صاحب الأمر

صاحب الأمر

30/12/2013

«كأنّ قلوبَهم القناديل»


«كأنّ قلوبَهم القناديل»

مقاماتُ أصحاب الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشّريف وصفاتُهم*

ـــــ إعداد: «شعائر» ـــــ

لا يجد المتدبِّرُ في نصوص الأحاديث الشّريفة الواردة في قضيّة الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه، صعوبةً في ملاحظة اهتمامها البالغ بتوضيح خصال أصحاب المهديّ عجّل الله تعالى فرجه ومقاماتهم وعلومهم، والأحاديثُ في هذا الباب متواترة، اخترنا منها مجموعةً تتضمّن أبرز العناوين المشار إليها.

 

 لعلّ من أهمّ أهداف الرّوايات الشّريفة بتفصيل الحديث عن أصحاب الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه وأنصاره، حثّ المؤمنين على السّعي والاجتهاد للتحلّي بخصالهم والاتّصاف بصفاتهم والاقتداء بهم، وهذه ثمرة تربويّة مهمّة للغاية، توصل المؤمن إلى مرتبةٍ ساميةٍ من الصّلاح والكمال والقرب من الله جلّ وعلا، ومن هذه الصّفات:

لا يستوحشون إلى أَحد

روى الحاكم في (مستدركه) على صحيحَي البخاريّ ومسلم، بسندٍ صحّحهُ على شرطهما، عن محمّد بن الحنفيّة، قال: كنّا عند عليٍّ رضي الله عنه، فسأله رجلٌ عن المهديّ، فقال عليٌّ رضي الله عنه: «هيهات؛ ثمّ عقد بيدِه سبعاً؛ فقال: ذاكَ يخرجُ آخرَ الزَّمان، إذا قال الرَّجُل: اللهَ الله قُتل. فيجمعُ الله تعالى قومَه؛ قَزَعٌ [قِطَع] كَقَزَعِ السّحاب، يؤلِّفُ اللهُ بين قلوبِهم، لا يستوحشون إلى أحدٍ، ولا يفرحون بأحدٍ يدخل فيهم، على عدّةِ أصحاب بدر، لم يسبقهم الأوّلون، ولا يُدرِكُهم الآخرون، وعلى عدد جنود طالوت الّذين جاوزوا معه النّهر».

هم الأمّةُ المعدودة

روى الكلينيّ في (روضة الكافي) مُسنداً عن الإمام الباقر عليه السّلام، أنَّه قال بشأن قوله تعالى: ﴿..أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعًا..﴾ البقرة:148، «يعني أصحابَ القائم الثّلاثمائة والبضعة عشر رجلاً، وهم واللهِ الأمّة المعدودة، يجتمعون والله في ساعةٍ واحدةٍ قَزَعٌ كَقزعِ الخريف».

يحبُّهم اللهُ ويحبُّونه

في (غيبة) النّعمانيّ مسنداً عن الإمام الصّادق عليه السّلام، قال: «إنّ صاحبَ هذا الأمر محفوظةٌ له أصحابُه، لو ذهبَ النّاسُ جميعاً أتى اللهُ له بأصحابه، وهم الّذين قال الله عزَّ وجلَّ: ﴿..فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ﴾ الأنعام:89، وهم الّذين قال اللهُ فيهم: ﴿..فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ..﴾ المائدة:54».

أهل الإخلاص

روى الشّيخ الصّدوق في (كمال الدّين) بسنده عن السّيّد الجليل عبد العظيم الحسنيّ، أنّه قال للإمام الجواد عليه السّلام: إنِّي لأَرجو أن تكون القائمَ من أهل بيت محمّد، الّذي يملأُ الأرضَ قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظُلماً وجوراً، فقال عليه السّلام: «يا أبا القاسم، ما منّا إلَّا وهو قائمٌ بأمرِ الله عزَّ وجلَّ، وهادٍ إلى دين الله، ولكنَّ القائمَ الّذي يُطهِّر اللهُ عزَّ وجلَّ به الأرضَ من أهل الكفر والجحود، ويملؤها عدلاً وقسطاً، هو الّذي تخفى على النّاس ولادتُه ويغيبُ عنهم شخصُه ويَحرُم عليهم تسميتُه، وهو سَمِيُّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وكَنِيُّه، وهو الّذي تُطوى له الأرض، ويذلّ له كلّ صعب، [و] يجتمعُ إليه من أصحابه عدّة أهل بدر: ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً من أقاصي الأرض ".." فإذا اجتَمَعتْ له هذه العدّة من أهل الإخلاص أظهرَ اللهُ أمرَه، فإذا كَمُلَ له العقد -وهو عشرة آلاف رجل- خرجَ بإذن الله عزَّ وجلَّ..».

أهلُ يقينٍ وعبادةٍ وولايةٍ، شعارهم «يا لثَارات الحسَين»

روى السّيّد عليّ بن عبد الحميد في كتاب (الغَيبة) عن الإمام الصّادق عليه السّلام، قال:

«.. رجالٌ لا ينامون اللّيل، لهم دَوِيٌّ في صلاتهم كدويِّ النّحل، يبيتون قياماً على أطرافهم ويُصبحون على خيولِهم، رُهبانٌ باللَّيل لُيوثٌ بالنَّهار، هم أطوَعُ له من الأَمَةِ لسيِّدها، كالمصابيح، كأنَّ قلوبَهم القناديل، وهم من خشيةِ الله مُشفقون، يدعون بالشَّهادة ويتمنّون أن يُقتلوا في سبيل الله، شعارهم: يا لِثَاراتِ الحُسَين. إذا ساروا يسيرُ الرُّعب أمامَهم مسيرةَ شهر، يمشون إلى المولى أرسالاً، [أرسالاً أي جماعةً جماعة] بهم ينصرُ اللهُ إمامَ الحقّ».

 

أولو قوّةٍ ورُكنٍ شديدٍ

روى الصَّدوق في (كمال الدِّين) مسنداً عن الإمام الصّادق عليه السّلام، قال: «ما كان قولُ لوطٍ عليه السّلام لقومه: ﴿.. لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ﴾ هود:80، إلَّا تمنيّاً لقوّة القائم عليه السّلام، ولا ذَكَرَ إلَّا شدّةَ أصحابه، وإنّ الرّجل منهم ليُعطى قوّة أربعين رجلاً، وإنّ قلبَه لأَشدُّ من زُبُرِ الحديد، ولو مرّوا بالجبال لقَلعوها، ولا يكفُّون سيوفَهم حتّى يرضى الله عزَّ وجلَّ».

المتوسِّمون

ورد في (بحار الأنوار) أنّ الفضل بن شاذان روى عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه قال: «كأنِّي أنظرُ إلى القائم وأصحابه في نجف الكوفة ".."  وقد وصفَهم اللهُ تعالى بالتّوسّم في كتابه العزيز بقوله: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ﴾ الحجر:75».

يعصمُهم الله

روي الطّبرسيّ في (الاحتجاج) عن الإمام الحسن المجتبى عليه السّلام في حديثٍ أنّ أباه عليّاً عليه السّلام، قال: «يَبعثُ اللهُ رجلاً في آخرِ الزَّمان، وكَلَبٍ من الدّهر [أي شدّة]، وجَهْلٍ من النّاس، ويؤيّده بملائكتهِ ويعصمُ أنصارَه».

قضاة، حكّام، فقهاءُ لا يَشتبه عليهم شيءٌ

روى الشّيخ أبو جعفر الطّبريّ الإماميّ في كتاب (دلائل الإمامة) بسنده، عن الإمام الصّادق عليه السّلام حديثاً طويلاً ذكر فيه خاصّة أصحاب المهديّ عجّل الله تعالى فرجه، وفي نهاية الحديث سأل الرّاوي -وهو أبو بصير- الإمامَ قائلاً: «جُعِلتُ فداك، أَلَيْسَ على الأرض يومئذٍ مؤمنٌ غيرهم؟ فقال عليه السّلام: بلى ولكنّ هذه [يعني عدّة أهل بدر من أصحابه]، الّتي يُخرِجُ اللهَ فيها القائمَ، وهم: النّجباءُ والقضاةُ والحكّامُ والفقهاءُ في الدِّين، يمسحُ اللهُ على بطونِهم وظهورهم فلا يشتبهُ عليهم حكمٌ».

التصاقُهم بالقرآن

في (نهج البلاغة) عن الإمام عليّ عليه السّلام، قال في خطبةٍ يشير فيها إلى غَيبة الإمام المهديّ وإلى أصحابه عجّل الله تعالى فرجه: «.. ثمّ لَيَشحذنّ فيها قومٌ شحذَ القَيْنِ [الحدّاد] النَّصْلَ، تُجلى بالتّنزيل أبصارُهم ويُرمى بالتّفسير في مسامعهم، ويُغْبَقُونَ [يُسقون] كأسَ الحكمةِ بعد الصَّبُوح..». [الصَّبُوحُ كلّ ما أُكل أَو شرب صباحاً]

يحيطون بما بين الخافقَين

روى الشّيخ الصَّدوق في (كمال الدِّين) مسنداً عن الإمام الباقر عليه السّلام، قال: «كأنِّي بأصحاب القائم عليه السّلام وقد أحاطوا بما بين الخافقَين، فليس من شيءٍ إلَّا وهو مطيعٌ لهم، حتّى سباعُ الأرض وسباعُ الطَّير، يطلبُ رضاهُم في كلّ شيءٍ، حتّى تفخرَ الأرضُ على الأرض، وتقول: مرَّ بي اليوم رجلٌ من أصحاب القائم عليه السّلام».

هذه بعض الصّفات والمقامات الّتي ذُكرت لأصحاب الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه، وذكرنا بعض المصادر النّاصّة عليها.

________________________________________

* نقلاً عن الموقع الإلكترونيّ لشبكة الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشّريف

 

 

 

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

02/01/2014

دوريّات

نفحات