من هم آل محمّد؟

من هم آل محمّد؟

09/03/2011

آل محمّد صلّى الله عليه وآله، هم السيّدة فاطمة الزهراء عليها السلام والأئمّة الخلفاء النقباء الأوصياء الاثنا عشر. هذه حقيقة واضحة وضوح الشمس لكلِّ من تتبَّع أدلّة العلماء المسلمين الشيعة والسنّة، الذين لم يدوروا في..


إعداد: أسرة التحرير

آل محمّد صلّى الله عليه وآله، هم السيّدة فاطمة الزهراء عليها السلام والأئمّة الخلفاء النقباء الأوصياء الاثنا عشر.هذه حقيقة واضحة وضوح الشمس لكلِّ من تتبَّع أدلّة العلماء المسلمين الشيعة والسنّة، الذين لم يدوروا في فلك حُكَّام الجَوْر.

قد يُفاجَأ الكثيرون بذلك، وقد يتصوَّر البعض أنّ هذا كلام مجاملة.
وكلاهما -من يُفاجَأ، ومن يحمل هذا على المجاملة- مدعوَّان إلى التدقيق في أمرين:

1-الفرق بين ما رَوَّج له إعلام إمبراطوريّات الظلم والجور، وبين ما ثبت عند العلماء المسلمين عن رسول الله صلّى الله عليه وآله.
2-
الفرق بين السنَّة والنواصب. النواصب كفَّار وهم شرّ من أهل الكتاب، ولا تجوز الوحدة معهم على الإطلاق، كما لا تجوز موادّتهم لأنّهم يُحادّون الله تعالى ورسوله صلّى الله عليه وآله بنُصبهم العداء لتجليّات الحقيقة المحمّديّة، أهل البيت عليهم صلوات الرحمان.
أمّا السنَّة -ولا أقصد الوهابيّين والنواصب- فهم يحبُّون أهل البيت عليهم السلام، رغم أنّهم مقصِّرون في حقِّهم عليهم السلام، كما أنّنا نحن الشيعة مقصِّرون في حقِّهم عليهم السلام، وإن كان تقصير السنَّة أكثر بكثير.
وتقول: من السنّة مَن لا يعرف أهل البيت عليهم السلام أبداً.
فأقول: ومن الشيعة مَن لا يعرف أهل البيت أبداً! إلّا أنّ نسبتهم بين السنَّة تفوق نسبتهم بيننا.
يتّضح ممّا تقدّم أنّ معنى قولنا: إنّ السنّة يحبُّون أهل البيت عليهم السلام، أنّ السنّيّ الذي يعرف عقيدته والتزم بالثوابت التي أكَّد عليها علماؤه، يلتزم بوجوب حبّ أهل البيت عليهم السلام.
وتقول: ليس هذا جديداً، فمن المعروف أنّ السنَّة يحبُّون علياً وفاطمة والحسنين عليهم السلام جميعاً، ويعتقدون بظهور المهديّ المنتظَر الذي لم يولد بعد، إلّا أنّك قلت في بداية هذا الحديث إنّ أهل البيت عليهم السلام، هم فاطمة والأئمّة الاثنا عشر؟
والجواب: هنا تكمن المفاجأة، بل المفاجآت التالية:

المفاجأة الأولى:
مِن السنَّة مَن يعتقد بأهل البيت عليهم السلام ما نعتقده نحن الشيعة، إلّا أنّهم على قسمين: قسم اعتمد التقيّة، وهي مبدأ عقليّ أقرّه الشرع(..إلّا أن تتّقوا منهم تقاة..) آل عمران:28، وقسم ضلَّله إعلام الطواغيت، فأخطأ في فهم معنى حبّ أهل البيت عليهم السلام، فتَصوَّر أنّه ينفصل عن أخذ العقيدة والفقه عنهم.
هذا ما أردتُه حين قلتُ: إنّ تقصيرهم في حقّ أهل البيت يفوق بكثير تقصير المقصرين منّا نحن الشيعة.
وفي هذا المجال تمسّ الحاجة لقراءة جديدة لنصوص العلماء السنَّة الكبار عبر القرون ليقف البحث على حقيقة معتقدهم، وهو أمر كفيل بإحداث ثورة على التصنيف الطائفيّ السائد، كما أنّه يتكفَّل بلورة حقيقة: أنّ كلّ المسلمين شيعة أهل البيت عليهم السلام.

وقد صدرت كتابات للعديد من الكُتّاب الشيعة الإيرانيّين حول التسنُّن الإثني عشريّ، الذي يقوم على ركنَين:
1- الاعتقاد بالأئمّة الإثني عشر عليهم السلام.
2- الاعتقاد بولادة الإمام المهديّ عليه السلام.

المفاجأة الثانية:
أنّ السنَّة يعتقدون بأنّ الأرض «لا تخلو من قائم لله بحجّة». قال الإمام الحافظ ابن حجر العسقلانيّ في كتابه (فتح الباري في شرح صحيح البخاريّ) ما لفظه: «وفي صلاة عيسى خلف رجل من هذه الأمّة مع كونه في آخر الزمان، وقُرْبَ قيام الساعة، دلالة للصحيح من الأقوال أنّ الأرض لا تخلو عن قائم لله بحجة».(ج6/359).
وأورد ابن حجر الهيثميّ في (الصواعق المحرقة) أنّ حديث «النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض» يدلّ على وجود مؤهَّل للتمسُّك به من أهل البيت، يكون بقاء الدنيا ببقائه، ودوامها بدوامه.
في قوله «للتمسّك» إشارة إلى «ما إن تمسَّكتم بهما» في «حديث الثقلين»، الذي يستفيض الحديث في المصادر السنيّة حول دلالته على وجود حجّة لله في كلّ عصر، ليكون عِدل القرآن الذي لا يفترق عنه إلى الحوض، ويكون أماناً لأهل الأرض كما هي النجوم أمانٌ لأهل السماء، ويكون العَدل الذي ينفي عن الدين تحريف الغالين.


المفاجأة الثالثة: أنّ الأمّة لم تجتمع على اثني عشر خليفة لرسول الله صلّى الله عليه وآله، إلّا على الأئمّة الاثني عشر.
توضيح ذلك: ثبت عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه سيكون بعده اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش، وفي سنن الترمذيّ وصفهم بأنّهم «كلّهم "تجتمع عليهم الأمّة». وعندما نرجع إلى ترجمة الأئمّة الاثني عشر في المصادر السنيّة المختلفة، نجد الإجماع على عظمة «أئمّة المسلمين» الاثني عشر المحمّديّة وفرادتهم في العلم والعمل. ولا دليل على الإطلاق يثبت أنّ الاجتماع عليهم يعني توليتهم زمام الحكم، كما أنّه لا دليل على أنّ معنى الخليفة هوالحاكم بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله، فقد ثبت أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لعليّ عليه السلام «أنت خليفتي» إلّا أنّه لم يتسلّم الحكم بعده.
وفي نهج البلاغة دعاء عليّ عليه السلام: «أللَّهمَّ أنت الصاحب في السفر والمُستخلَف في الأهل، ولا يجمعهما غيرك».

المفاجأة الرابعة: أنّ الاعتقاد بولادة الإمام المهديّ وأنّه ابن الإمام الحسن العسكريّ عليهما السلام، ليس خاصّاً بنا نحن الشيعة كما هو السائد الشائع، فإنّ أعداداً كبيرة جدّاً من العلماء السنَّة يُصرِّحون بولادته ونَسَبه عليه السلام، بل إنّ ثلاثين عالماً منهم قد ألّفوا كتباً حوله عليه السلام، منها كتاب (البيان في أخبار صاحب الزمان) للكنجيّ الشافعيّ.
وعليه، فما هو الشائع ليس إلّا نتيجة التعتيم الإعلاميّ والقمع وكمّ الأفواه الذي اعتمده الطواغيت عبر القرون.

**

نستنتج ممّا سبق، أمرين:

1- أنّ آل محمّد صلّى الله عليه وعليهم، هم الصدِّيقة الكبرى الزهراء عليها السلام وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأحد عشر إماماً من ذريّته، وهم الحسنان، والتسعة المعوّض بهم الحسين عن شهادته، عليهم جميعاً الصلاة والسلام.

2-
أنَّ السنَّة لا يقتصر اعتقادهم بحبِّ أهل البيت عليهم السلام على الصدِّيقة الزهراء وأمير المؤمنين والحسنين عليهم السلام، بل يشمل التسعة من ذريّة الحسين عليه وعليهم السلام، وهم يروون ما نروي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله في الحسين عليه السلام: «الشفاء في تربته، والدعاء مستجاب تحت قبَّته، والأئمّة من عترته».

جاء في كتاب (ينابيع المودّة) للقندوزيّ الحنفيّ (ت 1294 هجرية):
قال بعض المحقِّقين: إنّ الأحاديث الدالّة على كون الخلفاء بعده صلّى الله عليه وآله اثني عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة، فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان، علم أنّ مراد رسول الله صلّى الله عليه وآله من حديثه هذا الأئمّة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته، إذ لا يمكن أن يُحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه، لقلَّتهم عن اثني عشر، ولا يمكن أن يُحمل على الملوك الأمويّة لزيادتهم على اثني عشر، ولظلمهم الفاحش إلّا عمر بن عبد العزيز، ولكونهم غير بني هاشم، لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: «كلّهم من بني هاشم» في رواية عبد الملك عن جابر، وإخفاء صوته صلّى الله عليه وآله في هذا القول يُرجِّح هذه الرواية، لأنّهم لا يحسنون خلافة بني هاشم، ولا يمكن أن يُحمل على الملوك العباسيّة لزيادتهم على العدد المذكور، ولقلّة رعايتهم الآية ﴿..قل لا أسألُكم عليه أجراً إلّا المودّة في القُربى..﴾
الشورى : 23.

اخبار مرتبطة

  سرّ الخلق.. محمّد وآل محمّد

سرّ الخلق.. محمّد وآل محمّد

  أمان الأمّة من الاختلاف
 محمّد وآل محمّد

أمان الأمّة من الاختلاف محمّد وآل محمّد

نفحات