مراقبـات جمادى الثانيـة

مراقبـات جمادى الثانيـة

03/05/2011

أبرزها: زيارة الصدّيقة الكبرى، وصلاة جمادى المشهورة

إعداد: «شعائر»

* جُمادَى الآخرة، بضمّ الجيم، وفتح الدال، وقِصَرِ آخره، الشهر السادس من أشهر السّنة الهجريّة.
* في اليوم الثالث منه، سنة 11 للهجرة، كانت شهادّة الصدّيقة الكبرى السيّدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلّى الله عليهما وآلهما، وفي العشرين منه سنة 5 للبعثة كانت ولادتها عليها السلام. ومن أبرز أعماله، زيارتها في يومَي مولدها وشهادتها صلوات الله عليها.
* ومن أعماله التي ورد الحثُّ عليها، صلاةُ أربع ركعات، في أيّ يومٍ من أيّامه، روي أنّ بعض ثوابها أنْ يُصان مُصلِّيها في كلّ ما يعنيه، إلى مثلها في السّنة القادمة، وهي صلاة ينتظرها العارفون بها ويهتمّون بنشرها بين المؤمنين فهي تأمين إلهي سنوي.


الدعاء في غرّة الشهر

أللّهمّ يا أللهُ أنتَ الدائمُ القائمُ، يا أللهُ أنتَ الحيُّ القيّومُ، يا أللهُ أنتَ العليُّ الأعلى، يا أللهُ أنت المتعالي في عُلوِّك، إلهُ كلِّ شيءٍ، وربُّ كلِّ شيءٍ، وخالقُ كلِّ شيءٍ ، وصانعُ كلٍّ شيءٍ، القاضي الأكبرُ، القديرُ المقتدِرُ، تباركَت أسماؤكَ وجلَّ ثناؤكَ.
 أللّهمّ صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ، وعرِّفنا بركَةَ شهرِنا هذا وارزُقنا يُمْنَه ونُورَهُ ونَصْرَهُ وخَيْرَهُ وبِرَّهُ، وسهِّل لي فيه ما أُحِبُّهُ، ويَسِّر لي فيه ما أُريدُهُ، وأَوصِلْني إلى بُغيتي فيه. إنّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
أللّهمَّ إنِّي أَسألُكَ يا مَن يَملكُ حَوائجَ السائلينَ، ويَعلمُ ضَميرَ الصامتينَ، ويا مَن لكلِّ مسألةٍ عندَهُ سَمْعٌ حاضرٌ وجَوابٌ عتيدٌ، ولكلِّ صامت عِلْمٌ {منك} باطنٌ مُحيطٌ، ومَواعيدُك الصادقةُ، ونِعَمُكَ السابِغَةُ، وأياديكَ الفاضِلَةُ، ورحمَتُكَ الواسعةُ.
إلهي خَلقتَني ولم أكُ شيئاً مذكوراً، وأنا عائذٌ بكَ وعائذٌ إليكَ، وقد ظَلمْتُ نفسي، وأنا مُقِرٌّ لك بالعبوديّةِ، مُعترِفٌ لك بالربُوبيّةِ، مستغفرٌ من ذنوبي، فأَسألُكَ أن تَغْفِرَ لي، يا مَن ليس كَمِثلِهِ شيءٌ، وهو السميعُ البصيرُ.
يا ذا الجلالِ والإكرامِ، يا حنَّانُ يا منَّان، يا مَن أَظهرَ الجميلَ، وسَتَرَ القبيحَ، يا مَن لم يُؤاخِذْ بالجَريرَةِ، ولم يَهْتِكِ الستْرَ، يا عظيمَ العفْوِ، يا حَسَنَ التجاوُزِ، يا واسعَ المغفرةِ، يا باسِطَ اليدينِ بالرحمةِ والمَشِيَّةِ، والقدرةِ والظلُماتِ والنورِ، يا صاحبَ كلِّ نَجْوى ومُنْتَهى كلِّ شَكْوى، ووليَّ كلِّ حَسَنةٍ ونِعْمةٍ.
يا كريمَ الصفْحِ يا عظيمَ المَنِّ، يا مُبتدِئاًً بالنِّعَمِ قبل استحقاقِها، يا ربَّاهُ يا غِياثاهُ، يا سيِّداهُ يا مَولاياهُ، يا غايةُ رَغْبتاهُ، أَسألُكَ بك يا اللهُ ألّا تشوِّهَ خَلْقي بالنارِ، فإنّي ضعيفٌ مِسكينٌ مَهينٌ، وآتِني في الدنيا حَسَنةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وقِنِي بِرحمتِكَ عَذابَ النارِ.
يا جامعَ الناسِ لِيومٍ لا رَيْبَ فيه، إجمعْ لي خيرَ الدنيا والآخِرةِ برحمَتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلّا باللهِ العليِّ العظيمِ.
وتقرأ اثنتي عشرة مرة: ﴿قُلِ ادْعوا اللهَ أو ادعُوا الرحمانَ أيّاً ما تَدْعُوا فَلَهُ الأسماءُ الحُسنى، ولا تَجْهَر بِصلاتِكَ ولا تُخافِتْ بها وابْتَغِ بينَ ذلك سبيلاً وقلِ الحمدُ للهِ الذي لم يتَّخِذ ولداً ولم يَكُنْ لهُ شريكٌ في المُلْكِ ولم يَكُنْ له وليٌّ من الذُّلِّ وكَبِّرهُ تكبيراً﴾ الإسراء:110-111. أللّهمَّ هَبْنِي بِكَرامَتِكَ، وأَتِمَّ عليَّ نِعمتَكَ، وألْبِسْني عَفْوَكَ وعَافِيَتَكَ وأمْنَك في الدنيا والآخرة. أللّهمَّ لا تُسْلِمني بِجَريرَتي، ولا تُخْزِني بِخَطيئتِي، ولا تُشمِتْ بي أعدائي، ولا تَكِلْني إلى نفسي في دُنيايَ وآخرتي، أللّهمَّ إنّي عبدُكَ وابنُ عبدِكَ، وابنُ أَمَتِكَ، وفي قبضَتِكَ، ناصِيَتي بِيَدِكَ، ماضٍ فيَّ حُكمُك، عَدْلٌ فيَّ قضاؤُكَ. أَسألُكَ بِكُلِّ اسمٍ هو لكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نفسَكَ أو سَمَّاكَ بِهِ أحَدٌ من خَلقِكَ أو مَلائكَتِكَ ورُسُلِكَ، وباسمِكَ المخزونِ المرفوعِ في عِلْمِ الغَيْبِ عِندكَ، وباسمِكَ الأعظمِ الأعظمِ، الذي هو حَقٌّ عليكَ أنْ تَستجيبَ لِمَنْ دَعاكَ بِهِ، وبِكُلِّ حَرْفٍ أَنزلتَهُ على نَبِيِّكّ موسى، وبكلِّ دعوةٍ دعاكَ بها أحدٌ مِن خَلقِكَ، وبِكلِّ حَرْفٍ أَنزلْتَهُ على مُحمّدٍ نبيِّكَ، أنْ تَستجيبَ لي، وأنْ تجعلَني في عياذِكَ وحِفظِكَ وكَنَفِكَ وسَتْرِكَ وحِصْنِكَ وفي فضلِكَ. إنّكَ أنتَ الحيُّ الذي لا يموتُ، وأنا خَلْقٌ أموتُ، فاغفِرْ لي وارحَمْني وأعطِني سُؤْلي في دُنيايَ وآخِرَتي، واغفِرْ لي ولِجميعِ المُؤمنينَ والمؤمِناتِ والمُسلمينَ والمُسلماتِ، الأحياءِ منهم والأمواتِ.
أللّهمَّ صلِّ على مُحمّدٍ عَبْدِكَ ورَسولِكَ، واجْعلْ عَبْدَكَ ورسُولَكَ أكرَمَ خلقِكَ عليكَ، وأفضلَهُم لديكَ، وأعلاهُم مَنْزِلةً عندكَ وأشرفَهُم مكاناً، وأفسَحَهُم في الجنَّةِ مَنزِلاً، وآتِني في الدنيا حَسَنةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِني بِرحمتِكَ عذابَ النارِ، فإنّه لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلّا بكَ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ.

صلاة جمادى الآخرة

في أيّ وقت من الشهر
تصلّي أربع ركعات (بتَسليمتين):
1- تقرأ الحمد في الأولى مرّة، وآية الكرسي مرّة، وسورة (إنّا أنزلناه) خمساً وعشرين مرّة.
2- وفي الثانية الحمد مرّة، وسورة (ألهاكم التكاثر) مرّة، و(قل هو الله أحد) خمساً وعشرين مرة.
3- وفي الثالثة الحمد مرّة، و(قل يا أيها الكافرون) مرّة، و(قل أعوذ برب الفلق) خمساً وعشرين مرّة.
4- وفي الرابعة الحمد مرّة، و(إذا جاء نصر الله والفتح) مرّة، و(قل أعوذ برب الناس) خمساً وعشرين مرّة.
فإذا سلّمت فقل:
أ‌- سبحان الله والحمد لله ولا إلهَ إلّا الله والله أكبر. (سبعين مرّة).
ب‌- وصلِّ على النبيّ صلّى الله عليه وآله (سبعين مرّة).
ت‌- ثمّ قُل (ثلاث مرات): «أللّهمَّ اغفِر للمؤمنين والمؤمنات». ثمّ تسجد وتقول في سجودك (ثلاث مرات): «يا حيُّ يا قيّومُ يا ذا الجلالِ والإكرامِ. يا الله يا رحمنُ يا رحيمُ يا أرحمَ الراحمينَ».
ث‌- ثمّ تسأل الله تعالى حاجتك.
ج‌- مَن فعل ذلك فإنّه:
* تُصان نفسُه وماله وأهله وولده ودينه ودنياه إلى مثلها من السنة القابلة.
* وإن مات في تلك السنة مات على الشهادة.
* كان أحد العلماء في النجف الأشرف قديماً، يكتب هذه الصلاة في نُسخ كثيرة ويوزِّعها على المؤمنين لينالوا بركتها.


**



اليوم الثالث

المراقبات: وفي اليوم الثالث منه اتّفق وفاة سيدة النساء صلوات الله عليها، بل الصحيح أنّه يوم شهادتها فإنّها -صلوات الله عليها- مضت مقتولة مظلومة مغصوبة حقّها، فعلى شيعتها من أهل الوفاء أن يقدّروا هذا اليوم من أيام الأحزان والمصائب. فإنّ يومها كان ثاني اثنين ليوم رسول الله صلّى الله عليه وآله على أهلها، لم يُرَ لأمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله يوم أشدّ مصيبة وأجلّ رزءاً وأعظم نائبة منه، واشتدّ عليه شأن هذا اليوم حيث أظهر فيه أمراً عظيماً من المواجد والأحزان وجعل يرثيها، ويندب عليها، ويشتكي فراقها، ويقول:
 نفسي على زفراتها محبوسةٌ     يا ليتها خرجت مع الزفراتِ
لا خير بعدك في الحياة وإنّما     أبكي مخافة أن تطول حياتي.
ولعمري إنّ هذه الأشعار وما طوينا (عن) ذكره، من شعره ونثره في ذلك أمرٌ عظيم من أمير المؤمنين عليه السلام يُبهر العقول ويكشف عن عظم مقامها وفضلها عند الله. ".."  فكيف كان، فَلِشيعته -صلوات الله عليه- التأسّي به في إظهار الحزن والكآبة، وإقامة المأتم في يوم وفاتها، وقراءة مصائبها، فإنّها واحدة أبيها صلّى الله عليه وآله، وحبيبته التي كان يعاملها كما لا يُعامل مع أحد من الناس.
* وقد أورد الشيخ عباس القمّي قدّس سرّه في كتابه (مفاتيح الجنان) صلاة وزيارة للسيّدة الزهراء عليها السلام في يوم شهادتها، (الباب الثاني – الفصل العاشر)، أوّلها «السلام عليكِ يا سيّدة نساء العالمين ...» وروى أنّ من زارها -صلوات الله عليها- بهذه الزيارة واستغفر اللهَ تعالى غفر الله له وأدخله الجنّة.

اليوم العشرون: ولادة الزهراء عليها السلام

إقبال الأعمال: إعلم أنّ يوم ولادة سيدتنا الزهراء البتول ابنةِ أفضلِ رسول صلوات الله عليه وآله، وهو يوم عظيم الشأن من أعظم أيام أهل الإسلام والإيمان، وذلك لأمور: منها: أنّ نسب رسول الله صلّى الله عليه وآله انقطع إلّا منها. ومنها: أنّ أئمّة المسلمين والدعوة إلى ربّ العالمين من ذريّتها، وصادر عن مقدَّس ولادتها. ومنها: أنّها أفضل من كلّ امرأة كانت أو تكون في الوجود، وهذا فضل عظيم السعود. ومنها: أنّها المُزَوّجة في السماء، والمُختَصّة بالطهارة والمباهلة، وهي المختارة من سائر النساء. ومنها: أنّها المشرَّفة بنزول المائدة عليها من السماء وهذا مقام عظيم من مقامات الأنبياء.

زيارة الزهراء صلوات الله عليها

السلامُ عليكِ يا بنتَ رسولِ اللهِ، ألسلام عليكِ يا بنتَ نبيِّ الله، ألسلامُ عليكِ يا بنتَ حبيبِ اللهِ، السلامُ عليكِ يا بنتَ خليلِ اللهِ، السلامُ عليكِ يا بنتَ أمينِ اللهِ، السلامُ عليكِ يا بنتَ خيرِ خَلقِ اللهِ، السلامُ عليكِ يا بنتَ أفضلِ أنبياءِ اللهِ.
 ألسلامُ عليكِ يا بنتَ خيرِ البريّةِ، السلامُ عليكِ يا سيِّدةَ نساءِ العالَمينَ من الأوَّلينَ والآخِرينَ. ألسلامُ عليكِ يا زوجةَ وليِّ اللهِ وخيرِ خَلقِهِ بعد رسولِ اللهِ، السلامُ عليكِ يا أمَّ الحَسَنِ والحُسَيْنِ سيّدَِي شباب أهلِ الجنَّةِ، السلامُ عليكِ يا أمَّ المؤمنينَ.
ألسلامُ عليكِ يا أيّتُها الصدِّيقَةُ الشهيدةُ، السلامُ عليكِ أيّتُها الرَّضِيَّةُ المرضِيَّةُ، السلامُ عليكِ أيّتُها الصادِقَةُ الرشيدَةُ، السلامُ عليكِ أيّتُها الفاضِلَةُ الزَّكِيَةُ، السلامُ عليكِ أيّتُها الحَوْراءُ الإنسيّةُ، السلامُ عليكِ أيّتُها التقيّةُ النقيّةُ، السلامُ عليكِ أيّتُها المُحَدَّثَةُ العَليمَةُ، ألسلامُ عليكِ أيّتُها المعصومةُ المظلومةُ، السلامُ عليكِ أيَّتُها الطاهِرةُ المُطَهَّرَةُ، ألسلامُ عليكِ أيَّتُها المُضطهَدَةُ المَغصوبَةُ، السلامُ عليكِ أيَّتُها الغَرَّاءُ الزهراءُ، السلامُ عليكِ يا فاطمةُ بنتُ مُحمَّدٍ رَسولِ اللهِ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه.
صلّى اللهُ عليكِ يا مَولاتي وابنةَ مولايَ وعلى روحِكِ وبَدَنِكِ. أَشهدُ أنَّكِ مَضيْتِ على بَيِّنةٍ من رَبِّكِ، وأنّ مَن سَرَّكِ فقد سَرَّ رَسُولَ اللهِ، ومَن جَفاكِ فقد جَفا رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وآله، ومن آذاكِ فقد آذى رسولَ اللهِ، ومَن وَصَلَكِ فقد وَصَلَ رَسولَ اللهِ، ومَن قَطعَكِ فقد قَطعَ رَسولَ اللهِ، لأنَّكِ بِضْعَةٌ منهُ وروحُهُ التي بين جنبَيْه، كما قال عليه وآله أفضلُ الصلاةِ وأكملُ السلامِ.
أُشهدُ اللهَ وملائكتَه أنِّي راضٍ عمَّن رَضيتِ عنه، وساخطٌ على مَن سَخطْتِ عليه، وليٌّ لِمَن والاكِ، عدوٌُّ لِمن عاداكِ وحربٌ لِمَن حاربَكِ، أنا يا مولاتي بِكِ وبأبِيكِ وبَعْلِكِ والأئمَّةِ من وُلْدِكِ مُوقنٌ، وبِوِلايَتِهم مُؤمنٌ، وبِطاعتِهم مُلتزمٌ.
أَشهدُ أنّ الدينَ دينُهُم، والحُكمَ حُكمُهُم، وأنَّهم قد بلَّغوا عن اللهِ عزَّ وجلَّ ودَعوا إلى سبيلِ اللهِ بالحِكمةِ والمَوْعِظةِ الحَسَنةِ، لا تأخُذُهُم في اللهِ لَوْمَةُ لائمٍ، وصلواتُ اللهِ عليكِ وعلى أبيكِ وبعلِكِ وذريّتِكِ الأئمّةِ الطاهرينَ.
أللّهمَّ صلِّ على محمّدٍ وأهلِ بيتِهِ، وصلِّ على البتولِ الطاهرةِ، الصدِّيقةِ المَعْصومَةِ، التقيَّّةِ النقيَّةِ، الرضِيّةِ المَرْضيّةِ، الزكيَّةِ الرشيدَةِ، المَظلومَةِ المَقهورَةِ، المَغصوبةِ حقَّها، المَمْنوعةِ إرثها، المكسورةِ ضلعُها، المظلومِ بعلُها، المقتولِ ولدُها، فاطمةَ بنتِ رَسولِ اللهِ، وبِضْعةِ لحمِهِ وصميمِ قلبِهِ، وفَلْذَةِ كَبِدِِه، والنُّخبةِ منكَ له والتُّحفةِ، خَصَصْتَ بها وصيَّه وحبيبَه المصطفى وقرينَه المرتضى، وسيِّدةِ النساءِ، ومُبَشِّرةِ الأولياءِ، حليفةِ الوَرَعِ والزُّهدِ، وتفاحةِ الفِرْدَوْسِ والخُلدِ، التي شَرَّفْتَ مَوْلِدَها بِنِساءِ الجنّةِ، وسَلَلْتَ منها أنوارَ الأئِمّةِ، وأَرْخَيْتَ دُونَها حِجَابَ النُّبُوَّةِ.
أللّهمَّ صلِّ عليها صلاةً تزيدُ في محلِّها عندَكَ، وشَرَفِها لديكَ ومنزلِتِها مِن رِضاكَ، وبَلِّغها منَّا تَحيّةً وسلاماً، وآتِنا مِن لَدُنْكَ في حُبِّها فَضْلاً وإحساناً ورَحمةً وغفراناً، إنَّكَ ذو الفضلِ الكريمِ.
* ثمّ تصلّي صلاة الزيارة وإن استطعت أن تصلّي صلاتها صلّى الله عليها، فافعل، وهي ركعتان تقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة و(ستّين مرّة) قل هو الله أحد. فإن لم تستطع فصلِّ ركعتين بالحمد وسورة الإخلاص، والحمد و(قل يا أيها الكافرون)، فإذا سلّمت قلت:
أللّهمَّ إنِّي أَتوجّهُ إليكَ بنبيِّنا محمّدٍ وبأهلِ بيتِهِ صَلواتُكَ عليهم، وأَسألُكَ بحقِّكَ العظيمِ عليهِمْ، الذي لا يَعلمُ كُنْهَهُ سِواكَ، وأسألُكَ بِحقِّ مَن حَقُّهُ عندكَ عظيمٌ، وبأسمائِكَ الحُسنى التي أَمرْتَني أن أَدعُوَكَ بها، وأَسألُكَ باسمِكَ الأَعظمِ الذي أَمرْتَ به إبراهيمَ أنْ يدعُوَ بِهِ الطيْرَ فأجابَتْهُ، وباسمِكَ العظيمِ الذي قُلتَ للنارِ كوني برداً وسلاماً على إبراهيم، فكانت بَرْداً، وبِأحبِّ الأسماءِ إليكَ وأشرفِها وأعظَمِها لديك، وأسرَعِها إجابةً وأنجَحِها طَلِبَةً، وبما أنتَ أهلُهُ ومُستَحِقُّهُ ومُسْتَوْجِبُهُ، وأَتوسَّلُ إليكَ وأرغبُ إليكَ وأَتضرَّعُ إليكَ وأُلِحُّ عليكَ وأَسأَلُكَ بِكُتُبكَ التي أَنزلْتَها على أنبيائِكَ ورُسُلِكَ صلواتُكَ عليهم، من التوراةِ والإنجيلِ والزبورِ والقرآنِ العظيمِ، فإنَّ فيها اسمَكَ الأعظَمَ، وبِما فيها من أسمائِكَ العُظمى، أنْ تُصلّيَ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ وأنْ تُفَرِّجَ عن مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ وشيعتِهم ومُحبِّيهِم وعنِّي، وتَفتحَ أبوابَ السماءِ لِدُعائي وتَرفَعَهُ في عليِّينَ، وتَأذنَ في هذا اليومِ وفي هذهِ الساعةِ بِفَرَجي وإعطاءئي أمَلي وسُؤْلي في الدنيا والآخرةِ.
 يا مَن لا يَعلمُ أحدٌ كيفَ هُوَ وقُدرَتُهُ إلّا هُوَ، يا مَن سدَّ الهواءَ بالسماءِ، وكَبَسَ الأرضَ على الماءِ، واختارَ لِنفسِهِ أَحسنَ الأسماءِ، يا مَن سمَّى نفسَهُ بالاسمِ الذي تُقضَى بهِ حاجةُ مَن يَدعوهُ. أَسألُكَ بِحقِّ ذلك الاسمِ فلا شفيعَ أقوى لي منه، أن تُصلّيَ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ وتَقضي لي حوائِجي وتَسمَعَ بِمحمّدٍ وعليٍّ وفاطمةَ والحسنِ والحسينِ، وعليّ بنِ الحسينِ، ومحمّدِ بنِ عليٍّ، وجعفرِ بنِ محمّدٍ، وموسى بنِ جعفرٍ، وعليِّ بنِ موسى، ومحمّدِ بن عليٍّ، وعليِّ بن محمّدٍ، والحسنِ بن عليٍّ، والحُجّةِ المُنتظِر لإذنِك، صلواتُكَ وسلامُكَ ورحمَتُكَ وبركاتُكَ عليهم صوتي، ليشفعوا لي إليكَ وتُشفِّعَهُم فيَّ، ولا تَرُدَّني خائباً، بِحقِّ لا إلهَ إلّا أنتَ.
وتسأل حوائجك تُقضى إن شاء الله تعالى.


اخبار مرتبطة

  العبادة تُوَلِّد الحركة والنشاط

العبادة تُوَلِّد الحركة والنشاط

04/05/2011

  خِصال أمير المؤمنين عليه السلام

خِصال أمير المؤمنين عليه السلام

04/05/2011

نفحات