ذكر الله لا حدّ له

ذكر الله لا حدّ له

04/05/2011

قوتُ الأرواح

إعداد: عبدالله النابلسي

عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «من أشدّ ما فرض الله على خلقه ذكر الله كثيراً. لا أعني سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر، وإنْ كان منه، ولكن ذكر الله عند ما أحلّ وحرّم»، أي الذكر القلبيّ المحض.
بين يدي قرّاء «شعائر» توجيهات لشيخ الفقهاء العارفين الشيخ بهجت قدّس سرّه في مجال حقيقة ذكر الله تعالى.

لكلّ عملِ خيرٍ حدٌّ مطلوبٌ له، إذا تجاوزه انقلب إلى ضدّه: يعني إذا أتى به المرء دون الحدّ المطلوب عُدَّ مقصِّراً أو قاصراً، وإذا أتى بأكثر منه ابتُلي بالمشقّة، إلى أن يصل إلى الحدّ الذي يكون معه غير ممكن ولا مقدور للبشر كالصلاة، فإنّ بدن الإنسان لا طاقة له على كثرة أداء الصلاة [المُستحبّة]، أو أنّها تزاحم خيراتٍ أخرى فتتسبّب في فواتها، بنحو لا يستطيع الإنسان أن يأتي بمثلها لو مضى وقتها. وعلى هذا النحو جميع الخيرات والطاعات إلاّ «ذكر الله تعالى» فهو لا حدّ له، كما ورد في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: «ما من شيء إلّا وله حدٌّ ينتهي إليه، إلّا الذكر فليس له حدٌّ ينتهي إليه».

حقيقة الذكر

وطبعاً ليس المقصود بذكر الله الذكر اللّساني؛ لأنّ أعضاء الإنسان تُصاب بسببه أيضاً بالملل والضعف والعجز، بل ذكر الله الذي لا حدّ له هو الأعمّ من الذكر القلبي واللّساني والبدني أيضاً؛ لأنّ جميع الطاعات وما يُرضي الله تعالى هي ذكر له سبحانه، وهذا النحو من الذكر يجتمع مع جميع الطاعات ويتحقّق معها، كقضاء الحوائج وأداء الواجبات، بل وإتيان المستحبّات التي هي عند أهلها ذكرٌ لله تعالى، بل ترك المكروهات والمحرّمات ذكرٌ لله أيضاً، وقد جاء في ذلك رواية عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «من أشدّ ما فرض الله على خلقه ذكرُ الله كثيراً. لا أعني سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر، وإنْ كان منه، ولكنْ ذكر الله عند ما أحلّ وحرّم»، أي الذكر القلبيّ المحض.
فهل «سبحان الله» ونحوها أشدّ تذكيراً بالله واقعاً؟ أم كلمة يوسف عليه السلام حيث يقول: ﴿..مَعَاذَ الله إنَّهُ رَبِّي أحْسَنَ مَثْوايَ إنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمونَ﴾ يوسف:23. فالأمر كان منتهياً لولا ذلك، حيث يقول القرآن: ﴿..وهَمَّ بِها لولا أَنْ رأى بُرْهانَ رَبِّهِ..﴾ يوسف:24، فهل كان جميع هذا باختياره أم أنّ الله تعالى هو الذي حفظه؟ ما الذي قام به؟ فهل قام بشيء أكثر من أنّه رأى برهان ربّه؟ وطبعاً فإنّه قد أتى بآلاف الأعمال قطعاً قبل هذا، حتى استطاع أن يحصل على أسباب برهان ربّه في أوقات الخلوة، وليتمكّن من رؤية برهان الربّ في ذلك الظرف الحسّاس.

ذكر الله تعالى كيمياء السعادة

إنّنا نحبّ إمام الزمان عجّل الله تعالى له الفرج، لأنّه أمير النحل، وجميع أمورنا تصل بواسطته، وقد نصّبه النبيّ صلّى الله عليه وآله لنا أميراً. ونحن نحبّ النبيّ صلّى الله عليه وآله، لأنّ الله جعله واسطة بيننا وبينه. ونحبّ الله تعالى، لأنّه منبع جميع الخيرات، ووجود المُمكنات فيضُه.
فإذا كنّا نريد أنفسنا وكمالها، علينا أن نكون محبّين لله تعالى، وإذا كنّا محبّين لله عزّ وجلّ، فعلينا أن نكون محبّين لوسائط الفيوضات من الأنبياء والأوصياء. وإلاّ، فإمّا أنّنا لا نحبّ أنفسنا، أو لا نحبّ واهب العطايا، أو لا نحبّ وسائط الفيوضات. فكيمياء السعادة إذن ذكر الله جلّ شأنه، وهو يُحرِّك الإنسان نحو موجبات السعادة المطلقة، والتوسّط بالوسائط استفاضة من منبع الخيرات بواسطة وسائلها المقرّرة، فعلينا الاهتداء بهداياتهم والسير بقياداتهم لننال الفلاح.

ثواب مائة صلوات يوم الجمعة
عن الإمام الرضا عليه السلام : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله مَن صلى عليَّ يوم الجمعة مائة صلاة، قضى الله له ستين حاجة. ثلاثون [منها] للدنيا وثلاثون للآخرة .

اخبار مرتبطة

  العبادة تُوَلِّد الحركة والنشاط

العبادة تُوَلِّد الحركة والنشاط

04/05/2011

  خِصال أمير المؤمنين عليه السلام

خِصال أمير المؤمنين عليه السلام

04/05/2011

نفحات