حوارات

حوارات

24/06/2014

الشّهيد مُطَهَّري مُجيباً عن تساؤلات مركزيّة


الشّهيد مُطَهَّري مُجيباً عن تساؤلات مركزيّة:

* بُعِث الأنبياء لكي نُؤمن بالإمداداتِ الغَيبيّة

* لا يُمكن للإنسان أن يتكاملَ من دون عبادة

ـــــ إعداد: «أسرة التّحرير» ـــــ

 

* مجموعة من العناوين المفصليّة على المستويَين الفكريّ والأخلاقيّ، يتناولها آية الله الشّهيد الشّيخ مرتضى مطَهَّري رضوان الله عليه، بالبحث والتّحليل في مطاوي كُتُبه ومؤلّفاته.

* الأسئلة الواردة في النّصّ هي أسئلة افتراضيّة، صِيغت استناداً إلى مجموعة من الأفكار والمفاهيم الواردة في مؤلّفات الشّهيد مطهّري، وهي مختارة من كتاب (110 أسئلة من آثار آية الله الشّهيد مطهّري قدّس سرّه)، من إصدارات «جمعيّة القرآن الكريم للتّوجيه والإرشاد» في لبنان.

 

 

 

 


* كيف نُقيّم علاقة الدّين بالأركان الأساسيّة للمُجتمعات البشريّة؟

الرّكن الأساس في المُجتمعات البشريّة هو الأخلاق والقانون، فالمُجتمع بحاجة ماسّة إليهما، وقاعدتُهما الأساس هي الدّين. لا تصدّقوا مَن يقول إنّ الأخلاق من غير قاعدة دينيّة يُمكنها أن تُكَرَّس وتستحكم... فمَثل الأخلاق كمَثل النّقود المسكوكة، ليس لها اعتبارٌ من غير رصيد.

إنّ جميع المُقدّسات في المُجتمع البشريّ مثل: العدالة، والمساواة، والحريّة، وغيرها من الفضائل، إذا لم يكن الدّين مُحرِّكها فلن تجدَ لِذَاتها حقيقةً، فالإنسانيّة مساوية في مفهومها للدِّين والإيمان، فإذا لم يكن دين وإيمان، لم تكن إنسانيّة.

(المدد الغيبي في حياة البشر: ص 43 - 45)

* كيف نُقيّم مكانةَ التّفكُّر في الأعمال والأخلاق الفرديّة والاجتماعيّة؟

لدينا ثلاثة أنواع من العبادة: العبادة الجَسديّة «كالصّلاة والصّوم»، والعبادة الماليّة بالإنفاق «كالزّكاة والخمس»، والعبادة الفكريّة «عبادة روحيّة صرفة»، وهذا النّوع من العبادة «التّفكّر» هو أفضل أنواع العبادة؛ لكن التّفكّر بماذا؟

يتحدّث الإسلام عن أنواع مختلفة من التّفكّر، وقد اهتمّت المتون الإسلاميّة بخصوصيّات هذه الأنواع، منها التّفكّر في عالم الخَلق لمعرفة الله عزّ وجلّ، وفي الواقع هو اكتشافُ العالَم من أجل معرفة ربّ العالمين عزّ وجلّ. وهناك نوعٌ ثانٍ من التّفكّر ذكرَه القرآنُ المجيد، هو التّفكّر في التّاريخ، ونوع ثالث يُعدّ عبادة، وهو تفكُّر الإنسان في ذاته وأحواله؛ أي تفكُّره في نفسه، بحيث يكون هو موضوع التّفكّر، لأن التّفكّر شرطٌ أساسيّ للإنسان ما دام مُسلّطاً على مصيرِه ومجتمعِه وحاكماً عليهما.

أمّا التّفكّر الأخلاقيّ فهو نظير «محاسبة النّفس»، بمعنى أن يُعطي الإنسان نفسه - في اللّيل والنّهار-  فرصةً تُتيحُ له أن ينقطع عن كلّ شيء، ويميل إلى الاشتغال بنوعٍ من الإصلاح الباطنيّ، أي أن يعمِّر داخله ويُصلحَه، بأنْ يرجع إلى نفسِه ويغوص في أعماق ذاته فَيُفكّر في أحواله وأوضاعه، وفي القرارات التي اتّخذها ويتّخذها، والأعمال التي أنجزَها ويُنجزها، كذلك في تقييم الكُتب التي قرأها، ورفقاء المَعشر أيضاً. وبالتّالي تقييم كلّ أحواله وأوضاعه وأفعاله في الماضي والحاضر والتّفكّر حولها.

والمهمّ في أي عمل يُقدم عليه الإنسان أو يصمّم على فعله، أن يفكّر به أولاً، ثم يقرّر ثانياً، وهذا الأمر يشمل جميع الأمور والمسائل، حتّى الشّخصيّة منها.

التّفكّر بالنّسبة إلى الإنسان يجب أن يصبح عادةً، فهو بمنزلة النّور الذي يُضيءُ أمامَه، والعبادة من غير تفكّر يُمكن أن تكون لَغواً وعَبثاً. 

(التّعليم والتّربية في الإسلام: ص 379 و386)

* ما هي منزلة العدالة الاجتماعيّة في النّظام الإسلاميّ؟

لا يوجد مدرسة أو نهج في العالم يظهر اهتماماً، كالإسلام، بما يتعلّق بالعدالة الاجتماعيّة وعلاقتها بالرّوحيّة الإسلاميّة والامتزاج بينهما، فالإسلام ليس له نظيرٌ ولا عديلٌ في هذه المسألة، لأنّ العدالة الاجتماعيّة إذا فُقدت من المُجتمع، فسوف تتزلزل المعنويّات الرّوحيّة. ومنطق الإسلام هو تَوأَمة العدالة الاجتماعيّة مع المعنويّات الرّوحيّة في المُجتمع، وثورتُنا في المستقبل تحتاج إلى معنويّات روحيّة أوسع وأشمَل، إلى جانب العدالة الاجتماعيّة بالمقياس الإسلاميّ.

في المُجتمع الذي تنتفي فيه العدالة، سنجد آلاف المرضى النّفسيّين، لأنّ التَّرَف يُفضي إلى التّفَرعُن والغرور، والحرمان يولّد الأزماتِ النّفسيّة، وهي بدورها مقدّمةٌ للانفجار، وقد أشار أمير المؤمنين عليٌّ عليه السّلام إلى أنّ المجتمع الذي تعيش فيه مجموعة محرومة وأُخرى مُترَفَة لن يبقى على حاله..

(حول الثورة الإسلاميّة: ص 60 فما بعد)

الخوف من العدالة الإلهيّة، خوفٌ من النّفس الأمّارة

* كيف السّبيل إلى تَلازُم عمل الجوارح والرّوح عند أداء الشّعائر الدّينيّة؟

يجب أن نعترف أنّنا لا نعرف حقّاً طريق العبادة، بمعنى أنّنا غير قادرين على إدارة أنفسنا بشكل جيّد وصحيح من النّاحية العِباديّة. فالنّاس يعتقدون، غالباً، أنّ العبادة الجيّدة تكون بالإكثار منها وحسب، لكنّهم لا يعلمون أنّ العبادة في هكذا مواضع تفقد أثرَها في جذب الرّوح، ولا تمنحها آنذاك الغذاء المعنويّ الصّحيح.

العبادة يجب أن تترافق مع النّشاط الرّوحيّ، وليس المقصود بالتّرافق أن يشعر الإنسان بالنّشاط أوّلاً حتّى يبدأ بالعبادة تالياً، فكثيرٌ من الأشخاص لا يشعرون بالنّشاط مُطلقاً. النّشاط يظهر تدريجيّاً مع العبادة والأُنس بذِكر الله تعالى، والمقصود أنّ طاقة الإنسان وَسِعة نفسه للعبادة محدودة.

التّعبد بشكل جيّد وصحيح، والتّمتّع بمواهب العبادة، إنّما يكون طبق القاعدة والحسابات الصّحيحة، ويرتبط بحُسن الإدارة للنّفس البشريّة، بمعنى إدارة الإنسان لِذَاتِه وإحساسِه وعواطفه وغرائزه، ثمّ في النّهاية إدارة قلبِه وفؤاده إدارة جيّدة وصحيحة؛ فالقلب والأحاسيس والعواطف والغرائز أكثر ما تحتاج إلى الإدارة والتّوجيه الصّحيحَين. 

(المدد الغيبي في حياة البشر: ص 107 - 109)

* هل يُمكن للإنسان في زماننا الحاضر أن تتهيّأ له الظّروف المناسبة فيشتغل بعبادة الله تعالى في جميع أوقاته دون انقطاع؟

... يقول الفقهاء إنّ أي عمل يقوم به الإنسان رضًى لله وفي سبيلِه سبحانه وتعالى، يُصبح عبادة. فأيّ عملٍ جيّدٍ في نفسِه، وتترتّب عليه منفعة ومصلحة، إذا قام به الإنسان في سبيل الله عزّ وجلّ، فهو عبادة، لذلك يُمكن أن يكون الإنسان في حالة عبادة ليلاً ونهاراً، فَجميع حركاته وسكناته عبادة، لأنّ القاعدة هي وجهُ الله تعالى ورضاه.

إذاً، معنى أن يكون الإنسان دائماً في حالة عبادة هو هذا المعنى، لكن بشرط أن لا يجعلَنا هذا الأمر نستغني أو نغفل عن حاجتنا لـ «العبادة المَحضة»، التي أصلُها التّوجّه إلى الله والاستغفار. فالعبادة بالمعنى الأوّل لا تُغني عن التّوجّه والاستغفار، فحتّى رسول الله صلّى الله عليه وآله، لم يعدّ نفسَه يوماً مُستغنياً عن العبادة.  

(التّعليم والتّربية في الإسلام: ص 347 - 348)

 

* ما معنى الخوف من الله؟ ولماذا الخوف منه تعالى؟

إنّ الذّات الإلهيّة ليست موجبةً للخوف والوحشة، أمّا القول بوجوب الخوف من الله سبحانه، فالمقصود منه الخوف من قانون العدل الإلهيّ.

العدالة بدورها ليست موجبةً للخوف والوحشة، والإنسان الذي يخاف من العدالة، إنّما يخاف من نفسه التي ارتكبت المعاصي والذّنوب في الماضي، أو يخاف نتيجة تَعَدِّيه على الغير، وتجاوز حدوده ومصادرة حقوق الآخرين. لهذا، فالمقصود من مسألة الخوف والرّجاء التي يجب على المؤمن أن يكون بينَهما، مُؤمِّلاً من جهة وخائفاً من جهة أخرى، مُتفائلاً في ناحية وقَلِقاً من ناحيّة أخرى، هو أن يكون حذراً على الدّوام من طُغيان النّفس الأمّارة ورغباتها المتمرّدة، فلا يسمح بأن تفلت زمامُ الأمور من يد العقل والإيمان، ويكون معتمداً كليّاً على الذّات الإلهيّة، واثقاً بها، مؤمّلاً أنّ المدد الإلهيّ والعون الرّبانيّ سوف يُوافيانه دائماً.

(المقالات العشر: ص 10 -11)

المَدَد الغيبيّ، بصورة إلهامات وهدايات معنويّة

* كيف يتجلّى «المدد الغيبيّ» في حياة الإنسان الفرديّة والاجتماعيّة بشكل عامّ؟

المَددُ الغيبيّ يتجلّى، أحياناً، على شَكل تهيئة ظروف التّوفيق وشروط النّجاح، وأحياناً أخرى على صورة إلهامات، أو هداية، أو تنوير وتبصُّر، لكن يجب أن لا ننسى أنّ هكذا أنواع من الألطاف الإلهيّة الغَيبيّة لا تأتي مجّاناً أو جزافاً، كأنْ يجلس الإنسان في بيتِه واضعاً يداً على يد، مُنتظراً المَدد الغيبيّ، كلّا إنّ هكذا نوع من التّوقّعات خلاف ناموس الخِلقة وطبيعتِها.

سأذكر آيتَين من القرآن الكريم، واحدة تتكلّم عن المَدد الغيبيّ الذي يهيّئ ظروف التّوفيق وشروط النّجاح، وواحدة أخرى حول المَدد الذي يأتي على شكل إلهامات وهدايات معنويّة، لنرى كيف أنّ القرآن الكريم يذكر الشّروط المطلوبة، وأنّ المَدد لا يحدث بصورة عَبثيّة، أو مجانيّة، أو جزافاً.

في النّوع الأوّل: قوله تعالى: ﴿...إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْمحمّد:7. إنّ نصر الله تعالى يأتي إثر الخدمة والعمل والجهاد في سبيل الخير العامّ، وفي سبيل الله عزّ وجلّ، على الخصوص؛ يعني يكون «لله وفي الله»، أي أنّ العمل والمجاهدة والجُهد شرطٌ من جهة، والشّرط الآخر هو الإخلاص وحُسن النّيّة.

في النّوع الثّاني: قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ العنكبوت:69. في هذه الآية شرطُ المُجاهدة والعمل «في سبيلنا»، وأيضاً شرطُ بَذل الطّاقة والجهد الجسديّ والجهد الرّوحيّ. في هذه الحال، تأتي في المقابل الهداية الباطنيّة والتّنوير الرّوحيّ الدّاخليّ من قِبَل الله تعالى، فيمدّ بها الإنسان.

إنّ الأنبياء، صلوات الله عليهم، جاؤوا حتّى نؤمن نحن بمثل هذه الإمدادات الغيبيّة، فإذا انعقد هكذا إيمان في قلوبنا، فنحن عمليّاً دخلنا مع الله سبحانه في تجارة ومعاملة: فمن جهة نشعر أنّنا نُحسن ونفعلُ الخيرات، ومن جهة ثانية يُجزينا اللهُ تعالى خيرَ الجزاء، ويحفظنا بحفظه، ويشملنا بعطفه وبألطافه؛ أمّا إذا فعلنا العكس، فهناك العقاب. 

(المدد الغيبي في حياة البشر: ص 70 - 72)

الإنسان بين التّكامل، والتّوازُن

* طرحَ الإسلامُ موضوع «الإنسان الكامل»، لكن من المسلّم به استحالة الوصول إلى مقام «الإنسان الإلهيّ الكامل»، فلماذا طرح الإسلام قضيّةً بعيدةَ المنال، وما الهدف من ذلك؟

لا يُمكن للإنسان أن يصبح إنساناً كاملاً من دون عبادة. هناك انحرافات تعترض سلوك الإنسان، فتُعيق كدحَه نحو الله تعالى، وكمالَه الإنسانيّ، كالانحرافات التي تُقابل القِيم وتُعارضُها، مثل: الظّلم في مقابل العدل، والاستعباد مقابل الحريّة، وإنكار الله تعالى مقابل العبادة ومعرفة الله، والسّفاهة والحماقة مقابل العقل والفهم والحكمة.

ولعلّ أكثر انحرافات البشر ليست من نوع «انعدام القِيَم» في مقابل «القِيَم»، لأنّ هذا النّوع يُهزم بسرعة. بل إنّ أكثرَ الانحرافات ناشئةٌ من عدم التّوازن والتّعادل، تماماً كالبحر الذي له مدّ وجزر. فأحيانا تنمو إحدى القِيَم الإنسانيّة وتكبر لكنّها تنمو بشكل سرطانيّ، بحيث تُلغي جميعَ القِيَم الأخرى. فالزّهد مثلاً، من القِيَم والمعايير الإنسانيّة السّامية؛ لكنّنا نرى، أحياناً، شخصاً ما أو حتّى مُجتمعاً ما، يذوب في الزّهد، بحيث يصبح كلّ شيء بالنّسبة إليه «زُهْداً»، تماماً كالشّخص الذي ينمو فيه عضوٌ واحدٌ ويكبر دون سائر الأعضاء.

إذاً، تكاملُ الإنسان يكون في التّعادل والتّوازن، فالإنسان الذي يَسعى إلى التّكامل عليه أن لا ينمّي موهبةً أو استعداداً واحداً من المؤهّلات التي يملكها، ثمّ يهمل الاستعدادات الأخرى، بل يضعُها جميعها في موضعٍ مُتعادل ومُتوازن، ويُنمّيها معاً، فالعلماء يقولون إنّ حقيقة العَدل ترجع إلى التّوازن والتّناغم.

يجب أن نتعلّم فلا نُخطىء في الميل إلى قيمة واحدة أو مَكرُمة واحدة، ونترك القِيَم والمكرمات الأخرى. والحقيقة أنّنا لا نستطيع أن نكون أبطالَ جميع القِيم، ولكن علينا، في حدود المستطاع، الأَخْذ بجميع القِيم وتنميتها بالتّعادل والتّوازن، فإذا لم تستطع أن تكونَ «إنساناً كاملاً» فلا أقلّ من أن تكون «إنساناً مُتوازناً»، وبذلك تكون في جميع الميادين على شاكلة المسلم الواقعيّ. 

(الإنسان الكامل: ص 41، 43، و59)

مستقبلُ المجتمع البشريّ

* نشهد في عصرنا الحاضر أمواجاً مُتلاطمة من الفساد والانحراف، فهل يُنتَظَرُ من الشّباب، في هكذا أجواء، التّوجّه إلى المسائل الرّوحيّة والمعنويّة والأخلاقيّة؟

في المُجتمعات التي يظهر فيها الفساد أو يكثُر إلى حدٍّ بعيد، تكون أُسسُ التّكامل الرّوحيّ والأخلاقيّ عند الإنسان مهيّأةً أكثر؛ يجب أن نلتفت إلى أنّ التّكامل الرّوحيّ والأخلاقيّ للإنسان، إنّما يأتي حصيلةَ مقاومة التّيّارات المخالفة، ففي البيئة التي تحتضنُ تيّاراتٍ فاسدةً كثيرة، تكثرُ فيها التّضحية، ويولَد فيها أفراد وشخصيّات يسعون نحو التّكامل الرّوحيّ والأخلاقيّ.

فإذا كانت حركةُ المُجتمع مبنيّة دائماً على السّير باتّجاه الصّلاح، يكون مَثله كمَثل نهرٍ يجري باتّجاهٍ مُعيّن، وعلى صفحةِ مائه يسبح إنسان وينجرف مع جريانِ مائه وبنفس السّرعة، وكأنّه ميّتٌ يطفو على الماء، والنّهر يأخذُه حيثما يسير. إنّ عمل الإنسان هذا ليس فيه احتراف أو فنّ أو مهارة، فالاحتراف والفنّ يظهران عندما يسبح الإنسان بخلاف جريان ماء النّهر. إذاً، الكمال هنا يظهر ويتجلّى أكثر.

(التّكامل الاجتماعي للإنسان: ص 33 – 34)

* كيف سيكون مستقبل المُجتمع البشريّ؟

إنّي أعتقد أنّ حركة الإنسانيّة والمُجتمعات البشريّة، بشكل عامّ، تسير أكثر فأكثر نحو الحريّة والاستقلال الفكريّ، وتنفكّ من قيود المحيط الطّبيعيّ والاجتماعيّ، وتتوجّه أكثر نحو التّعلّق بالإيمان والعقائد. أنا أتصوّر أنّ مستقبل البشريّة هو مستقبل المُجتمع التّوحيديّ بالمفهوم الفكريّ والاعتقاديّ، وكذلك بالمفهوم الاجتماعيّ. إنسانُ المستقبلِ هو إنسانُ العقيدة والإيمان، وليس إنسانَ البطن والفرج، فمستقبل البشريّة يكمن فقط في التّسليم للإيمان، وليس هناك من حلّ آخر.  

(حول الثّورة الإسلاميّة: ص 21)

 

 

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريّات

دوريّات

27/06/2014

دوريّات

نفحات