شعر

شعر

منذ 4 أيام

العَينيَّة


العَينيَّة

في مدح أمير المؤمنين عليه السّلام

·         السّيّد إسماعيل الحِمْيَرِيّ رحمه الله تعالى

 

لِأُمِّ عَمْرٍو بِاللِّوى مَرْبَعُ

طامِسَةٌ أَعْلامُهُ بَلْقَعُ

تَروعُ عَنْهُ الطَّيْرُ وَحْشِيَّةً

وَالأُسْدُ مِنْ خيفَةٍ تَفْزَعُ

بِرَسْمِ دارٍ ما بِها مُؤْنِسٌ

إِلّا ظِلالٌ في الثَّرى وُقَّعُ

رُقّشٌ يَخافُ المَوْتُ مِنْ نَفْثِها

وَالسُّمُّ في أَنْيابِها مُنْقَعُ

لَمّا وَقَفْنَ العيسُ من رَسْمِها

وَالعَيْنُ مِنْ عِرْفانِهِ تَدْمَعُ

ذَكَرْتُ مَن قَدْ كُنْتُ أَلْهو بِهِ

فَبِتُّ وَالقَلْبُ شَجٍ مُوجَعُ

كَأَنَّ بِالنّارِ لِمَا شَفَّني

مِنْ حُبِّ أَرْوى كَبِدٌ تُلْذَعُ

عَجِبْتُ مِنْ قَوْمٍ أَتَوْا أَحْمَداً

بِخُطْبَةٍ لَيْسَ لَها مَوْضِعُ

قالوا لَهُ لَوْ شِئْتَ أَعْلَمْتَنا

إِلى مَنِ الغايَةُ وَالمَفْزَعُ

إِذا توفّيتَ وَفارَقْتَنا

وَفيهِمْ في المُلْكِ مَنْ يَطْمَعُ

فَقالَ: لَوْ أَعْلَمْتُكُمْ مَفْزَعاً

كُنتم عَسيتُمْ فيهِ أَنْ تَصْنَعُوا

صَنيعَ أَهْلِ العِجْلِ إِذْ فارَقوا

هارونَ فَالتَّرْكُ لَهُ أوْدَعُ

وَفي الّذي قالَ بَيانٌ لِمَنْ

كانَ إذاً يَعقِلُ أو يَسْمَعُ

ثُمَّ أَتَتْهُ بَعْدَ ذا عَزْمَةٌ

مِنْ رَبِّهِ لَيْسَ لَها مَدْفَعُ

أَبلِغْ وَإِلّا لَمْ تَكُنْ مُبْلِغاً

وَاللهُ مِنْهُمْ عاصِمٌ يَمْنَعُ

فَعِنْدَها قامَ النَّبِيُّ الّذي

كانَ بِما يَأْمُرُهُ يَصْدَعُ

يَخْطُبُ مَأْموراً وَفي كَفِّهِ

كَفُّ عَليٍّ ظاهِراً يَلْمَعُ

رافِعُها أَكْرِمْ بِكَفِّ الّذي

يَرْفَعُ وَالكَفِّ الّتي ترْفَعُ

يَقولُ وَالأَمْلاكُ مِنْ حَوْلِهِ

وَاللهُ فيهِمْ شاهِدٌ يَسْمَعُ

مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهَذا لَهُ

مَوْلًى فَلَمْ يَرْضَوْا وَلَمْ يَقْنَعُوا

فَاتَّهَموهُ وحَنَت مِنْهُمْ

عَلى خِلافِ الصَّادِقِ الأَضْلُعُ

وَظَلَّ قَوْمٌ غاظَهُمْ فِعْلُهُ

كَأَنَّما آنافُهُمْ تُجْدَعُ

حَتّى إِذا وارَوْهُ في قَبْرِهِ

وَانْصَرَفُوا عَنْ دَفْنِهِ ضَيَّعُوا

ما قالَ بِالأَمْسِ وَأَوْصى بِهِ

وَاشْتَروا الضُّرَّ بِما يَنْفَعُ

وَقَطَّعوا أَرْحامَهُ بَعْدَهُ

فَسَوْفَ يُجْزَوْنَ بِما قَطَّعُوا

وَأَزْمَعُوا غَدْراً بِمَوْلاهُمُ

تَبّاً لِما كانوا بِهِ أَزْمَعُوا

لا هُمْ عَلَيْهِ يَرِدُوا حَوْضَهُ

غَداً وَلا هُوَ فيهِمُ يَشْفَعُ

حَوْضٌ لَهُ ما بَيْنَ صَنْعا إِلى

أيلة والعرضُ به أَوْسَعُ

يُنْصَبُ فيهِ عليٌّ لِلْهُدى

وَالحَوْضُ مِنْ ماءٍ لَهُ مَتْرَعُ

يَفيضُ مِنْ رَحْمَتِهِ كَوْثَرٌ

أَبْيَضُ كَالفِضَّةِ أَوْ أَنْصَعُ

حَصاهُ ياقوتٌ وَمَرْجانَةٌ

وَلُؤْلُؤٌ لَمْ تَجْنِهِ إِصْبَعُ

بَطْحاؤُهُ مِسْكٌ وَحافَاتُهُ

يَهْتَزُّ مِنْها مُونِقٌ مُربَعُ

أَخْضَرُ ما دونَ الورى ناضِرٌ

وَفاقِعٌ أَصْفَرُ أو أَنصَعُ

فيهِ أَباريقٌ وَقُدْحَانُهُ

يَذُبُّ عَنْها الرّجُلُ الأَصْلَعُ

يَذُبُّ عَنْها ابْنُ أَبي طالِبٍ

ذَبّاً كجرْبا إِبِلٍ شُرَّعُ

وَالعِطْرُ وَالرَّيْحانُ أَنْواعُهُ

ذاك وقد هَبَّتْ بِهِ زَعْزَعُ

ريحٌ مِنَ الجَنَّةِ مَأْمورَةٌ

ذاهبةٌ لَيْسَ لَها مرجعُ

إِذا دَنَوْا مِنْهُ لِكَيْ يَشْربُوا

قال لَهُمْ تَبّاً لَكُمْ فَارْجِعُوا

دونَكُمُ فَالْتَمِسوا مَنْهَلاً

يُرْويكُمْ أَوْ مَطْمَعاً يُشْبِعُ

هَذا لِمَنْ والى بَني أَحْمَدٍ

وَلَمْ يَكُنْ غَيْرَهُمْ يَتْبَعُ

فَالفَوْزُ للشَّارِبِ مِنْ حَوْضِهِ

وَالوَيْلُ وَالذُّلُّ لِمَنْ يُمْنَعُ

فَالنّاسُ يَوْمَ الحَشْرِ راياتُهم

خَمْسٌ فَمِنْها هالِكٌ أَرْبَعُ

 

"...."

وَرايَةٌ يقدمها حيدرٌ

ووجهُه كالشّمس إِذ تَطْلُعُ

غَداً يُلاقي المُصْطَفى حَيْدَرٌ

وَرايَةُ الحَمْدِ لَهُ تُرْفَعُ

مَوْلًى لَهُ الجَنَّةُ مَأْمورَةٌ

وَالنّارُ مِنْ إِجْلالِهِ تَفْزَعُ

إِمامُ صِدْقٍ وَلَهُ شيعَةٌ

يُرْوَوْا مِنَ الحَوْضِ وَلَمْ يُمنَعوا

بِذلكَ جاءَ الوَحْيُ مِنْ رَبِّنا

يا شيعَةَ الحَقِّ فَلا تَجْزَعُوا

الحِمْيريُّ مادِحُكُمْ لَمْ يَزَلْ

وَلَوْ يُقطَعُ إِصْبَعٌ إِصْبَعُ

وَبَعْدَها صَلُّوا عَلى المُصْطَفى

وَصِنْوِهِ حَيْدَرَةَ الأَصْلَعُ

 

حكاية القصيدة العينيّة، وشُرّاحها

قال العلّامة المجلسيّ في (بحار الأنوار) ج11/150: وجدتُ في بعض تأليفات أصحابنا أنّه روى بإسناده عن سهل بن ذبيان، قال: دخلتُ على الإمام عليّ بن موسى الرّضا عليه السّلام في بعض الأيّام، قبل أن يدخل عليه أحد من النّاس، فقال لي: مرحباً بك يا ابن ذبيان، السّاعة أراد رسولنا أن يأتيك لتحضر عندنا. فقلتُ: لماذا يا ابنَ رسولِ الله؟ فقال: لمنامٍ رأيتُه البارحة، وقد أزعجني وأرّقني. فقلت: خيراً يكون إن شاء الله تعالى. فقال: يا ابن ذبيان، رأيتُ كأنّي قد نُصِب لي سلّم فيه مائة مرقاة فصعدتُ إلى أعلاه. فقلت: يا مولاي، أُهنّيك بطول العمر وربّما تعيش مائة سنة. فقال عليه السّلام: ما شاء الله كان. ثمّ قال: يا ابن ذبيان، فلمّا صعدت إلى أعلى السّلّم رأيتُ كأنّي دخلتُ في قبّة خضراء يُرى ظاهرها من باطنها، ورأيتُ جدّي رسولَ الله جالساً وإلى يمينه وشماله غلامان حسنان يشرق النّور من وجههما، ورأيتُ امرأةً بهيّة الخلقة، ورأيت بين يديه شخصاً بهيّ الخلقة جالساً عنده، ورأيتُ رجلاً واقفاً بين يديه وهو يقرأ:

لِأُمِّ عَمْرٍو بِاللِّوى مَرْبَعُ

فلمّا رآني النّبيّ قال لي: مرحباً بك يا ولدي يا عليّ بن موسى الرّضا، سلِّم على أبيك عليّ. فسلّمت عليه، ثمّ قال لي: سلِّم على أمّك فاطمة الزّهراء عليها السّلام.

فسلَّمتُ عليها، فقال لي: فسلِّم على أبويك الحسن والحسين. فسلَّمت عليهما، ثمّ قال لي: وسلِّم على شاعرنا ومادحنا في دار الدّنيا السّيّد إسماعيل الحِمْيَريّ. فسلَّمت عليه وجلستُ، فالتَفتَ النّبيّ (إلى) السّيّد إسماعيل وقال له: عد إلى ما كنّا فيه من إنشاد القصيدة، فأنشد يقول:

لِأُمِّ عَمْرٍو بِاللِّوى مَرْبَعُ

فبكى النّبيّ صلّى الله عليه وآله، فلمّا بلغ إلى قوله:

 

وَرايَةٌ قائِدُها وَجْهُهُ             

كَأَنَّهُ الشَّمْسُ إِذا تَطْلُعُ

بكى النّبيّ وفاطمة ومَن معه. [ورد الشّطر الأوّل في بعض النُّسخ هكذا: وَرايَةٌ يقدمها حيدرٌ]

ولمّا بلغ إلى قوله:

قالوا لَهُ لَوْ شِئْتَ أَعْلَمْتَنا

إِلى مَنِ الغايَةُ وَالمَفْزَعُ

 

 

رفع النّبيّ صلّى الله عليه وآله يديه وقال: إلهي أنت الشّاهد عليّ وعليهم إنّي أعلمتهم: أنّ الغاية والمَفزَع عليُّ بن أبي طالب. وأشار بيده إليه وهو جالس بين يديه.

قال عليّ بن موسى الرّضا: فلمّا فرغ السّيّد إسماعيل الحِمْيَرِيّ من إنشاد القصيدة، التفت النّبيّ إليّ، وقال لي: يا عليّ بن موسى، احفظ هذه القصيدة ومُر شيعتنا بحفظها، وأعلمهم: إنّ مَن حفظها وأدمن قراءتها ضمنتُ له الجنّة على الله تعالى.

قال الرّضا: ولم يزل يكرِّرها عليّ حتّى حفظتُها منه، والقصيدة هذه، ثمّ ذكرها برمّتها.

**

قال الأمينيّ في (الغدير): «هذا المنام ذكره القاضي الشّهيد المرعشيّ في (مجالس المؤمنين) ص 436 نقلاً عن (رجال الكشّيّ) ولم يوجد في المطبوع منه، ولعلّ القاضي وقف على أصل النّسخة الكاملة ووجده فيه، ونقله الشّيخ أبو عليّ في رجاله (منتهى المقال) ص143عن (عيون الأخبار) لشيخنا الصّدوق، وتبعه الشّيخ المعاصر في (تنقيح المقال) 1 ص 59، والسّيّد الأمين في (أعيان الشّيعة) 13 ص 170، ولم نجده في نسَخ العيون المخطوطة والمطبوعة.

ورواه شيخنا المولى محمّد قاسم الهزّار جريبي في شرح القصيدة، والسّيّد الزّنوزي في الرّوضة الأولى في كتابه الضّخم الفخم (رياض الجنّة). والسّيّد محمّد مهدي في آخر كتابه (رياض المصائب).

شرّاح القصيدة

شرح هذه العينيّة جمعٌ من أعلام الطّائفة، منهم:

1 - الشّيخ حسين بن جمال الدّين الخوانساريّ المتوفّى 1099 للهجرة.

2 - ميرزا عليّ خان الكلبايكانيّ تلميذ العلّامة المجلسيّ.

3 - المولى محمّد قاسم الهزّار جريبي المتوفّى بعد سنة 1112 للهجرة، وقد صنّف فيها كتابه (التّحفة الأحمديةّ)، يوجد هذا الشّرح في النّجف الأشرف.

4 - بهاء الدّين محمّد بن تاج الدّين الحسن الأصبهانيّ الشّهير بالفاضل الهنديّ، المولود 1062 والمتوفّى 1135 للهجرة.

5 - الحاج المولى محمّد حسين القزوينيّ المتوفّى في القرن الثّاني عشر.

6 - الحاج المولى صالح بن محمّد البرغانيّ.

7 - الحاج ميرزا محمّد رضا القراجة داغي التّبريزيّ، فرغ منه سنة 1289 للهجرة، وطبع في تبريز سنة 1301 للهجرة.

8 - السّيّد محمّد عباس بن السّيّد عليّ أكبر الموسوي المتوفّى 1306 للهجرة، أحد شعراء الغدير في القرن الرّابع عشر "..".

9 - الحاج المولى حسن بن الحاج محمّد إبراهيم بن الحاج محتشم الأردكانيّ، المتوفّى 1315 للهجرة.

10 - الشّيخ اليزديّ الحائريّ، المتوفّى 1320 للهجرة.

11 - ميرزا (فضل علي) بن المولى عبد الكريم الأرواني التّبريزيّ المتوفّى سنة نيّفٍ و 1330 للهجرة، مؤلّف (حدائق العارفين).

12 - الشّيخ عليّ بن عليّ رضا الخوئيّ، المتوفّى 1350 للهجرة.

13 - السّيّد أنور حسين الهنديّ، المتوفّى 1350 للهجرة.

14 - السّيّد عليّ أكبر بن السّيّد رضى الرّضويّ القمّيّ المولود سنة 1317 للهجرة.

15 - الحاج المولى عليّ التّبريزيّ مؤلِّف (وقائع الأيّام) المطبوع.

·         وخمَّسها جمعٌ من العلماء والأدباء، منهم: شيخنا الحرّ العامليّ صاحب (الوسائل) وحفيده الشّيخ عبد الغنيّ العامليّ نزيل البصرة والمتوفّى بها، ومطلع تخميسه:

جوىً به كأسُ الأسى أجرعُ       صرفاً وأجفاني حياً تدمعُ

فاسمعْ حديثاً بالأسى مسمع      لأمّ عمرو باللّوى مربعُ

·         ومنهم: الشّيخ حسن بن مجلي الخطّي وأوّل تخميسه:

لا تُنكروا إنْ جيرتي أزمعوا       هجراً وحبلُ الوصل قد قطّعوا

كم دمنة خاوية تجزعُ            لأُمّ عمرٍو...

·        ومنهم: سيّدنا السّيّد عليّ النّقيّ النّقويّ الهنديّ ".." ومستهلّ تخميسه:

أتنطوي فوق الأسى الأضلعُ      صبرا وترقأ منّيَ الأدمعُ؟!

وذاك حيث الظعن قد أزمعوا             لأُمِّ عمرٍو...

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ 4 أيام

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات