الملف

الملف

09/07/2013

ليلةُ القدر


ليلةُ القدر

الرّوايات المعتبَرة، ومراتبُ التّقدير

ـــــ المجلسيّ الأوّل رحمه الله ـــــ

 

في كتابه الموسوعيّ (روضة المتّقين في شرح مَن لا يحضره الفقيه: ج 3/ ص 430-434)، تحدّث المجلسيّ الأوّل والد (صاحب البحار) عن بعض خصائص ليلة القدر مع التّصريح بدرجة اعتبار الرّوايات، وقد اختارت «شعائر» هذا النَّصّ لأهميّته في تعريف المؤمن بمضامينَ أراد المعصوم تأكيدَها.

تجدر الإشارة إلى أنّ العناوين الفرعيّة قد تمّت إضافتها، للتّوضيح.

 

لكلّ ليلة علاقةٌ بالتّقدير:

* رُوي في الموثّق كالصّحيح عن زرارة، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «التّقدير في اللّيلة تسع عشرة، والإبرام في ليلة إحدى وعشرين، والإمضاء في ليلة ثلاث وعشرين».

* في (الحديث) القويّ، عن إسحاق بن عمّار قال: سمعته يقول، وناسٌ يسألونه، يقولون: الأرزاق تقسَم ليلة النّصف من شعبان؟

فقال: لا والله، ما ذلك إلّا في ليلة تسع عشرة من شهر رمضان، وإحدى وعشرين، وثلاث وعشرين. فإنّ في ليلة تسع عشرة يلتقي الجَمعان، وفي ليلة إحدى وعشرين يُفرَقُ كلُّ أمرٍ حكيم، وفي ليلة ثلاث وعشرين يُمضي ما أراد الله عزّ وجلّ من ذلك، وهي ليلة القدر التي قال الله عزّ وجلّ: ﴿..خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ القدر:3.

قال (الرّاوي): قلتُ: فما معنى قوله: يلتقي الجَمعان؟ قال: يجمعُ الله فيهما ما أرادَ تقديمَه وتأخيرَه وإرادتَه وقضاءَه.

قال (الرّاوي): قلتُ: فما معنى قوله: يُمضيه في ثلاث وعشرين؟ قال: إنّه يفرقُه (لا يفوته) في ليلة إحدى وعشرين (إمضاءَه)، ويكون له فيه البَداء، فإذا كانت ليلة ثلاث وعشرين أمضاه فيكون من المحتوم الذي لا يبدو له فيه تبارك وتعالى.

 

قال المجلسيّ الأوّل: الظّاهر أنّ المراد من التّقدير الذي يكون في اللّيلة الأولى تقديرُ البلايا والنِّعَم التي استحقّها العبدُ بسبب أعمالٍ عملَها، ولكنّه مشروطٌ بأنّه لا يَعمل ما به يستحقّ الزّيادة والنّقصان منهما، فإنْ عمل إلى اللّيلة الثّانية ما يستحقّ به تغيير ما قُدّر قَبلُ، غُيِّر، وإن لم يفعل يُحكم بالمقدَّر عليه ويصير بالأعمال استحقاقٌ لهما (أي الزّيادة والنّقصان) أكثر، ولكن إنْ عملَ إلى الثّالثة ما به يستحقّ المحوَ والإثبات يمحو ويثبت بالاستحقاق أو التّفضل وإلّا فيُبرم، ويحكم عليه جزماً بما قدّر له وقلّما يغيّر ما أبرم، ولكن لو فعلَ من الدّعاء والخَيرات والصِّلات فَللّه تعالى فيه المشيّة [المَشِيَّة مخفّف المشيئة] بالتّغيير تفضّلاً منه تعالى.

كما روي في الأخبار المتواترة معنًى عن الصّادقين عليهم صلوات الله أجمعين أنّ الدّعاء يردّ البلاء وقد أُبرم إبراماً، وكذلك في غيره من صِلة الرّحم والصّدقة، وغيرهما، وما ورد في خبر إسحاق (إنّه لا يبدو له فيه تبارك وتعالى) (فالظّاهر) أنّ المراد به نفيُه غالباً، جمعاً بين الأخبار، أو المراد به ما أخبر به أنبياؤه ورسلُه، فإنّه من المحتوم الذي لا بَداء فيه.

كما روى الكلينيّ في الصّحيح (على الظّاهر) عن الفضيل بن يسار، قال: سمعتُ أبا جعفر عليه السلام يقول: «العلمُ علمان، فَعلمٌ عندَ الله مخزونٌ لم يُطلِع عليه أحداً من خلقِه، وعلمٌ علّمَه ملائكتَه ورُسلَه، فما علّمه ملائكتَه ورُسلَه فإنّه سيكون، لا يكذّب نفسَه ولا ملائكتَه ولا رُسلَه، وعلمٌ عندَه مخزون، يقدّم منه ما يشاء ويؤخّر منه ما يشاء ويُثبت ما يشاء»، إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة.

 

التّقدير واقع على القضاء بالإمضاء

وروى الكلينيّ والصّدوق، عن معلّى بن محمّد، قال: سُئل العالم عليه السلام: كيف علمُ الله؟

«قال: عَلِمَ، وشاءَ، وأرادَ، وقدّرَ، وقضى، وأمضى، فأمضى ما قَضى، وقضى ما قدّر، وقدّر ما أراد -فبعلمِه كانت المشيّة، ولمشيّته كانت الإرادة، وبإرادته كان التّقدير، وبتقديره كان القضاء، وبقضائه كان الإمضاء، والعلمُ متقدّم، والمشيّةُ ثانية، والإرادةُ ثالثة، والتّقديرُ واقعٌ على القضاء بالإمضاء، فَللّه تبارك وتعالى البَداء في ما علمَ متى شاء، وفي ما أراد لتقدير الأشياء- فإذا وقع القضاء بالإمضاء فلا بَداء. فالعلمُ بالمعلوم قبل كَونه، والمشيّةُ في المنشأ قبل عينِه، والإرادةُ في المراد قبلَ قيامِه، والتّقديرُ لهذه المعلومات قبل تفصيلها وتوصيلها عياناً وَوقتاً

[وفي (التّوحيد) للصّدوق: وقياماً بدله، أي بدل: ووقتاً]، والقضاءُ بالإمضاء هو المُبرَم من المفعولات ذواتِ الأجسام المدرَكاتِ بالحواسّ من ذي لَونٍ وريحٍ ووَزنٍ وكَيْلٍ وما دبَّ ودرَجَ من إنسٍ وجنٍّ وطَيْرٍ وسِباع وغير ذلك ممّا يدرك بالحواسّ فَللّهِ تبارك وتعالى فيه البَداء ممّا لا عينَ له، فإذا وقعَ العينُ المفهومُ المُدرَك فلا بداء، واللهُ يفعلُ ما يشاء.

فَبِالعلمِ عَلِم الأشياء قبل كَونها، وبالمشيّة عرفَ صفاتها وحدودَها وإنشاءَها قبل إظهارها، وبالإرادة ميّز أنفسَها في ألوانها وصفاتها، وبالتّقدير قدّر أقواتَها وعرف أوّلها وآخرَها، وبالقضاء أبانَ للنّاس أماكنَها ودلَّهم عليها، وبالإمضاء شرحَ عِللَها وأبانَ أمرَها، وذلك تقديرُ العزيز العليم». فتدبّر في هذا الخبر فإنّه شرحٌ لأخبار كثيرة في هذا الباب.

والحاصل من الأخبار المتقدّمة أنّ لكلّ ليلة من اللّيالي الثّلاث شرفاً عظيماً وقدراً جليلاً، وإن كانت ليلةُ القدر مخفيّةً فيها.

 

لو رُفِعَتْ لَرُفِعَ القرآن

 

قال الشّيخ الصّدوق: «وسأل رجلٌ الصّادق عليه السلام فقال: أخبرني عن ليلة القدر كانت أو تكون في كلّ عام؟ فقال: لو رُفعت ليلةُ القدر لَرُفِع القرآن».

 

وعلّق المجلسيُّ الأوّل بقوله:

1- «وسأل رجلٌ الصّادق عليه السلام»: رواه الكلينيّ قويّاً عن يعقوب، قال: سمعتُ رجلاً يسأل أبا عبد الله عليه السلام. ردٌّ على مَن قال من العامّة إنّها كانت في زمن رسول الله صلّى الله عليه وآله حسْب.

2- وقوله عليه السلام: «لو رُفِعت ليلةُ القدر لرُفع القرآن»: الظّاهر أنّ المراد أنّها تَلزم القرآن وهي باقية مع بقاء القرآن، فإذا ارتفع القرآنُ بعد شهادة صاحب الأمر عليه السلام ارتفعت ليلةُ القدر يومئذٍ لأنّ فائدتَها نزولُ الملائكة والرّوح على المعصوم، (أو) المعنى “..” لأنّه قال تعالى: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها﴾، وظاهرُه الدّوام.

قال الشّيخ الصّدوق: «وسأل حمران أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ..﴾ الدّخان:3، قال: هي ليلةُ القدر، وهي في كلّ سنة في شهر رمضان في العَشر الأواخر، ولم ينزل القرآن إلّا في ليلة القدر، قال الله عزّ وجلّ: "﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ الدّخان:4، قال: يقدّر في ليلة القدر كلّ شيءٍ يكون في تلك السّنة إلى مثلها من قابل من خيرٍ أو شرّ، أو طاعةٍ أو معصية، أو مولودٍ أو أجَلٍ أو رزق، فما قُدِّر في تلك اللّيلة وقُضي فهو المحتوم ولله عزّ وجلّ فيه المشيئة. قال: قلتُ له: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾، أيّ شيءٍ عَنى بذلك؟ فقال: العملُ الصّالح في ليلة القدر، ولولا ما يضاعفُ الله تبارك وتعالى للمؤمنين ما بَلغوا، ولكنّ الله عزّ وجلّ يضاعفُ لهم الحسنات».

 

وعلَّق المجلسيّ الأوّل بقوله:

 

1- «وسأل حمران»: لم يذكر الصّدوق طريقَه إليه، والظّاهر أنّ جميع هذه الأخبار مأخوذة من (الكافي)، ورواه الكلينيّ عنه في الحَسن كالصّحيح.

2- أنّه سألَ «أبا جعفر [الإمام الباقر] عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿إِنَّا أَنْزَلْناهُ﴾ أي القرآن ﴿فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ﴾ أي مقرونة بزيادة الخير الدّنيويّ والأُخرويّ. والمراد بالشّرّ المصائب والمِحن، وبتقدير المعصية تخلية المكلّف ونفسه بأعماله القبيحة.

 3- «ولو لا ما يضاعف»: أي بتفضّله سبحانه، يضاعف اللهُ أعمالَهم حتّى يصير ليلةً كثلاثين ألف ليلة، وأفضل منها.

 

قال الشّيخ الصّدوق: «وسُئل الصّادق عليه السلام: كيف تكون ليلة القدر خيراً من ألف شهر؟ قال: العملُ الصّالحُ فيها خيرٌ من العمل في ألف شهرٍ ليس فيها ليلةُ القدر».

 

وعلق المجلسيّ الأوّل قائلاً:

«وسُئل الصّادق عليه السلام»: رواه الكلينيّ في الحَسن كالصّحيح عنه عليه السلام، والغرض من السّؤال أنّه إذا كان ليلة خيراً من ألف شهر، وفي ألف شهرٍ يكون ليلة القدر ثلاثاً وثمانين، فيلزم تفضيل الشّيء على نفسه وعلى غيره، فأجاب عليه السلام بأنّ المراد أنّها خيرٌ من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، كألف شهر مُلكِ بني أميّة، فإنّه سلب عنهم اللّيلة وثوابَها، أو خيرٌ من ألف شهرٍ مع قطْع النّظر عن لياليها، كما قيلَ في نيّة المؤمن خيرٌ من عمله، وغيره.

***

قال الشّيخ الصّدوق: «وروى عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزلتِ التّوراةُ في ستٍّ مَضينَ من شهر رمضان، ونزلَ الإنجيل في اثنَى عشرة مَضتْ من شهر رمضان، ونزلَ الزَّبور في ليلة ثمان عشرة من شهر رمضان، ونزل القرآن [الفرقان] في ليلة القدر».

وقال المجلسيّ الأوّل:

1- «وروى عليّ بن أبي حمزة»: في الموثّق، ورواه الكلينيّ أيضاً عنه.

2- «عن أبي بصير (إلى قوله) في ستّ»: أي في ستّ ليالٍ، ولهذا أنّثَها مع قوله «مضينَ» كما قال تعالى: (سبع ليال) ".." ».

 

علامة ليلة القدر؟

 

قال الشّيخ الصّدوق: «ورُوي عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما (الباقر أو الصّادق) عليهما السلام، قال: سألتُه عن علامة ليلة القدر؟ فقال: علامتُها أن تطيبَ ريحُها، وإنْ كانت في بَرْدٍ دفِئَتْ، وإن كانت في حرٍّ بردَتْ وطابتْ».

 

وقال المجلسيّ الأوّل حول هذه الرّواية:

1- «وروى العلاء»: في الصّحيح كالكلينيّ.

2- «عن محمّد بن مسلم (إلى قوله) ريحها»: إمّا معنًى كما يسمعُها مشامُّ العارفين، وإمّا صورةً بأنْ لا تكون مؤذيةً وتُسَرُّ النّفسُ منها.

3- «وإن كانت في بردٍ» مثلَ أيّام الشّتاء «دفئَتْ» أي سَخنتْ.

***

قال الشّيخ الصّدوق: «وسُئل عليه السلام عن ليلة القدر فقال: تنزّل فيها الملائكةُ والكَتبةُ إلى السّماء الدّنيا فيكتبون ما يكون في أمر السّنةِ وما يُصيب العباد، وأمرٌ عنده عزّ وجلّ موقوفٌ له، فيه المشيئة، فيقدّمُ منه ما يشاء ويؤخّرُ منه ما يشاء، ويمحو ويُثبت وعندَه أمّ الكتاب».

 

وقال المجلسيّ الأوّل حول ذلك:

1- «وسُئل»: وفي الكافي: (قال) -أي محمّد بن مسلم- وسُئل.

2- «عن ليلة القدر فقال إلخ»: ولا يُنافيه ما رُوي متواتراً أنّه تنزل الملائكةُ والرّوحُ فيها إلى إمام الوقت، بأنْ يكون نزولُهم أوّلاً إلى السّماء الدّنيا ثمَّ إلى الإمام، أو ينزل طائفةٌ إلى الإمام وطائفةٌ إلى السّماء الدّنيا، أو طائفةٌ إلى السّماء الدّنيا والباقون إلى الإمام.

 

 

أيّ ليلةٍ هي، وإحياؤها، والعملُ فيها

 

قال الشّيخ الصّدوق: «ورُوي عن عليّ بن أبي حمزة، قال: كنتُ عند أبي عبد الله عليه السلام فقال له أبو بصير: جُعلت فداك، اللّيلة التي يُرجى فيها ما يُرجى أيّ ليلة هي؟

فقال: في ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين، قال: فإن لم أقْوَ على كلتَيهما، فقال: ما أيسرَ ليلتَين في ما تطلب، قال: فقلتُ: ربّما رأينا الهلالَ عندنا وجاءَنا مَن يُخبرنا بخلاف ذلك في أرضٍ أخرى؟ فقال: ما أيسر أربعَ ليالٍ في ما تطلب فيها، قلتُ: جُعلت فداك، ليلة ثلاث وعشرين ليلة الجُهَنيّ؟ قال: إنّ ذلك لَيُقال، قلت: جُعلت فداك، إنّ سليمان بن خالد روى أنّ في تسع عشرة يُكتَب وَفدُ الحاجّ، فقال: يا أبا محمّد، وفدُ الحاجّ يُكتَب في ليلة القدر والمَنايا والبلايا والأرزاق وما يكون إلى مثلِها في قابل، فاطلبها في إحدى وعشرين وثلاث وعشرين، وصلِّ في كلّ واحدة منهما مائة ركعة، وأَحْيهما إن استطعت إلى النّور واغتسل فيهما، قال: قلتُ: فإنْ لم أقدِر على ذلك وأنا قائم؟ قال: فَصَلِّ وأنت جالس، قلت: فإنْ لم أستطع؟ قال: فعَلى فراشك، قلت: فإنْ لم أستَطع؟ فقال: لا عليكَ أن تكتحلَ أوّل اللّيل بشيءٍ من النّوم، إنّ أبواب السّماء تُفتَح في شهر رمضان وتُصفَّد الشّياطين وتُقبَلُ الأعمال -أعمال المؤمنين- نِعْمَ الشّهر شهرُ رمضان، كان يُسمَّى على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله المَرزوق».

 

قال المجلسيّ الأوّل:

1- «ورُوي عن عليّ بن أبي حمزة»: في الموثّق، ورواه الشّيخ أيضاً عنه، ورواه الكلينيّ عن أبي حمزة الثُّماليّ “..”.

2- «اللّيلة التي يُرجى فيها ما يُرجى»: من الثّواب والتّقديرات الحَسَنة ودفْع البلايا والآفات بالمَحو والإثبات “..”.

3- «ما أيسرَ أربعَ ليالٍ في ما تطلب فيها»: فتُحييها حتّى يحصل العلمُ بإحياء ليلة القدر في ضمنِها، ويُفهم منه استحبابُ رعاية الاحتياط مهما أمكنَ في تحصيل الواقع.

4- «قال إنّ ذلك ليُقال»: أبهَمها عليه السلام لئلّا يحصل له العلم أو الظّنّ المتاخم له، للحكمة التي لله سبحانه في إخفائها، ثمَّ سعى في تحصيل العلم منه عليه السلام بوجهٍ آخر.

5- «قلت (إلى قوله) وفد الحاجّ»: والحال أنّهم يُكتبون في ليلة القدر، فأبهمَها عليه السلام أيضاً.

6- «إلى النّور»: أي إلى الصّبح.

7- «قلت فإن لم أستطع»: بأن يكون شاقّاً عليَّ. «قال فعَلى فراشك»: مضطجعاً أو مستلقياً. «قلتُ: فإنْ لم أستَطع» إحياءَ تمامِها، «فقال: لا (بأس) عليك أن تكتحلَ أوّل اللّيل»، أي تنام قليلاً بمنزلة اكتحالِ شيءٍ قليلٍ من النّوم.

8- «تُصفَّد»: من صَفَدَ وأصفدَ وصفّدَ، أي تُشَدّ وتُوثَق. «المرزوق»: أي المرزوق فيه، (أو) له، (أو) للأعمّ بالأرزاق الصّوريّة والمعنويّة.

 

التّأكيد على ليلة ثلاثٍ وعشرين

 

الشّيخ الصّدوق: «وروى محمّد بن حمران، عن سفيان بن السّمط، قال: قلتُ لأبي عبد الله عليه السلام: اللّيالي التي يُرجى فيها من شهر رمضان؟ فقال: تسع عشرة، وإحدى وعشرين، وثلاث وعشرين. قلتُ: فإن أخَذَتْ إنساناً الفترةُ أو علّة، ما المعتمَد عليه من ذلك؟ فقال: ثلاث وعشرين».

المجلسيّ الأوّل:

1- «وروى محمّد بن حمران»: في القَويّ.

2- « عن سفيان بن السّمط (إلى قوله) الفترة»: الضّعف [أي الفترة معناها الضَّعف]، ويُشعِر بكونها في ليلة ثلاث وعشرين.

 

ليلة الجُهنيّ (عبد الله بن أنيس الأنصاريّ)

 

الشّيخ الصّدوق: «وفي رواية عبد الله بن بكير، عن زُرارة، عن أحدهما عليهما السلام، قال: سألتُه عن اللّيالي التي يُستحبّ فيها الغسلُ في شهر رمضان؟ فقال: ليلة تسع عشرة، وليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين. وقال: ليلةُ ثلاث وعشرين هي ليلةُ الجُهَنِيّ (رجلٌ من قبيلة جُهَيْنَة) وحديثُه أنّه قال لرسول الله صلّى الله عليه وآله: إنّ منزلي ناءٍ (بعيدٌ) عن المدينة (المنوّرة) فَمُرْني بلَيلةٍ أَدخل فيها، فأمَرَه بليلة ثلاث وعشرين.

قال مصنّفُ هذا الكتاب: واسمُ الجُهَنِيّ عبدُ الله بنُ أنيس الأنصاريّ».

المجلسيّ الأوّل:

1- «وفي رواية عبد الله بن بكير»: في الموثّق كالصّحيح، ورواه الشّيخ عنه، عن زرارة، عن أحدهما عليهما السلام.

2- «ناء»: أي بعيد، وهو كالسّابق في الإشعار، وروى الكلينيّ في الصّحيح، عن حسّان بن مهران، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سألتُه عن ليلة القدر فقال: «التَمِسْها في ليلة إحدى وعشرين أو ليلة ثلاث وعشرين». وعن الفضيل بن يسار، قال: «كان أبو جعفر عليه السلام إذا كان ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين أخذ في الدّعاء حتّى يزولَ اللّيل، فإذا زالَ اللّيلُ صلّى». إلى غير ذلك من الأخبار.

***

 

الغُسل في اللّيالي المخصوصة

«روى الشّيخ في الصّحيح عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما عليهما السلام، قال: الغسلُ في سبعةَ عشر موطناً: ليلة سبع عشرة من شهر رمضان وهي ليلة التَقى الجَمعان، وليلة تسع عشرة وفيها يكتَب الوفدُ وفد السَّنَة، وليلة إحدى وعشرين وهي اللّيلة التي أُصيب فيها أوصياءُ الأنبياء عليهم السّلام، وفيها رُفع عيسى بنُ مريم عليه السّلام، وُقبض موسى عليه السّلام، وليلة ثلاث وعشرين يُرجى فيها ليلة القدر..».

(المجلسيّ الأوّل، روضة المتقين)

 

 

 

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

09/07/2013

دوريات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات