لولا دعاؤكم

لولا دعاؤكم

09/07/2013

الدُّعاء لصاحبِ الأمرِ الذي يتنزّلُ في ليلة القَدر*


..ومَتى حَضَرَك مِن دَهرِكَ

الدُّعاء لصاحبِ الأمرِ الذي يتنزّلُ في ليلة القَدر*

______السّيّد ابن طاوس قدّس سرّه______

قال السّيّد ابن طاوس عليه الرحمة:

1- «وممّا يَنبغي أنْ تَعرفَهُ من سبيلِ أهلِ التّوفيق وتَعلمَهُ، فهو أبلغ في الظَّفرِ بالسَّلامة على التَّحقيق، وذلك أنْ تَبدأ في قلبك عند صلاة الرّكعتَين، وعند الصَّدَقة والدُّعاء، بِتَقديم ذِكرِ سلامة مَنْ يَجبُ الاهتمامُ بسلامتِه قبلَ سلامتِك، وهو الّذي تَعتقدُ أنَّه إمامُكَ وسَببُ سعادتِك في دنياكَ وآخِرَتِك. واعلمْ أنَّه، صلواتُ الله عليه، غيرُ محتاجٍ إلى تَوَصُّلِك بصلاتِك وصدَقَتِك ودُعائِك في سلامتِه مِن شهره، لكن إذا نَصَرْتَه جازاك اللهُ جلَّ جلالُه بِنَصره، وجَعَلَكَ في حصنٍ حَريز، قال اللهُ جلَّ جلالُه: ﴿..وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ الحجّ:40. ولأنَّ مِن كمالِ الوفاء لِنائبِ خاتَم الأنبياء، أنْ تُقدّمه قبلَ نفسك في كلِّ خيرٍ تقدرُ عليه، ودَفْعِ كلِّ محذورٍ أنْ يَصِلَ إليه "..".

2- فصلٌ، في ما نذكرُه ممّا يُختَم به كلّ ليلةٍ من شهر رمضان: اِعلَم أنَّ حديثَ كلِّ ضيفٍ مع صاحبِ ضِيافتِه، وكلِّ مُسْتَخفِرٍ بخفير، فحديثُه مع المقصود بخفارته، وإذا كان الإنسانُ في شهرِ رمضان قد اتَّخَذ خفيراً وحامِياً [المُراد به هو أنّ لكلّ يومٍ من أيّام الأسبوع خفيراً وحامياً بإذن الله تعالى، فالسّبت لرسول الله صلّى الله عليه وآله والأحد للأمير عليه السلام والإثنين للحسنين عليهما السلام والثّلاثاء للثّلاثة بعدَهما والأربعاء للأربعة بعدَهم والخميس للعسكريّ والجمعة لصاحب العصر، صلوات الله عليهم أجمعين، وينبغي استحضار الخفير على قاعدة: ﴿.. وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ..النساء:64.] ".." فيَنبغي كلّ ليلةٍ بعد فَراغِ عَمَلِه، أنْ يَقصدَ بِقلبِه خفيرَهُ ومُضِيفَهُ، ويَعرضَ عَمَلَه عليه، ويَتَوجَّهَ إلى الله جلَّ جلالُه بالحامي والخَفِير والمُضِيف، وبِكُلِّ مَن يَعزُّ عليه، وبكلِّ وسيلةٍ إليه ".." لِيَكونَ الحامي الخفير هو المُتولّي لِتكميلِ [عمله] من النُّقصان، ويكونَ الوَسيطَ بينَه وبينَ الله جلَّ جلالُه في تسليمِ العمل إليه، مِن بابِ قبولِ أهل الإخلاص والأمان. ومِن وظائف كلّ ليلةٍ أن يبدأَ العبدُ في كلّ دعاءٍ مبرورٍ، ويَختمَ في كلِّ عملٍ مشكورٍ، بِذِكرِ مَن يَعتقدُ أنَّه نائبُ الله جلَّ جلالُه في عبادِه وبلادِه. ".."

3- مِن الرِّواية في الدُّعاء لِمَن أشرْنا إليه صلوات الله عليه:

وكرِّرْ في ليلة ثلاث وعشرين من شهرِ رمضان قائماً وقاعداً وعلى كلِّ حالٍ، والشّهر كلّه، وكيفَ أمْكَنَكَ، ومَتى حَضَرَكَ في دَهْرِكَ، تقولُ بعدَ تمجيدِ الله تعالى، والصَّلاة على النّبيِّ وآلِه عليهم السلام:

أللّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ القائِمِ بِأمرِكَ الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ المهْدِيّ، عَلَيه وَعَلَى آبائِهِ أفضَلُ الصَّلَاةِ والسَّلامِ، فِي هذِهِ السَّاعَةِ وَفِي كُلِّ سَاعَةٍ وَلِيّاً وَحافِظاً وَقَائِداً وَنَاصِراً وَدَلِيلاً وَمُؤَيِّداً، حَتّى تُسْكِنَهُ أرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فِيها طُولاً وَعَرْضاً وَتَجْعَلَهُ وَذُرِّيَتَهُ مِنَ الأئِمَّةِ الوارِثينَ.

أللَّهُمَّ انْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ، وَاجْعَلِ النَّصْرَ مِنْكَ لَهُ وَعَلَى يَدِهِ، وَاجْعَلِ النَّصْرَ لَهُ وَالفَتحَ عَلى وَجْهِهِ، وَلا تُوَجِّهِ الأمرَ إلَى غَيْرِهِ.

أللَّهُمَّ أظْهِرْ بِهِ دِينَكَ وَسُنَّةَ نَبِيّكَ حَتَّى لا يَسْتَخْفِيَ بِشَيءٍ مِنَ الحَقِّ مَخافَةَ أَحَدٍ مِنَ الخَلْقِ.

أللَّهُمَّ إنّي أرْغَبُ إِلَيكَ فِي دَولَةٍ كَرِيمةٍ تُعِزُّ بِهَا الإسلامَ وأهلَهُ وَتُذِلُّ بها النِّفاقَ وَأهلَهُ، وَتَجْعَلُنا فِيها مِنَ الدُّعَاةِ إلى طَاعَتِكَ وَالقَادَةِ إلَى سَبِيلِكَ، وَآتِنا فِي الدُّنيا حَسَنةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنةً وَقِنا عَذَابَ النَّارِ، واجْمَعْ لَنَا خَيرَ الدَّارَيْنِ واقْضِ عَنّا جَمِيعَ مَا تُحِبُّ فِيهِما، وَاجْعَلْ لَنَا فِي ذلِكَ الخِيَرَةَ بِرَحمَتِكَ وَمَنِّكَ فِي عَافِيةٍ آمينَ رَبَّ العَالَمِينَ، وَزِدْنا مِن فَضْلِكَ وَيَدِكَ المَلْأى فَإنَّ كُلَّ مُعْطٍ يَنقُصُ مِنْ مُلْكِهِ وَعَطَاؤُكِ يَزِيدُ فِي مُلْكِكَ».

تَجدرُ الإشارةُ إلى أنَّ المُستفيضَ في المصادر هو الدُّعاء المُختصَر المشهور، وقد رواه الشّيخ الطُّوسيّ في (التّهذيب: ج 3، ص 102)، وفي (مصباح المُتهجّد، ص 630)، ولفظُ (التّهذيب) ما يلي: «محمَّدُ بنُ عيسى بإسناده عن الصّادِقِين عليهم السلام، قال: وَكَرِّر في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان هذا الدُّعاء ساجداً وقائماً وقاعداً وعلى كلِّ حالٍ، وفي الشَّهر كلِّه، وكيفَ أمكنَكَ، ومَتى حَضَرَك مِن دَهرِكَ، تقول بعد تمجيدِ اللهِ تعالى والصَّلاة على النّبيّ عليه وآله السَّلام: (أللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ فلانِ بنِ فلان في هَذهِ السَّاعةِ وفي كُلِّ ساعةٍ وَلِيّاً وحافِظاً وقائِداً وناصِراً ودَلِيلاً وعَيْناً، حتّى تُسْكِنَهُ أرضَكَ طَوْعاً وتُمَكِّنَهُ فيها طَويلاً)».

* (من كتاب مناهل الرّجاء: أعمال شهر رمضان - بتصرُّف)

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

09/07/2013

دوريات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات