كتاباً موقوتاً

كتاباً موقوتاً

30/12/2013

أذان بلال فوق الكعبة للمرّة الأولى


أذان بلال فوق الكعبة للمرّة الأولى

هكذا واجهه عُتاةُ قريش

----- السّيّد جعفر مرتضى العامليّ-----

 

كيف كان وقعُ أوّل أذانٍ أَمرَ به الرّسول الأعظم صلّى الله عليه وآله على مشركي مكّة المكرمة عام 8 للهجرة؟

في هذا النّصّ الّذي اخترناه من موسوعة السّيّد جعفر مرتضى العامليّ (الصّحيح من سيرة النّبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله) [ج 22/ ص 314]، رواياتٌ توضح وقائع بعض ما جرى عقب فتح مكّة وتحطيم الأصنام المنصوبة داخل الكعبة وخارجها.

 

عن ابن عبّاس، ورواه عن بعض أهل العلم، وعن عُروة، وعن أبي سلمة، ويحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب، وعن ابن أبي مليكة، ومحمّد بن عمر عن شيوخه: أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله، لمّا حان وقتُ الظّهر أمر بلالاً أن يؤذِّن بالظّهر يومئذٍ فوق الكعبة، ليغيظَ بذلك المشركين، وقريشٌ فوق رؤوس الجبال، وقد فرَّ جماعةٌ من وجوههم وتغيَّبوا.

(قال الواقديّ: خوفاً أن يُقتلوا، فمنهم مَن يطلب الأمان، ومنهم مَن قد أُومن).

وأبو سفيان بن حرب، وعتَّاب -ولفظ ابن أبي شيبة: خالد بن أُسيد، والحارث بن هشام- جلوسٌ بفناء الكعبة.

فقال عتَّاب -أو خالد بن أسيد: «لقد أكرم الله أسيداً أن لا يكون يسمع هذا، فيسمع ما يغيظُه».

وقال الحارث: «أما والله، لو أعلمُ أنَّه محقٌّ لاتَّبعتُه».

فقال أبو سفيان: «لا أقول شيئاً، لو تكلَّمْتُ لأخبرَتْ عنِّي هذه الحصا».

وقال بعضُ بني سعيد بن العاص: «لقد أكرمَ اللهُ سَعيداً إذ قبضَه قبل أن يرى هذا الأسودَ على ظهر الكعبة».

وقال الحكَمُ بنُ أبي العاص: «هذا والله الحدثُ العظيم، أن يصيحَ عبدُ بني جمح على بنيّة أبي طلحة». ".."

فأتى جبريلُ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله فأخبرَه خبرَهُم، فخرج عليهم رسول الله صلّى الله عليه وآله، فقال: «قد علمتُ الَّذي قلتُم».

فقال الحارث وعتّاب: «نشهد أنَّك رسولُ الله، ما اطَّلعَ على هذا أحدٌ كان معنا، فنقول: أخبركَ».

***

وفي رواية: أنَّ الحارث بن هشام قال: «ما وَجَدَ محمّدٌ غيرَ هذا الغراب الأسود مؤذِّناً؟!» ".." إلى أن قال: فخرج عليهم النّبيّ صلّى الله عليه وآله، فقال لهم: «لقد علمْتُ الّذي قلتُم». ثمَّ ذكر ذلك لهم، فقال: «أمَّا أنت يا فلان فقد قلتَ كذا، وأمَّا أنت يا فلان فقد قلتَ كذا، وأمَّا أنت يا فلان فقد قلتَ كذا». فقال أبو سفيان: «أمَّا أنا يا رسول الله فما قلتُ شيئاً»، فضحك رسول الله صلّى الله عليه وآله. ".."

***

وعند الرّاونديّ: أنّه صلّى الله عليه وآله أَمَرَ بلالاً عند وقت صلاة الظّهر، فصعد على الكعبة، فقال عِكرمة: «أكره أن أسمع صوت أبي رباح ينهق على الكعبة». وحمدَ خالدُ بن أسيد اللهَ على أنَّ أبا عتاب توفّي ولم يرَ ذلك. وقال أبو سفيان: «لا أقول شيئاً، لو نطقتُ لظننتُ أنَّ هذه الجُدُر ستخبر به محمّداً». فبعث إليهم النّبيّ صلّى الله عليه وآله، فأُتي بهم ".."

***

وفي نصٍّ آخر: أنّه لمّا بلغ بلالُ: «أشهدُ أنَّ محمّداً رسول الله» قالت جويريّة بنت أبي جهل: «قد لَعَمري رفعَ لكَ ذكرَك، أمّا الصّلاة فسنصلّي، [ولكن] واللهِ لا نحبّ مَن قتلَ الأحبّة أبداً! ولقد كان جاءَ أبي الّذي جاءَ محمّداً من النّبوّة فردَّها، ولم يُرِد خلاف قومه»!

***

قالوا أيضاً: دخل النّبيّ صلّى الله عليه وآله مكّة، وكان وقت الظّهر، فأمر بلالاً فصعد على ظهر الكعبة فأذَّن، فما بقي صنمٌ بمكّة إلَّا سقطَ على وجهه، فلمّا سمعَ وجوه قريش الأذان، قال بعضهم في نفسه: «الدُّخول في بطن الأرض خيرٌ من سُماع هذا».

 

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

02/01/2014

دوريّات

نفحات