يزكيهم

يزكيهم

09/05/2013

ليلةُ الرَّغائب


 

ليلةُ الرَّغائب
...أنْ تَغْفرَ لِصُوّام رَجَب
ـــــ العلّامة الحلّيّ قدّس سرّه ـــــ


ليلةُ الرَّغائب هي أوّلُ ليلةِ جمعة من شهرِ رجب، وإنْ لم يَكُن يومُ الخميس منه. وتُعتَبر الصّلاةُ -المُقتَرِنةُ بالصَّوم- المرويّةُ عن رسولِ الله صلّى الله عليه وآله بخُصوصِ هذه اللَّيلة، من أهمِّ أعمال شهر رَجب، وقد ذكَرَها المحدِّثون والفقهاءُ في مصنَّفاتهم أو استَشْهَدوا بها في سياقِ الكلام على الصَّوم والصَّلاة المندوبَين. فقد أوردَ العلَّامة الحلّيّ «عمل الرّغائب» في إجازته لبني زهرة (الإجازة الكبيرة)، وذكرَه الشّيخ الكفعميّ في (المصباح)، والشّيخ الحرّ العامليّ في (وسائل الشّيعة)، والسّيّد ابن طاوس في (إقبال الأعمال)، والشّيخ الملَكيّ التبريزيّ في (المراقبات)، والسّيّد البروجرديّ في (جامع أحاديث الشّيعة)، وغيرهم، ويؤتى بها برجاء المطلوبيّة. 

عن رسول الله صلى الله عليه وآله: «لا تَغفلوا عن أوّلِ ليلةِ جمعة منه [شهر رجب]، فإنّها ليلةٌ تُسمِّيها الملائكة ليلة الرَّغائب، وذلك أنّه إذا مضى ثُلُثُ اللّيل لم يَبْقَ مَلَكٌ في السَّماواتِ والأرضِ إلّا يَجتمعون في الكعبة وحَوالَيْها، ويَطّلعُ اللهُ عليهم اطّلاعةً، فيقولُ لهم: يا ملائكتي! سَلوني ما شِئتُم، فيقولون: ربّنا، حاجتنا إليك أنْ تَغفر لِصُوّام رجب، فيقول الله تبارك وتعالى: قد فعلتُ ذلك.
ثمّ قال رسولُ الله صلّى الله عليه وآله: ما مِن أحدٍ صامَ يوم الخميس، أوّل خميس من رجب، ثمّ يُصلّي بين العشاء والعتمة [بين المغرب والعشاء، والقول بأنّ وقتَها بعد صلاة العشاء غير صحيح] اثنتَي عشرة ركعة:
1- يفصل بين كلّ ركعتين بتسليمة،
2- يقرأ في كلّ ركعة: (فاتحة الكتاب) مرّة، و(إنّا أنزلناه في ليلة القدر) ثلاث مرّات، و(قل هو الله أحد) اثنتي عشرة مرّة،
3- فإذا فَرغَ من صلاته صلّى عليَّ سبعين مرّة، يقول: أللَّهمَّ صَلِّ على مُحمّدٍ النَّبيِّ الأُمّيِّ (الهاشميّ) وعلى آلِه،
4- ثمّ يَسجد ويقول في سُجودِهِ سبعين مرّة: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ المَلائِكَةِ والرُّوح،
5- ثمّ يرفع رأسه ويقول: رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَتَجاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيُّ الأعْظَمُ،
6- ثمّ يَسجد سجدةً أخرى فيقول فيها مثل ما قال في السَّجدةِ الأولى،
7- ثمّ يسألُ اللهَ حاجتَه في سجوده، فإنّه تُقضى إن شاءَ اللهُ تعالى.

ثمّ قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله: والّذي نَفْسي بيدِه، لا يُصلّي عبدٌ أو أَمَةٌ هذه الصَّلاة إلّا غَفَرَ اللهُ له جميعَ ذنوبِه ولو كانت ذنوبُه مثل زَبَدِ البحر، وعددِ الرّمل، وَوَزْنِ الجبال، وعددِ ورق (أوراق) الأشجار، ويُشفَّع يومَ القيامةِ في سبعمائة من أهل بيتِه ممّن قد استوجَب النّار، فإذا كان أوّلُ ليلة نزولِه إلى قبره بعثَ اللهُ إليه ثوابَ هذه الصَّلاة في أحسن صورةٍ بوجهٍ طَلقٍ ولسانٍ ذَلق، فيقول: يا حبيبي أبْشِرْ، فقد نَجَوْتَ من كلِّ شدّةٍ. فيقول: من أنتَ، فما رأيتُ أحسنَ وجهاً منكَ، ولا شَمَمْتُ رائحةً أطيبَ من رائحتِك؟
فيقول: يا حبيبي! أنا ثوابُ تلك الصَّلاة الّتي صلّيتها ليلة كذا، في بلدةِ كذا في شهرِ كذا، في سنةِ كذا، جئتُ اللَّيلة لِأَقضيَ حقَّك، وآنَسَ وحدتَكَ، وأرفعَ عنكَ وحشَتَك، فإذا نُفِخ في الصُّور ظَلَّلْتُ في عرصةِ القيامةِ على رأسِكَ، وإنّك لنْ تُعْدَمَ الخيرَ من مولاكَ أبداً
».

 

 

اخبار مرتبطة

نفحات