قراءة في كتاب

قراءة في كتاب

07/06/2013

(ميزانُ الحِكْمَة)

 

(ميزانُ الحِكْمَة)

موسوعةٌ حديثيّةٌ معاصرة

ـــــ قراءة: سلام ياسين ـــــ

 

الكتاب: ميزان الحكمة.

المؤلّف: آية الله الشّيخ محمّد محمّدي الرّيّ شهريّ.

النّاشر: «دار الحديث»، قمّ المقدّسة 1416 للهجرة.

 

 

 

 

 

 

 

 

كتاب (ميزان الحكمة) لآية الله الشّيخ محمّد الرّيشهري محاولة رائدة في تبويب الأحاديث غير الفقهيّة للرّسول الأكرم صلّى الله عليه وآله والأئمّة المعصومين عليهم السلام تبويباً حديثاً تُلحَظ فيه عناوين جديدة يحتاجها الباحث المعاصر، في دراساته الاجتماعيّة، والاقتصاديّة، والسّياسيّة وغيرها.

 

الغاية من تأليف الكتاب

 

* يقول المؤلّف في مقدّمته على الطّبعة الأولى: «لاحظتُ أنّ عمليّة جمع وتبويب الرّوايات والأحاديث التي تتعلّق بالدّراسات الفقهيّة سواء من العبادات أو المعاملات قد أُنجِزت [في كتب الحديث] بصورة كاملة تقريباً، ولكنْ فيما يختصّ بالقضايا الفكريّة، والأخلاقيّة، والاجتماعيّة فلا يوجد -مع الأسف- شيءٌ من هذا القبيل، وحتّى لو كان هناك بعض الجهد فإنّه لا يكاد يُذكر. فإذا أراد باحثٌ التّعبير عن رأيه بشأن القضايا الآنف ذكرُها، يتعيّن عليه الرّجوع إلى عدّة كُتب ومجلّدات ممّا يتطلّب منه وقتاً طويلاً، وقد يتعسّر عليه العثور على كافّة الرّوايات التي تساعد على إكمال بحثِه، وتمكينه من الإعراب عن الرّأي الصّائب والدّقيق. فوجدتُ أنّ هناك حاجةً مُلحّةً إلى كتاب يجمعُ بين طيّاته أحاديث الرّسول صلّى الله عليه وآله، وأهل بيتِه عليهم السّلام، وتنسيقِها حسب نظامٍ خاصّ لكي يتسنّى للباحث العثور بسهولة على النّصّ المطلوب».  

 

* وجاء في مقدّمته للطّبعة الثّانية من الكتاب: «وبعد، فإنّ الحديث الشّريف هو مفتاحُ فهم القرآن الكريم واستيعابِ معانيه، والطّريقُ الوحيد الّذي من خلاله نتعرّف على هَدْي قادة الإسلام العظام، ذلك الهَدي الّذي يمثّله تراث الرّسول صلّى الله عليه وآله وأهل بيته الكرام عليهم السلام، هو الثّقلُ الآخر بجانب الكتاب العزيز. وإنّ المسلمين لا يمكن أن يصلوا إلى المَعين العَذْب للعلوم الإسلامية إلّا بالاغتراف من هذَين التّراثَين معاً».

 

الطّبعة الثّانية من (ميزان الحكمة)

 

وهكذا، فقد بذل الشّيخ الرّيشهري جهداً استثنائيّاً لتأليف الكتاب استمرّ أربعة عشر عاماً، فأخرجَه بدايةً في عشر مجلّدات تتوزّع عليها مئاتُ العناوين المرتّبة ترتيباً أبجديّاً، تبدأ بـ «الإيثار»، وتنتهي بـ «اليقين». وتحت كلّ عنوان أبوابٌ عدّة تنظِّم الأحاديث في العنوان الواحد تنظيماً موضوعياً.

فعَلى سبيل المثال، عنوان «اللّباس» تأتي تحتَه أبواب: «الاقتصاد في اللّباس» و«خيرُ لباس كلّ زمان لباسُ أهلِه»، و«لباس الزّينة» و«لباس العبادة»، وهكذا.

وفي طبعته الثانية، أُخرج الكتاب في مجلّدات أربعة بدلاً من عشرة، وأُجريت عليه تعديلات عدّة، أبرزها بنَصّ المؤلّف:

1- تصحيحُ نصّ الأحاديث، وذلك من خلال مقابلتها مع المصادر، وتنقيحُ العناوين.

2- استبدالُ بعض الأحاديث المكرّرة، أو غير المتطابقة مع العناوين بأحاديث أخرى.

3- إرجاعُ الكثير من الأحاديث إلى مصادرها الأوّليّة بدلاً عن الكُتب التي تُعتبر واسطةً في نقل الحديث.

4- متابعةُ الطّبعات الحديثة بدل القديمة في استخراج الأحاديث.

5- كشفُ كلّ رموز الكتاب. [في الطبعة الأولى كان يُرمز لكلّ مصدر بحرف أو أكثر]

6- نقلُ مصادر الأحاديث إلى الهامش بدلاً من النّصّ.

7- انتقاءُ أوثق المصادر وأكثرها اعتباراً من بين مصادر متعدّدة للحديث الواحد.

8- برمجتُه في جهاز الحاسوب.

 

رحلةُ المؤلّف في إعداد الكتاب

 

يقول المؤلّف في مقدّمته على الطّبعة الأولى: «كانت البداية في تأليف هذا الكتاب في سجن مدينة خراسان سنة 1388 للهجرة [1968م زمن الشّاه]، ومنذ ذلك الوقت وأنا أواصلُ العمل كلّما سَنحتْ لي الفرصة في إعداد هذا الكتاب إلى جانب التّدريس، والمطالعة، والبحث. وقد خصّصتُ كلّ أيام العطلة الصّيفيّة –تقريباً- لإنجاز هذا العمل.

وفي بداية العمل، بدأتُ بمراجعة كلّ الرّوايات تقريباً الّتي وردت في أجزاء كتاب (بحار الأنوار)، حيث سجّلتُ كافّة الملاحظات المطلوبة، وقد استمرّت هذه العمليّة فترةً تتراوح بين سنتَين وثلاث سنوات، وبعد أن رتّبتُ هذه الملاحظات ترتيباً أبجديّاً عُدتُ مرّة ثانية إلى النّصوص والمراجع، وأخذتُ أُبوّب الأحاديث على أساس الموضوع والمحتوى، ولا أذكر مدى ما استَغرَقتْه هذه المحاولة من وقت، ولكنّي لا أنسى المشقّة الّتي عانيتُها حتّى تمّ إنجازُها بنجاح».

جديرٌ بالذّكر أنّ آية الله الرّيشهري ضَمّن كتابه أحاديث من مصادر «أهل السّنّة» تتميماً للفائدة المرجوّة من تأليفه. يقول: «رأيتُ من المفيد وأنا أواصلُ السّعي لإنجاز هذا الكتاب، أن أراجع كُتب أهل السّنّة، وأُضيف إلى الكتاب ما نقلوه من الحديث ممّا يتّصل بالقضايا المطروحة، ليكون الكتاب ذا جدوى من مختلف الجهات للمُهتمّين بمثل هذه الدّراسات، وأثناء محاولتي هذه قرأتُ العديد من كتب أهل السّنّة الّتي من بينها كتاب (كنز العمّال) لمؤلّفه حسام الدّين الهنديّ المتوفّى سنة 975 للهجرة، وهذا الكتاب قريب الشَّبَه بكتاب (بحار الأنوار) من حيث الشّمول، ويتألّف من ستّة عشر جزءاً، و12,215 صفحة، وتضمّ هذه الأجزاء 64,624 قولاً منقولاً، حيث لم يكتسب جانبٌ منها صفة «الحديث»، وربّما يبلغ مجموع الأحاديث المنقولة في كتاب (كنز العمال) حوالي أربعين ألف حديث.

وعند تتّبعي لفصول ذلك الكتاب شعرت بالاستغناء تقريباً عن بقيّة كُتب أهل السّنّة، فنقلتُ منه الأحاديث ذات الصّلة بطبيعة عملي في كتابنا (ميزان الحكمة)».

 

موسوعة (ميزان الحكمة)

لم يتوقّف المؤلّف يوماً عن المُضيّ في مشروعه القاضي بـ «تدوين أُسس الفكر الإسلاميّ طبقاً للأدلّة المستقاة من القرآن الكريم والسّنّة»، لذا مضى في إنجاز موسوعة شاملة هي تطوير وتكميل لكتاب (ميزان الحكمة)، تحمل خصوصيّاتٍ، منها:

1- عرضُ الأحاديث إلى جنب الآيات القرآنية.

2- استيعابُ حالات «العموم والخصوص»، و«المطلَق والمقيّد»، وغيرها.

3- رفع «التّعارض» الظّاهر في بعض الأحاديث، وبيان أوجُه الجمع بينها.

4- تسهيل الوصول إلى الأبواب المطلوبة.

وقد سبق طباعة هذه الموسوعة إصدار أجزاء منها بصورة مستقلّة، منها: (العقل والجهل في الكتاب والسّنّة) - (العلم والحكمة في الكتاب والسّنّة) - (الحجّ والعمرة في الكتاب والسّنّة) -(الخير والبركة في الكتاب والسّنّة)، وغيرها..

 

 

نبذة عن المؤلّف

وُلد آية الله الرّيشهري سنة 1946 للميلاد في مدينة الرّي -جنوب طهران- وأنهى دروسَه الابتدائيّة فيها، ثمّ التحق بالحوزة العلميّة في مدينة قمّ سنة 1961، فحاز على درجة الاجتهاد المطلَق في الفقه، وأُجيز برواية الحديث.

كان من النّاشطين في الثّورة الإسلامية قبل الانتصار وبعدَه، وتعرّض للاعتقال والنّفي. عيّن في الجمهورية الإسلامية في مناصب رفيعة عدّة، منها:

- حاكم الشّرع في «محاكم الثّورة الإسلاميّة».

- وزيراً للأمن.

- المدّعي العامّ في البلاد.

- ممثّل أهالي طهران في «مجلس خبراء القيادة».

- عضو «مجلس تشخيص مصلحة النّظام».

- رئيس «مؤسّسة دار الحديث العلميّة الثقافيّة».

 

اخبار مرتبطة

  أيُّها العزيز

أيُّها العزيز

  دوريات

دوريات

07/06/2013

دوريات

نفحات