الملف

الملف

01/03/2014

التّسمِيَة: أهمّيتها عموماً، وفي الأولياء بالخصوص

هذا الملفّ

من أوائل الكُتب المعاصرة المتميّزة بمنهجيّتها وأصالتها وصِدق الولاء كتاب (فاطمة الزّهراء من المَهد إلى اللّحد) للعلّامة الخطيب الحسينيّ السّيّد محمّد كاظم القزوينيّ رحمه الله، بل لعلّه الكتابُ الأوّل الذي سبقَ بعضَ الكتب النّوعيّة القليلة عن الصّدّيقة الكبرى الشّهيدة بحوالي عقدَين من الزّمن.

تكمنُ فرادةُ الكتاب في أنّه تولّى تظهيرَ ما تناثرَ في المصادر الأمّ وتنضيدها بمنهجيّةٍ سلمتْ من لوثةِ مرض ضعفِ الإيمان بالغيب، وتجريد المعصوم من جوهر حقيقته الغيبيّة، ليُصار إلى التّعامل مع المعصوم على أنّه ﴿بَشَرٌ مثْلُكُم﴾ دون إكمال البيان الذي لا ينعقدُ الظّهورُ بدونه.

وقد صدر هذا الكتاب في مرحلة استشراءِ هذا المرض، وقبلَ أن يوفِّق اللهُ تعالى عبدَه المسدّد المجدِّد الإمام الخمينيّ رضوان الله تعالى عليه لتحذير الأمّة منه، وإنقاذ طيفٍ كبيرٍ منها من أخطبوطه المنتفخ بادّعاء العقلانيّة والوعي والحداثة.

لخصوصيّة هذا الكتاب اختارت «شعائر» أن يكونَ هذا الملفّ وملفّ العدد الآتي - بحوله تعالى - من فصولِه بتصرّف، بعضَ وفاءٍ للصّدّيقة الكبرى الشّهيدة عليها السّلام.

 

التَّسمِيَة

أهميّتُها عموماً، وفي الأولياء بالخصوص

ـــــ العلّامة السّيّد محمّد كاظم القزوينيّ رحمه الله ـــــ

قالَ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله: «وَأَمّا ابْنَتي فاطِمَةُ فَإنَّها سَيِّدَةُ نِساءِ العالَمِينَ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرينَ، وَهِيَ بِضْعَةٌ مِنّي، وَهِيَ نُورُ عَيْني، وَهِيَ ثَمَرَةُ فُؤادي، وَهِيَ رُوحي الّتي بَيْنَ جَنْبَيَّ، وَهِيَ الحَوْراءُ الإِنْسِيَّةُ، مَتى قامَتْ في مِحْرابِها بَيْنَ يَدَيْ رَبِّها جَلَّ جَلالُهُ زَهِرَ نورُها لِمَلائِكَةِ السَّماءِ كَما يُزْهِرُ نورُ الكَواكِبِ لِأَهْلِ الأَرْضِ..».

«.. تختلفُ أسماءُ البَشر على مرِّ الأجيال والعصور، وعلى اختلافِ لُغاتِها، فقد توجَد هناك مناسبةٌ بين الاسم والمسمَّى، وقد لا توجَد، وقد يكون للاسم معنًى في قاموس اللّغة وقد لا يكون له معنى، بل هو اسمٌ مخترَعٌ، وليس من مادّةٍ لغويّةٍ.

أمّا أولياءُ اللهِ فإنَّ التّسميةَ تُعتبَر عندَهم ذاتَ أهميّةٍ كُبرى، فهذه امرأةُ عمرانَ ولدتْ بنتاً فقالت: ﴿..وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ..﴾ آل عمران:36.

واختارَ اللهُ لنبيّه يَحيى عليه السّلام هذا الاسمَ قبل أن تنعقدَ نطفتُه في رَحِم أُمِّه، لأنَّ زكريا سألَ ربَّه فقال: ﴿..فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا * يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا﴾ مريم:5-7، وأنت إذا أمعنتَ النَّظرَ في قوله تعالى: ﴿..لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا﴾ مريم:7، يتّضحُ لكَ أنَّ تعيينَ أسماءِ أولياءِ اللهِ يكونُ من عنده عزّ وجلّ، وأنَّ اللهَ يتولّى تسميتَهم، ولم يَكِلها إلى الأبوَيْن.

أَستعرضُ في ما يلي، طائفةً كبيرةً من الأحاديث التي تذكرُ اسمَ السّيّدة فاطمة الزّهراء ووجهَ التّسمية، وأنّها إنّما سُمِّيَتْ بفاطمة لأسبابٍ ومناسبات، وليست هذه التّسميةُ ارتجاليّةً، ولا وليدةَ إعجابٍ واستحسانٍ فقط، بل رُوعي فيها مناسبةُ الاسم مع المُسَمّى، بل صِدْقُ الاسمِ على المُسَمَّى».

**

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

01/03/2014

دوريّات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات