التواضع علامة التوحيد

التواضع علامة التوحيد

01/04/2011

..يمشون على الأرض هَوْناً
إعداد: مازن حمّودي

إعداد: مازن حمّودي

«فَلو أرخص الله في الكِبر لأحدٍ من عباده، لَرَخّص فيه لخاصّة أنبيائه وأوليائه، ولكنّه سبحانه كرّه إليهم التكابر ورضيَ لهم التواضع، فألصقوا بالأرض خدودهم، وعفّروا في التراب وجوههم، وخفضوا أجنحتهم للمؤمنين».الإمام علي عليه السلام
تقدّم «شعائر» نماذج عمليّة، هي مدرسة في خفض الجناح و«التواضع» تمّ اختيارها من كتاب (سيماء الصالحين) للشيخ رضا مختاري
.


لا شكّ في أنّ التواضع من أسمى الصفات، وهو جميل لكلّ مَن تحلّى به، ولكنّه لطالب العلم أجمل. والتكبّر قبيح لكلِّ مَن اتّصف به، إلّا أنّه من طالب العلم أقبح.

الإمام روح الله الخمينيّ قدّس سرّه

كان الإمام الخمينيّ متواضعاً بالمعنى الواقعيّ للكلمة. لكنّه على الرغم من عظَمته وعلمه اللّذين حيّرا العالم، لم يكن يرى نفسه إلّا «طالب علم»، ويخاطب المجاهدين في الجبهات قائلاً: «أقبّل أيديكم وسواعدكم لأنّ يد الله معها، وأفتخر بذلك».
وخاطب سماحته نوّاب الأمّة بالقول: «فكّروا بالناس دائماً، هؤلاء هم عباد الله، هم الذين يُقتَلون الآن على الحدود، وهم الذين يواجهون صعوبات الحرب، وهم الذين تشرّدوا، هم أفضل منّي، ويُحتمل أن يكونوا أفضل منكم..».

الشيخ الأنصاريّ رحمه الله

كان الشيخ مرتضى الأنصاريّ عالي الهمّة، جميل الأخلاق، وكان يتابع أمور الطلاب شخصيّاً، ويُشرف على تربيتهم كالأب العطوف. لاحظ طلّابه أنّه منذ أيام لا يحضر إلى الدرس في الوقت المحدّد، فاستسفسروا عن السبب، قال: «أحد السادة يحبّ دراسة العلوم الدينيّة، وفاتَح بذلك عدّة أشخاص ليُدرّسوه المقدِّمات إلّا أنّ أحداً منهم لم يوافق، واعتبروا أنّ شأنهم أجلُّ من أن يتصدّوا لهذا الدرس، وقد تولّيتُ تدريسه».

الآخوند الخراسانيّ قائد الثورة الدستوريّة

جاء في سيرة هذا العالم الكبير والمجاهد المقدام: «..كان متواضعاً جداً، وكان يُبادر أصغر الطلّاب بالسلام، ويقف لهم في المجالس احتراماً».
ذات ليلة، كان أحد الطلبة يقرع بعنف باب بيت الشيخ الخراساني، زوجة هذا الطالب تكاد تضع حملها، ولأنّ زوجها غريب ولا يعرف منزل القابلة، فقد قصد منزل الشيخ. سرعان ما فُتح الباب من دون أن يُسأل مَن الطارق؟ رأى الطالب الشيخ، ومن شدّة الخجل نسي السلام.
قال الشيخ: سلامٌ عليكم، كيف يُمكنني أن أُساعدك؟
عبّر الطالب الشاب عن أسفه لإزعاج الشيخ وذكر له حاجته، متمنّياً عليه أن يرسل معه الخادم ليرشده إلى منزل القابلة.
قال الشيخ: «الخادم نائم، أنا آتي معك»، ارتبك الطالب، فقال الشيخ:«وقت عمل الخادم انتهى، حان وقت استراحته ونومه».
لبس الشيخ الخراساني عباءته وحمل فانوساً، ومشى مع الطالب حتى وصلا إلى منزل القابلة، ثمّ مشى الشيخ معهما إلى منزل الطالب والفانوس بيده، وبعد ذلك عاد إلى بيته، وبعث إلى ذلك الطالب بكميّة من الأرز والسكر والقماش.
يقول هذا الطالب: «بعد تلك الليلة، كلّما رأيت الشيخ كنت أُطأطئ رأسي خجلاً، إلّا أنّه كان يغمرني بلطفه باستمرار، وكأنّه لم يُسدِ لي أيّة خدمة».

العلاّمة السيّد محمد حسين الطباطبائيّ رحمه الله

على الرغم من مكانته العلميّة، كان العلّامة الطباطبائي يجلس في دار المدرسة الفيضيّة بقم المقدّسة على الأرض كأيّ طالب صغير مُبتدئ،، وعندما تُقام الصلاة يَأْتَم بصلاة المرحوم آية الله السيّد محمّد تقي الخونساري. لم يُرَ في مجلسٍ متّكئاً، وكان مجلسه دوماً دون مجلس الضيف، أيّاً كان هذا الضيف، وكان تجواله وتنقّله إمّا سيراً على الأقدام أو في سيّارة الأُجرة.
يقول أحد تلامذته: «لم أسمع منه -طوال ثلاثين سنة- أبداً كلمة (أنا)، وفي المقابل سمعت منه مراراً عبارة (لا أعلم) في الإجابة على الأسئلة، تلك العبارة التي يرى الجهلة قولها عاراً، وكان يجيب على السؤال على صورة احتمال أو (يبدو لي).
لم تكن أعماله العلميّة في مستوى واحد. فمن جهة كان يكتب في التفسير (الميزان) أرقى المطالب، ويُناقش مع النخبة العلميّة أدقّ المسائل الفلسفيّة، ومن جهّة أخرى يكتب في أمور الدين وحقائقه حتّى لطلاب المدارس».

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

04/04/2011

  إصدارت

إصدارت

  إصدارات

إصدارات

نفحات