائل العقائديّة

* ما العلَّة من إرسال الأنبياء؟ وما معنى وجوب إرسال الأنبياء على الله جلّ وعلا؟
مقتَضى «قاعدة اللُّطف»
التي قرّرها علماءُ الكلام، وجوبُ إرسالِ الأنبياء على الله عزَّ وجلَّ، لا بمعنى أنّه سبحانه مُلزَمٌ بذلك من قِبَل أحد، وطَرَفٌ للمسؤوليّة أمامه، بحيث يُحاسِبْه إنْ لم يفعله، تعالى الله عن ذلك عُلوّاً كبيراً، ﴿لا يسأل عما يفعل وهم يسألون﴾ الأنبياء:23، بل بمعنى أنّ کمالَه المطلَق وحكمتَه يستلزمان لطفَه على العباد بذلك، فهو لازمٌ عليه عزّ وجلّ بمُقتَضى حكمتِه، لا بإلزامِ مُلزِمٍ وحسابِ مُحاسِب.

* ما الحكمة من نزول القرآن الكريم باللّغة العربيّة؟
يُمكن القول بأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وآله والمخاطَبين [في بَدو الوحي] بالقرآن الكريم -في الغالب- كانوا عرباً، مضافاً إلى أنّ في اللّغة العربيّة خصوصيّاتٍ ودقائقَ أدبيّة ربّما لا يسهُلُ [على المتلقّي فَهْمُ] المعاني بغيرِها، على أنّ القرآن المجيد هو المعجزةُ الخالدةُ لِنَبيّنا الكريم الذي تحدّى الكفّار -المنكِرين لنزولِه من قِبَل الله- بالإتيان بمثلِه أو بمثلِ سورةٍ منه، فَلم يفعلوا ولنْ يفعلوا.

* ما هو قولُكم في ما يُفتَرى على الشّيعة من نسبة التّحريف إلى القرآن الكريم؟
القرآنُ الذي بأيدينا مصونٌ عن التّحريف عند علماء الطّائفة الحقّة، وما وردَ من روايات التّحريف إمّا ضعيفةٌ سنَدَاً، أو مُؤَوَّلة؛ بمَعنى وقوعِ التّحريف في التّفسير والتّأويل، وإنّ صحَّ القولُ أو النّقلُ عن بعضِ علمائنا من القولِ بالتّحريف فهو شاذٌّ نادرٌ لا يُعوَّل عليه، ولا يُمتَثل إليه، بل ولا يُمثِّل رأيَ المذهب الشّيعيّ ومُسلّماتِه، فلا يجوزُ نسبةُ القول بالتّحريف إلى مذهب الإماميّة، فضلاً عن كَوْنِه من ضروريّات المذهب! [وهذا ما] يعلمُه المُغرضون ويعرفُه المُسيئون لهذا المذهب، وقد أشبَعنا الكلامَ عنه في رسالةٍ خاصّة به، وکذا في کتاب (مع الخطيب في خطوطه العريضة) تحت عنوان: «صيانة القرآن من التّحريف».

* ورد في بعض الرّوايات بأنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان نبيّاً وآدمُ عليه السلام بين الماء والطّين، أي قبلَ عالَم الدّنيا، فإذا كان صلّى الله عليه وآله بلغَ مقامَ الرّسالة في سنّ الأربعين، فمَتى بلغَ مقامَ الإمامة؟
أمّا الخَبر، فَفي (البحار) أنّه خبرٌ مشهورٌ بَلَفْظِ: «كنتُ نبيّاً وآدمُ بين الماء والطّين» أو «..وآدمُ بين الرّوحِ والجَسد»، وهذا لا يدلُّ على عدم كَونِه صلّى الله عليه وآله واجداً لجميع شرائط الإمامة والإئتمام والاقتداء به في زمانٍ من الأزمنة، وأنّه كان في زمانٍ [ما] فاقداً لهذه المرتبة، فهو صلوات الله عليه وآله كان إماماً، حينما كان آدمُ بين الماء والطّين، وكان نبيّاً کذلك. نعم، رسالتُه وبعثتُه وتكليفُه من الله تعالى بدعوة النّاس إلى الإيمان، كان عند کمالِه سنّ الأربعين.

* هل يوجد دليل على ولادة الإمام المهديّ عليه السلام، ولو كان هذا الدّليلُ ضعيفاً؟ ولماذا لم نسمع شيئاً عن نشأتِه وحياتِه ومواقفِه؟
ولادةُ الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه من المسلَّمات، وقد صلّى على والدِه، وشَهِدَ هذه الواقعة جمعٌ من أصحاب الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام، ومَدْرَكُ ولادتِه سلام الله عليه غيرُ ضعيفٍ لِيُعترَض عليه، وهو من المسلّمات بالأدلّة القطعيّة.

* لقد نصَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله على أسماء أئمّة الشّيعة بتعابير مختلفة، منها: «ما يزالُ الدَّينُ عزيزاً -أو ما زالت أمّتي بخير- ما وَلِيَها اثنا عشر خليفة، کلُّهم من قريش»، فلماذا ظهورُ العشرات من المذاهب «الشّيعيّة» التي لا تعملُ بالنّصّ؟ وأين العزّةُ للإسلام ولأُمّةِ محمّدٍ صلّى الله عليه وآله على الرّغم من أنّ الإمام الثاني عشر موجود وَحَيّ منذ أکثر من ألف سنة؟
أ- النُّصوص الواردة في عدد الأئمّة عليهم السلام كثيرة جداً، وأهمُّها «حديث الغدير» المرويّ عن الخاصّة والعامّة بِطُرقٍ مختلفة بالغة فوق حدِّ التّواتر، إلّا أنّ اختلافَ الأُمم عن أنبيائها كثير، والقرآنُ الكريمُ ضربَ لنا أمثلةً من کلِّ الأُمم، وما جرى لنَبيّ الله موسى -على نبيّنا وآله وعليه السلام- بعد غيبتِه أربعين ليلة، وضلال أُمّتِه واتّباعهم السّامريّ أکبرُ ممّا يجري على هذه الأمّة من غيبةِ الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الطّويلة، کما أنّ اختلافَ بعض الشّيعة عن إمامةِ بعض الأئمّة منشأُه الضّلالُ واتّباعُ الهوى والزَّيغُ عن الحقّ والرّغبة في حُطام الدّنيا، وليس منشأُه ضياعُ الحقِّ واشتباهُه على النّاس؛ فإنّ رؤساءَ الواقفة وقَفوا على إمامة الإمام موسى الكاظم عليه السلام لِما كان في أيديهم من المال، ولم يسلِّموه إلى الإمام الرّضا عليه السلام من بعدِه، فأنكروا وفاتَه، وتِبعاً لذلك أَنكروا إمامةَ الإمامِ من بعدِه.
ب- أمَّا کَوْن العزّة لله ولرسولِه وللمؤمنين فهي آتيةٌ لا محالة، وذلك بظهور الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف. فإذا ظهرَ وحَكمَ بالإسلام الواقعيّ على کلّ الأرض، فهناك تظهرُ العزّة لله تعالى، أمّا أنّه مَتى يحصلُ هذا، فهو أمرٌ مَخفيّ، ونرجو ظهورَه کما كان يرجو ظهورَه مَن كان قبلَنا، راجين من الله تعالى أن يجعلَنا وإيّاكم من الثّابتين على ولايتِه، والمُنتظرِين لدولتِه والنّاصرين له.
فلا تَغُرَّنّك شبهاتُ المُضلّين، وعليكم بالاتّفاق حولَ علمائكم، فَهُمُ الحُجّةُ عليكم اليوم، وعليهم ردُّ الشُّبهة وتشكيكاتِ المُشكِّكين، والسلامُ على مَنِ اتّبعَ الهدى.

* يبدو من ظاهر بعضِِ أحاديث أئمّتنا الأطهار أنّ بينها تعارُضاً وتناقضاً، وفي السِّياق يُذكَرُ كلامٌ لعددٍ من علمائنا، منها قولُ الشّيخ الطُّوسي في مقدّمة (تهذيب الأحكام): «..ذاکرَني بعضُ الأصدقاء أبرَّه الله ممَّن أوجب حقّه علينا بأحاديث أصحابنا -أيَّدهم اللهُ ورَحِم السَّلفَ منهم- وما وَقَعَ فيها من الاختلافِ والتّباينِ والمُنافاةِ والتَّضادِّ، حتّى لا يكادُ يتّفقُ خبرٌ إلّا وبإزائه ما يُضادُّه، ولا يَسلمُ حديثٌ إلَّا وفي مقابلِه ما يُنافيه، حتَّى جَعَل مخالفونا ذلك من أعظم الطُّعون على مذهبِنا..». فما هو المرادُ من هذا الكلام ونظائرِه؟
ما ذَکَره العلماءُ الأجلَّة إنَّما هو على ما يَتراءى من الأحاديث الشّريفة في بَدْوِ النَّظر وقبل التَّدقيق والتَّحقيق، وأكثر ما يَتراءى من الاختلاف هو:
1- التّنافي بالعُموم والخُصوص.
2- أو المُطلَق والمُقيَّد.
وقلّما يوجد، بل لعلَّ الأندر من النّادر، الاختلافُ بالتّضاد، بحيث يمتنعُ الجمعُ بينهما بوجهٍ عُرفيّ.
1- کَحَملِ الظّاهر على الأظهَر.
2- أو حَمل أحدِهما على التّقيّة.
وبالجملة، لا يوجَد فيها ما يكونُ التَّعارضُ بينها بالتّضادِّ والتَّباين المقطوعِ به. وعلى هذا، فمثلُ هذا الاختلاف يَقَع في المُحاوَرات، ويُعالَج أيضاً وفْقَ القواعد المقرَّرة العرفيّة الجارية بين أهل العُرْف في محاوراتِهم ومكالماتِهم وإفاداتِهم. وما كَتَبَه هؤلاء الأجلّة حولَ رفع الخلاف هو لبيانِ ذلك. ولا يخفى أنّ ما أُورِدَ من قِبَل المخالفين واردٌ عليهم أيضاً، والكلامُ في ذلك طويل.

* کم مرَّة رُدَّت الشَّمس، ولِمَنْ رُدَّت؟
المعروف أنَّ ردَّ الشَّمس للإمام أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام حدثَ مرّتَين؛ مرّةً في المدينة ومرّةً ببابل، وقد کتبَ الحافظ السّيوطي (ت: 911 للهجرة) کتاباً في هذا الموضوع [كشفُ اللُّبس عن حديث ردّ الشّمس]، ذکر فيه ستّين روايةً تؤكِّدُ الموضوع، وهو من علماء العامَّة، وأحاديثُه عن طريقِهم.

* کثُر الزّعم في أنّ الإسلام قد ظَلَم المرأة وهَضَمَها حقوقها؛ فشهادةُ المرأتَين بشهادةِ رَجُلٍ واحد، وميراثُ الذَّكر كَميراثِ الأنثيَين. فما هو الردُّ على ذلك؟
حاشا لله أنْ يَظلمَ أحداً وهو المُنزَّه عن الظُّلم والنَّاهي عنه، سواء بالنّسبة للذَّكر أم الأُنثى، قال تعالى: ﴿..وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ آل عمران:182 و﴿.. وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ﴾ غافر:31، وقد مَنَّ سبحانُه وتعالى على المرأة بحقوقِها الواقعيّة الّتي لها، وحَسب طبيعتِها، إلّا الّتي يَدَّعيها الجَهَلةُ، إذْ هو أعلمُ بحقائقِ الأشياء وواقعِ الأُمور: ﴿أََلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ الملك:14، علماً بأنَّ حصَّة الأُنثى ليست دائماً أقلّ من حصَّة الذَّكر في الميراث، فمَن مات وتَرك بنتاً واحدةً وأُمّاً وأباً، فإنَّ للبنت النَّصف، وهي أُنثى، ولأبيه السُّدُس، وهو رَجل.

* لماذ يجمعُ الشِّيعة بين الصّلاتَين؟
قال الله تبارك وتعالى: ﴿..لكمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ..﴾ الأحزاب:21. وقد دلَّت السُّنّة الشَّريفة من طُرُق الفريقَين (الشّيعة والسُّنّة) على أنَّ النّبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله قد صلّى الظُّهرَين والمغربَين بالجَمْع والتَّفريق، وفي الجَمْع بين الظُّهرَين والعشائَين من طُرُق السُّنّة، [مثل] ما في أشهر مَسانيدهم وصِحاحِهم، کـ (مُسند أحمد)، و(صحيح البخاري)، و(صِحاح) مسلم، والتّرمذي، وابن ماجة، وأبي داود، والنّسائي، و(موطّأ) مالك، رواياتٌ صريحة في أنَّه صلّى الله عليه وآله جمعَ بين الظُّهر والعصر وبين المغرب والعشاء من غير عُذرٍ ولا عِلّة. فالعملُ بكلٍّ من الجمعِ والتَّفريق [من باب التّأسّي] به صلّى الله عليه وآله، وإنْ كان التَّفريقُ وفي وقتِ فضيلتِهما -الأوّل فالأوّل- أفضل.
ووَقتُ فضيلة الظُّهر، من الزَّوال إلى بلوغ الظِّلّ الحادِث مقدارَ الشَّاخِص، ومنتهى فضيلة العصر مقدارُه مرّتين، ولا يَبعد أن يكون مبدأُ فضيلتِها من الزَّوال بعد ما يختصُّ بالظّهر. ووقتُ فضيلة المغرب، من المغرب إلى ذَهاب الشَّفَق، وهو [ذهابُ الشّفَق] أوَّلُ فضيلةِ العشاء إلى ثُلُثِ اللّيل، ومهما يكن، فالطَّريقة المعهودة عندَهم ليست کما هي عن النّبيّ وآله صلوات الله وسلامه عليهم.


المسائل الأخلاقيّة

* أطلب من سماحتِكم موعظةً تكونُ لي زاداً في الدُّنيا والآخرة؟
نصيحتي لكُم ولِجميع إخوانكم الكِرام هي العملُ بالواجباتِ الشّرعيّة، واجتنابُ المحرَّمات والشُّبُهات، فمن اجتَنَب الشُّبُهاتِ نَجا من المحرَّمات، واتَّقِ الله وأحْسِنْ، فـ ﴿إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ النحل:128. وفَّقك اللهُ وإيَّانا لصالحِ الأعمال، بحقِّ محمَّدٍ وآله الطَّاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.

* عمري أربع عشرة سنة، لكنّني لا أهتمّ بالصَّلاة كثيراً، وأفعلُ المحرّمات، وأُريد أنْ أُصبح مؤمناً للأبد ولكنَّني لا أستطيع، إذ أنَّني أُصلّي أربعة أيّام وبعدها أترك الصّلاة يوماً أو يومين، ثمّ أُصلّي وأترك، وهكذا، فما هو الحلّ لكي أتشبّث بدِيني؟
أسألُ اللهَ تعالى التَّوفيق والتَّسديد، لا سيَّما [لناحية] الاهتمام بأمر الصَّلاة الّتي هي مِن أَظهر أركان الإسلام، وعمودُ الدِّين، ومِعراجُ المؤمن، وتَنهى عن الفَحشاء والمُنكر، والحضورُ في بِساط القُرْب والأُنس مع الله تعالى، وترکُها والعياذُ بالله موجبٌ للبُعْد عنه سبحانه. قال الله تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴾ المدثر:38-43، فَتُبْ إلى الله تعالى، واقضِ ما فاتكَ من الصَّلاة، إنّه الغفّار التَّوّاب، وقوِّ إرادتَك، ولا تجعل للشَّيطان عليك سبيلاً، فإنَّه يُضلّك.

* ما هي نصيحتكم لمَن يريد الذَّهاب إلى الحجّ للمرّة الأولى؟
ينبغي للحاجّ -مطلقاً- التَّوجّهُ الكامل إلى الله تعالى، والتَّفكُّر في عَظَمتِه عزَّ وجلَّ، وعظَمةِ سفرائِه الأنبياء والأئمَّة عليهم السلام، والعزْمُ على الإتيان بجميع ما أَوْجَبه اللهُ تعالى، والوَرَعُ عن المحارِم، والتَّوبة، وکَثرةُ الاستغفار، وقراءةُ القرآن، وتعظيمُ شعائر الله تعالى، واستغلالُ أکثر الأوقات هناك في الطَّاعات، والمحافظةُ على الآداب والسُّنَن المذكورة، کما الحرصُ على أنْ تكون أعمالُ الحجَّ وأفعالُه صحيحةً مُبرئةً للذّمة.

مسائل حول المناسبات الدِّينيّة

* ما هي العناوين التي تُعتبر من الشّعائر الحسينيّة المُباحة؟
البكاء، والتَّباكي، واستماعُ المراثي، وتبيينُ الأهداف الحسينيّة، ونحوها من الشّعائر الحسينيّة المعظَّمة.

* هل يجوز طرحُ القضايا السّياسيّة وهمومِ الأُمّة الإسلاميّة في المواكب الحسينيّة؟
يجوز للمُطَّلِع على القضايا السّياسيّة ونَحْوِ تأديتِها وبيانِها طرحُها على الأُمّة الإسلامية، بل قد يجبُ في بعضِ الأحيان.

* اعتاد أهلُ العراق أن يتوجّهوا إلي زيارة الإمام الحسين عليه السلام سيراً على الأقدام، وأن يَقطعوا خلال مسيرِهم هذا مئاتِ الكيلومترات في عدّة أيّام متواصلة، وفي ظلِّ أجواء روحيّة منقطعة النّظير، فما حُكم هذا العمل في الميزان الفقهيّ؟
العملُ المذكورُ مُستحبّ، جاءَ فيه كثيرُ الثَّواب، ورفيعُ الدَّرجات، وقضاءُ الحاجات، وحَطُّ السّيّئات، ودفعُ البليّات، وكثيرُ الخيرات، کما هو مفهومٌ من بعض الرّوايات، وفيه تمتينٌ للرّابطة القلبيّة والدّينيّة مع أهل البيت عليهم السلام، وهو من الشّعائر التي أُمِرنا بتعظيمِها، ولا عِبرة باستخفافِ غيرِنا بها، ولا قيمةَ لانتقادِهم، فإنَّهم إمّا مُغرِضون يريدون الإساءة إلى المَذْهب، وإمَّا لا يعلمون، ويکفي في مثل هذه الشّعيرة أَثَرُها في نفوسِ المؤمنين وتقويةِ عقائدِهم، أيَّدهم اللهُ وحَرَسهم.

* ما هو الحُكمُ الشَّرعيّ في مسألة التّصفيق في الاحتفالات التي تُقام في المناسبات الدّينيّة؟
بما أنّ التصفيق بنَظرِنا أمرٌ لَهوِيٌّ، لا يجوز مُطلقاً، سواء في الاحتفالات المذكورة أم في أمثالِها.


أسئلة متفرِّقة 

* هل يجوز للمرأة المسلمة المُقيمة في البلاد الأجنبيّة أنْ تنزعَ الحجاب في حال الاضطرار، ودفعاً للإحراج؟
يجب على المرأة التَّحجُّب أمام الرِّجال الأجانب بأيّ حال، وفيما لو مُنِعَت عليها أن تُهاجر من البلد، وإن لم يُمكن لها هجرةُ البلد لأسبابٍ قانونيّة أو أمنيّة أو غيرهما من مَوارد العذر الشّرعيّ، يَحرمُ عليها الخروجُ من المنزل سافِرة.

* ما حُكم الاحتفال بأعيادِ الغرب مثل عيد الأم، وغيره، وما حُكم تسميتُها بالأعياد؟
أعيادُ الكفّار ومناسباتُهم ليست من أعيادِنا ومناسباتنا، فلا يَنبغي للمُسلم أن يُحييها إنْ كان ذلك تقويةً لهم.

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

نفحات