مراقبات

مراقبات

07/06/2013

أعمالُ شهر شعبان

 

من لوازم الإيمان اليقظة وعلامتها المراقبة، وهي «قرار بالتزام قانون الله تعالى: الشّرعة والمنهاج» تماهياً مع اليقين والحبّ: اليقين به تعالى، وحبّه سبحانه.

 

في المناجاة الشعبانيّة: «وأن تجعلني ممّن يُديم ذكرك، ولا ينقض عهدك، ولا يغفل عن شكرك، ولا يستخفّ بأمرك. إلهي وألحقني بنور عزّك الأبهج، فأكون لك عارفاً، وعن سواك منحرفاً، ومنك خائفاً مراقباً، يا ذا الجلال والإكرام».

 

وأبرز كُتُب المراقبات: كتاب «إقبال الأعمال» لسيّد العلماء المراقبين، السّيّد ابن طاوس، و«المراقبات» للفقيه الكبير الشّيخ الملكي التبريزي، وفي هديهما: هذا الباب.

 

أعمالُ شهر شعبان

يَا قَريباً لا يَبعُدُ عَن المُغْتَرِّ بِه

ـــــ إعداد: «شعائر» ـــــ

 

عن أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه السلام: «..سمّاه ربُّنا شعبانَ لِتَشَعُّبِ الخيرات فيه؛ قد فتحَ ربُّكم فيه أبوابَ جنانِه وعرضَ عليكم قصورَها وخيراتِها بأرخصِ الأثمان وأسهلِ الأُمور، فَاشْتَروها ".." هذا غرّةُ شعبان، وشُعَبُ خيراتِه: الصّلاةُ، والزّكاةُ، والأمرُ بالمعروفِ والنَّهيُ عن المنكر، وبِرُّ الوالدَين والقراباتِ والجيران، وإصلاحُ ذاتِ البَين، والصَّدقَةُ على الفقراء والمَساكين».

***

من أهمّ مناسبات الشّهر:

1- ولادة الإمام الحسين عليه السلام في اليوم الثّالث.

2- ولادة الإمام زين العابدين عليه السلام في اليوم الخامس.

3- ولادة الإمام المهديّ عليه السلام في اليوم الخامس عشر.

أبرزُ الأعمال:

1- إحياء ليلة النّصف منه.

2- المناجاة الشّعبانيّة.

3- دعاء «صلاة الزّوال» المرويّ عن الإمام زين العابدين عليه السلام.

4- الصّوم.

5- الإكثار من قول «أللّهُمّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّد».

6- الاهتمام بالأسبوع الأخير من الشّهر.

 

تُقسَم أعمالُ شهر شعبان إلى قسمَين: الأعمال الخاصّة بوقتٍ محدّدٍ من الشَّهر، وتلك العامّة الّتي يُمكن أن يُؤتَى بها في أيِّ وقتٍ من أوقاته، وهي أُمور :

أوّلاً: المناجاة الشّعبانيّة

وهي مناجاةُ أمير المؤمنين والأئمّة من وُلده عليهم السلام، كانوا يدعون بها في شهر شعبان. وقد عدَّها آيةُ الله الملَكي التّبريزيّ في (المراقبات) من أهمّ أعمال هذا الشّهر، بل يجبُ على السّالك –كما أكَّد- أن يلتزمَ بقراءتها طوالَ السّنة، لا سيّما عند حضور القلب، وفي قنوت الصّلوات؛ بأنْ يقرأ فقراتٍ منها، ولا يغفل عن التّدبّر في الفقرة التي أوّلها: «وَأَنِرْ أبصارَ قُلوبِنا بضياءِ نَظَرِهَا إِلَيْكَ..».

ولا أدلّ على أهميّة هذه المناجاة الجليلة من قول الإمام الخمينيّ قدّس سرّه بأنّها مناجاةٌ «قلَّ نظيرُها»، وإشارتُه إلى أنّها المناجاة الوحيدة التي بلَغنا أنّ جميع أئمّة أهل البيت عليهم السلام كانوا يدعون بها، لافتاً إلى أنّها تحوي من المضامين التّوحيديّة ما لا يحويه أيُّ دعاءٍ أو مناجاة أخرى، باستثناء «دعاء كميل» الذي يُقرَأ في ليالي الجُمع، وتستحبُّ قراءتُه أيضاً في ليلة النّصف من شعبان خاصّة.

***

* متنُ المناجاة الشّعبانيّة: «أللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، واسْمَعْ دُعائِي إذا دَعَوْتُكَ واسْمَعْ نِدائِي إذا نادَيْتُكَ، وأَقْبِلْ عَليَّ إذا ناجَيْتُكَ، فَقَدْ هَرَبْتُ إلَيْكَ، ووَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ مُسْتَكيناً لَكَ مُتَضَرِّعاً إلَيْكَ، راجِياً لِمَا لَدَيْكَ، تراني وتَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي، وتَخْبُرُ حَاجَتِي وَتَعْرِفُ ضَميرِي، وَلا يَخْفَى عَلَيْكَ أمْرُ مُنْقَلَبِي ومَثْوايَ، وَمَا أُرِيدُ أنْ أُبْدِئَ بِهِ مِنْ مَنْطِقي، وَأتَفَوَّهَ بِهِ مِنْ طَلِبَتِي، وأَرْجُوهُ لِعَاقِبَتي، وَقَدْ جَرَتْ مَقَادِيرُكَ عَلَيَّ يا سَيِّدِي فِي مَا يَكُونُ مِنِّي إلى آخِرِ عُمْرِي، مِنْ سَريرَتِي وَعَلانِيَتِي، وَبِيَدِكَ لا بِيَدِ غَيْرِكَ زِيَادَتِي وَنَقْصِي، وَنَفْعِي وَضرِّي.

إلَهي إنْ حَرَمْتَنِي فَمَنْ ذا الَّذي يَرْزُقُني، وإنْ خَذَلْتَنِي فَمَنْ ذا الَّذِي يَنْصُرُنِي، إلَهي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غَضَبِكَ وَحُلُولِ سَخَطِكَ، إلَهي إنْ كُنْتُ غَيْرَ مُسْتَأْهِلٍ لِرَحْمَتِكَ فَأنْتَ أهْلٌ أنْ تَجُودَ عَلَيَّ بِفَضْلِ سَعَتِكَ، إلَهي كَأنِّي بِنَفْسِي وَاقِفَةٌ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَقَدْ أظَلَّها حُسْنُ تَوَكُّلِي عَلَيْكَ، فَقُلْتَ ما أنْتَ أهْلُهُ، وَتَغَمَّدْتَنِي بِعَفْوِكَ، إلَهي إنْ عَفَوْتَ فَمَنْ أوْلَى مِنْكَ بِذَلِكَ، وَإنْ كانَ قَدْ دَنَا أَجَلِي وَلَمْ يُدْنِنِي مِنْكَ عَمَلِي فَقَدْ جَعَلْتُ الإقْرارَ بِالذَّنْبِ إلَيْكَ وَسِيلَتِي.

إلَهي قَدْ جُرْتُ عَلى نَفْسِي في النَّظَرِ لَها، فَلَها الوَيْلُ إنْ لَمْ تَغْفِرْ لَهَا، إلَهي لَمْ يَزَلْ بِرُّكَ عَلَيَّ أيَّامَ حَيَاتِي، فَلا تَقْطَعْ بِرَّكَ عَنِّي فِي مَمَاتِي، إلَهي كَيْفَ آيَسُ مِنْ حُسْنِ نَظَرِكَ لي بَعْدَ مَمَاتِي، وأنْتَ لَمْ تُولِني إلَّا الجَمِيلَ فِي حَياتِي، إلَهي تَوَلَّ مِنْ أمْري مَا أنْتَ أهْلُهُ، وَعُدْ عليَّ بِفَضْلِكَ عَلى مُذْنِبٍ قَدْ غَمَرَهُ جَهْلُهُ، إلَهي قَدْ سَتَرْتَ عَليَّ ذُنُوباً في الدُّنْيا وأنَا أحْوَجُ إلى سَتْرِها عَليَّ مِنْكَ فِي الأُخْرى، إلَهي قَدْ أحْسَنْتَ إليَّ إذْ لَمْ تُظْهِرْها لأحَدٍ مِنْ عِبادِكَ الصَّالِحِينَ، فَلا تَفْضَحْنِي يَوْمَ القِيَامَةِ عَلى رُؤوسِ الأشْهادِ.

إلَهي جُودُكَ بَسَطَ أمَلِي، وَعَفْوُكَ أفْضَلُ مِنْ عَمَلِي، إلَهِي فَسُرَّنِي بِلِقَائِكَ يَوْمَ تَقْضِي فِيهِ بَيْنَ عِبَادِكَ، إلَهي اعْتِذارِي إلَيْكَ اعْتِذارُ مَنْ لَمْ يَسْتَغْنِ عَنْ قَبُولِ عُذْرِهِ، فَاقْبَلْ عُذْرِي يا أكْرَمَ مَنِ اعْتَذَرَ إلَيْهِ المُسيئونَ، إلَهي لا تَرُدَّ حَاجَتِي، وَلا تُخَيِّبْ طَمَعِي، وَلا تَقْطَعْ مِنْكَ رَجَائِي وَأمَلي، إلَهي لَوْ أَرَدْتَ هَوانِي لَمْ تَهْدِني، وَلَوْ أَرَدْتَ فَضِيحَتِي لَمْ تُعَافِنِي، إلَهي مَا أظُنُّكَ تَرُدُّني فِي حَاجَةٍ قَدْ أفْنَيْتُ عُمْرِي فِي طَلَبِها مِنْكَ، إلَهي فَلَكَ الحَمْدُ أبَداً أبَداً دَائِماً سَرْمَداً يَزِيدُ وَلا يَبِيدُ كَمَا تُحِبُّ وتَرْضَى. إلَهِي إنْ أخَذْتَنِي بِجُرْمِي أخَذْتُكَ بِعَفْوِكَ، وَإنْ أخَذْتَنِي بِذُنُوبِي أخَذْتُكَ بِمَغْفِرَتِكَ، وإنْ أدْخَلْتَنِيَ النَّارَ أعْلَمْتُ أهْلَهَا أنِّي أُحِبُّكَ.

إلَهي إنْ كَانَ صَغُرَ فِي جَنْبِ طَاعَتِكَ عَمَلِي، فَقَدْ كَبُرَ فِي جَنْبِ رَجَائِكَ أمَلِي، إلَهي كَيْفَ أنْقَلْبُ مِنْ عِنْدِكَ بِالخَيْبَةِ مَحْرُوماً، وَقَدْ كَانَ حُسْنُ ظَنِّي بِجُودِكَ أنْ تَقْلِبَنِي بِالنَّجَاةِ مَرْحُوماً، إلَهي وَقَدْ أَفْنَيْتُ عُمْرِي فِي شِرَّةِ السَّهْوِ عَنْكَ، وَأَبْلَيْتُ شَبَابِي فِي سَكْرَةِ التَّبَاعُدِ مِنْكَ، إلَهي فَلَمْ أسْتَيْقِظْ أيَّامَ اغْتِرارِي بِكَ ورُكوني إلَى سَبِيلِ سَخَطِكَ، إلَهي وَأنَا عَبْدُكَ وابْنُ عَبْدِكَ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْكَ مُتَوَسِّلٌ بِكَرَمِكَ إلَيْكَ.

إلَهي أنا عَبْدٌ أَتَنَصَّلُ إلَيْكَ مِمَّا كُنْتُ أُواجِهُكَ بِهِ مِنْ قِلَّةِ اسْتِحْيائِي مِنْ نَظَرِكَ، وَأَطْلُبُ العَفْوَ مِنْكَ إذِ العَفْوُ نَعْتٌ لِكَرَمِكَ، إلَهي لَمْ يَكُنْ لِي حَوْلٌ فَأَنْتَقِلَ بِهِ عَنْ مَعْصِيَتِكَ إلَّا فِي وَقْتٍ أيْقَظْتَنِي لِمَحَبَّتِكَ، فَكَمَا أَرَدْتَ أنْ أَكُونَ كُنْتُ، فَشَكَرْتُكَ بِإدْخَالِي فِي كَرَمِكَ، وَلِتَطْهِيرِ قَلْبِي مِنْ أوْسَاخِ الغَفْلَةِ عَنْكَ. إلَهي انْظُرْ إليَّ نَظَرَ مَنْ نَادَيْتَهُ فَأجَابَكَ، وَاسْتَعْمَلْتَهُ بِمَعُونَتِكَ فَأطَاعَكَ، يا قَريباً لا يَبْعُدُ عَنِ المُغْتَرِّ بِهِ، وَيا جَواداً لا يَبْخَلُ عَمَّنْ رَجَا ثَواَبَهُ، إلَهي هَبْ لِي قَلْباً يُدْنِيهِ مِنْكَ شَوْقُهُ، وَلِسَاناً يُرفَعُ إلَيْكَ صِدْقُهُ، وَنَظَراً يُقَرِّبُهُ مِنْكَ حَقُّهُ.

إلَهي إنَّ مَنْ تَعَرَّفَ بِكَ غَيْرُ مَجْهُولٍ، وَمَنْ لاذَ بِكَ غَيْرُ مَخْذُولٍ، وَمَنْ أَقْبَلْتَ عَلَيْهِ غَيْرُ مَمْلُولٍ (مملوك). إلَهي إنَّ مَنِ انْتَهَجَ بِكَ لَمُسْتَنِيرٌ، وَإنَّ مَنِ اعْتَصَمَ بِكَ لَمُسْتَجِيرٌ، وَقَدْ لُذْتُ بِكَ يَا سَيِّدِي فَلا تُخَيِّبْ ظَنِّي مِنْ رَحْمَتِكَ، وَلا تَحْجُبْنِي عَنْ رَأفَتِكَ.

إلَهي أقِمْنِي فِي أهْلِ وِلايَتِكَ مُقَامَ مَنْ رَجَا الزِّيَادَةَ مِنْ مَحَبَّتِكَ، إلَهي وَألْهِمْنِي وَلَهاً بِذِكْرِكَ إلَى  ذِكْرِكَ، وَهِمَّتي في رَوْحِ نَجَاحِ أسْمائِكَ وَمَحَلِّ قُدْسِكَ.

إلهي بِكَ عَلَيْكَ إلَّا ألْحَقْتَنِي بِمَحَلِّ أهْلِ طَاعَتِكَ، والمَثْوَى الصَّالِحِ مِنْ مَرْضَاتِكَ، فَإنِّي لا أقْدِرُ لِنَفْسِي دَفْعاً وَلا أمْلِكُ لَها نَفْعاً.

إلَهي أنَا عَبْدُكَ الضَّعِيفُ المُذْنِبُ، ومَمْلُوكُكَ المُنِيبُ (المُعيب) فَلا تَجْعَلْنِي مِمَّنْ صَرَفْتَ عَنْهُ وَجْهَكَ، وَحَجَبَهُ سَهْوُهُ عَنْ عَفْوِكَ.

إلَهي هَبْ لِي كَمَالَ الإنْقِطَاعِ إلَيْكَ، وأنِرْ أبْصارَ قُلوبِنَا بِضِيَاءِ نَظَرِها إلَيْكَ، حَتَّى تَخْرِقَ أبْصَارُ القُلوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ إلى مَعْدِنِ العَظَمَةِ، وَتَصِيرَ أرْواحُنَا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. إلَهي وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ نَادَيْتَهُ فَأَجَابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَنَاجَيْتَهُ سِرّاً، وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً، إلَهي لَمْ أُسَلِّطْ عَلى حُسْنِ ظَنِّي قُنُوطَ الأيَاسِ، ولا انْقَطَعَ رَجَائِي مَنْ جَميلِ كَرَمِكَ. إلَهي إنْ كانَتْ الخَطايَا قَدْ أسْقَطَتْنِي لَدَيْكَ، فَاصْفَحْ عَنِّي بِحُسْنِ تَوَكُّلِي عَلَيْكَ. إلَهي إنْ حَطَّتْني الذُّنُوبُ مِنْ مَكَارِمِ لُطْفِكَ، فَقَدْ نَبَّهَنِي اليَقينُ إلى كَرَمِ عَطْفِكَ، إلَهي إنْ أنَامَتْنِيَ الغَفْلَةُ عنِ الاسْتِعْدادِ لِلِقَائِكَ، فَقَدْ نَبَّهَتْنِي المَعْرِفَةُ بِكَرَمِ آلائِكَ. إلهي إنْ دَعَانِي إلَى النَّارِ عَظيمُ عِقَابِكَ فَقَدْ دَعَانِي إلى الجَنَّةِ جَزِيلُ ثَوَابِكَ.

إلَهي فَلَكَ أسْأَلُ وإلَيْكَ أبْتَهِلُ وَأرْغَب، وَأسْألُكَ أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَأنْ تَجْعَلَنِي مِمَّنْ يُدِيمُ ذِكْرَكَ، وَلا يَنْقُضُ عَهْدَكَ، وَلا يَغْفَلُ عَنْ شُكْرِكَ، وَلا يَسْتَخِفُّ بِأَمْرِكَ، إلَهي وَألحِقْني بِنُورِ عِزِّكَ الأَبْهَجِ، فَأكُونَ لَكَ عَارِفاً، وَعَنْ سِواكَ مُنْحَرِفاً، وَمِنْكَ خَائِفاً مُراقِباً (مُتَرَقِّباً)، يَا ذا الجَلالِ والإكْرامِ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ رَسُولِهِ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تسليماً كثيراً».

 

ثانياً: الأذكار

في طليعتِها «صلواتُ الزّوال» المرويّة عن الإمام زين العابدين عليه السلام، والاستغفار، والتّهليل بصِيَغٍ محدّدة، وكذلك الصّلاة على النّبيّ وآله الأطهار عليهم السلام. [اُنظر باب: «يذكرون» من هذا العدد]

 

ثالثاً: الصَّوم

* عن أمير المؤمنين عليه السلام: «ما فاتَني صَوْمُ شعبان منذ سمعْتُ منادي رسولِ الله صلّى الله عليه وآله ينادي في شعبان، فلَن يفوتَني أيّام حياتي صومُ شعبان إنْ شاءَ الله تعالى»، ثمّ كان عليه السلام يقول: «صوْمُ شهرَين متتابعَين توبةٌ من الله». [انظر باب: «وقال الرّسول» من هذا العدد]

رابعاً:  كلّ خميس من شعبان

 (الإقبال): عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «تتزيَّنُ السّماواتُ في كلِّ خميسٍ من شَعبان فتقولُ الملائكةُ: (إلَهنا اغفِرْ لِصائِميه وأَجِب دُعاءَهم)، فمَن صلَّى فيه ركعتَين، يقرأُ في كلِّ ركعة (فاتحةَ الكتاب) مرّة، و(قل هو الله أحد) مائة مرّة، فإذا سلَّم صلَّى على النّبيّ مائةَ مرّة، قضى اللهُ له كلّ حاجةٍ من أمرِ دِينِه ودُنياه».

خامساً: الصّلاة

لكلِّ ليلةٍ من ليالي شهر شعبان صلاةٌ خاصّة ذَكَرَها السّيّد ابن طاوس في الجزء الثالث من (إقبال الأعمال)، وتجدُها أيضاً في باب «كتاباً موقوتا» من العدد السّابع والعشرين من «شعائر».

سادساً: الصّدقة

سُئل الإمام الصادق عليه السلام عن أفضل الأعمال في شهر شعبان، فقال عليه السلام: «الصَّدَقةُ والاستغفار».

وعنه عليه السلام: «مَن تصدَّق بصَدَقةٍ في شعبان، ربَّاها اللهُ عزَّ وجلَّ له كما يُربِّي أحدُكم فصيلَه [الصِّغار من الإبل]، حتّى توافي يوم القيامة وقد صارتْ له مثلَ جَبل أُحُد».

وفي الحديث عن الإمام الرّضا عليه السلام: «..ومَن تَصدَّقَ في شعبان بِصَدَقَة، وَلَو بِشِقِّ تَمرة، حَرَّمَ اللهُ جَسَدَه على النّار..».

***

وأمّا الأعمال الخاصّة المؤقّتة بوقتٍ محدَّدٍ من شهر شعبان، فَهي كما يلي بحسب التَّرتيب الزَّمنيّ:

 

اللّيلةُ الأُولى

ورد في كتاب (إقبال الأعمال) أربع صلوات تختصّ باللّيلة الأولى من شهر شعبان، وكلُّها مرويّة عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله:

 

* الصّلاة الأولى: «مَن صلَّى أوّلَ ليلةٍ من شعبان مائة ركعة، يقرأ في كلّ ركعة (فاتحة الكتاب) مرّة، و(قل هو الله أحد) مرّة، فإذا فرغَ من صلاته قرأ (فاتحة الكتاب) خمسين مرّة، والّذي بَعثَني بالحقِّ نبيّاً أنَّه إذا صلَّى هذه الصَّلاة وصامَ العبدُ، دَفَع اللهُ تعالى عنه شرَّ أهلِ السَّماء وشرَّ أهلِ الأرضِ وشرَّ الشّياطين والسّلاطين، ويَغفرُ له سبعينَ ألف كبيرة، ويَرفعُ عنه عذابَ القبر، ولا يروِّعه منكرٌ ولا نكيرٌ، ويَخرج من قبرِه ووَجهُه كالقمرِ ليلةَ البدرِ، ويمرُّ على الصِّراط كالبرق، ويُعطى كتابه بيَمينه».

 

* الصّلاة الثّانية: «مَن صلّى أوّلَ ليلةٍ من شعبان اثنتَي عشرة ركعة، يقرأ في كلّ ركعة (فاتحة الكتاب)، و(قل هو الله أحد) خمس عشرة مرّة، أعطاهُ اللهُ تعالى ثواب اثنَي عشر ألف شهيدٍ، وكَتَب له عبادة اثنتَي عشرة سنة، وخرج من ذنوبه كَيَومِ وَلَدَته أمُّه، وأعطاهُ اللهُ بكلِّ آيةٍ في القرآن قصراً في الجنّة».

 

* الصّلاة الثّالثة: «مَن صلّى أوّل ليلةٍ من شعبان ركعتَين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ (فاتحة الكتاب) مرّة، وثلاثين مرّة (قل هو الله أحد)، فإذا سلَّمَ قال: (أللّهُمَّ هذا عَهدي عندَك إلى يوم القيامة)، حُفِظَ من إبليسَ وجنودِه، وأعطاهُ اللهُ ثوابَ الصِّدِّيقين».

 

* الصّلاة الرّابعة: «مَن صام ثلاثة أيّامٍ من أوّل شعبان ويقومُ لياليها وصلّى ركعتَين [في اللّيالي الثّلاث]، في كلّ ركعة بـ (فاتحة الكتاب) مرّة، و(قل هو الله أحد) إحدى عشرة مرّة، رفع اللهُ تعالى عنه شرَّ أهلِ السّماوات وشرَّ أهلِ الأرضين وشرَّ إبليسَ وجنودِه وشرَّ كلِّ سلطانٍ جائرٍ، والذي بعثَني بالحقِّ نبيّاً أنّه يَغفرُ اللهُ له سبعينَ ألف ذنبٍ من الكبائر في ما بينه وبين الله عزَّ وجلَّ، ويَدفعُ اللهُ عنه عذابَ القبرِ ونَزْعَه وشدائدَه».

 

اليوم الأوّل: الصّوم

* عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَن صام أوَّلَ يومٍ من شعبان، كتبَ اللهُ عزَّ وجلَّ له سبعينَ حسنة، الحسنةُ تَعدِلُ عبادةَ سنة».

* وقد ورد عنه صلّى الله عليه وآله في صيام يومٍ واحدٍ من شعبان: «شعبانُ شَهري وَرمضانُ شهرُ اللهِ عزَّ وجلّ، فمَن صامَ يوماً من شَهري كُنْتُ شفيعَه يومَ القيامة..».

* وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّ مَن صامَ هذا اليوم الأوّل من شعبان «وَجَبَتْ له الجنّةُ البتّة»، أي قطعاً وحتماً.

 

اليوم الثّالث

هو يومُ ميلاد سيد الشّهداء الإمام الحسين عليه السلام، وقد رُوي فيه دُعاءان، الأوّل عن الإمام العسكريّ، والثّاني عن الإمام الصّادق عليهما السلام.

1- رُوي عن الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام: «أنّ مولانا الحسين عليه السلام وُلِدَ يومَ الخَميس، لثلاثٍ خَلَوْنَ من شعبان فَصُمْه، وادعُ فيه بهذا الدّعاء:

أللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ المَوْلُودِ فِي هذا اليَوْمِ، الموعودِ بِشَهادَتِهِ قَبْلَ اسْتِهْلالِهِ وَوِلادَتِهِ، بَكَتْهُ السَّماءُ وَمَنْ فِيها وَالأَرْضُ وَمَنْ عَلَيْها وَلَمَّا يَطَأ لابَيَتْها، قَتِيلِ العَبْرَةِ وَسَيِّدِ الأسْرَةِ المَمْدُودِ بِالنُّصْرَةِ فِي يَوْمِ الكَرَّةِ، المُعَوَّضِ مِنْ قَتْلِهِ أَنَّ الأئِمَّةَ مِنْ نَسْلِهِ وَالشِّفاءَ فِي تُرْبَتِهِ وَالفَوْزَ مَعَهُ فِي أَوْبَتِهِ وَالأَوْصِياء مِنْ عِتْرَتِهِ بَعْدَ قائِمِهِمْ وَغَيْبَتِهِ، حَتّى يُدْرِكُوا الأوْتارَ وَيَثْأَرُوا الثَّارَ وَيُرْضُوا الجَبَّارَ وَيَكُونُوا خَيْرَ أَنْصارٍ، صَلَّى الله عَلَيْهِمْ مَعَ اخْتِلافِ اللّيْلِ وَالنَّهارِ.

أللّهُمَّ فَبِحَقِّهِمْ إِلَيْكَ أَتَوَسَّلُ وَأَسْأَلُ سُؤالَ مُقْتَرِفٍ مُعتَرِفٍ مُسِيءٍ إِلى نَفْسِهِ مِمَّا فَرَّطَ فِي يَوْمِهِ وَأَمْسِهِ، يَسْأَلُكَ العِصْمَةَ إِلى مَحَلِّ رَمْسِهِ، أللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ وَاحْشُرْنا فِي زُمْرَتِهِ وَبَوِّئْنا مَعَهُ دارَ الكَرامَةِ وَمَحَلَّ الإقامَةِ، أللّهُمَّ وَكَما أَكْرَمْتَنا بِمَعْرِفَتِهِ فَأَكْرِمْنا بِزُلْفَتِهِ [بالقُرب منه] وَارْزُقْنا مُرافَقَتَهُ وَسابِقَتَهُ وَاجْعَلْنا مِمَّنْ يُسَلِّمُ لأمْرِهِ وَيُكْثِرُ الصَّلاةَ عَلَيْهِ عِنْدَ ذِكْرِهِ وَعَلى جَمِيعِ أَوْصِيائِهِ وَأَهْلِ أَصْفِيائِهِ، المَمْدُودِينَ مِنْكَ بِالعَدَدِ الاثْنَي عَشَرَ النُّجُومِ الزُّهرِ وَالحُجَجِ عَلى جَميعِ البَشَرِ، أللّهُمَّ وَهَبْ لَنا فِي هذا اليَوْمِ خَيْرَ مَوْهِبَةٍ وَأنْجِحْ لَنا فِيهِ كُلَّ طَلِبَةٍ كَما وَهَبْتَ الحُسَيْنَ لِمُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَعاذَ فُطْرُسُ بِمَهْدِهِ، فَنَحْنُ عائِذُونَ بِقَبْرِهِ مِنْ بَعْدِهِ نَشْهَدُ تُرْبَتَهُ وَنَنْتَظِرُ أَوْبَتَهُ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ».

2- ثمّ تدعو بهذا الدّعاء المرويّ عن الإمام الصادق عليه السلام، وهو آخرُ دعاءٍ دَعا به سيّدُ الشّهداء عليه السلام يومَ كُوثِر، أي يومَ عاشوراء حين تكاثرَ عليه الأعداء:

«أللّهُمَّ أَنْتَ مُتَعالِي المَكانِ، عَظِيمُ الجَبَروتِ، شَدِيدُ المِحال، غَنِيٌّ عَنِ الخَلائِقِ، عَرِيضُ الكِبْرِياءِ قادِرٌ عَلى ما تَشاءُ، قَرِيبُ الرَّحْمَةِ، صادِقُ الوَعْدِ، سابِغُ النِّعْمَةِ حَسَنُ البَلاءِ، قَرِيبٌ إِذا دُعِيتَ، مُحيطٌ بِما خَلَقْتَ، قابِلُ التَّوْبَةِ لِمَنْ تابَ إِلَيْكَ، قادِرٌ عَلى ما أَرَدْتَ، وَمُدْرِكٌ ما طَلَبْتَ، وَشَكُورٌ إِذا شُكِرْتَ، وَذَكُورٌ إِذا ذُكِرْتَ، أَدْعُوكَ مُحْتاجاً وَأَرْغَبُ إِلَيْكَ فَقِيراً وَأَفْزَعُ إِلَيْكَ خائِفاً وَأَبْكِي إِلَيْكَ مَكْرُوباً وَأَسْتَعِينُ بِكَ ضَعِيفاً وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ كافِياً، اُحْكُمْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا فَإِنَّهُمْ غَرُّونا وَخَدَعُونا وَخَذَلُونا وَغَدَرُوا بِنا وَقَتَلُونا، وَنَحْنُ عِتْرَةُ نَبِيِّكَ وَوُلْدُ حَبِيبِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله، الَّذِي اصْطَفَيْتَهُ بِالرِّسالَةِ وَائْتَمَنْتَهُ عَلى وَحْيِكَ، فَاجْعَلْ لَنا مِنْ أَمْرِنا فَرَجاً وَمَخْرَجاً بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ».

اليوم الثّاني عشر: اللّيالي والأيّام البِيض

1- الصَّلاة: تصلّي ليلة الثّالث عشر ركعتَين، وليلة الرّابع عشر أربع ركعات، وليلة الخامس عشر ستّ ركعات، تقرأ في كلّ ركعة (الحمد) مرّة، وسورة (يس) و(تبارك المُلك) و(قل هو الله أحد) كلّ سورة منها مرّة. وفي الرّواية عن الإمام الصادق عليه السلام أنّ هذه الصّلاة خاصّة باللّيالي البِيض من رجب وشعبان وشهر رمضان، وأنّ مَن صلّاها يحوزُ فضلَ هذه الأشهر الثّلاثة، ويغفرُ اللهُ تعالى له كلَّ ذنبٍ سوى الشِّرك.

2- الصَّوْم: عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال لأمير المؤمنين عليه السلام: «مَن صامَ الأيّامَ البِيض؛ الثّالث عشر والرّابع عشر والخامس عشر، كَتب اللهُ له بِصَوْم أوّل يومٍ صَوْمَ عشرة آلاف سنة، وبثاني يومٍ صَوْمَ ثلاثين ألف سنة، وبثالثِ يومٍ صَوْمَ مائة ألف سنة، ثمّ قال: هذا لكَ ولِمَن عملَ ذلك».

 

ليلةُ النّصف من شعبان

أوّلاً: فضلُ ليلة النّصف

من عظيمِ بركات هذه اللّيلة الفضيلة أنّها ليلةُ ميلاد سلطان العصر وإمام الزّمان أرواحنا له الفداء. وُلِدَ عند السَّحَر سنة خمس وخمسين ومائتَين للهجرة في سامرّاء. وقد وردَتْ أحاديثُ كثيرة عن المعصومين عليهم السلام في فضلِ ليلة النّصف من شعبان، منها:

1) عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «..هذه ليلةُ النّصف من شَعبان، فيها تُقسَم الأرزاق، وفيها تُكتَب الآجال، وفيها يُكتَبُ وفدُ الحاجّ، وإنَّ الله تعالى لَيَغفِرُ في هذه اللّيلة من خلقِه أكثرَ من عدد شعر معزى [بني] كلب، ويُنزِلُ اللهُ تعالى ملائكتَه من السّماء إلى الأرض بمكّة..».

2) سُئل الإمام الباقر عليه السلام عن فضلِ ليلة النّصف من شعبان، فقال: «هي أفضلُ ليلةٍ بعدَ ليلة القدر ".." فإنّها ليلةٌ آلى اللهُ عزَّ وجلَّ على نفسِه أن لا يردّ سائلاً فيها؛ ما لم يسألِ اللهَ معصيةً..».

3) وعن الإمام الرّضا عليه السلام: «هي ليلةٌ يعتقُ اللهُ فيها الرّقابَ من النّار، ويغفرُ فيها الذُّنوب الكبار».

4) وعنه عليه السلام: «..وَأَكْثِر فيها من ذِكر الله تعالى، ومن الاستغفار والدّعاء، فإنَّ أبي عليه السلام كان يقول: الدّعاءُ فيها مُستَجاب».

ثانياً: أعمال ليلة النّصف

1- الغُسل: عن الإمام الصّادق عليه السلام، قال: «صُوموا شعبان واغتسلوا ليلة النّصف منه، ذلك تخفيفٌ من ربّكم».

2- إحياء اللّيلة حتّى الصّباح: عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَن أحيا ليلةَ العيد وليلةَ النّصفِ من شعبان، لم يَمُت قلبُه يومَ تموتُ القلوب..».

وعن  زيد بن عليّ بن الحسين عليهما السلام، قال: «كان عليُّ بن الحسين [الإمام زين العابدين] عليهما السلام يجمُعنا جميعاً ليلة النّصف من شعبان، ثم يجزِّئ اللّيلَ أجزاءً ثلاث؛ فيُصلّي بنا جزءاً، ثمّ يدعو ونؤمِّن على دعائه، ثمّ يستغفر الله ونستغفره ونسأله الجنّة حتّى ينفجرَ الصُّبح».

3) زيارة أبي عبد الله الإمام الحسين بن عليّ عليهما السلام وهي من أفضل أعمال هذه اللّيلة، فقد رُوي:

أ) عن الإمام الباقر عليه السلام: «مَن زارَ قبرَ الحسين عليه السلام في النّصف من شعبان غُفِرَتْ له ذنوبُه، ولم تُكتَب عليه سيّئةٌ في سَنتِه حتّى يحولَ عليه الحَول..».

ب) عن الإمام الصادق عليه السلام: «إذا كان النّصفُ من شعبان نادى منادٍ من الأُفُق الأعلى: زائري الحسين! ارجعوا مغفوراً لكم، ثوابُكم على ربِّكم ومحمّدٍ نبيِّكم».

v    قال المحدّث الشيخ عبّاس القمّي في (مفاتيح الجنان): وأقلُّ ما يُزار به عليه السلام –في النّصف من شعبان- أن يصعدَ الزّائرُ سطحاً مرتفعاً فينظر يُمنةً ويسرةً، ثمّ يرفع رأسَه إلى السّماء فيزورُه عليه السلام بهذه الكلمات: «السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ الله، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ».

ثمّ أورد عليه الرّحمة زيارتَين لسيّد الشهداء عليه السلام؛ الأولى هي عينُ زيارتِه في الأوّل من رجب، والثّانية عن (البلد الأمين) للشّيخ الكفعميّ، وأوّلُها: «الحَمْدُ للهِ العَلِيِّ العَظِيمِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها العَبْدُ الصَّالِح..».

4- الذِّكر:  أن يذكرَ اللهَ تعالى بكلٍّ من هذه الأذكار مائة مرّة: (سُبْحانَ الله)، (الحَمْدُ للهِ)، (لا إِلهَ إِلاّ الله)، (اللهُ أَكْبَر)، «ليغفر اللهُ له ما سلفَ من معاصيه ويقضي له حوائجَ الدُّنيا والآخرة»، كما في الرّواية عن الإمام الباقر عليه السلام.

5- الدّعاء: يُستحبّ أيضاً في ليلة ميلاد صاحب الأمر صلوات الله عليه قراءةُ هذه الأدعية:

أ) «أللّهُمَّ بِحَقِّ لَيْلَتِنا وَمَوْلُودِها وَحُجَّتِكَ وَمَوْعُودِها الَّتِي قَرَنْتَ إِلى فَضْلِها فَضْلاً فَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ صِدْقاً وَعَدْلاً، لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِكَ وَلا مُعَقِّبَ لآياتِكَ، نُورُكَ المُتَأَلِّقُ وَضِياؤُكَ المُشْرِقُ وَالعَلَمُ النُّورُ فِي طَخْياء الدّيْجُورِ، الغائِبُ المَسْتُورُ جَلَّ مَوْلِدُهُ وَكَرُمَ مَحْتِدُهُ وَالمَلائِكَةُ شُهَّدُهُ وَالله ناصِرُهُ وَمُؤَيِّدُهُ إذا آنَ مِيعادُهُ وَالمَلائِكَةُ أَمْدادُهُ، سَيْفُ الله الَّذِي لا يَنْبُو وَنُورُهُ الَّذِي لا يَخْبُو وَذُو الحِلْمِ الَّذِي لا يَصْبُو، مَدارُ الدَّهْرِ وَنَوامِيسُ العَصْرِ وَوُلاةُ الأمْرِ وَالمُنَزَّلُ عَلَيْهِمْ ما يَتَنَزَّلُ فِي لَيْلَةَ القَدْرِ وَأَصْحابُ الحَشْرِ وَالنَّشْرِ تَراجِمَةُ وَحْيِهِ وَوُلاةُ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ. أللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى خاتِمِهِمْ وَقائِمِهِمْ المَسْتُورِ عَنْ عَوالِمِهِمْ، أللّهُمَّ وَأدْرِكْ بِنا أَيَّامَهُ وَظُهُورَهُ وَقِيامَهُ وَاجْعَلْنا مِنْ أنْصارِهِ وَاقْرِنْ ثَارَنا بِثَارِهِ، وَاكْتُبْنا فِي أَعْوانِهِ وَخُلَصائِهِ، وَأحْيِنا فِي دَوْلَتِهِ ناعِمِينَ وَبِصُحْبَتِهِ غانِمِينَ وَبِحَقِّهِ قائِمِينَ وَمِنَ السُّوءِ سالِمِينَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلَواتُهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَالمُرْسَلِينَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الصَّادِقِينَ وَعِتْرَتِهِ النَّاطِقِينَ، وَالعَنْ جَمِيعَ الظَّالِمِينَ وَاحْكُمْ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ يا أَحْكَمَ الحاكِمِينَ».

ب) عن إسماعيل بن الفضل الهاشميّ قال: «علَّمني أبو عبد الله عليه السلام دعاءً أدعو به ليلة النّصف من شعبان:

أللّهُمَّ أَنْتَ الحَيُّ القَيُّومُ العَلِيُّ العَظِيمُ الخالِقُ الرَّازِقُ المُحْيِي المُمِيْتُ البَدِيءُ البَدِيعُ، لَكَ الجَلالُ وَلَكَ الفَضْلُ وَلَكَ الحَمْدُ وَلَكَ المَنُّ وَلَكَ الجُودُ وَلَكَ الكَرَمُ وَلَكَ الأمْرُ وَلَكَ المَجْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، يا وَاحِدُ يا أَحَدُ يا صَمَدُ يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ؛ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاكْفِنِي ما أَهَمَّنِي وَاقْضِ دَيْنِي وَوَسِّعْ عَلَيَّ فِي رِزْقِي، فَإِنَّكَ فِي هذِهِ اللّيْلَةِ كُلَّ أَمْرٍ حَكِيمٍ تَفْرُقُ وَمَنْ تَشاءُ مِنْ خَلْقِكَ تَرْزُقُ فَارْزُقْنِي وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَأَنْتَ خَيْرُ القائِلِينَ النَّاِطِقينَ: وَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَمِنْ فَضْلِكَ أَسْأَلُ وَإِيَّاكَ قَصَدْتُ وَابْنَ نَبِيِّكَ اعْتَمَدْتُ وَلَكَ رَجَوْتُ فَارْحَمْنِي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ».

 

ج) قراءة الدّعاء الذي كان يدعو به رسول الله صلّى الله عليه وآله في هذه اللّيلة: «أللّهُمَّ اقْسِمْ لَنا مِنْ خَشْيَتِكَ ما يحَوُلُ بَيْنَنا وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ، وَمِنْ طاعَتِكَ ما تُبَلِّغُنا بِهِ رِضْوانَكَ، وَمِنَ اليَقِينِ ما يَهُونُ عَلَيْنا بِهِ مُصِيباتُ الدُّنْيا. أللّهُمَّ أَمْتِعْنا بِأَسْماعِنا وَأَبْصارِنا وَقُوَّتِنا ما أَحْيَيْتَنا، وَاجْعَلْهُ الوارِثَ مِنَّا وَاجْعَلْ ثارَنا عَلى مَنْ ظَلَمَنا وَانْصُرْنا عَلى مَنْ عادانا، وَلا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنا فِي دِينِنا، وَلا تَجْعَلِ الدُّنْيا أَكْبَر هَمِّنا وَلا مَبْلَغَ عِلْمِنا، وَلا تُسَلِّطْ عَلَيْنا مَنْ لا يَرْحَمُنا، بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ».

 

د) الدّعاء الذي قرأَه رسول الله صلّى الله عليه وآله وهو ساجد ليلةَ النّصف من شعبان: «سَجدَ لَكَ سَوادِي وَخَيالِي وَآمَنَ بِكَ فُؤادِي، هذِهِ يَدايَ وَما جَنَيْتُهُ عَلى نَفْسِي، يا عَظِيمُ تُرْجى لِكُلِّ عَظيمٍ، إغْفِرْ لِيَ العَظِيمَ فَإنَّهُ لا يَغْفِرُ الذَّنْبَ العَظِيمَ إِلَّا الرَبُّ العَظِيمُ».

ثمّ رَفع رأسه ثمّ عاد ساجداً، يقول: «أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضاءتْ لَهُ السَّماواتُ وَالأَرْضُونَ، وانْكَشَفَتْ لَهُ الظُّلُماتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الأوّلِينَ وَالآخِرِينَ، مِنْ فُجأَةِ نَقِمَتِكَ وَمِنْ تَحْوِيلِ عافِيَتِكَ وَمِنْ زَوالِ نِعْمَتِكَ، أللّهُمَّ ارْزُقْنِي قَلْباً تَقِيّاً نَقِيّاً وَمِنَ الشِّرْكِ بَرِيئاً لا كافِراً وَلا شَقِيّاً».

ثمّ عفّر خدَّيه في التُّراب وقال: «عَفَّرْتُ وَجْهِي فِي التُّرابِ وَحُقَّ لِي أَنْ أَسْجُدَ لَكَ».

هـ) من أدعية هذه اللّيلة أيضاً: «إِلهِي تَعَرَّضَ لَكَ فِي هذا اللَّيْلِ المُتَعَرِّضُونَ وَقَصَدَكَ فيه القاصِدُونَ وَأَمَّلَ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ الطَّالِبُونَ، وَلَكَ فِي هذا اللَّيْلِ نَفَحاتٌ وَجَوائِزُ وَعَطايا وَمَواهِبُ تَمُنُّ بِها عَلى مَنْ تَشاءُ مِنْ عِبادِكَ وَتَمْنَعُها مَنْ لَمْ تَسْبِقْ لَهُ العِنايَةُ مِنْكَ، وَها أَنا ذا عُبَيْدُكَ (عبدُكَ) الفَقِيرُ إِلَيْكَ، المُؤَمِّلُ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ، فَإِنْ كُنْتَ يا مَوْلاي تَفَضَّلْتَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ عَلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَعُدْتَ عَلَيْهِ بِعائِدَةٍ مِنْ عَطْفِكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الطَيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الخَيِّرِينَ الفاضِلِينَ (الّذينَ أَذهَبَ اللهُ عنهُم الرِّجس وطهَّرَهم تطهيراً)، وَجُدْ عَلَيَّ بِطَوْلِكَ وَمَعْرُوفِكَ يا رَبَّ العالَمينَ، وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً، إِنَّ اللهَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. أللّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَ فَاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ المِيعادَ». وهذا دعاءٌ يُدعى به في الأسحار عَقيب صلاة الشّفع.

و) قراءة «دعاء كُميل» الذي علّمه أمير المؤمنين عليه السلام كُميلاً بن زياد النّخعي.

ز) قراءة الصّلوات التي يُدعى بها عند الزّوال في كلّ يوم، ومرّت في الأعمال العامّة.

 

6- الصّلاة:

* الصّلاة الأولى: «أربع ركعات، تقرأ في كلّ ركعة (الحمد) و(قل هو الله أحد) مائة مرّة، فإذا فرغتَ قلت: (أللّهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ وَمِنْ عَذابِكَ خائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، أللّهُمَّ لا تُبَدِّلْ إسْمِي وَلا تُغَيِّرْ جِسْمِي وَلا تُجْهِدْ بَلائِي وَلا تُشْمِتْ بِي أَعْدائِي، أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عِقابِكَ وَأَعُوذُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ عَذابِكَ وَأَعُوذُ بِرِضاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، جَلَّ ثَناؤُكَ، أَنْتَ كَما أَثْنَيْتَ عَلى نَفْسِكَ وَفَوْقَ ما يَقُولُ القائِلُونَ)، ثمَّ ادعُ بما أحببت».

 

* الصّلاة الثّانية: عن الإمام الصّادق عليه السلام: «إذا أنتَ صلَّيت العشاء الآخرة فصلِّ ركعتَين تقرأ في الأولى (الحمد) وسورة الجُحد [قل يا أيّها الكافرون]، واقرأ في الرّكعة الثّانية (الحمد) وسورة التّوحيد [قل هو الله أحد]، فإذا أنت سلّمتَ قلتَ: (سُبحانَ الله) ثلاثاً وثلاثين مرّة، و(الحمدُ لله) ثلاثاً وثلاثين مرّة، و(الله أكبر) أربعاً وثلاثين مرّة، ثمَّ قُل:

يا مَنْ إِلَيْهِ مَلْجأُ العِبادِ فِي المُهِمَّاِت وَإِلَيْهِ يَفْزَعُ الخَلْقُ فِي المُلِمَّاتِ، يا عالِمَ الجَهْرِ وَالخَفِيَّاتِ، يا مَنْ لا تَخْفى عَلَيْهِ خَواطِرُ الأوْهامِ وَتَصرُّفُ الخَطَراتِ، يا رَبَّ الخَلائِقِ وَالبَرِيَّات، يا مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ الأَرضِينَ وَالسَّماواتِ، أَنْتَ اللهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ، أَمُتُّ إِلَيْكَ بِلا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ، فَيَا لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ اجْعَلْنِي فِي هذِهِ اللّيْلَةِ مِمَّنْ نَظَرْتَ إِلَيْهِ فَرَحِمْتَهُ، وَسَمِعْتَ دُعاءَهُ فَأَجَبْتَهُ، وَعَلِمْتَ اسْتِقالَتَهُ فَأَقَلْتَهُ، وَتَجاوَزْتَ عَنْ سالِفِ خَطِيئَتِهِ وَعَظِيمِ جَرِيرَتِهِ، فَقَدْ اسْتَجَرْتُ بِكَ مِنْ ذُنُوبِي وَلَجَأْتُ إِلَيْكَ فِي سَتْرِ عُيُوبِي، أللّهُمَّ فَجُدْ عَلَيَّ بِكَرَمِكَ وَفَضْلِكَ وَاحْطُطْ خَطايايَ بِحِلْمِكَ وَعَفْوِكَ، وَتَغَمَّدْنِي فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ بِسابِغِ كَرامَتِكَ، وَاجْعَلْنِي فِيها مِنْ أَوْلِيائِكَ الَّذِينَ اجْتَبَيْتَهُمْ لِطاعَتِكَ وَاخْتَرْتَهُمْ لِعِبادَتِكَ وَجَعَلْتَهُمْ خالِصَتَكَ وَصَفْوَتَكَ، أللّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ سَعِدَ جَدُّهُ وَتَوَفَّرَ مِنَ الخَيْراتِ حَظُّهُ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ سَلِمَ فَنَعِمَ وَفازَ فَغَنِمَ، وَاكْفِنِي شَرَّ ما أَسْلَفْتُ وَاعْصِمْنِي مِنَ الازْدِيادِ فِي مَعْصِيَتِكَ، وَحَبِّبْ إِلَيَّ طاعَتَكَ وَما يُقَرِّبُنِي مِنْكَ وَيُزْلِفُنِي عِنْدَكَ.

سَيِّدِي، إِلَيْكَ يَلْجَأُ الهارِبُ وَمِنْكَ يَلْتَمِسُ الطَّالِبُ وَعَلى كَرَمِكَ يُعَوِّلُ المُسْتَقِيلُ التّائبُ، أَدَّبْتَ عِبادَكَ بِالتَّكَرُّمِ وَأَنْتَ أَكْرَمُ الأكْرَمِينَ، وَأَمَرْتَ بِالعَفْوِ عِبادَكَ وَأَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، أللّهُمَّ فَلا تَحْرِمْنِي ما رَجَوْتُ مِنْ كَرَمِكَ وَلا تُؤْيِسْنِي مِنْ سابِغِ نِعَمِكَ وَلا تُخَيِّبْنِي مِنْ جَزِيلِ قِسَمِكَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ لأهْلِ طاعَتِكَ، وَاجْعَلْنِي فِي جُنَّةٍ مِنْ شِرارِ بَرِيَّتِكَ. رَبِّ، إِنْ لْم أَكُنْ مِنْ أَهْلِ ذلِكَ فَأَنْتَ أَهْلُ الكَرَمِ وَالعَفْوِ وَالمَغْفِرَةِ، وَجُدْ عَلَيَّ بِما أَنْتَ أَهْلُهُ لا بِما أَسْتَحِقُّهُ، فَقَدْ حَسُنَ ظَنِّي بِكَ وَتَحَقَّقَ رَجائِي لَكَ وَعَلِقَتْ نَفْسِي بِكَرَمِكَ فَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَأَكْرَمُ الأكْرَمِينَ، أللّهُمَّ وَاخْصُصْنِي مِنْ كَرَمِكَ بِجَزِيلِ قِسَمِكَ وَأَعوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَاغْفِرْ لِي الذَّنْبَ الَّذِي يَحْبِسُ عَلَيَّ الخُلُقَ (عَنّي الخَلْقَ) وَيُضيِّقُ عَلَيَّ الرِّزْقَ، حَتّى أَقُومَ بصالِحِ رِضاكَ وَأنْعَمَ بِجَزِيلِ عَطائِكَ وَأَسْعَدَ بِسابِغِ نَعْمائِكَ، فَقَدْ لُذْتُ بِحَرَمِكَ وَتَعَرَّضْتُ لِكَرَمِكَ وَاسْتَعَذْتُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وبِحِلْمِكَ مِنْ غَضَبِكَ، فَجُدْ بِما سَأَلْتُكَ وَأَنِلْ ما التَمَسْتُ مِنْكَ، أَسْأَلُكَ بِكَ لا بِشَيْءٍ هُوَ أَعْظَمُ مِنْكَ.

ثمّ تسجد وتقول: (يا رَبّ) عشرين مرّة، (يا الله) سبع مرّات، (لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِالله) سبع مرّات، (ما شاءَ الله) عشر مرّات، (لا قُوَّةَ إِلَّا بِالله) عشر مرّات، ثمّ تصلّي على النّبيّ صلّى الله عليه وآله وتسأل حاجتك، فَوَالله لو سألتَ بها بعدد القطر لبلّغك اللهُ عزَّ وجلَّ إيّاها بكرمه وفضله».

 

* الصّلاة الثّالثة: عن الإمام الباقر عليه السلام، قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: مَن صلَّى ليلة النّصف من شعبان مائة ركعة وقرأ في كلّ ركعة (الحمد) مرّة، و (قل هو الله أحد) عشر مرّات، لم يمت حتّى يرى منزلَه من الجنّة أو يُرى له».

 

* صلاة جعفر الطّيّار: عن الإمام الرضا عليه السلام في سياق حديثه عن ليلة النّصف من شعبان: «..إنْ أحببتَ أن تتطوَّع فيها بشيء فعليك بصلاة جعفر بن أبي طالب..».

 

يومُ النّصف من شعبان

هو يوم ميلاد إمام الزّمان؛ الإمام الثّاني عشر، المهديِّ الحُجّة بن الحسن صاحب الزّمان صلوات الله عليه وعلى آبائه، وتُستَحَبُّ زيارتُه عليه السلام في كلّ زمان ومكان والدُّعاء بتعجيل الفَرَج عند زيارته.

ويتأكّد استحبابُ صوم هذا اليوم الشّريف، وزيارة الإمام الحسين عليه السلام.

وفي (الإقبال) عن رسول الله صلّى الله عليه وآله ثوابٌ جزيلٌ لمَن صلّى في اللّيلة السّادسة عشر من شعبان ركعتَين، يقرأ في كلّ ركعة (فاتحة الكتاب) و(آية الكرسيّ) مرّة، وخمس عشرة مرّة (قل هو الله أحد).

 

الأسبوع الأخير: فَاغْفِر لنا في ما بقيَ منه

يحدِّثنا الإمام الرِّضا عليه السلام، عن آخر جمعة من شهر شعبان، ويحدِّد لنا برنامجاً عمليّاً يجب أن نعطيه فيها الأولويّة المُطلَقة:

«عن أبي الصَّلْت -من أصحاب الإمام الرِّضا عليه السلام- قال: دخلتُ على الرِّضا عليه السلام في آخر جمعة من شعبان، فقال: يا أبا الصَّلْت إنّ شعبان قد مضى أكثرُه، وهذا آخر جمعة فيه،

1- فتدارك في ما بقي منه تقصيرَك في ما مضى منه.

2- وعليك بالإقبال على ما يَعنيك وتَرْك ما لا يعنيك.

3- وأكثِر من الدُّعاء، 4- والاستغفار، 5- وتلاوةِ القرآن.

6- وتُب إلى الله من ذنوبك، ليُقبلَ شهرُ الله اليك وأنت مخلص لله عزَّ وجلَّ.

7- ولا تدعنَّ أمانةً في عُنُقك إلَّا أدَّيتها.

8 - ولا في قلبك حقداً على مؤمنٍ إلَّا نزعتَه.

9- ولا ذنباً أنت مرتكبُه إلَّا أقلعتَ عنه.

10 - واتَّقِ الله.

11- وتوكَّل عليه في سرِّ أمرِك  وعلانيتِه، ﴿..وَمَن يَتَوكَّل عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُه إنّ اللهَ بالغُ أمرِه قَد جعلَ اللهُ لكلّ شيءٍ قَدْراً الطلاق:3.

12- وأَكثِر مِن أنْ تقول في ما بقي من هذا الشّهر: "أللّهمّ إنْ لم تكُن قد غفرْتَ لنا في ما مضى من شعبان، فاغفِر لنا في ما بقيَ منه"، فإنَّ الله تبارك وتعالى يعتقُ في هذا الشّهر رقاباً من النّار لِحُرمة شهر رمضان».

 

 

 

 

 

 

اخبار مرتبطة

  أيُّها العزيز

أيُّها العزيز

  دوريات

دوريات

07/06/2013

دوريات

نفحات