أعلام

أعلام

28/03/2014

الفقيه ابن البرّاج الطّرابلسيّ


خليفةُ الشّيخ الطّوسيّ في بلاد الشّام

الفقيهُ الفاضل، القاضي ابنُ البرّاج الطّرابلسيّ

___________ إعداد: سليمان بيضون __________

* الفقيه المؤسّس للنّهضة العلميّة في بلاد الشّام بعد سلَفه، ومعاصره، وابن مدينتِه، الشّيخ محمّد عليّ الكراجكيّ.

* من خواصّ تلامذة السّيّد المرتضى، وُصِفَ بأنّه: إمامٌ في الفقه، واسعُ العلم، كثيرُ التّصنيف.

* تولّى منصبَ القضاء بصلاحيّاتٍ واسعة قرابة عشرين سنة في إمارة بني عمّار الشّيعيّة في طرابلس الشّام.  

* استقينا مادّةَ هذه المقالة من ترجمةٍ وافية للشّيخ ابن البرّاج، كتبها الشّيخ جعفر السّبحاني في مقدّمة كتاب )المُهذَّب)، ومن دراسة للشّيخ جعفر المهاجر بعنوان (ابن البرّاج الطّرابلسيّ، عصرُه، سيرتُه، ومُصنّفاتُه).

 

هو أبو القاسم، عبد العزيز، بن نحرير، بن عبد العزيز، المعروف بـ «ابن البرّاج». هكذا عرّفه ابنُ شهرآشوب المازندرانيّ (ت: 588 للهجرة) - في كتابه (معالم العلماء) - الّذي عاشَ في حلب وألّف كتابَه بعد حوالي القرن من وفاة المترجَم له.

أمّا عن لقب والده «البرّاج»، فهو اسمُ فاعلٍ من أمثلةِ المبالغة، مشتقٌّ من «البُرج»، وهو بناءٌ حصينٌ على ساحل البحر، وظيفتُه خِفارةُ السّاحل، وحمايةُ المقاتلين من الأعداء المُغيرين في السّفُن. والبرّاج هو الّذي يعملُ في الأبراج بنحوٍ أو غيره.

مولدُه ونشأتُه

 لم تذكر المصادر تاريخَ ميلاد الشّيخ ابن البرّاج على وجهٍ دقيق، غير أنّ كلمةَ الرّجاليّين والمترجمين له اتّفقت على أنّه تُوفّي عام 481 للهجرة، وقد نيّفَ على الثّمانين، فعلى هذا، فإنّ أغلبَ الظّنّ أنّه وُلد عام 400 للهجرة، أو قبل هذا التّاريخ بقليل.

وأمّا موطنُه، فهو «طرابلس الشّام»، الواقعةُ على السّاحل الغربيّ للبحر الأبيض المتوسّط [شمال لبنان]، وهذه غير «طرابلس» الواقعة على السّاحل الجنوبي للبحر نفسه، والّتي هي عاصمة ليبيا اليوم. وقد ذكر الشّيخ عبد الله أفندي الأصفهانيّ في (رياض العلماء) أنّ مولدَه بمصر وبها مَنشؤه. ونقل ذلك عنه المحدّث النّوريّ، ثمّ السّيّد حسن الصّدر. إلّا أنّ الشّيخ السُّبحاني والشّيخ المهاجر متّفقان على اشتباه صاحب (رياض العلماء) في هذه النّسبة، معتبرَين أنّه لو كان مصريّاً لكان إسماعيليّاً، أو سنّيّاً، بحُكم البيئة الّتي نشأَ بها، وأنّه لو كانَ على أحد هذَين المذهبَين ثمّ تحوّل إلى الاثنَي عشريّة، لاشتَهرَ أمرُه بذلك.

دراستُه

لم تأتِ المصادر على ذِكر مَن أخذ القاضي ابنُ البرّاج أوّليّاتِ علومِه عنهم، وجُلّ ما ذُكر أنّه «قرأ على السّيّد المرتضى سنة 429 للهجرة، إلى أن تُوفّي السّيّد، فأكملَ قراءته على الشّيخ أبي جعفر الطّوسيّ»، ما يعني أنّه هاجرَ من بلده طرابلس في الشّام لطلب العلم في بغداد، الّتي كانت الحاضرةَ العلميّةَ الشّيعيّةَ في ذلك الوقت، والّتي أرسى دعائمَها الشّيخُ المفيد، وكان قد سبقَ ابنَ البرّاج من طرابلس إلى بغداد الشّيخ محمّد بن عليّ الكراجكيّ.

قال عنه السّيّد حسن الصّدر في (تأسيس الشّيعة لفُنون الإسلام): «حضرَ عالي مجلس السّيّد [المرتضى] في شهور سنة 429، إلى أن تُوفِّيَ السّيّد، ثمّ لازمَ شيخَ الطّائفة أبا جعفر الطّوسيّ حتّى صارَ خليفةَ الشّيخ، وواحدَ أهلِ الفقه..».

وإذا علمنا - بناءً على هذا النّصّ - أنّ السّيّد المرتضى توفّي سنة 436 للهجرة، تكون دراسة ابن البرّاج عنده حوالي ستّ أو سبع سنوات، وأنّه تتلمذ على الشّيخ الطّوسيّ مدّة السّنتَين قبل رجوعه إلى طرابلس.

وذكر الشّيخ أسد الله التّستُري أنّ ابن البرّاج «تتلمَذَ على الشّيخ أبي الفتح محمّد بن عليّ بن عثمان الكراجكيّ».

ويَحتملُ الشّيخ السّبحاني أنّ ابن البرّاج قد تتلمذَ على أبي يعلى، محمّد بن الحسن بن حمزة الجعفريّ، صهر الشّيخ المفيد وخليفته، والجالس محلّه، والّذي وصفَه النّجاشي في (رجاله) بقوله: «بأنّه متكلّم فقيه».

علاقتُه بالشّيخ الطّوسيّ

ناقش كلٌّ من الشّيخ السّبحاني والشّيخ المهاجر مسألةَ علاقة القاضي ابن البرّاج بالشّيخ أبي جعفر الطّوسيّ، هل هي علاقةُ تلميذٍ بأستاذه؟ أو زميلٍ بزميله، ولو أنّ الشّيخ الطّوسيّ كان سابقاً له في السّنّ، والدّرجة العلميّة؟ وكان محلّ الاتّفاق بينهما أنّ ابنَ البرّاج هو زميلُ الشّيخ الطّوسيّ، وأنّه درسَ عنده سنتَين بعد وفاة أستاذهما السّيّد المرتضى من موقع الزّمالة، ولغايةٍ نبيلة.

يقول الشّيخ السّبحانيّ: «فعندما لبّى الأستاذُ [السّيّد المرتضى] دعوةَ ربّه، حضرَ [ابنُ البرّاج] درسَ الشّيخ [الطّوسيّ] إلى أن نُصِّبَ قاضياً في طرابلس عام 438 للهجرة. وعلى ذلك، فقد استفادَ من شيخِه الثّاني قرابةَ ثلاث سنوات. ومع ذلك كلّه، فالحقُّ أنّ القاضي ابنَ برّاج زميلُ الشّيخ في الحقيقة، وشريكُه في التّتلمُّذِ على السّيّد المرتضى، وأنّه بعدما لبّى السّيّدُ المرتضى دعوةَ ربّه وانتهتْ رئاسةُ الشّيعة - في بغداد - إلى الشّيخ الطّوسيّ، حضر [ابنُ البرّاج] درسَ الشّيخ الطّوسيّ توحيداً للكلمة، وتشرُّفاً، وافتخاراً، كما قبِلَ، من جانبه، الخلافةَ والنّيابةَ في البلاد الشّاميّة».

ويرى الشّيخُ المهاجر أنّ العلاقة بين الرّجلَين استمرّت إلى ما بعد مغادرة ابن البرّاج بغدادَ عائداً إلى طرابلس بنحوٍ من عشرين سنة، فيقول: «إنّ علاقةً حميمةً ومديدةً قامت بين الاثنَين، حتّى بعد أن تفرّقت بهما السُّبل، فآبَ ابنُ البرّاج سنة 438 للهجرة إلى وطنِه بعد أن اكتفى من طُعمتِه في مهجره، ثمّ خرج الشّيخُ الطّوسيّ من بغداد بعد عشر سنوات، سنة 448 للهجرة، بعد أن تغيّرت عليه، والتجأَ إلى حَرم الإمام عليّ عليه السّلام في النّجف، فالعلاقة طالتْ مدّة اثنتَين وعشرين سنة أو تزيد قليلاً، أي حتّى وفاة الشّيخ الطّوسيّ سنة 460 للهجرة في النّجف».

وعن طبيعة هذه العلاقة العلميّة بين ابن البرّاج والشّيخ الطّوسيّ يقول الشّيخ السّبحانيّ: «فقد كان الشّيخ الطّوسيّ ينظرُ إليه بنَظر الإكبار والإجلال، ولأجلِ ذلك نرى أنّ الشّيخَ [الطّوسيّ] ألّفَ بعضَ كُتبِه لأجلِ التماسِه وسؤاله. فها هو يصرِّحُ في كتابه (المُفصِح في إمامة أمير المؤمنين عليه السّلام)، بأنّه ألّفَ هذا الكتابَ لأجلِ سؤالِ الشّيخ ابن البرّاج منه، فيقول: سألتَ أيّها الشّيخُ الفاضل - أطالَ الله بقاءَك وأدام تأييدَك - إملاءَ كلامٍ في صحّةِ إمامةِ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه. كما أنّه ألّف كتابَه (الجُمل والعقود) بسؤاله أيضاً، حيث قال: أمّا بعد، فأنا مُجيبٌ إلى ما سأل الشّيخُ الفاضل - أدام اللهُ بقاءَه - من إملاءِ مختصَرٍ يشتملُ على ذِكر كتبِ العبادات».

يُضيف الشّيخ السّبحانيّ: «ولم يكتفِ الشّيخُ بذلك، فألّف (رجالَه) بالتِماس هذا الشّيخ أيضاً، إذ يقول: أمّا بعد، فإنّي قد أجبتُ إلى ما تكرّرَ سؤالُ الشّيخ الفاضلِ فيه، من جمْعِ كتابٍ يشتملُ على أسماء الرّجال الّذين روَوا عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله، وعن الأئمّة من بعدِه إلى زمنِ القائمِ عليهم السّلام، ثمّ أذكرُ مَن تأخَّر زمانُه عن الأئمّة من رواة الحديث».

ويستفيدُ الشّيخ جعفر المهاجر من مسألة تأليف الشّيخ الطّوسيّ كُتباً عدّة بطلبٍ من الشّيخ ابن البرّاج، وجودَ «ألمعيّة» خاصّة يتمتّعُ بها الأخير، فيقول: «هذه العلاقة نجدُ آثارَها اليوم في عددٍ من أعمال الشّيخ الطّوسيّ الباقية، حيث يبدو أنّ ابنَ البرّاج، وكأنّه مصدرُ وحيٍ، ومنبعُ أفكارٍ ومشروعاتٍ علميّةٍ عديدة، يقترحُها على الشّيخ [الطّوسيّ]، فلا يتوانى هذا عن تنفيذها، وبعضُها ما هو من أجَلِّ وأبقى مصنّفاته، ممّا يدلُّ على جودةِ تفكيرِ ابن البرّاج، والمكانة العالية، والثّقة التّامّة الّتي أولاها كلٌّ منهما للآخر».

عملُه في القضاء

تولّى الشّيخ ابنُ البرّاج منصبَ القضاء في طرابلس بتعيينٍ من عليّ بن محمّد بن عمّار، المُلقّب بـ «جلال المُلك» سنة 464 للهجرة، إلى سنة وفاته، أي 481 للهجرة. وكان منصبُ القضاء حينها منصباً عالياً لا يقتصرُ على فضّ الخصومات وما إليها، بل كان ذا أبعادٍ سياسيّةٍ ومعنويّة، يُشبه منصبَ وزير العدل اليوم.

تلاميذُه

كان الشّيخ ابن البرّاج يمارسُ عملَه في القضاء بطرابلس، وفي الوقت ذاته يعكفُ على التّأليف في موضوعاتٍ تمَسُّ الحاجةُ العمليةُ إليها، كما كان مدرّساً واسعَ الشّهرة، تخرّجَ على يدَيه عدّةٌ من الأعلام، منهم:

* أسعد بن أحمد بن أبي روح: وهو أجَلُّ تلاميذ ابن البرّاج، وخليفتُه في منصب القضاء في طرابلس. تذكرُه المصادر بأنّه كان متعبِّداً، زاهداً، عظيمَ الصّلاة والتّهجّد، لا ينامُ إلّا بعضَ اللّيل، وأنّه عُقدت له حلقةُ «الإقراء» بالشّام. وكان له عنايةٌ بـ «الفقه المقارن»، ومن ذلك أنّه صنّفَ ثلاثةَ كُتبٍ في هذا الباب، هي: (البيان بيننا وبين النّعمان)، و(التّبصرة في خلاف الشّافعيّ للإماميّة)، و(المقتبَس في الخلاف بيننا وبين مالك بن أنَس).

* عبد الجبّار بن عبد الله المُقري الرّازي: ذُكر بأنّه «فقيه الأصحاب» - أي الشّيعة - بالرّيّ. قرأ على الشّيخ الطّوسيّ جميعَ تصانيفه. وقد تُوفِّيَ بطرابلس، ودُفن في حجرةِ القاضي ابن البرّاج.

* عبد الرّحمن بن أحمد الخُزاعيّ النّيسابوريّ، المعروف بالمفيد النّيسابوريّ. قرأَ في بغداد على السّيّد المرتضى، وأخيه الرّضيّ، والشّيخ الطّوسيّ، وارتحلَ إلى طرابلس حيث قرأ على الكراجكيّ وابن البرّاج. توفّي بالرّيّ.

* الحسن بن الحسين بن بابويه القمّيّ، نزيل الريّ، المدعو «حسكا»، وهي كلمة منحوتة من «حسن كيا». وكلمةُ «كيا» وصفُ تعظيمٍ في لغةِ بعض مناطق إيران. وهو جدُّ الشّيخ منتجَب الدّين صاحب (الفهرست)، ومن بيت علمٍ أنجبَ العديدَ من الفقهاء. ارتحلَ إلى بغداد فقرأَ فيها على الشّيخ الطّوسيّ، ثمّ ارتحل إلى طرابلس وقرأَ فيها على ابن البرّاج.

* عبد العزيز بن أبي كامل الطّرابلسيّ - سَميّ الشّيخ ابن البرّاج، والملقّب أيضاً بالقاضي - لم تذكر عنه المصادر سوى أنّه ممّن قرأَ على السّيّد المرتضى، والشّيخ الطّوسيّ، وأبي الصّلاح الحلبيّ، والكراجكيّ، وابن البرّاج.

* الحسن بن عبد العزيز بن الحسن الجبهانيّ. قال عنه منتجَب الدّين في (الفهرست): «فقيهٌ، ثقةٌ، قرأ على الشّيخ الموفّق أبي جعفر الطّوسيّ، والشّيخ ابن البرّاج».

* أبو الفتح الصّيداويّ: قال في (رياض العلماء): «كان من أعاظم تلامذة بعضِ تلاميذ السّيّد المرتضى، ويظهر من بعض فوائد الشّهيد [الأوّل] في طيّ ذكر تلامذةِ المرتضى أنّ القاضي ابن البرّاج، الّذي هو من تلامذة السّيّد المرتضى، كان أستاذ أبي الفتح الصّيداويّ..»

* محمّد بن عليّ بن الحسن أو المحسن الحلبيّ: ينفردُ الحرّ العامليّ في (أمل الآمل) بالقول إنّه «أدركَ الشّيخ أبي جعفر الطّوسيّ وروى عنه». ويؤخَذ من إجازة الشّهيد الأوّل لتلميذه محمّد بن عبد العليّ بن نجدة أنّ الحلبيَّ قرأَ على ابن البرّاج كلّ مصنّفاتِه.

* محمّد بن الحسن بن عليّ الحلبيّ: ويظهر أنّه تلميذٌ آخر غير سابقه، والحرّ العامليّ ترجمَ للرَّجُلين. وقد وُصِفَ بأنّه «كان محقّقاً، مدقّقاً، فاضلاً، صالحاً، عابداً، يروي عن الشّيخ الطّوسيّ، وعن ابن البرّاج».

هذا، وذُكر لابن البرّاج ولدان: أبو القاسم، وأبو جعفر، يرويان عن والدهما، ويروي عنهما الرّاونديّ والسّرويّ وغيرهما.

مؤلّفاته

خلّفَ القاضي ابنُ البرّاج ثروةً علميّةً غنيّة، خصوصاً في الفقه الّذي كان رائداً من روّاده في تلك الحقبة من تأسيسِ الفقه الإماميّ، ويُنسَبُ إليه كتابٌ في علم الكلام، إلّا أنّ ما وصلَ إلى هذا الزّمن ثلاثةُ كُتبٍ فقط، هي: (المهذَّب) و(جواهرُ الفقه) و(شرحُ جُمل العلم والعمل)، نقفُ عليها بعض الشّيء، ثم نعدّد ما ذكرتْه المعاجمُ من سائر كُتبِه:

* (المهذّب): هو أوسعُ الكتب الثّلاثة الباقية لابن البرّاج، استوفى فيه كتبَ الفقه من كتاب الطّهارة إلى كتاب القضاء.

* (جواهر الفقه): يقول عنه مؤلّفه في المقدّمة: «وضعتُ هذا الكتاب وسمّيتُه بكتاب (جواهر الفقه)، لأنّني اعتمدتُ فيه ذكرَ المسائلَ المستحسنة، والأجوبة الموجزة المنتخبَة».

* (شرح جُمَل العلم والعمل): وأصل الكتاب لأستاذ ابن البرّاج السّيّد المرتضى، ألّفَه بطلبٍ من أستاذه المفيد ليكون وسيلةً إلى أقلّ ما يجبُ على المؤمن معرفتِه والعمل به، وقد شرحَ الشّيخ الطّوسيّ - التّلميذ الأوّل للسّيّد المرتضى - القسمَ المتعلّق بعلمِ الكلام، وشرحَ ابنُ البرّاج القسمَ الآخر المتعلّق بالعمل، أي الفقه.

وأمّا سائر كُتبه الّتي لم تصل أعيانُها، فيُذكر منها: (روضةُ النّفس) - (المقرّب) في الفقه - (المَعالم) في الفروع - (المنهاج) في الفروع - (الكامل) في الفقه - (المعتمَد) في الفقه - (الموجز) في الفقه - (عماد المحتاج في مناسك الحاجّ).

أقوالُ أصحاب التّراجم بحقّه

* منتجب الدّين عليّ بن بابويه الرّازي في كتابه (فهرست مشايخ علماء الشّيعة ومصنّفيهم): «القاضي سعد الدّين، أبو القاسم، عبد العزيز.. بن برّاج، وجهُ الأصحاب وفقيهُهم، وكان قاضياً بطرابلس، وله مصنّفات..».

* الشّيخ عليّ الكركيّ في إحدى إجازاته: «الشّيخ السّعيد، خليفةُ الشّيخ الإمام أبي جعفر محمّد بن الحسن الطّوسيّ بالبلاد الشّاميّة، عزّ الدّين، عبد العزيز بن نحرير بن البرّاج قدّس سرّه».

* المجلسيّ في (البحار) متحدّثاً عن كتاب (جواهر الفقه) للمترجَم له: «للشّيخ الحَسن المنهاج، عبد العزيز بن البرّاج ، وكُتب الشّيخ الجليل ابن البرّاج كمؤلِّفها في غاية الاعتبار».

* الشّيخ أسد الله التّستريّ في (مقابس الأنوار): «الفاضل الكامل، المحقّق، المدقّق، الحائز للمفاخر والمكارم ومحاسن المراسم، الشّيخ سعد الدّين وعزّ المؤمنين، أبو القاسم عبد العزيز.. بن البرّاج الطّرابلسيّ الشّاميّ نوّر الله مرقده السّامي، وهو من تلامذة المرتضى، وكان خصيصاً بالشّيخ [الطّوسيّ]، وتتلمَذَ عليه، وصار خليفتَه في البلاد الشّاميّة، وروى عنه وعن الحلبيّ..».

* وقال المحدّث الشّيخ حسين النّوريّ في (خاتمة المستدرك): «الفقيه، العالم، الجليل، القاضي في طرابلس الشّام في مدّة عشرين سنة.. وهو المرادُ بالقاضي على الإطلاق في لسان الفقهاء..».

وفاته ومدفنه

نقل الشّيخ عبد الله أفندي الأصفهانيّ في (رياض العلماء) عن «بعض الفضلاء» أنّ القاضي ابنَ البرّاج تُوفّي ليلةَ الجمعة لتسعٍ خلونَ من شعبان، سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، وقد نيّفَ على الثّمانين، ولم يَذكر مكانَ الدّفن، ولكنّ الشّيخ آغا بزرك الطّهرانيّ ينقلُ عن خطّ جدّ صاحب (المدارك)، عن خطّ الشّهيد [الأوّل]، أنّ عبد الجبّار بن عبد الله الرّازي - أحد أبرز تلاميذ ابن البرّاج - تُوفِّي في طرابلس بعد شيخِه، ودُفن بحجرةِ القاضي، ممّا يفهمُ منه أنّه كان لابن البرّاج مقامٌ معروفٌ في طرابلس، درسَ وضاعَ في كوارث الأيّام الآتية.

 

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

28/03/2014

دوريّات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات