الملف

الملف

منذ يومين

دلائلُ نبويّة، على أعمدة الزّمَن، ومفاصل العصور


«لا تَرجعوا بعدي كُفّاراً، يضربُ بعضُكم رقابَ بعض»

دلائلُ نبويّة، على أعمدة الزّمَن، ومفاصل العصور

ـــــــــــ الشّيخ حسين كوراني ـــــــــــ

 

* كلّ محمّديٍّ يحب أن يكون صادقاً في الانتماء الحقيقيّ إلى رسول الله وطاعتِه في كلّ ما بلَّغه عن الله تعالى.

* سنجدُ في هذا الملفّ أنّ تتبُّع إخبارات النّبيّ المستقبليّة منهجٌ مغيَّبٌ في الوصول إلى المحمّديّة البيضاء.

* لم يترك الرّؤوفُ الرّحيمُ الأجيالَ من دون علاماتٍ على مساحات الزّمن، ومفاصل العصور تُوصل مَن اهتدى بها إلى التّوحيد الحقيقيّ، والعقيدة السّليمة الصّافية.

 

بين يدَي القارئ جملةٌ من الإخبارات النّبويّة المستقبليّة تغطّي أكثر من قرنٍ بعدَ وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله، مع تتبّعِ تداولِ العلماء لبعض هذه الإخبارات بما يتناسب مع امتداد الإخبار زمنيّاً، وتعاظم آثاره على الأمّة.

( 1 )

الشّجرةُ الملعونةُ في القرآن

قال العلّامة الأمينيّ قدّس سرّه: «أخرجَ ابن مردويه عن عائشة أنّها قالت لمروان: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقولُ لأبيك وجدّك (أبي العاص بن أميّة): إنّكم الشّجرةُ الملعونةُ في القرآن.

ذكرَه السّيوطيّ في (الدّر المنثور: 4/191)، والحلبيّ في (السّيرة: 1/337)، والشّوكانيّ في (تفسيره: 3/231)، والآلوسيّ في (تفسيره: 15/107). وفي لفظ القرطبيّ في (تفسيره: 10/286):

قالت عائشة لمروان: لعن الله أباك وأنت في صلبه، فأنت بعضٌ من لعنةِ الله، ثمّ قالت: والشّجرة الملعونة في القرآن».

(الأمينيّ، الغدير: ج 8/ ص 248)

( 2 )

إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلاً..

روى أبو سعيد الخدريّ عنه أنّه قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «إذا بلغَ بنو أبي العاص ثلاثينَ رجلاً اتّخذوا دينَ الله دَغَلاً، وعبادَ الله خَوَلاً، ومالَ الله دُوَلاً».

(الطّبرسيّ، إعلام الورى: ج 1/ ص 89-99)

 

* توضيحات:

* في (تاج العروس): المُرادُ بالخَوَلِ العَطِيَّةُ.

** قال في (النّهاية) في حديث أبي هريرة: إذا بلغَ بنو أبي العاص ثلاثين، كان مالُ اللهِ دُوَلاً، ودينُ اللهِ دخَلاً، وعبادُ الله خَوَلاً.

قال: الدُّوَل: جمع دُوَلة - بالضّم: وهو ما يُتداوَل من المال فيكون لقومٍ دونَ قوم.

والدَّخَل - بالتّحريك: العَيب والغشّ والفساد.. وحقيقتُه أن يُدخلوا في الدّين أموراً لم تجرِ بها السُّنّة.

وقوله: خَوَلاً.. أي خدَماً وعبيداً، يعني أنّهم يستخدمونهم ويَستعبدونهم.

(المجلسيّ، بحار الأنوار: ج 31/ ص 538)

 

* الزّمخشريّ في (الفائق)

«ذكر الزّمخشريّ في (الفائق) في حديث أبي هريرة: إذا بلغَ بنو العاص ثلاثين رجلاً كان مالُ الله دُوَلاً، وعبادُه خولاً.

ونشأَ للحَكم بن أبي العاص أحدٌ وعشرون ابناً، ووُلد لمروان بن الحَكم تسعةُ بَنين».

(المجلسيّ، بحار الأنوار: ج 31/ ص 538)

ولم أجد هذا النّصّ بتمامه في (الفائق للزمخشريّ: ج 1/ ص 163، نسخة برنامج المكتبة الشّاملة)، بل وجدتُ ما لفظُه: «أبو هريرة: ".." إذا بلغَ بنو العاص ثلاثين، كان دينُ الله دخلاً، ومالُ الله نحلاً، وعبادُ الله خولاً.

[الدَّخَل]: هو الغشُّ والفساد، وحقيقتُه أن يُدخلَ في الأمر ما ليس منه، أي يُدخلون في الدّين أموراً لم تجرِ بها السُّنّة.

النّحا (النّحل) من العطاء: ما كان ابتداءً من غير عِوَض، والمرادُ أنّهم يُعطون بغير استحقاق.

والخَوَل: الخَدم، جمعُ خائل». انتهى.

ومن الواضح أنّ يد التّحريف امتدّت إلى (الفائق) بدوافع أمويّة، فقد وجدتُ نقلَ كلام الزّمخشريّ عن كتابه (الفائق) بما يقربُ جدّاً من نقل المجلسيّ المتقدِّم - أي باختلافٍ يسيرٍ- في مصدرَين قديمَين:

1- السّيّد أحمد آل طاوس (ت: 676 هجريّة) في (عين العبرة في غبن العترة: ص 51). ولفظُه: «حكى مَن أثقُ به عن الزّمخشريّ في (الفائق) في حديث أبي هريرة: إذا بلغَ بنو أبي العاص ثلاثين رجلاً اتّخذوا مالَ الله دوَلاً وعبادَه خولاً ودينَه دخلاً. قال عبد الله بن إسماعيل وبعد [كذا] ما صورته وَلدَ الحَكمُ بنُ أبي العاص أحداً وعشرين ابناً ووُلد لمروان بنِ الحَكم تسعة بنين».

2- وابن البطريق (ت: 600 هجريّة) في (عمدة عيون الأخبار في مناقب إمام الأبرار: ص 472). ولفظُه: «وذكر الزّمخشريّ في (الفائق) في حديث أبي هريرة: إذا بلغَ بنو أبي العاص ثلاثين رجلاً كان مالُ الله دولاً وعبادُ الله خولاً ودينُه دخلاً، ووُلد للحكم بن العاص أحدٌ وعشرون ابناً، وولدَ ابنُ الحكم تسعةَ بنين».

* معاوية يستشهدُ ابنَ عبّاس على هذا الحديث، وعلى لعن عبد الملك وأبنائه

«ابن موهب قال: كنتُ عند معاوية بن أبي سفيان، فدخلَ عليه مروان يكلّمُه في حاجته فقال: اِقضِ حاجتي، فوَاللهِ إنّ مَؤونتي لَعظيمة، وإنّي أبو عشرة وعمُّ عشرة وأخو عشرة. فلمّا أدبر مروانُ، وابنُ عبّاسٍ جالسٌ معه على السّرير، فقال معاوية: اِشهَد بالله يا ابنَ عبّاس، أما تعلمُ أنّ رسولَ الله قال: (إذا بلغ بنو الحَكَم ثلاثين رجلاً اتّخذوا مالَ الله بينَهم دُوَلاً، وعبادَ الله خَوَلاً، ودينَ الله دغَلاً، فإذا بلغوا تسعةً وتسعين وأربعمائة كان هلاكُهم أسرعَ من لَوْكِ تَمرة)؟

فقال ابنُ عبّاس: أللّهمّ نعم.

وترك مروانُ حاجةً له، فردَّ (عبد الملك) [ابن مروان، صار يُقال له خليفةً فيما بعد، ومن نسلِه أربعةٌ يُقال لكلٍّ منهم خليفة) إلى معاوية فكلّمَه، فلمّا أدبرَ عبدُ الملك، قال: أُنشِدُكَ اللهَ يا ابنَ عبّاس، أما تعلمُ أنّ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ذكرَ هذا، فقال: (أبو الجبابرة الأربعة)؟

قال ابن عبّاس: أللّهمّ نعم».

(الطّبرسيّ، إعلام الورى: ج 1/ ص 89)

 

* مروان يمهّد لبيعة يزيد برواية السّيوطيّ

قال المجلسيّ: قال السّيوطيّ - من مشاهير علماء المخالفين - في (الدّر المنثور):

«أخرج البخاريّ، عن يوسف بن هامان، قال: كان مروان على الحجاز، استعملَه معاويةُ بنُ أبي سفيان، فخطبَ فجعلَ يذكرُ يزيد بن معاوية لكي يبايعَ له بعد أبيه، فقال عبدُ الرّحمن بنُ أبي بكر شيئاً، فقال: خُذوه، فدخلَ بيتَ عائشة فلم يقدروا عليه، فقال مروان: إنّ هذا أُنزلَ فيه: ﴿وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا..﴾ الأحقاف:17، فقالتْ عائشة من وراء الحجاب: ما أنزلَ اللهُ فينا شيئاً من القرآن، إلّا أنّ اللهَ أنزلَ عُذري.

وأخرج عبدُ بن حميد، والنّسائيّ، وابن المنذر، والحاكم، وصحّحه ابن مردويه، عن محمّد بن زياد، قال: لمّا بايعَ معاوية لابنِه قال مروان: سُنّةُ أبي بكر وعمر.

فقال عبد الرّحمن: سُنّةُ هِرَقْلَ وقَيصر. فقال مروان: هذا الذي أنزلَ اللهُ فيه:

﴿وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا..﴾ الأحقاف:17، فبلغ ذلك عائشة، فقالتْ: كذبَ مروان.. كذبَ مروان، واللهِ ما هو به، ولو شئتُ أن أسمّي الذي أُنزلتْ فيه لسمّيتُه، ولكنّ رسولَ الله صلّى الله عليه [وآله] لعنَ أبا مروان، ومروانُ في صُلبِه، فمروان فضفض [كذا] (فَضَضٌ) من لعنةِ الله.

وأخرج ابنُ أبي حاتم وابنُ مردويه، عن عبد الله، قال: إنّي لَفي المسجد حين خطبَ مروان، فقال: إنّ الله قد أرى أميرَ المؤمنين في يزيد رأياً حسناً، وإنْ يَستخلِفْهُ فقد استخلفَ أبو بكر وعمر. فقال عبدُ الرّحمن بنُ أبي بكر: أَهِرَقليّة!؟

إنّ أبا بكر - واللهِ - ما جعلَها في أحدٍ من وُلده ولا أحدٍ من أهل بيتِه، ولا جعلَها معاويةُ إلّا رحمةً وكرامةً لولده. فقال مروان: ألستَ الذي قال لوالديه أفٍّ لكما؟!

فقال عبدُ الرّحمن: ألستَ ابنَ اللّعين الذي لعنَ أباك رسولُ الله صلّى الله عليه [وآله]؟! قال: وسمعَتها عائشة، فقالت: يا مروان! أنت القائلُ لعبد الرّحمن... كذا وكذا، كذبتَ، واللهِ ما فيه نزلتْ، ولكن نزلتْ في فلان بن فلان».

(المجلسيّ، بحار الأنوار: ج 31/ ص 540-542)

 

* قَتْلُ عمر بن عبد العزيز «خبيبَ بن عبد الله بن الزّبير» لروايتِه حديث: إذا بلغَ بنو أبي العاص ثلاثين رجلاً.. إلخ

قال ابن الجَوزيّ في (المنتظم): «وفي هذه السّنة ضرب (عمرُ بن عبد العزيز) (خبيبَ بن عبد الله بن الزّبير بن العوّام) خمسين سوطاً. وقيل: مائةَ سوط عن أمر الوليد بن عبد الملك بذلك، وصبَّ على رأسه قربةَ ماءٍ باردٍ في يوم شاتٍ، ووقفَه على بابِ المسجد، فمكثَ يوماً ومات.

وكان السّبب أنّ (خَبيباً) حدّث عن رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال: (إذا بلغَ بنو أبي العاص ثلاثين رجلاً اتّخذوا عبادَ اللهِ خَوَلاً ومالَ اللهِ دُوَلاً).

أنبأنا الحسين بن محمّد بن عبد الوهّاب الدّبّاس، قال: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص، قال: أخبرنا أحمد بن سليمان بن داود الطّوسيّ، قال: حدّثنا الزّبير بن بكّار قال: حدّثني عمّي مصعب بن عبد الله ".."

وكان الوليدُ بنُ عبدِ الملك قد كتبَ إلى عمر بن عبد العزيز إذْ كان والياً على المدينة يأمرُه بجلدِه مائةَ سوط [وبحبسِه، فجلدَه عمر مائةَ سوط]، وبرَّدَ له ماءً في جرّةٍ، ثمّ صبَّها عليه في غَداةٍ باردةٍ، فَكَنَّ فماتَ فيها.

[في تهذيب الكمال للمزّيّ: 8/225 - وفي غيره: «فَكَزَّ، فماتَ فيها»، وفي (مجمع البحرين): كزّ الشّيءُ فهو مكزوز: إذا انقبضَ من البرد].

وكان عمر قد أخرجَه من المسجد حين اشتدّ وجعُه، وندمَ على ما صنع، فانتقلَه آلُ الزّبير في دارٍ من دُورهم.

قال عمّي مصعب: وأخبرني مصعب بن عثمان أنّهم نقلوه إلى دار عمر بن مصعب بن الزّبير، واجتمعوا عنده حتّى مات، فبينا هم جلوسٌ إذ جاءهم (الماجشون) يستأذنُ عليهم، و(خبيب) مسجّىً بثوبِه، وكان (الماجشون) يكونُ مع عمر بن عبد العزيز في ولايتِه على المدينة، فقال عبدُ الله بنُ عُروة: ائِذنوا له، فلمّا دخل قال: كأنّ صاحبَك في مريةٍ من موتِه، اكشفوا له عنه، فكشفوا له عنه، فلمّا رآه (الماجشون) انصرف. قال (الماجشون): فانتهيتُ إلى دار مروان فقرعتُ الباب، فدخلتُ فوجدتُ عمر كالمرأةِ الماخضِ قائماً قاعداً، فقال لي: ما وراءَك؟ فقلت: مات الرّجل، فسقطَ إلى الأرض فَزَعاً، ثمّ رفعَ رأسَه يسترجع، فلم تزل تُعرَفُ فيه حتّى مات، فاستَعفى من المدينة، وامتنعَ من الولاية، وكان يُقال: إنّك قد فعلتَ كذا فأَبشِر، فيقول: فكيف بخبيب؟

وحدّثني عمّي قال: حدّثني هارون بن أبي عبيد الله بن عبد الله بن مصعب، قال: سمعتُ أصحابنا يقولون: قسّم فينا عمرُ بنُ عبد العزيز قسماً في خلافته خصّنا به، فقال النّاس: دِيَةُ خبيب».

(ابن الجَوزيّ، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك: ج 6/ ص 309-311)

 

(أنظر في هذا الملف: إخبارُ النّبيّ صلّى الله عليه وآله بالانقلاب الأمويّ على الأعقاب، برواية المقريزيّ في كتابه إمتاع الأسماع).

( 3 )

لا تَرجعوا بعدي كفّاراً..

«ومن ذلك: إخبارُه صلّى الله عليه وآله وسلّم بما تُحدث أمّتُه بعدَه، نحو قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: (لا تَرجعوا بعدي كُفّاراً، يضربُ بعضُكم رقابَ بعض).

رواه البخاريّ في الصّحيح مرفوعاً إلى ابن عمر.

وقوله رواه أبو حازم عن سهل بن حنيف عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: (أنا فَرْطُكُم على الحوض، مَن وردَ شَرِبَ، ومَن شَرِبَ لَم يظمَأْ أبداً، ولَيَرِدَنَّ عَليَّ أقوامٌ أعرفُهم ويعرفوني، ثمّ يُحالُ بيني وبينهم).

قال أبو حازم: سمعَ النّعمانُ بنُ أبي عياش وأنا أحدّث النّاس بهذا الحديث، فقال: هكذا سمعتَ سهلاً يقول؟ قلت: نعم.

قال: فأنا أشهدُ على أبي سعيدٍ الخدريّ يزيدُ فيه: (فأقولُ: إنّهم أُمّتي، فيُقال: إنّك لا تَدري ما عملوا بعدك، فأقولُ: سُحقاً سُحقاً لمَن بدّل بعدي).

ذكره البخاريّ في الصّحيح».

(الطّبَرْسيّ، إعلام الورى بأعلام الهدى: ج 1/ ص 90)

( 4 )

أيّتُكُنَّ تنبحُ عليها كلابُ الحَوْأَب

«عن قيس بن أبي حازم: أنّ عائشة لمّا أتمّت على الحَوْأَبِ سمعتْ نباحَ الكلاب فقالت: ما أظنُّني إلّا راجعة، سمعتُ النّبيَّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قالَ لنا: (أَيّتُكُنَّ تنبحُ عليها كلابُ الحَوْأَب)؟ فقال الزّبير: لعلّ الله أن يُصلحَ بكِ بينَ النّاس».

(الطّبَرسيّ، إعلام الورى بأعلام الهدى: ج 1/ ص 91)

توضيحات:

1-      قال السّيّد المرتضى:

«والحَوْأَب: ماءٌ في الطّريق ما بينَ البصرة ومكّة، من مياه بني كلاب.

والحَوْأَب: الوادي الكثير الماء، قال الرّاجز:

هل لكِ من شربةٍ بالحَوْأَبِ * فصَعّدي من بعدها وصوّبي

ويجوزُ أن يكونَ هذا الماءُ إنّما سُمّي بالحَوْأَبِ للسّعة والكَثرة، وقد قيل: إنّما سُمِّي بالحَوأب نسبةً إلى بنتِ كلب بن وبرة.

ورُوي أنّه لمّا جاءتْ عائشةُ إلى هذا الموضوع نبحَتْها كلابُ الحَوْأَب، فقالت عائشة: أيُّ ماءٍ هذا؟ قالوا: ماءُ الحَوْأَب. فقالت: رُدّوني رُدّوني، فإنّي سمعتُ رسولَ الله يقول: (أَبْصِري لا تَكوني الّتي تنبحُها كلابُ الحَوْأَب).

فقالوا: ليس هذا ماءَ حَوْأَب، فأبتْ أن تصدّقَهم، فجاؤوا بخمسين شاهداً من العرب، فشَهدوا أنّه ليس بماء حَوْأَب، وحلفوا لها، فكسوهم أكسيةً وأعطوهم دراهم، وكانت هذه أوّلُ شهادة زورٍ حدثتْ في الإسلام».

(الشّريف المرتضى، الرّسائل - جواب المسائل الواسطيّات: ص 61)

**

2-    قال الشّيخ إبن إدريس الحِلّيّ:

«وممّا استطرفناه من كتاب (معاني الأخبار) من الجزء الثّاني تصنيف ابن بابويه، قال:

معنى الحَوْأَب والجمل الأذْيَب.

حدّثنا الحاكم أبو حامد بن الحسين بن عليّ ببَلْخ، قال: حدّثنا محمّد بن العبّاس، قال: حدّثنا إبراهيم بن سعد، قال: حدّثنا أبو نعيم، قال: حدّثنا عاصم بن قدامة، عن عِكرمة، عن ابن عبّاس، عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال لنِسائه: ليتَ شعري، أيّتُكُنّ صاحبة الجَملِ الأذْيَبِ التي تنبحُها كلابُ الحَوْأَب، فيُقتَلُ عن يمينِها ويسارِها قتلى كثيرة، ثمّ تنجو بعد ما كادت؟

قال ابنُ بابويه مصنّف كتاب (معاني الأخبار): الحَوْأَب، ماءٌ لبَني عامر، والجملُ الأذْيَب، يُقال: الذّيبة داءٌ يأخذُ الدّوابّ، يقال: بِرذَونٌ مذوّب، قال: وأظنّ الجَمل الأذيب مأخوذٌ من ذلك، وقوله: تنجو بعدما كادتْ، أي تنجو بعد ما كادتْ تهلك».

قال محمّدُ بن إدريس رحمَه الله:

* «وجدتُ في (الغريبين) للهَرويّ هذا الحديث، وهو في باب الدّال الغير المعجمة مع الباء المنقّطة تحتها نقطة واحدة، قال أبو عبيد: وفي الحديث: ليت شعري، أيّتكنّ صاحبةُ الجمل الأدْبَب تنبحُها كلابُ الحَوْأَب، قيل: أراد الأَدَبَّ فأظهرَ التّضعيف، والأَدَبُّ الكثيرُ الوبر، يقال: جَملٌ أَدَبّ إذا كان كثيرَ الدَّبَب، والدَّبَب كثرةُ شعر الوجه ودَبَبُه. أنشدَني محمّد بن موسى الأصفر الرّازيّ قال: أنشدَني أبو بكر ابن الأنباريّ:

يُمشِّقنَ كلَّ غصنٍ معكوسِ * مشقَ النّساءِ دَبَبَ العروسِ

يمشّقن: يقطعنَ كلَّ غصنٍ كثير الورق، كما ينتفُ النّساءُ الشّعرَ من وجه العروس».

قال محمّد بن إدريس رحمَه الله:

«ووجدتُ أيضاً في (مُجمل اللّغة) لابن فارس مثل ما ذكرَه أبو عبيد صاحب (الغريبين)، وقد أورد الحديثَ على ما ذكرَه، وفسّرَه على ما فسّرَه، ووضعَه في باب الدّال غير المعجمة مع الباء، والاعتماد على أهل اللّغة في ذلك فإنّهم أقومُ به، وأظنّ شيخنا ابن بابويه تجاوز نظرُه هذا الحرف فزلّ فيه، فأوردَه بالذّال المعجمة والياء والباء على ما في كتابه، واعتقدَ أنّ الجَمل الأذيَب مشتقٌّ من الذّيبة على ما فسّره، وهذا تصحيفٌ منه».

(مستطرفات السّرائر، موسوعة إبن إدريس: ص 236 - 239)

 

( 5 )

للزّبير: تقاتلُ عليّاً وأنتَ له ظالم

«وقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم للزّبير لمّا لقيَه وعليّاً عليه السّلام في سقيفة بني ساعدة، فقال: (أَتُحبُّه يا زبير؟)، قال: وما يمنعُني؟ قال: (فكيفَ بكَ إذا قاتلتَه وأنت ظالمٌ له).

* وعن أبي جروة المازنيّ قال: سمعتُ عليّاً عليه السّلام يقول للزّبير: (نشدتُك اللهَ، أما سمعتَ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: إنّك تقاتلُني وأنت ظالم؟)، قال: بلى، ولكنّي نَسيتُ».

(الطّبَرسيّ، إعلام الورى بأعلام الهدى: ج 1/ ص 91)

( 6 )

لعمّار: تقتلُك الفئةُ الباغية

«قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعمّار بن ياسر: (تقتلُك الفئةُ الباغية).

أخرجَه مسلمٌ في الصّحيح.

وعن أبي البختريّ: أنّ عماراً أُتِيَ بشربةٍ من لَبن، فَضَحِك، فقيلَ له: ما يُضحكك؟ قال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أخبرَني وقال هو آخرُ شرابٍ أشربُه حين أموت».

(الطّبَرسيّ، إعلام الورى بأعلام الهدى: ج 1/ ص 91)

( 7 )

الخوارج، فرقةٌ يُحسنون القولَ ويُسيئون الفعل

«قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم في الخوارج: (ستكون في أمّتي فرقةٌ يُحسنون القول ويُسيئون الفعل، يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء، يقرأون القرآنَ لا يُجاوزُ تَراقيهم، يمرقون من الدّين كما يمرقُ السّهمُ من الرّمية، لا يرجعونَ إليه حتّى يرتدَّ على فُوْقِه [الفُوق: وترُ القوس]، هم شرُّ الخَلق والخَليقة، طُوبى لمَن قَتلوه، طُوبى لمَن قتلَهم، ومَن قتلَهم كان أولى بالله منهم).

قالوا: يا رسولَ الله فما سِيماهم؟

قال: (التّحليق).

رواه أنَسُ بنُ مالك عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم».

(الطّبَرسيّ، إعلام الورى بأعلام الهدى: ج 1/ ص 92)

 

* عن عائشة ما يفسّر معنى (التّحليق)

حدّثها شخصٌ كُنيته (أبو قتادة) بما جرى في حرب النّهروان، فقالت عائشة:

«ما يمنعُنى ما بينى وبين عليٍّ أن أقولَ الحقّ، سمعتُ النّبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يقول: تفترقُ أُمّتي على فرقتَين، تمرقُ بينهما فرقةٌ محلِّقون رؤوسَهم محفّون شواربَهم، أُزُرُهم إلى أنصافِ سُوقِهم، يقرأونَ القرآنَ لا يتجاوزُ تَراقيهم، يقتلُهم أحبُّهم إليّ وأحبُّهم إلى الله تعالى، قال: فقلت: يا أمّ المؤمنين، فأنتِ تعلمينَ هذا، فَلِمَ كان الذي منك؟ قالت: يا أبا قتادة، وكان أمرُ الله قدراً مقدوراً، وللقَدَر أسباب (الحديث) ".."».

(الفيروز آباديّ، فضائل الخمسة: ج 2/ ص 407 - بتصرّف يسير)

 

( 8 )

إذا رأيتُم معاوية وعمرو بنَ العاص مجتمعَيْن ففرِّقوا بينَهما

«عن أبي عبد الرّحمن، عن العلاء بن يزيد القرَشيّ، عن جعفر بن محمّد، قال: دخلَ زيدُ بنُ أَرْقَم على معاوية، فإذا عمرو بنُ العاص جالسٌ معه على السّرير، فلمّا رأى ذلك زيدٌ جاءَ حتّى رَمى بنفسِه بينَهما.

فقال عمرو بن العاص: أما وجدتَ لك مجلساً إلّا أن تقطعَ بيني وبينَ أمير المؤمنين؟

فقال زيد: إنّ رسولَ الله غزا غزوةً وأنتما معه، فرآكما مجتمعَيْن، فنظر اليكما نظراً شديداً، ثمّ رآكما اليومَ الثّاني واليومَ الثّالث، كلُّ ذلك يُديمُ النّظرَ إليكما، فقال في اليوم الثّالث:

إذا رأيتُم معاويةَ وعمرو بنَ العاص مجتمعَيْن ففرِّقوا بينهما، فإنّهما لن يَجتمعا على خير».

(القاضي النّعمان المغربيّ، شرح الأخبار: ج 2/ ص 537)

 

( 9 )

أللّهمّ العنِ القائدَ والسّائقَ والرّاكبَ

«عن تليد بن سليمان، عن الأعمش، عن عليّ بن الأقمر قال:

وفَدنا على معاوية وقضَينا حوائجَنا ثمّ قلنا: لو مَرَرنا برَجُلٍ قد شهدَ رسولَ الله، صلّى الله عليه وآله وسلّم، وعاينَه، فأَتينا عبدَ الله بن عمر، فقلنا: يا صاحبَ رسول الله، حدِّثنا ما شهدتَ ورأيتَ، قال: إنّ هذا أرسل إليّ - يعني معاوية - فقال: لَئِن بلغَني أنّك تحدِّثُ لَأَضْرِبنَّ عُنُقَك، فجثوتُ على ركبتيّ بينَ يدَيه، ثمّ قلتُ: وَددتُ أنّ أَحَدَّ سيفٍ في جُندِك على عُنُقي. فقال: واللهِ ما كنتُ لِأُقاتلَك، ولا أقتلُك.

وَأَيْمُ الله، ما يمنعُني أن أحدِّثَكم ما سمعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله قال فيه ".." قال: وخرج [معاوية] من فجٍّ - قال: فنظرَ إليه رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وإلى أبي سفيان وهو راكبٌ، ومعاويةُ وأخوه أحدُهما قائدٌ والآخرُ سائق، فلمّا نظرَ إليهم رسولُ الله صلّى الله عليه وآله، قال: (أللّهمّ العَنِ القائدَ والسّائقَ والرّاكبَ).

قلنا: أنتَ سمعتَ من رسول الله صلّى الله عليه وآله؟

قال: نعم، وإلّا فصُمَّتا أُذُناي، كما عَمِيتا عيناي».

(المجلسيّ، بحار الأنوار: ج 33/ ص 190)

* «وعن يحيى بن يَعلى، عن الأعمش، عن خيثمة قال: قال عبدُ الله بن عمر: إنّ معاوية في تابوتٍ في الدّرْك الأسفلِ من النّار ولولا كلمةُ فرعون: ﴿..أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾ النّازعات:24، ما كان أحدٌ أسفلَ من معاوية».

(المجلسيّ، بحار الأنوار: ج 33/ ص 187)

*«وعن محمّد بن فضيل، عن أبي حمزة الثّماليّ، عن سالم بن أبي الجعد، عن عبد الله بن عمر قال: إنّ تابوتَ معاوية في النّار فوقَ تابوت فرعون، وذلك بأنّ فرعون قال: ﴿..أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾ النّازعات:24».

( 10 )

إذا رأيتُم معاويةَ يخطبُ على منبري فاقتُلوه

«عن الحكم بن ظهير، عن إسماعيل، عن الحسن، و[أيضاً عن] الحَكم، عن عاصم بن أبي النّجود، عن زرّ بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسولُ الله صلّى الله عليه وآله:

إذا رأيتُم معاويةَ بنَ أبي سفيان يخطبُ على مِنبري فَاضْرِبوا عُنُقَه.

قال الحسن: فما فَعلوا ولا أَفلَحوا.

وعن عمرو بن ثابت، عن إسماعيل، عن الحسن قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:

إذا رأيتُم معاويةَ يخطبُ على مِنبري فاقتلوه.

قال: فحدّثني بعضُهم قال: [قال] أبو سعيد الخدريّ: فلم نفعل ولم نُفلح».

(المجلسيّ، بحار الأنوار: ج 33/ ص 186)

( 11 )

إخبارُه صلّى الله عليه وآله بقَتل معاوية حُجراً وأصحابَه

«ومن ذلك: إخبارُه بقتل معاوية حِجراً وأصحابَه في ما رواه ابنُ وهب عن أبي لهيَعة عن أبي الأسود، قال: دخل معاويةُ على عائشة فقالت: ما حملَك على قَتْلِ أهلِ عذراء، حُجراً وأصحابَه؟ فقال: يا أمّ المؤمنين، إنّي رأيتُ قتلَهم صلاحاً للأُمّة، وبقاءَهم فساداً للأُمّة.

فقالت: سمعتُ رسولَ الله، صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال: سيُقتَلُ بعذراء ناسٌ يغضبُ اللهُ لهم وأهلُ السّماء».

(الطّبَرسيّ، إعلام الورى بأعلام الهدى: ج 1/ ص 93)

 

( 12 )

إخبارُه صلّى الله عليه وآله بقَتلى أهلِ الحَرّة

«ومن ذلك: إخبارُه بقَتلى أهل الحَرّة فكان كما أخبر.

رُوي عن أيّوب بن بشير، قال: خرجَ رسولُ الله، صلّى الله عليه وآله وسلّم، في سفرٍ من أسفاره، فلمّا مرّ بـ (حَرّة زهرة) وقفَ فاسترجع، فساءَ ذلك مَن معه وظنّوا أنّ ذلك من أمر سَفَرِهم، فقال عمر بن الخطاب: يا رسولَ الله ما الذي رأيت؟

فقال رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: (أمَا إنّ ذلكَ ليسَ من سَفَرِكم).

قالوا: فما هو يا رسولَ الله؟ قال: (يُقتَلُ بهذه الحَرّة خيارُ أُمّتي بعدَ أصحابي).

قال أَنَس بنُ مالك: قُتل يومَ الحرّة سبعمائةُ رجلٍ من حَمَلَة القرآن، فيهم ثلاثةٌ من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم.

وكان الحسن يقول: لمّا كان يوم الحرّة قُتل أهلُ المدينة حتّى كادَ لا ينفلت أحدٌ، وكان فيَمن قُتل ابنا زينب، ربيبةِ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهما ابنان من زمعة بن عبد الأسود، وكان وقعةُ الحرّة يوم الأربعاء لثلاثٍ بقِينَ من ذي الحِجّة سنة ثلاث وستّين».

(الطّبَرسيّ، إعلام الورى بأعلام الهدى: ج 1/ ص 95)

 

( 13 )

الوليد، شرٌّ لأُمّتي من فرعونَ لقومِه

«ومن ذلك: قولُه صلّى الله عليه وآله وسلّم في الوليد بن يزيد، رواه الأوزاعيّ، عن الزّهريّ، عن سعيد بن المسيّب قال: وُلِدَ لأخي أُمّ سَلَمة من أمِّها غلامٌ فسَمّوه الوليد، فقال النّبيُّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: تُسَمّون بأسماء فَراعنتِكم، غيِّروا اسمَه فسمّوه عبدَ الله، فإنّه سيكونُ في هذه الأُمّةِ رجلٌ يُقال له: الوليد. هو شَرٌّ لأُمّتي من فرعون لقومِه.

قال: فكان النّاسُ يَرون أنّه الوليدُ بنُ عبد الملك، ثمّ رأينا أنّه الوليدُ بنُ يزيد».

(الطّبَرسيّ، إعلام الورى بأعلام الهدى: ج 1/ ص 97)

 

* من هو هذا الفرعون؟

بُويعَ الوليدُ بنُ يزيد في اليوم الذي تُوفِّي فيه هشام، وهو يومُ الأربعاء لستٍّ خلونَ من شهر ربيع الآخر سنة خمس وعشرين ومائة، ثمّ قُتل بالبخراء - وهي قريةٌ من قُرى دمشق تعرَف بالبخراء - يوم الخميس لليلتَين بقيتا من شهر جمادى الآخرة سنة ستّ وعشرين ومائة "..".

* صاحبُ شرابٍ ولَهوٍ وطَرَبٍ وسماعٍ للغِناء

وكان الوليدُ بن يزيد صاحبَ شرابٍ ولَهوٍ وطربٍ وسماعٍ للغناء، وهو أوّلُ مَن حملَ المُغنّين من البلدان إليه، وجالسَ المُلهين، وأظهرَ الشُّربَ والملاهي والعَزفَ، وفي أيّامه كان ابنُ سريج المُغنّي، ومعبدٌ، والغريض، وابنُ عائشة، وابنُ محرز، وطويس، ودحمان، وغلبتْ عليه شهوةُ الغناء في أيّامه، وعلى الخاصّ والعامّ، واتّخذ القِيان، وكان متهتّكاً ماجناً خليعاً.

* فِعلُه بالمصحف وقد استفتحَ به

وقرأَ ذاتَ يوم ﴿وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ﴾ إبراهيم:15-16، فدَعَا بالمُصحفِ فنصبَه غَرَضاً للنّشَّابِ، وأقبلَ يَرميه وهو يقول:

أَتوعِدُ كلَّ جبّارٍ عنيدٍ     فها أنا ذاكَ جبّارٌ عنيدُ

إذا ما جئتَ ربَّكَ يومَ حَشْرٍ   فَقُلْ يا ربِّ خَرَّقَني الوليدُ

* شعرٌ له أَلْحَدَ فيه

وذكر محمّد بن يزيد المبرّد النّحويّ أنّ الوليدَ ألحدَ في شعرٍ له ذكرَ فيه النّبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، وأنّ الوحيَ لم يأتِه عن ربّه، كَذَبَ أخزاهُ الله! من ذلك الشِّعر:

تلعَّبَ بالخلافةِ هاشِميٌّ   بلا وَحْيٍ أَتاهُ ولا كتابِ

فَقُلْ للهِ يمنعُني طَعامي   وقُلْ للهِ يمنعُني شَرابي!

فلم يُمْهَلْ بعد قولِه هذا إلّا أيّاماً حتّى قُتل.

(المسعوديّ، مروج الذّهب: ج 3/ ص 212)

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ يومين

دوريات

  كتب أجنبيّة

كتب أجنبيّة

منذ يومين

كتب أجنبيّة

نفحات