شعر

شعر

26/07/2014

لَم يَحفَظوا المُختَارَ فِي أَولادِه

شهادةُ الإمام الصّادق عليه السّلام

لَم يَحفَظوا المُختَارَ فِي أَولادِه

§        شعر: العلّامة السّيّد محسن الأمين رحمه الله

 في ذكرى شهادة الإمام جعفر الصّادق عليه السّلام، يتفجّع العلّامة السّيّد محسن الأمين، رحمه الله، شِعراً، على ما أصاب الإمامَ العظيم من مِحْنَتَيْنِ، الأُولى اغتيالُه على يد المنصور العبّاسيّ، فانثلمَ بذلك الإسلام ثلمةً لا تُسَدّ، والثّانية هَدْمُ ضريحِه الشّريف في بَقيع الغرقد على يد الوهّابيّين في العصر الحديث.

 

تَبْكِي العُيُونُ بِدَمْعِها المُتَوَرِّدِ

حُزْناً لِثَاوٍ في بَقِيعِ الغَرْقَدِ

تَبْكِي العُيُونُ دَماً لِفَقْدِ مُبَرَّزٍ

مِنْ آلِ أَحْمَد مِثْلُهُ لَمْ يُفْقَدِ

أيُّ النَّواظِرِ لَا تَفِيضُ دُمُوعُها

حُزْناً لِمَأْتَمِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ

لِلصَّادِقِ الصِّدِّيقِ بَحْرِ العِلْمِ مِصبَاحِ

الهُدَى وَالعَابِدِ المُتَهَجِّدِ

رُزْءٌ لَهُ أَرْكَانُ دِينِ مُحَمَّدٍ

هُدَّتْ ونَابَ الحُزْنُ قَلْبَ مُحَمَّدِ

رُزْءٌ أَصابَ المُسْلِمِينَ بِذِلَّةٍ

وَهَوَى لَهُ بَيْتُ العُلَى وَالسُّؤْدُدِ

رُزْءٌ لَهُ تَبْكِي شَرِيعَةُ أَحْمَدٍ

وَتَنُوحُ مُعْوِلَةً بِقَلْبٍ مُكْمَدِ

عَمَّ الضَّلالُ لِفَقْدِ هَاديها وَقَدْ

فُقِدَ الرَّشادُ بِها لِفَقْدِ المُرْشِدِ

رُزْءٌ تَهونُ لَهُ المَصائِبُ كُلُّها

رُزْءٌ لَهُ غاضَ النَّدَى وَخَلا النَّدِي

رُزْءٌ بِقَلْبِ الدِّينِ أَثْبَتَ سَهْمَهُ

وَرَمَى حُشَاشَةَ قَلْبِ كُلِّ مُوَحِّدِ

ثُلِمَ الهُدى وَالدّينُ مِنْهُ ثَلْمَةً

حَتّى القِيامَةِ ثَلْمُها لَمْ يُسَدَّدِ

مَاذا جَنَتْ آلُ الطَّلِيقِ وَمَا الَّذِي

جَرَّتْ عَلَى الإِسْلَامِ مِنْ صُنْعٍ رَدِي

كَمْ أَنْزَلَتْ مُرَّ البَلَاءِ بِجَعْفَرٍ

نَجْمِ الهُدَى مَأْمُونِ شِرْعَةِ أَحْمَدِ

كَمْ شَرَّدَتْهُ عَنْ مَدينَةِ جَدِّهِ

ظُلْماً تَجَشَّمَهُ السُّرى في فَدْفَدِ

كَمْ قَدْ رَأَى المَنْصُورُ مِنْهُ عَجَائِباً

وَرَأَى الهُدَى لَكِنَّهُ لَمْ يَهْتَدِ!

هَيْهَاتَ مَا المَنْصورُ مَنْصُورٌ بِمَا

يِأْتِي وَلَا هُوَ لِلْهُدَى بِمُسَدَّدِ

لَمْ يَحْفَظُوا المُخْتَارَ في أَوْلادِهِ

وَسِوَاهُمُ مِنْ أَحْمَدٍ لَمْ يُولَدِ

لَمْ يَكْفِ ما صَنَعَتْ بِهِمْ أَعْداؤُهْمْ

زَمَنَ الحَياةِ وَما اعْتَداهُ المُعْتَدي

حَتّى غَدَتْ بَعْدَ المَماتِ خَوارِجٌ

في الظُّلْمِ بِالماضينَ مِنْهُمْ تَقْتَدي

هَدَمَتْ ضَرائِحَ فَوْقَهُمْ قَدْ شُيِّدَتْ

مَعْقودَةً مِنْ فَوْقِ أَشْرَفِ مَرْقَدِ

 

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

26/07/2014

دوريّات

نفحات