مَـــوَدَّة

مَـــوَدَّة

03/05/2011

زينب الكبرى.. عالمة غير معلَّمة

«شعائر»

قبل الخلق، كان رسول الله صلّى الله عليه وآله، سرَّ الخلق.
وكان الحسين عليه السلام سرَّ السرّ.
وكانت زينب عليها السلام، توأم الحسين.
زينب «تالي المعصوم» وتجلّي سرِّ السرِّ المحمّدي.

***


مع عليٍّ عليه السلام كانت الصدِّيقة الكبرى، رسولَ رسولِ الله إلى المسجد النبوي.
ومع الحسين كانت الصدِّيقة الصغرى، رسولَ رسولِ الله إلى كربلاء.
كان عليّ عليه السلام، مأموراً بالصبر، والمرحلة فاطميّة.
وكان عليٌّ «الثاني» زين العابدين، مأموراً بالصبر، والمرحلة زينبيّة.
بأبي التي وَرِثت مصائبَ أُمِّها       فَغَدَتْ تُقابلها بصبرِ أبيها

***


زينب الكبرى مُدَّخَرَةٌ لكربلاء، تدفع القتل –ثلاثاً- عن بقيّة نور الإمامة، نور الله في ظلمات الأرض، وتحمل راية أبي الفضل حيث لا يُؤذَن لإمام زمانها -«وارثِ وارثِ الأنبياء» زين العابدين عليه السلام- بحملها.

   على عتبة الرحيل بكت الزهراء غربةَ عليّ.
         فقال أبو الحسن: «ذلك في جنب الله قليل».
             وفي التأبين قال: «أمّا حزني فسرمد. ما أقبح الخضراء والغبراء»!
                وعند الوداع القسري في كربلاء، قالت زينب لِعَلِيِّها وإمامها السجّاد:
                         «ما لي أراك تجود بنفسك يا بقيّة جدّي وأبي وأمّي؟»
                      وكانت غربتها في قلب هذا الجود.
                                 مَنِ المتفجِّعُ -منهما- على مَن؟ من؟!!

***


زينب الكبرى صِنْوُ أمِّها، في تعدّد الروايات حول تاريخ تسليم الراية إلى إمامها، والروح إلى جوار بارئها، وصِنْوُها في «القبر المجهول» والقدر المحمّدي الأعظم.
وزادت البنت على أمِّها   مِن دارها تُسبى إلى شرِّ دار!
وزادت: أنّها طيلة رحلة «السبي» كانت ترى رأس إمامها وخامس أهل الكساء، محمولاً على الرمح!!
إن أخّروه شجاه رؤيةُ حالِها         أوْ قّدَّموه فحالُه يشجيها
تأمّل –يا قلبُ- بعين القلب سائر الرؤوس، خصوصاً رأس أبي الفضل، وعليٍّ الأكبر، رغم أنّ كلّ مصابٍ بعد الحسين جلل.
أَحْفِ المهجة السؤال عن رأس عبد الله الرضيع؟!!
أعلِنها محمّديّة بيضاء، تلقَ بها الله ورسوله:
ما عرف رسول الله صلّى الله عليه وآله، مَن لم يستبدّ بقلبه عصفُ مأساة زينب!
وكيف تكون عترة المصطفى أحبّ إليه من عترته؟ كيف؟!!

***


في صغرها، قَصَّت زينب رؤياها على جدّها سيّد النبيّين.
كان عمرها أكبر بكثير من عمر النبيّ عيسى حين قال: إنّي عبد الله آتانيَ الكتاب وجعلني نبيَّا.
كانت الرؤيا –قال الرواة- ترسم سيرة زينب مع أهل الكساء وبعدهم، حين تُظلم الدنيا، بعد أن تحمل هوج الرياح الشجرةَ.. فَالفَرْعَين، ثمّ الغُصنين الكبيرين.
عبّر الرؤيا رسول الله بما شرح لها به أمير المؤمنين ﴿كهيعص﴾ حين سمعها تدرِّس النساء القرآن الكريم في الكوفة، التي «هدأت فيها الأجراس، وسكنت الأنفاس» حين دخلتها زينب تُفرغ عن لسان عليّ بن أبي طالب نَفْسِ أفصحِ مَن نطق بالضاد.
كان التعبير والتفسير كربلاء.
وكانت كربلاء «العهد المعهود» الذي حدّثها به عليٌّ عليه السلام، وصفرةُ الوجه تغلب «صفرة العصابة»! (أنظر: «العهد المعهود» من هذا الملف).

***

«شاء الله أن يراهنَّ سبايا» مفتاحٌ إلهيّ حسينيّ لِباب معرفة ما يمكن بلوغه من الذرى الزينبيّة.
شاء الله أن تكون كربلاء زينبيّة كما هي حسينيّة. شاء أن تصل الراية إلى الإمام السجّاد من يد زينب، فكانت لها «نيابةٌ خاصة عن الحسين عليه السلام».
لزينب في قلب سيّد النبيّين، وكلِّ إمام،ٍ إمام، موقعٌ فاطمي. بضعة وشجنة. في قلب «حديث الكساء» وأهل «العباء».
هل لهذا كانت زينب -كما رووا- جنيناً عند نزول آية التطهير والكساء والعباء؟
                  أين يقع سبي زينب من حقيقة «فمن آذاها فقد آذاني»؟
                          أوَ زينب تُسبى يا مسلمون؟

.. يا مدرك الثار البدار البدار           و«يالثارات الحسين» الشِّعار

***

اخبار مرتبطة

  العبادة تُوَلِّد الحركة والنشاط

العبادة تُوَلِّد الحركة والنشاط

04/05/2011

  خِصال أمير المؤمنين عليه السلام

خِصال أمير المؤمنين عليه السلام

04/05/2011

نفحات