الملف

الملف

28/03/2014

موجز في السّيرة وبعض المقامات

 

فاطمة الزّهراء عليها السّلام سيّدة نساء العالمين

موجزٌ في السّيرة وبعض المقامات

ـــــ إعداد: اللّجنة العلميّة في مؤسّسة الإمام الصّادق عليه السّلام ـــــ

 

في (موسوعة طبقات الفقهاء في أصحاب الفُتيا من الصّحابة والتّابعين، 15 مجلداً)، تأليف «اللّجنة العلميّة في مؤسّسة الإمام الصّادق عليه السّلام»، إشراف العلّامة الفقيه جعفر السّبحاني، وقفةٌ على أعتاب الصّدّيقة الكبرى الشّهيدة، اختارَتها «شعائر» لهذا الملفّ بتَصرّفٍ يَسيرٍ.

 

* بنتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله، تُكنّى أُمَّ أبيها، وتلقَّب بالزّهراء، وبالبتول، وبالصّدّيقة الكُبرى، وأُمّها أعظمُ أمّهات المؤمنين: خديجة بنت خويلد.

* الولادة: 5 بعد المبعث، والشّهادة: 11 هجريّة.

* وُلدت بمكّة المكرّمة بعد مبعث النّبيّ صلّى الله عليه وآله بخمس سنين، وهو المشهورُ بين علماء الشّيعة، وقيل بسنتَين، وقيل بسنة واحدة، وأكثرُ علماء أهل السّنّة يروون أنّها وُلدت قبلَ البعثة بخمس سنين.

* كانت ولادتُها في يوم الجمعة في العشرين من جُمادى الآخرة. ولم تلبث وهي صغيرة أنْ فقدت أُمَّها وعمَّ أبيها المحامي أبا طالب في عامٍ واحد.

* كانت إحدى الفواطم اللّاتي هاجرَ بهنّ عليٌّ عليه السّلام من مكّة إلى المدينة بعد هجرة رسول الله صلّى الله عليه وآله إليها.

* تقدّم لخطبتها عدّةٌ من الرّجال فردَّهم رسولُ الله ردّاً جميلاً، قائلاً لهم: «أنتظرُ بها القضاء»، ثمّ زوّجها عليّاً عليه السّلام، وذلك في شهر رجب من السّنة الثّانية للهجرة.

* قالت الدّكتورة بنت الشّاطئ: «لقد آثَر اللهُ الزّهراء بالنّعمة الكبرى، فحصرَ في وُلدها ذرّيّةَ نبيّه المصطفى، وحفظَ بها أشرفَ سلالةٍ عرفَتها البشريّةُ منذ كانت، كما كرّمَ اللهُ عليّاً فجعلَ من صُلبه نسلَ خاتَم الأنبياء، فكان له من هذا الشّرف مجدُ الدّهر وعزّةُ الأبد».

* ورد في فضل فاطمة عليها السّلام، أحاديثُ كثيرة تُعرب عن عظيم منزلتها، وسُمُوِّ مقامها، منها:

1- عن المسوَّر بن مخرمة أنّ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله قال:

«فاطمةُ بَضعةٌ منّي، فمَن أغضبَها أغضَبَني».

2- عن حُذيفة أنّه سمع النّبيّ صلّى الله عليه وآله يقول:

«هَذا ملَكٌ لَم ينزلْ قبلَ هذه اللّيلة، استَأذنَ ربَّه أنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ، ويُبَشِّرَني بأَنَّ فاطمةَ سيّدةُ نساءِ أهلِ الجَنّة، وأنّ الحسنَ والحسَينَ سَيِّدا شَبابِ أهلِ الجَنّة».

3- عن عائشة أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وآله قال، وهو في مرضِه الذي تُوفِّيَ فيه:

«يَا فَاطمة، أَلا تَرضينَ أن تَكوني سيّدةَ نِساءِ العالَمين،

وسيّدةَ نِساء هذه الأُمّة، وسيّدةَ نساءِ المؤمنين».

4- عن أبي هريرة، قال: نظرَ النّبيُّ صلّى الله عليه وآله إلى عليٍّ وفاطمةَ والحسنَ والحسين، فقال:

«أنَا حَرْبٌ لِمَن حَارَبَكُم، سِلْمٌ لِمَن سَالَمَكُم».

 * مرّ في ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام أنّها عليها السّلام من أهل البيت الذين أذهبَ اللهُ عنهم الرِّجْسَ وطهَّرهم تطهيراً، وأنّها أحدُ مَن أخرجَهم النّبيُّ صلّى الله عليه وآله ليُباهلَ بهم نصارى نَجران.

* كانت الزّهراءُ عليها السّلام مِن أحبِّ النّاسِ إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله، وكان يقومُ لها إنْ دخَلتْ عليه ويهشُّ لها ويرحِّبُ بها، وكان إذا أرادَ السَّفرَ كانَ آخرُ عهدِه بفاطمة، وإذا رجعَ كانَ أوّلُ عهدِه بها.

* رُوي عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: «كان أحبّ النّساء إلى رسول الله فاطمة، ومن الرّجال عَلِيٌّ».

* عن عائشة قالت: «ما رأيتُ أحداً كانَ أشبهَ كلاماً وحديثاً برسول الله صلّى الله عليه وآله من فاطمة، وكان إذا دخلتْ عليه قامَ إليها فقبّلَها، ورحّبَ بها، وكذلك كانت هي تصنعُ به».

* رَوت الزّهراءُ عن أبيها رسول الله صلّى الله عليه وآله، ورَوى عنها: ابناها: الحَسن والحسَين عليهما السّلام، وأُمُّ سلمة، وعائشة، وسَلمى أُمُّ رافع زوجُ أبي رافع، وأَنَسُ بنُ مالك، وآخرون.

* عُرفت عليها السّلام بصدق لهجتِها، وعبادتِها، ووَرَعِها، وحفظِها السِّرَّ، لم تَحفلْ بزَخارف الدّنيا ومظاهرِها، [وكانت] صابرةً عندَ البلاء، شاكرةً عندَ الرّخاء.

* كانت النّسوةُ يُقبلنَ على بيتِها، فتفيضُ عليهنّ من علمِها.

* رُوِيَ أنّ امرأةً جاءتْ تسألُ فاطمةَ مسائلَ، فأجابَتها فاطمةُ عن سؤالها الأوّل، وظلّت المرأةُ تسألُها حتّى بلغت أسئلتُها العشرة، ثمّ خَجِلَت من الكثرة، فقالت: لا أشقُّ عليكَ يا ابنةَ رسول الله صلّى الله عليه وآله، فقالت فاطمة:

هَاتِي وَسَلِي عمّا بدا لك، إنّي سمعتُ أبي يقول: إنّ علماءَ أُمّتِنا يُحشَرونَ فيُخلَعُ عَليهم من الكراماتِ على قدرِ كثرةِ علومِهم وجدِّهم في إرشادِ عبادِ الله.

* وقفتْ بعدَ وفاةِ رسولِ الله صلّى الله عليه وآله موقفاً حازماً من الخلافة، ومن إرثِها وحقِّها في فدك، وخطَبتْ في المسجد في جَمعٍ من المهاجرين والأنصار، وتحدّثت عن فضائلِ عليٍّ عليه السّلام، ومواقفِه الخالدةِ في الإسلام، ونَعَتْ عليهم إسنادَ الأمر إلى غَيرِه.

* وجَرَتْ بعدَ ذلك خطوبٌ، ذكرَها المؤرِّخون في كُتُبِهم، عانَتْ بسَببِها الزّهراءُ عليها السّلام أشدَّ معاناة، ولَزِمَت الفراش.

* ولمّا أحسّت بدُنوِّ أَجَلِها استدعتْ أميرَ المؤمنين، فَأَوْصَتْه أن يواريَ جُثمانَها في غَسَقِ اللّيل، وأن لا يحضرَ جنازتَها أحدٌ.

(.. وَلِأَيِّ الأُمُورِ تُدْفَنُ سِرَّاً   بَضْعَةُ المُصْطَفَى وَيُعْفَى ثَرَاهَا..)

* اختُلفَ في مدّة بَقائها بعدَ رسولِ الله صلّى الله عليه وآله فقيل: ثلاثةُ أشهر، وقيل خمسةٌ وسبعون يوماً، وقيل غير ذلك.

* قال البخاريّ: دفنَها زوجُها عليٌّ [عليه السّلام] ليلاً، ولم يُؤْذِن أبا بكر، وصَلَّى عليها.

* ووقفَ عليٌّ عليه السّلام على قبرِها، وقال:

«السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ عَنِّي وعَنِ ابْنَتِكَ النَّازِلَةِ فِي جِوَارِكَ والسَّرِيعَةِ اللَّحَاقِ بِكَ، قَلَّ يَا رَسُولَ الله عَنْ صَفِيَّتِكَ صَبْرِي، ورَقَّ عَنْهَا تَجَلُّدِي، أَلَا وإِنَّ فِي التَّأَسِّي بِعَظِيمِ فُرْقَتِكَ وفَادِحِ مُصِيبَتِكَ مَوْضِعَ تَعَزٍّ، فَلَقَدْ وَسَّدْتُكَ فِي مَلْحُودَةِ قَبْرِكَ، وفَاضَتْ بَيْنَ نَحْرِي وصَدْرِي نَفْسُكَ، إِنَّا للهِ وإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ، لَقَدِ اسْتُرْجِعَتِ الْوَدِيعَةُ، وأُخِذَتِ الرَّهِينَةُ، أَمَّا حُزْنِي فَسَرْمَدٌ، وأَمَّا لَيْلِي فَمُسَهَّدٌ، إِلَى أَنْ يَخْتَارَ لِيَ اللهُ دَارَكَ الَّتِي أَنْتَ فيهَا مُقِيمٌ».

(اللّجنة العلميّة في مؤسّسة الإمام الصّادق عليه السّلام، موسوعة طبقات الفقهاء: ج 1/ ص 16 – 20)

 

.. مَا أعلمُ عَلى ظهرِ الأرضِ

أحداً عَلى هذا الدِّين

غيرَ هؤلاء الثّلاثة

عن يحيى بن عفيف، عن عفيف بن مَعْدِ يكَرْب:

قَدِمْتُ مكّةَ أريدُ أبتاعُ من عطرِها وثيابِها فَآويتُ عندَ العبّاس.

قال: فإنّي لَجالِسٌ أنا والعبّاس أنظرُ إلى الكعبة، إذْ أقبلَ شابٌّ وقَد ارتفعتِ الشّمسُ فتَوجَّهَ نحوَ الكعبة، ثمّ أقبلَ غلامٌ حتّى قامَ إلى جانبِه، ثمّ أقبلتِ امرأةٌ حتّى قامت خلفَهما، فَكَبَّرَ وَكَبَّرا، ثمّ ركعَ فَرَكَعا، ثمَّ رفعَ فرفَعا، ثمّ أهوى إلى الأرضِ سَاجِداً فَأَهْوَيَا.

فقلتُ: يا عبّاس، أمرٌ عظيمٌ!

قال: أَتَدري مَن هذا الشّابّ؟

قلتُ: لا. قال: هذا محمّدُ بنُ عبدِ الله، ابنُ أخي.

أَتَدري مَن هذا الغلام؟ قال: قلتُ: لا.

قال: هذا عليُّ بنُ أبي طالبٍ، ابنُ أخي.

وتَدري مَن هذه المرأة؟

قال: قلت: لا. قال: هذه خديجةُ بنتُ خويلد، امرأةُ ابنِ أخي.

إنّ ابنَ أخي هذا زعمَ أنّ ربَّه، ربّ السّماوات والأرض، أمرَه بهَذا الدِّينِ الذي هو عليه، وما أعلمُ على ظهرِ الأرضِ أحداً على هذا الدِّين غير هؤلاء الثّلاثة.

(محمّد بن سليمان الكوفيّ، مناقب الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام: ص 272)

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

28/03/2014

دوريّات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات