الملف

الملف

09/06/2013

النُّبوّات كلُّها مظاهرُ نُبوَّتِه

 

 

 

الحقيقةُ المحمّديّةُ في نماذج من كلماتِ الإمام الخمينيّ قدس سرّه 

( 1 )

النُّبوّات كلُّها مظاهرُ نُبوَّتِه

 لا نُبوّةَ ولا ولايةَ ولا إمامة، إلّا نبوّتُه وولايتُه وإمامتُه

ـــــ إعداد: أسرة التّحرير ـــــ

 

* الولايةُ الأحمديّة الأَحَدِيّةُ الجمعيّةُ مظهرُ الإسم الأَحَدِيّ الجَمعيّ، وسائرُ الأولياء مظاهرُ ولايتِه ومحالُّ تجلّياته، وكلُّ دعوةٍ دعوةٌ هي إليه، بل دَعوتُه.

 

اِعلم أنّ العبدَ السّالكَ إلى الله بقَدمِ العبوديّة إذا خرجَ من بيتِ الطّبيعة مهاجراً إلى الله وجذبَه الجَذَباتُ الحُبِّيّة السّريّة الأزليّة، وأحرقَ تعيُّناتِ نفسيّتِه بقَبساتِ نارِ الله من ناحيةِ شجرةِ الأسماء الإلهيّة، فقد يتجلَّى عليه الحقُّ بالتّجلي الفعليّ النّوريّ أو النّاريّ أو البَرزخيّ الجمعيّ حسبَ مقامِه في الحضرةِ الفيضِ الأقدس، ففي هذا التّجلي يرى بعينِ المشاهدةِ من منتهى نهايةِ عرش الشُّهودِ إلى غايةِ قصوى غيبِ الوجود، تحتَ أستار تجلّياتِه الفعليّة فيَفنى عينُ العالَم في التّجلي الظّهوريّ عندَه، فإذا تمكّنَ في المقام واستقامَ وذهبَ عنه التّلوين، يصير الشّهودُ تحقّقاً في حقِّه، فيَصير اللهُ سَمْعَه وبَصَرَهُ وَيَدَهُ كما في الحديث، وهذا حقيقةُ قُرب النّوافل فيصير العبدُ مخلَّعاً بخِلعة الولاية، فيكون حقّاً في صورة الخَلق فيظهر فيه باطنُ الرّبوبيّة التي هي كُنْهُ العبوديّة وتصير العبوديّةُ باطنَه، وهذا أوّلُ منازل الولاية.

واختلافُ الأولياء في هذا المَقامِ والمقامات الأُخَر حسب اختلاف الأسماء المتجلّية عليهم، فالوليُّ المُطلَق مَن ظهرَ عن حضرة الذّات بحسب المقام الجمعيّ والإسم الجامع الأعظم ربُّ الأسماء والأعيان، فالولايةُ الأحمديّةُ الأحديّةُ الجمعيّةُ مظهرُ الإسم الأَحَدِيّ الجَمعيّ، وسائرُ الأولياءِ مظاهرُ ولايتِه ومحالُّ تجلّياته، كما أنّ النبوّات كلَّها مظاهرُ نبوّتِه، وكلّ دعوةٍ دعوةٌ إليه، بل دعوتُه، فكما أن لا تجلّي أَزَلاً وأبداً إلّا التّجلي بالإسم الأعظم وهو المحيطُ المُطلَقُ الأَزَلِيُّ الأَبَدِيّ كذلك النّبوّات كلّها مظاهرُ نبوّتِه لا نبوّةَ ولا ولايةَ ولا إمامةَ إلّا نبوّته وولايتُه وإمامتُه، وسائرُ الأسماء رَشَحاتُ الإسمِ الأعظم وتجلّياته الجماليّة والجلاليّة وسائرُ الأعيان رَشَحاتُ العين الأحمديّ وتجلّياتُ نورِه الجماليّ والجلاليّ واللُّطفيّ والقَهريّ، فاللهُ تعالى هو الهُوَ المُطلَق وَهُو الوليُّ المُطلَق، ونحن بحمدِ الله وحُسن توفيقِه أفرَدنا رسالةً عزيزةً  [كتاب: مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية] في هذا المَقصد الأَسنى والمقصودِ الأعلى والصّلاةُ عليه وآله.            (تعليقاتُ الإمام على فُصوص الحِكم لابن عربيّ: ص 22)

***

اخبار مرتبطة

  أيُّها العزيز

أيُّها العزيز

  دوريات

دوريات

07/06/2013

دوريات

  اصدارات اجنبية

اصدارات اجنبية

نفحات