المرجع السيّد عبد الهادي الشيرازي راوياً

المرجع السيّد عبد الهادي الشيرازي راوياً

04/05/2011

حدّثني السيّد «عليّ القاضي» في اليقظة، بعد وفاته


الموضوع: رسالة من آية الله المقدّس السيّد محمّد سعيد فضل الله إلى المرحوم الحاج أحمد بعلبكي، بعثها إليه من النجف إلى لبنان، حول كَشْفٍ حصل لآية الله العظمى السيّد عبد الهادي الشيرازي، رأى خلاله  في اليقظة، المقدّس السيّد عليّ القاضي، بعد وفاته، رضوان الله تعالى عليهما.
* المصدر: فضيلة السيّد محمّد كاظم فضل الله، نجل المقدّس السيّد محمّد سعيد فضل الله.
*أفاد المصدر ما يلي:
* أنَّ الحاج أحمد كان قد عرف بالقصة إجمالاً، فطلب من السيّد محمّد سعيد إن عرف بقيّة القصة أن يكتب بها إليه، فكانت هذه الوثيقة.
*تضيف «شعائر»:
*أستاذ المرحوم السيّد محمّد سعيد فضل الله هوالمرجع الديني المقدّس السيّد عبد الهادي الشيرازي، وأستاذه الذي زار قبره ورآه، هو أستاذ العلماء العرفاء العارف الكبير والشهير السيّد عليّ القاضي قدّس سرّه الشريف. (لم يرد التصريح الكامل باسمه في الوثيقة، بل ورد اسمه السيّد عليّ، وأنّه من أساتذة الأخلاق).
* من المفيد الإشارة إلى أنّ المرحوم الحاج أحمد بعلبكي، من آل «الخنسا» الذين يسكنون في محلة الغبيري بالضاحية الجنوبيّة، وكان يُقال لهم آل بعلبكي، وقد دُفن في مقبرة محلّة «بئر حسن» في بيروت، وبعد دفنه بسنين -لم يتمّ تحديدها- انكشف قبره نتيجة حفر قبر بجواره، فكان الجسد سالماً، وكأنّه دفن الآن، وحاجباه طبيعيَّان تماماً.

«شعائر»

**


بسم الله وله الحمد

المؤمن لََيَسْكُنُ إلى أخيه ويأوي إليه كما يأوي الطير إلى وَكرِه، ويبثّ إليه ما لا يذكره لغيره، فلا يطلع على ما أحرّره أحداً لما تقدّم، إنّ الحديث السابق الذي حدّثتك به عن السيّد الأستاذ من خروجه إلى وادي السلام ورؤيته ما رأى كان مُجملاً، وقبل أيّام أطلعني على جملة من تفصيله وهناك قرائن في كلامه يظهر منها أنّ له تفصيلاً آخر لم يظهر بعد، وإن أطلعني أخبرك إن شاء الله، والتفصيل الذي أطلعني عليه، وإن لم يرخّص بنقله، ولكن ترخّصت منه بنقله لك.

قال: إنّي كنت في الوادي (أي وادي السلام) في الساعة الثانية أو الثالثة من اللّيل، وكان في ذلك الوقت تمطر الدنيا خفيفاً. فجلست عند قبر أستاذ من أساتذتنا في الأخلاق والموعظة يسمّى بالسيّد عليّ، فقلت على رسلي غير خائفٍ ولا مبالٍ: يا سيّد عليّ كيف حالك؟ أين تلك المواعظ التي كنت تلقيها .. أين .. أين .. أين .. إلخ. قال: فما كان إلّا ورأيت ضياءً قد انفرج من جانب القبر، ووقف ذلك الشخص بعينه وبصورته الدنيويّة ولباسه الدنيوي من عباءة وجبّة وعمامة وغيرها، ولكنّ الثياب بيض تُضيء، ومن شدّة البياض تُضيء المكان المظلم، ورأيت الوادي لا قبور فيه ولا قباب، بل خلائق وعالم آخر وهو غاصّ بأهله، ورأيتُ أشخاصاً أعرفهم بالدنيا وقد وقفوا بجانب السيّد المتقدّم ولكنّهم لا يطيقون الكلام أو لا يتكلّمون. وتكلّم السيّد معي فقط، وقال لي: أقبل إلينا وسِرْ معي سيراً مختصراً فأريك بعض ما عندنا، لا تخف إنّك لا تموت بذلك، ويقول لي أنظر إلى هذا الشيء .. وهذا الشيء و .. و.. ولم يبيّن لي سيّدنا.
وقال لي سيّدنا: ورأيت بساتين وثماراً، ورأيت أنهاراً بين السماء والأرض تسيل في باطن الزجاج وكأنّها لُفّت بالزجاج.
وقال سيّدنا: ممّا قاله لي السيّد المرحوم وخاطبني به: الأنوار أنوار، والظلمات ظلمات. رذائل الأخلاق هي الظلمات ومحاسنها هي الأنوار، رذيلة البخل تُردي.
إلى هنا، لم يبيّن سيّدنا ما قاله له بعدُ من الرذائل والمحاسن، نعم نقل لي بالمعنى أنّه قال: إنّ الطريقة التي أنت عليها هي المنجية، قلت لسيّدنا: ما هي؟ قال: رياضة النفس وتخليصها من الرذائل وتحليتها بالفضائل (أقول العجب أنّه لم يذكر له تدريس الفقه والأصول وفهم المعاني الحرفيّة وتطّلب الرياسات واستجلاب الأموال، مع أنّها من أهمّ ما تكون في الأنظار إنّا لله وإنّا..)
قال سيّدنا: أَخبرَني عن أشخاص ولعلّهم من الأساتذة لسيّدنا أو رفقائه من العلماء حسبما استظهرتُ من كلامه، فقد قال: إنّ فلاناً نجا، إنّ فلاناً هلك، وإنّ فلاناً موقف ..إلخ. قال لي سيّدنا: وكنت أظنّ بهذا الشخص أن يوقف لأنّ حاله كان كحال أبناء زماننا من المزاحمة على الرياسة والتنافس عليها.
قال سيّدنا: أخبرني السيّد المرحوم عن حاله مع علوّ درجته في التقوى والأخلاق، قال: لولا أمير المؤمنين أو لولا جواره (والترديد من سيّدنا) لهلكتُ أو لوقعتُ، والحاصل أخبره أنّ نجاته كانت بواسطة الأمير عليه السلام، (قال سيّدنا: العجيب أنّي كنت رأيته في الطيف قبل ذلك متعلّقاً بحزام مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وآخذاً به).
ثمّ قال: واستولى عليّ خوف في تلك الحال، حتى أنّي بعد لا أستطيع النظر تماماً إلى السيّد المرحوم، وكان يقول لي أنظر إلى كذا وكذا ويريد منّي التفرّج وأنا لا أستطيع تماماً من الخوف، حتّى تأذّى منّي من شدّة ما عراني من الخوف، وقال لي: لماذا تخاف؟ إنّ هذا العالم ليس بشيء يُخاف منه، يأتي إليه كلّ إنسان قابل.
 قال سيّدنا: وكان ينتهرني كثيراً لذلك، وقد رأيتُ عند حصول هذا الانكشاف أنّ شخصاً يُعذّب بالعطش ويطلب الماء ليشرب مع كثرة الأنهار فلا يُسقى، ويُقال له إنّك موقوف من الجهة الفلانيّة.( أي بسبب الأمر الفلاني).
وربّما ظهر من محاني كلام سيّدنا أنّه رأى ملائكة العذاب ولكنّه لم يبيّن ولو بالإجمال
.
قال سيّدنا: ثمّ ذهب السيّد ومَن معه فذهب عن بصري جميع ما كنت أراه، وعاد الوادي كما كان، ثمّ قال سيّدنا: لو طالت تلك الحالة في ذلك الوقت لكنتُ قَضيت، والآن أعتقد أنّها لو صارت لقضيتُ من الخوف والوجل، وكلّما ذكرتُها يتغيّر حالي إلى اليوم الثاني من اليوم الذي أذكرها فيه، ولذا يتأذّى منّي إذا ذكرتُها أمامه وسألته عن خصوصيّاتها، وبالحقيقة إنّ هذا الحديث ممّا يُكتب، وسألت سيّدنا هل صنعتَ عملاً لذلك أو رياضة؟ قال: لا ولا أعمل( إلّا) ما تروني أعمله ممّا تعهد ...
هذا ما عندنا جديداً من أخبار الآخرة.


اخبار مرتبطة

  العبادة تُوَلِّد الحركة والنشاط

العبادة تُوَلِّد الحركة والنشاط

04/05/2011

  خِصال أمير المؤمنين عليه السلام

خِصال أمير المؤمنين عليه السلام

04/05/2011

نفحات