حوارات

حوارات

11/04/2013

مع آية الله السيّد حسين الشاهرودي

آية الله السّيّد حسين الشّاهروديّ:
* في الصّحيح: أبغضُ النّاسِ، مَن يُنكرُ الحديثَ لأنّه لم يفهمه
* مضامينُ الزّيارة الجامعة، ما دونَ مقامِ الأئمّة عليهم السلام
ـــــ إعداد: «شعائر» ـــــ

آية الله السيد حسين الشاهرودي

* آية الله السّيّد حسين الحسينيّ الشّاهروديّ من كبار أساتذة الحوزة العلميّة في قمّ المقدّسة، وهو ابنُ المرجع الدّينيّ الرّاحل آية الله السّيّد محمود الشاهروديّقدّس سرّه.
* حضرَ دروس الفقه والأصول عند عددٍ كبيرٍ من أعلام الحوزة العلميّة كالسيّد الخوئيّ، والشّهيد الصّدر، والسّيّد الكلبايكانيّ، والشّيخ الميرزا جواد التّبريزيّرضوان الله عليهم، كما حضر دروس الشّيخ وحيد الخراسانيّ دام ظلّه.
* تمتازُ دروسُه في الفقه والأصولبالتّدقيق والتّحقيق والبيان الواضح، وإلى جانب ذلك له العديدُمن الأبحاث العقائديّة والأخلاقيّة.
* ما يلي، مقتطفات مختصَرة من إجاباته على أسئلةٍ عقائديّة وُجّهِت إلى سماحتِه عبر أحد المنتديات الإلكترونيّة. 

* هل هناك إجماعٌ عند الشِّيعة على الرَّجعة؟
نعم، هناك إجماعٌ من الشِّيعة على الرَّجعة، بل هي من مسلَّمات المذهب الحقّ، والأدلَّةُ على الرَّجعة من الكتاب والسُّنَّة كثيرةٌ جدّاً، فقد ذَكَر الحرّ العامليّ في كتابه (الإيقاظ من الهَجعة في البرهان على الرّجعة) أربعاً وستّين آيةً من القرآن الكريم تدلّ على ثبوت الرَّجعة، منها:1- ﴿وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً..النمل:83، فإنَّها في الرَّجعة، وأمَّا الحشرُ والقيامةُ الكبرى فَفي قوله تعالى: ﴿..وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداالكهف:47، كما دلّت عليه الرّوايات
.
2- ﴿وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَالأنبياء:95، والمقصود أنَّهم لا يرجعون إلى الدُّنيا في الرَّجعة، وإلَّا فالكلُّ يرجعُ يوم القيامة.3- ﴿..رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْن..غافر:11، عن الإمام الصَّادق عليه السلام:«ذلك في الرَّجعة».

4- ﴿وَإِنَّ لِلَّذينَ ظَلَمُوا عَذاباً دُونَ ذلِك..﴾ الطور:47، وهو عذابُ السَّيف في الرَّجعة.
5- ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ الله مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُم..البقرة:243.وأمَّا الرّوايات فهي مُتواترة، قال العلَّامة المجلسيّ: «اعلم يا أخي إنِّي لا أظنُّك تَرتابُ -بعدما مهَّدتُ وأوضَحْتُ لك- في القول بالرَّجعة الّتي أجمعتِ الشِّيعة عليها في جميع الأعصار، واشتَهَرَت بينهم كالشَّمس في رابعة النَّهار».إلى أن قال: «وكيف يَشكُّ مؤمنٌ بحقِّيّة الأئمّة الأطهار عليهم السلام في ما تَواتَر عنهم في قريبٍ من مائتَي حديثٍ صريحٍ رواها نيِّفٌ وأربعون من الثِّقات العِظام والعلماء الأعلام في أَزْيَد من خمسين من مؤلَّفاتهم، كَثِقة الإسلام الكلينيّ، والصَّدوق محمّد بن بابويه، والشّيخ أبي جعفر الطُّوسيّ، والسّيّد المرتضى، والنّجاشيّ، والكشيّ، والعياشيّ، وعليّ بن إبراهيم، وسُلَيْم الهلاليّ، والشّيخ المفيد، والكراجكيّ، والنّعمانيّ..».وفي حديثٍ عن الإمام الصّادق عليه السلام:«أوَّلُ مَنْ تَنْشَقّ الأرض عنه ويرجع إلى الدُّنيا الحسين بن عليّ عليهما السلام».
وعن جابر الجُعفيّ قال: «سمعتُ أبا جعفر عليه السلام يقول: واللهِ لَيَملكُنّ منَّا أهلَ البيت رجلٌ بعدَ موتِه ثلاث مائة سنة، ويزدادُ تسعاً»، وفي الحديث أنَّ الإمام الحسين عليه السلام يتولَّى تجهيز الإمام المهديّ عليه السلام، إلى غير ذلك من الرِّوايات الّتي لا يتَّسعُ المقامُ لِذِكرها.

* ما حُكم الشَّهادة بالولاية لأمير المؤمنين عليه السلام في الأذان؟
هو مُستحبٌّ في الأذان والإقامة بلا إشكالٍ ولا خلاف.قال السّيّد محسن الحكيم في الشّهادة الثّالثة: «بَل ذلك في هذه الأعصار معدودٌ من شعائر الإيمان ورمزَ التّشيُّع ، فيكون من هذه الجهة راجحاً شرعاً، بل قد يكون واجباً، لكنْ لا بعنوان الجزئيّة من الأذان..». (مستمسك العروة: ج 5، ص 545، منشورات مكتبة المرعشي النّجفيّ)

* متى جُمع القرآن؟ ومَن جَمَعَهُ؟
 
يظهر من الرِّوايات الواردة من طُرُق أهل البيت عليهم السلام وغيرهم أنَّ القرآنَ قد جُمِع على عهد رسولِ الله صلّى الله عليه وآله، وكان ذلك في أوراق وصحائف متفرّقة جَمَعَها أمير المؤمنين عليه السلام ورتَّبها بعد وفاة النّبيّ صلّى الله عليه وآله، والدَّليل على ذلك من الآيات قولُه تعالى: ﴿إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهالقيامة:17-19.وفي (تفسير القمِّيّ) بسندِه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إنَّ رسولَ الله
صلّى الله عليه وآله قال لعليٍّ عليه السلام: يا عليّ، القرآنُ خلفَ فراشي في المُصحفِ والحريرِ والقَراطيس، فخُذوه واجمعوه ولا تُضيِّعوه كما ضَيَّعتِ اليهودُ التَّوراةَ، فانطَلَق عليٌّ فجَمَعَه في ثوبٍ أصفر ثمَّ ختَم عليه في بيتِه، وقال: لا أرتدي حتّى أَجمعَه، وإنْ كان الرَّجلُ ليَأتيه فيَخرج إليه بغيرِ رداءٍ حتَّى جَمَعَه..».
وهذا ظاهرٌ في أنَّ القرآن قد جُمِعَ على عهد النَّبيّ صلّى الله عليه وآله، وكان مكتوباً في المصحف والقراطيس، وكانت مهمَّةُ أمير المؤمنين عليه السلام جَمْعَه في كتابٍ واحدٍ، وترتيبَه على التَّرتيب الذي رتَّبَه رسولُ الله صلّى الله عليه وآله. فالقولُ بأنَّ فلاناً أَمر بِجَمع القرآن، أو أنَّ القرآن جُمِع على عهد فلان الآخر، لا أساسَ له من الصِّحّة.

* ما هو رأي الشِّيعة بمسألة تحريف القرآن؟
التَّحريفُ معناه التَّغيير والتَّبديل، وهو على ثلاثة أقسام:
1- التّغيير بالزّيادة.
2- التّغيير بالنّقيصة.
3- التّغييرُ الجزئيّ في الحروف والكلمات وعلامات الإعراب ونحوها
.
أمّا التّغيير بالزّيادة، فقد اتَّفق المسلمون (سُنَّةً وشيعة) على بطلانِه وعدم وقوعِه في القرآن الكريم، بل استحالة ذلك، لأنَّ كلامَ المخلوق يَمتازُ قهراً عن كلام الخالق، ولقولِه تعالى ﴿لا يَأْتيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِه..فصّلت:42.وأمّا التّغيير الجزئيّ، فهو ممكن، وربَّما وقع في القرآن الكريم، تبعاً للقراءات السّبع، مثل: ﴿مَلِكِ يومِ الدِّين﴾ الفاتحة:4، و﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ الفاتحة:4.وأمّا التّحريفُ والتّغييرُ بالنَّقيصة فقد وَقَع الخلافُ فيه، والمحقِّقون من علماء الشِّيعة على أنَّه لم يَقع في القرآن الكريم أيضاً كالزَّيادة، وقد صرَّحوا بذلك في كُتُبهم، وكذلك أهل السُّنّة يقولون بعدم التّحريف بالنّقيصة، لكنّهم -في الوقت نفسه- يَروُون رواياتٍ كثيرة وبأعدادٍ هائلة يَظهر منها وقوعُ النَّقيصة في القرآن الكريم، وأنَّ الصَّحابة كانوا يعتقدون ذلك، وأوَّلُ مَن اعتَقَد بوقوعِ النَّقيصة في القرآن الكريم هو فلان، حيث أتى بعد وفاة النّبيّ صلّى الله عليه وآله بآيةِ رَجْمِ الشّيخ والشّيخة وطلب من حاكمِ وقتِه أنْ يُثبتَها في القرآن الّذي جَمَعه، لكن لم يُقبل منه لأنَّه لم يشهد معه غيرُه على ذلك، والآية التي جاء بها هي: «الشّيخ والشّيخة فارجموهما البتّة بِما قَضَيَا من اللَّذة». (انظر: الإتقان للسّيوطيّ: ج 1، ص 101)ومن القائلين بوقوع التَّحريف بالنَّقيصة في القرآن إحدى زوجاتِ الرَّسول، فقد روى عروة بن الزُّبير عنها أنَّها قالت: «كانت سورة الأحزاب تُقرَأُ في زمنِ النّبيّصلّى الله عليه وآله مائتَي آية، فلمّا كَتَب عثمانُ المصاحف لم نقدر منها إلَّا ما هو الآن»، (الإتقان: ج 2، ص 40 -41)، إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة الموجودة في كُتُبهم.نعم، قال بعضُ علمائهم بأنَّ ذلك يكون من نسخ التِّلاوة، لكنَّ السّيّد الخوئيّقدّس سرّه أجاب بأنَّ نسخَ التِّلاوة مرجعُه إلى القول بالتَّحريف، فإنَّ واقِعَهُ النَّقيصة، والتَّعبيرُ بنسخِ التِّلاوة مجرّد تفنُّنٍ في العبارة.أمَّا علماءُ الشِّيعة فيستدلّون بالدَّلالة الالتزاميّة القطعيّة على أنَّ القرآنَ الكريم النَّازل على رسول اللهِ محمَّدٍ صلّى الله عليه وآله لم يتغيّر بالزِّيادة والنُّقصان، وأنَّ ما بأيدينا هو عينُ ما نَزلَ على النّبيّصلّى الله عليه وآله بلا زيادةٍ فيه ولا نقيصة.

* وَرَدَ الأمرُ «بِرَدِّ الرّوايات المخالفة للقرآن الكريم»، فماذا يعني ردُّها هنا؟ وفي رواياتٍ أُخرى ما معناه: «ردُّ ما يلتَبَسُ أمرُه من الرِّوايات إلى المعصومين عليهم السلام»، نرجو التّفصيل في كيفيّة التّعامل مع الأحاديث المختلفة.
المقصود من الرَّدِّ في الأخبار المخالِفة للقرآن الكريم صريحاً -أي المخالفة بالتَّباين- هو الحُكم ببطلانِها وعدمِ صدورِها من الأئمّة عليهم السلام، كما يُومئُ إليه التّعبير في بعض الرّوايات بأنَّه زخرفٌ وباطلٌ، وأنَّنا لم نَقُلْه.وأمَّا الرَّدّ في غير هذا المورد، فالمقصودُ منه ظاهراً التَّوقُّف، وردُّ عِلْمِه إلى الأئمّة عليهم السلام، فإنَّ هناك رواياتٍ كثيرةً يظهرُ منها مبغوضيّة طرحِ [رفضِ]الحديث لمجرَّد التباسِ أمرِه، كما يُشير إليه قولُهم: «لا ينبغي لأحدٍ التّشكيكُ في ما يرويه عنَّا ثقاتُنا».وفي مكاتبة الإمام الكاظم عليه السلام إلى عليّ بن سويد: «لا تَقُلْ لِما بَلَغَكَ عنَّا أو نُسِبَ إلينا هذا باطلٌ، وإنْ كُنتَ تعرف خلافَه، فإنَّك لا تدري لِمَ قُلناه، وعلى أيِّ وجهٍ وَصَفْناه..».(اختيار معرفة الرّجال للشّيخ الطّوسيّ: ج 2، ص 755، آل البيت)وفي حديثٍ آخر عن الحذّاء، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: سمعتُه يقول: «أما والله، إنَّ أحَبَّ أصحابي إليّ أَوْرَعُهم وأكْتَمُهم لِحديثنا، وإنَّ أسوأَهُم عندي حالاً وأَمْقَتَهُم إليَّ الذي إذا سَمعَ الحديثَ يُنسَبُ إلينا ويُروَى عنَّا فلم يَعقله ولم يَقبلهُ قلبُه، اشمأزّ منه وجَحدَه وكَفَر بِمَن دانَ به، وهو لا يدري لعلَّ الحديث منَّا خَرج وإلينا أُسنِد، فيكونُ بذلك خارجاً عن ولايتنا». (أنظر: الكافي للكلينيّ: ج 2، ص 223، دار الكتب الإسلاميّة؛ والوسائل للحرّ العامليّ: ج 18، ص 61، دار إحياء التّراث العربيّ)

* هل صحّ الدُّعاء المعروف: «أللَّهمَّ إنِّي أَسْألُكَ بالزَّهراءِ وأبيها وبَعْلِها وبَنِيها والسِّرِّ المُستودَعِ فيها»؟
 الصِّيغة المعروفة هي: «أللَّهمَّ صَلِّ على فاطمةَ وأبِيها وبَعْلِها وبَنِيها والسِّرِّ المُستَوْدَعِ فيها بِعَدَدِ ما أَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ».وقد وقعُ الكلام في المُراد من «السِّرِّ المُستودَع»، وقيل إنَّه الإمامُ المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وهو مِن ذِكْرِ الخاصّ بعد العامّ للاهتمامِ به.وقد نُقل أنَّ مَن قرأَ «أللّهمَّ صلِّ على فاطمةَ وأبيها وبَعْلِها وبنيها بِعدَدِ ما أحاطَ به عِلْمُك» 530 مرّة ودعا قضى اللهُ حاجتَه إن شاء الله.كما أنَّه لا بأس بأن يَتَوسَّلَ إلى الله تعالى ويقول: «أللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بِحَقِّ فاطمةَ وأبيها وبَعْلِها وبَنِيها والسِّرِّ المُسْتَوْدَعِ فيها»، بقصد الرَّجاء لكي يَقضيَ اللهُ حاجتَه.ومَن يُشكِّك في ذلك فهو إمَّا جاهلٌ أو مُغرِضٌ، إذْ لا أقلَّ من دخولِه في مُطلق الدُّعاء والتَّوسُّل.

* كيف يُمكن تجنُّب عذاب القبر وضغطتِه لأنَّه لا ينجو منها إلَّا قليل؟ وهل تستمرُّ الضّغطة فترةً طويلة، مثلاً بالنّسبة إلى المؤمن العاديّ المُبتعد عن الحرام، ولكن أحياناً يقع في الصَّغائر ويَندم؟ممَّا يُنجي من عذاب القبر:

1- قراءة سورة النّاس كلَّ جمعة، كما وَرَد عن أمير المؤمنين عليه السلام.

2- قراءة سورة (ن والقلم) في فريضةٍ أو نافلة: «مَن قرأها آمَنَه اللهُ من أن يُصيبه فقرٌ أبداً وأعاذه اللهُ إذا مات من ضمّةِ القبر»، كما في الرّواية عن الإمام الصّادق عليه السلام.
3- إدمان قراءة سورة (حم الزّخرف).
4- عن الإمام الصّادق عليه السلام:«مَن مات ما بين زوال الشّمس من يوم الخميس إلى زوال الشّمس من يوم الجمعة، أمِنَ من ضغطةِ القبر»، وعنه عليه السلام:«مَن مات يوم الجمعة كُتِب له براءةٌ من ضَغطة القبر».
5- قراءةُ سورة المُلك. عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه سُئلَ عنها فقال: «هي واللهِ المُنجيةُ من عذابِ القبر».
6- إتمام الرُّكوع، ففي الحديث عن أبي جعفر الباقر عليه السلام:«مَن أتمَّ رُكوعَه لم يَدخله وحشةٌ في القبر».
7- قراءة سورة التّكاثر عند النّوم، فعَن أبي عبد الله الصّادق عليه السلام:«قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: مَن قرأ (ألهاكُم التّكاثر) عند النَّوم وُقيَ من فتنةِ القبر»، وفي حديثٍ آخر: «وكَفاه اللهُ شرّ مُنكَرٍ ونَكيرٍ».
8- مَن قال: «لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المبينُ» كلَّ يومٍ مائة مرّة، زيدَ في رزقِه وسَلِمَ من عذاب القبر.وأمَّا مدّة الضّغطة فلا يعلمُ ذلك إلّا اللهُ تعالى، ولعلّ الضغطةَ تكون بالنّسبةِ إلى المؤمن في أوَّل الأمر إنْ كان مستحقَّاً لذلك، ثمَّ تُدركُه رحمةُ الله الواسعة وشفاعةُ أهل البيت عليهم السلام.

* ماذا يفعل الانسان ليتجنَّب سوء الخاتمة ووسوسة الشّياطين عند الموت، مع أنَّه رجلٌ عاديّ تائبٌ من العوامّ، يفعل الواجبات ويترك المحرّمات، ومعرفتُه بالعقائد معرفةٌ بسيطة، ولا يستطيع التّعمُّق؟
1- يقرأ بعد كلِّ فريضة، وقبلَ النّوم: «رَضِيتُ بِالله رَبّاً، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ نَبِيّاً، وَبِالإسْلامِ دِيناً، وَبِالقُرْآنِ كِتاباً، وَبِالكَعْبَةِ قِبْلَةً، وَبِعَلِيٍّ وَليّاً وإِماماً، وَبِالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ، وَعَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَمُوسى بنِ جَعْفَر، وَعَلِيِّ بنِ مُوسى، وَمُحَمَّدِ بنِ عَلِيّ، وَعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ، وَالحَسَنِ بنِ عَلِيّ، وَالحُجَّةِ بنِ الحَسَنِ، صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ، أَئِمَّةً وقادةً وَسَادَةً. أللّهُمَّ إِنِّي رَضِيتُ بِهِمْ أَئِمَّةً فَارْضنِي لَهُمْ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ».
2- يَستعيذُ باللهِ تعالى من الشّيطان الرّجيم، ويَذكُرُ اللهَ تعالى بالقلب واللّسان، خصوصاً ذِكر «لا إلهَ إلَّا اللهُ»، يُكرِّره كثيراً.
3- كَتَبَ الإمام الصّادقُ عليه السلام إِلَى أحدِهم: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يُخْتَمَ بِخَيْرٍ عَمَلُكَ حَتَّى تُقْبَضَ وَأَنْتَ فِي أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ، فَعَظِّمْ للهِ حَقَّهُ، أَنْ (لَا) تَبْذُلَ نَعْمَاءَهُ فِي مَعَاصِيهِ وَأَنْ تَغْتَرَّ بِحِلْمِهِ عَنْكَ، وَأَكْرِمْ كُلَّ مَنْ وَجَدْتَهُ يَذْكُرُنَا أَوْ يَنْتَحِلُ مَوَدَّتَنَا، ثُمَّ لَيْسَ عَلَيْكَ صَادِقاً كَانَ أَوْ كَاذِباً، إِنَّمَا عَلَيْكَ نِيَّتُكَ وَعَلَيْهِ كَذِبُهُ».

 
* ما هو قولكم في ما يُثار حول «الزّيارة الجامعة الكبيرة» من شُبُهاتٍ من ناحية السَّند، ووجود بعض عبارات الغُلُوّ فيها؟
أمّا الشُّبهة في سَنَد الزّيارات، وخصوصاً «الزّيارة الجامعة الكبيرة»، فهي ناشئةٌ عن عدمِ الاطّلاع الكامل، أو ربّما الحِقدِ الدّفين –والعياذُ بالله تعالى- بالنّسبة إلى المعصومين عليهم السلام.و«الزّيارة الجامعة الكبيرة» هي كما قال المجلسيّ قدّس سرّه-وهو من أعاظم المحدِّثين ومن أَجَلِّ أهل الخبرة والاطِّلاع في الأحاديث المرويّة عن المعصومين عليهم السلام- : «مِن أصحِّ الزّيارات سنداً وأحسنِها مَتناً».ويكفي أنَّ الشّيخ الصَّدوق رواها في (الفقيه) وفي (العيون)، والشّيخ الطّوسيّ رواها في (التّهذيب)، ومضامين الزّيارة نفسها تدلُّ على صحّتِها وصدورِها عن عالَم الوحي، وعلى لسان أهل الذِّكر عليهم السلام.وليس في (الزّيارة الجامعة) أيّ عبارة تشتملُ على الغلوّ، بل كلُّ ما فيها من أوصافٍ ونعوتٍ هي ما دونَ مقام المعصومين عليهم السلام، وقد قال الإمام الصّادق عليه السلام:«اجعَلونا مَخلوقين، وقولوا فينا ما شِئتُم، فَلَن تبلُغوا»، وأكثَر ما في هذه الزِّيارة من الفضائل والأوصاف موجودةٌ في تضاعيفِ الأحاديث الواردة عن المعصومين عليهم السلام.نعم، تَوَهَّم بعضٌ لِعدمِ اطّلاعِه أو ربّما عنادِه أنَّ قولنا في هذه الزّيارة «وإيابُ الخلقِ إليكم وحسابُهم عليكُم» يَتعارضُ مع القرآن الكريم لقولِه تعالى: ﴿إنّ إلينا إيابَهم * ثمّ إنَّ علينا حسابَهمالغاشية:25-26،ولكنّ هذا التّوهُّم ناشئٌ عن عدمِ معرفةٍ بالأسلوب القرآنيّ، وعدمِ التّدبّر في آيات القرآن الكريم، ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَامحمد:24. وللتّوضيحِ نقول: قال اللهُ تعالى﴿اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ..الزمر:42، ومع ذلك يقول سبحانه في موردٍ آخر: ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ..السجدة:11، وقال: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ..النحل:28،فنَسب التَّوفِّية تارةً إلى نفسِه تبارك وتعالى، وتارةً إلى الملائكة ومَلَكِ الموت، فهل يكونُ في كلامِ الله تناقُضٌ وتعارُضٌ وتهافُت؟!أَوَليس الإسنادُ إلى اللهِ تعالى باعتبارِه علّةَ العِلَل، وأنّه عيَّنَ الملائكة لِقَبضِ الأرواح، والإسنادُ إلى الملائكة لأنَّهم مأمورون من قِبَلِ الله تعالى بمباشرةِ قبضِ الرُّوح؟وهكذا قولُه تعالى: ﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ..السجدة:5، مع قوله تعالى: ﴿فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراًالنازعات:5،وقولُه عزّ وجلّ مخاطباً عيسى عليه السلام:﴿..وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي..المائدة:110مع أنَّ الله تعالى هو المُحيي والمُميت، قال عزَّ من قائل: ﴿..يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ..يونس:31 والحمدُ لله ربّ العالمين.

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ 6 أيام

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

منذ 6 أيام

إصدارات عربية

نفحات