حدود الله

حدود الله

01/03/2014

صلاةُ الاستسقاء


صلاةُ الاستسقاء

كيفيّتُها، ومستحبّاتُها

ـــــ الإمام الخمينيّ قدّس سرّه ـــــ

الاستسقاء هو طلب السُّقيا، وهي [صلاة الاستسقاء] مستحبّةٌ عند غَور الأنهار وفتور الأمطار، ومنْع السّماء قطرَها لأجل شيوع المعاصي، وكُفران النّعم، ومنع الحقوق، والتّطفيف في المكيال والميزان، والظّلم، والغدر، وترْك الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، ومنع الزّكاة، والحُكم بغيرِ ما أنزلَ الله، وغير ذلك ممّا يُوجب غضبَ الرّحمن الموجبَ لحبسِ الأمطار، كما في الأثر.

كيفيّة الصّلاة

وكيفيّتها كصلاة العيدَين: ركعتان في جماعة، ولا بأس بالفُرادى رجاءً، يقرأ في كلٍّ منهما (الحمد) وسورة، ويكبّر بعد السّورة في الأولى خمسَ تكبيرات، ويأتي بعد كلّ تكبيرة بقنوتٍ، وفي الثّانية أربع تكبيرات، يأتي بعد كلّ تكبيرة بقنوتٍ، ويُجزي في القنوت كلُّ دعاء، والأَوْلى اشتمالُه على طلب الغيث والسّقي، واستعطاف الرّحمن بإرسال الأمطار وفتح أبواب السّماء بالرّحمة، ويقدّم على الدّعاء الصّلاةُ على محمّدٍ وآله عليهم الصّلاة والسّلام.

ومسنوناتُها أمور:

* منها الجهرُ بالقراءة، وقراءةُ السّوَر الّتي تُستحبّ في العيدَين. [الشّمس، والأعلى، والغاشية]

* ومنها أن يصوم النّاس ثلاثة أيّام، ويكون خروجُهم يوم الثّالث، ويكون ذلك الثّالث يوم الاثنين، وإن لم يتيسّر فيوم الجمعة لشرفِه وفضله.

* ومنها أن يخرج الإمام ومعه النّاسُ إلى الصّحراء في سكينةٍ ووقارٍ وخشوعٍ ومسألةٍ، ويتّخذوا مكاناً نظيفاً للصّلاة، والأَوْلى أن يكون الخروج في زيٍّ يجلبُ الرّحمة، كَكَوْنهم حفاةً.

* ومنها إخراجُ المنبر معهم إلى الصّحراء، وخروجُ المؤذّنين بين يدَي الإمام.

* ومنها ما ذكره الأصحابُ من أن يُخرجوا معهم الشّيوخَ والأطفال والعجائز والبهائم، ويفرَّق بين الأطفال وأمّهاتهم ليُكثروا من الضّجيج والبكاء، ويكون سبباً لدَرّ الرّحمة، ويمنعون خروج الكفّار كأهل الذّمة وغيرهم معهم.

أحكامها

مسألة 1: الأَولى إيقاعُها وقتَ صلاة العيد، [من طلوع الشّمس إلى الزّوال]، وإن لا يبعد عدمُ توقيتِها بوقتٍ.

مسألة 2: لا أذانَ ولا إقامةَ لها، بل يقول المؤذّن بدلاً عنهما: «الصّلاة» ثلاث مرّات.

مسألة 3: إذا فرغ الإمام من الصّلاة حوّل رداءَه استحباباً؛ بأن يجعل ما على اليمين على اليسار وبالعكس، وصعدَ المنبر، واستقبل القبلة، وكبّر مائة تكبيرة رافعاً بها صوتَه، ثمّ التفت إلى النّاس عن يمينه فسبّحَ الله مائة تسبيحة رافعاً بها صوته، ثمّ التفت إلى النّاس عن يساره فهلّل اللهَ مائةَ تَهليلة رافعاً بها صوته، ثمّ استقبل النّاس فحمدَ الله مائة تحميدة، ولا بأس برفعِ الصّوت فيها أيضاً، كما لا بأس بمتابعة المأمومين الإمامَ في الأذكار، بل وفي رفع الصّوت، ولعلّه أجلبُ للرّحمة وأرجى لتحصيل المقصود، ثمّ يرفع الإمام يدَيه ويدعو، ويدعو النّاس ويبالغون في الدّعاء والتّضرّع والاستعطاف والابتهال إليه تعالى، ولا بأس أن يؤمِّن النّاسُ على دعاء الإمام، ثمّ يخطبُ الإمام ويبالغُ في التّضرّع والاستعطاف، والأَوْلى اختيارُ بعضِ ما ورد عن المعصومين عليهم السّلام، كالواردة عن مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام، ممّا أوّلها «الحمدُ لله سابغ النِّعَم... إلخ»، والأَوْلى أن يخطب فيها خطبتَين كما في العيدَين، ويأتي بالثّانية رجاءً.

مسألة 4: كما تجوز هذه الصّلاة عند قلّة الأمطار، تجوزُ عند جفاف مياه العيون والآبار.

مسألة 5: لو تأخّر الإجابة، كرّروا الخروجَ حتّى يدركَهم الرّحمةُ إنْ شاءَ اللهُ تعالى، ولو لم يُجِبهم فلِمصالحَ هو تعالى عالمٌ بها، وليس لنا الاعتراضُ ولا اليأسُ من رحمة الله تعالى، ويجوز التّكرارُ متّصلاً والاكتفاءُ بصوم الثّلاثة، وغير متّصلٍ مع صوم ثلاثة أيّام أخُرَ يأتي بها رجاءً، بل يأتي بالتّكرار أيضاً رجاءً.

(تحرير الوسيلة: ج 1/ ص 245)

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

01/03/2014

دوريّات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات