صاحب الامر

صاحب الامر

20/12/2014

دعاء للإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف

دعاء للإمام صاحب الزّمان عجّل الله تعالى فرجه مَرويّ عن الإمام الرّضا عليه السلام

اللّهمّ أَمِتْ به الجورَ وأَظهِر به العدل

هذا الدّعاء رواه الشّيخ الطوسي في (مصباح المتهجّد) عن الإمام الرّضا عليه السّلام، وعن (المصباح) نقله المحدّث الشيخ عباس القمّي في (مفاتيح الجنان)، وقال: «روى يونس بن عبد الرّحمن، عن الرّضا صلوات الله عليه أنّه كان يأمر بالدّعاء لصاحب الأمر عليه السّلام بهذا الدّعاء:

اللَّهُمَّ ادْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ وَخَلِيفَتِكَ وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَلِسانِكَ المُعَبِّرِ عَنْكَ وَالنَّاطِقِ بِحِكْمَتِكَ، وَعَيْنِكَ النَّاظِرَةِ بِإِذْنِكَ، وَشاهِدِكَ عَلى عِبادِكَ، الجَحْجاحِ [الجَحجاح: السيّد المسارع إلى المكارم] المُجاهِدِ العائِذِ بِكَ العابِدِ عِنْدَكَ، وَأَعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَمِيعِ ما خَلَقْتَ وَبَرَأْتَ وَأَنْشَأْتَ وَصَوَّرْتَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ، وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ بِحِفْظِكَ الَّذِي لا يَضِيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ، وَاحْفَظْ فِيهِ رَسُولَكَ وَآباءَهُ وَأَئِمَّتَكَ وَدَعائِمَ دِينِكَ، وَاجْعَلْهُ فِي وَدِيعَتِكَ الَّتِي لا تَضِيعُ، وَفي جِوارِكَ الَّذِي لا يُخْفَرُ، وَفِي مَنْعِكَ وَعِزِّكَ الَّذِي لا يُقْهَرُ، وَآمِنْهُ بِأَمانِكَ الوَثِيقِ الَّذِي لا يُخْذَلُ مَنْ آمَنْتَهُ بِهِ، وَاجْعَلْهُ فِي كَنَفِكَ الَّذِي لا يُرامُ مَنْ كانَ فِيهِ، وَانْصُرْهُ بِنَصْرِكَ العَزِيزِ، وَأَيِّدْهُ بِجُنْدِكَ الغالِبِ، وَقَوِّهِ بِقُوَّتِكَ، وَأرْدِفْهُ بِمَلائِكَتِكَ، وَوالِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَأَلْبِسْهُ دِرْعَكَ الحَصِينَةَ وَحُفَّهُ بِالمَلائِكَةِ حَفّاً.

اللَّهُمَّ اشْعَبْ بِهِ الصَّدْعَ وَارْتُقْ بِهِ الفَتْقَ، وَأَمِتْ بِهِ الجَوْرَ وَأَظْهِرْ بِهِ العَدْلَ، وَزَيِّنْ بِطُولِ بَقائِهِ الأرْضَ، وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ وَانْصُرْهُ بِالرُّعْبِ، وَقَوِّ ناصِرِيهِ وَاخْذُلْ خاذِلِيهِ، وَدَمْدِمْ مَنْ نَصَبَ لَهُ وَدَمِّرْ مَنْ غَشَّهُ، وَاقْتُلْ بِهِ جَبابِرَةَ الكُفْرِ وَعُمُدَهُ وَدَعائِمَهُ، وَاقْصِمْ بِهِ رُؤُوسَ الضَّلالَةِ وَشارِعَةَ البِدَعِ وَمُمِيتَةَ السُّنَّةِ وَمُقَوِّيَةَ الباطِلِ، وَذَلِّلْ بِهِ الجَبّارِينَ، وَأَبِرْ بِهِ الكافِرِينَ وَجَمِيعَ المُلْحِدِينَ، فِي مَشارِقِ الأَرْضِ وَمَغارِبِها، وَبَرِّها وَبَحْرِها، وَسَهْلِها وَجَبَلِها، حَتّى لا تَدَعَ مِنْهُمْ دَيَّاراً وَلا تُبْقِي لَهُمْ آثاراً.

اللَّهُمَّ طَهِّرْ مِنْهُمْ بِلادَكَ وَاشْفِ مِنْهُمْ عِبادَكَ، وَأَعِزَّ بِهِ المُؤْمِنِينَ وَأَحْيِ بِهِ سُنَنَ المُرْسَلِينَ وَدارِسَ حُكْمِ النَّبِيِّينَ، وَجَدِّدْ بِهِ ما امْتَحى مِنْ دِينِكَ وَبُدِّلَ مِنْ حُكْمِكَ، حَتّى تُعِيدَ دِينَكَ بِهِ وَعَلى يَدَيْهِ جَدِيداً غَضّاً مَحْضاً صَحِيحاً لا عِوَجَ فِيهِ وَلا بِدْعَةَ مَعَهُ، وَحَتّى تُنِيرَ بِعَدْلِهِ ظُلَمَ الجَوْرِ، وَتُطْفِئَ بِهِ نِيرانَ الكُفْرِ، وَتُوضِحَ بِهِ مَعاقِدَ الحَقِّ وَمَجْهُولَ العَدْلِ؛ فَإِنَّهُ عَبْدُكَ الَّذِي اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ وَاصْطَفَيْتَهُ عَلى غَيْبِكَ، وَعَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ، وَبَرَّأْتَهُ مِنَ العُيُوبِ، وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ، وَسَلَّمْتَهُ مِنَ الدَّنَسِ.

اللَّهُمَّ فَإِنّا نَشْهَدُ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ وَيَوْمَ حُلُولِ الطَّامَّةِ أَنَّهُ لَمْ يُذْنِبْ ذَنْباً، وَلا أَتى حُوْباً، وَلَمْ يَرْتَكِبْ مَعْصِيَةً، وَلَمْ يُضَيِّعْ لَكَ طاعَةً، وَلَمْ يَهْتِكَ لَكَ حُرْمَةً، وَلَمْ يُبَدِّلْ لَكَ فَرِيضَةً، وَلَمْ يُغَيِّرْ لَكَ شَرِيعَةً، وَأَنَّهُ الهادِي المُهْتَدِي الطَّاهِرُ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ.

اللَّهُمَّ أعْطِهِ فِي نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَذرِّيَّتِهِ وَأُمَّتِهِ وَجَمِيعِ رَعِيَّتِهِ ما تُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ، وَتُسِرُّ بِهِ نَفْسَهُ، وَتَجْمَعُ لَهُ مُلْكَ المَمْلَكاتِ كُلِّها؛ قَرِيبِها وَبَعِيدِها وَعَزِيزِها وَذَلِيلِها، حَتّى تُجْرِيَ حُكْمَهُ عَلى كُلِّ حُكْمٍ وَيَغْلِبَ بِحَقِّهِ كُلَّ باطِلٍ.

اللَّهُمَّ اسْلُكْ بِنا عَلى يَدَيْهِ مِنْهاجَ الهُدى وَالمَحَجَّةَ العُظْمى وَالطَّرِيقَةَ الوُسْطى الَّتِي يَرْجِعُ إِلَيْها الغالِي وَيَلْحَقُ بِها التَّالِي، وَقَوِّنا عَلى طاعَتِهِ وَثَبِّتْنا عَلى مُشايَعَتِهِ، وَامْنُنْ عَلَيْنا بِمُتابَعَتِهِ، وَاجْعَلنا فِي حِزْبِهِ القَوَّامِينَ بِأَمْرِهِ الصَّابِرِينَ مَعَهُ، الطَّالِبِينَ رِضاكَ بِمُناصَحَتِهِ حَتّى تَحْشُرَنا يَوْمَ القِيامَةِ فِي أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ وَمُقَوِّيَةِ سُلْطانِهِ.

اللَّهُمَّ وَاجْعَلْ ذلِكَ لَنا خالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَشُبْهَةٍ وَرِياءٍ وَسُمْعَةٍ، حَتّى لا نَعْتَمِدَ بِهِ غَيْرَكَ وَلا نَطْلُبَ بِهِ إِلّا وَجْهَكَ، وَحَتّى تُحِلَّنا مَحَلَّهُ وَتَجْعَلَنا فِي الجَنَّةِ مَعَهُ، وَأَعِذْنا مِنْ السَّآمَةِ وَالكَسَلِ وَالفَتْرَةِ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدِينِكَ وَتُعِزُّ بِهِ نَصْرَ وَلِيِّكَ، وَلا تَسْتَبْدِلْ بِنا غَيْرَنا فَإِنَّ اسْتِبْدالَكَ بِنا غَيْرَنا عَلَيْكَ يَسِيرٌ وَهُوَ عَلَيْنا كَثِيرٌ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى وِلاةِ عَهْدِهِ الأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ، وَبَلِّغْهُمْ آمالَهُمْ وَزِدْ فِي آجالِهِمْ، وَأَعِزَّ نَصْرَهُمْ وَتَمِّمْ لَهُمْ ما أَسْنَدْتَ إِلَيْهِمْ مِنْ أَمْرِكَ لَهُمْ وَثَبِّتْ دَعاِئَمُهْم، وَاجْعَلْنا لَهُمْ أَعْواناً وَعَلى دِينِكَ أَنْصاراً فَإِنَّهُمْ مَعادِنُ كَلِماتِكَ وَخُزَّانُ عِلْمِكَ، وَأَرْكانُ تَوْحِيدِكَ وَدَعائِمُ دِينِكَ، وَوُلاةُ أَمْرِكَ وَخالِصَتُكَ مِنْ عِبادِكَ وَصَفْوَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَأَوْلِياؤُكَ وَسَلائِلُ أَوْلِيائِكَ وَصَفْوَةُ أَوْلادِ نَبِيِّكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ».

..بدليلٍ يثبتُ في نفسِك

قال السيد محسن الأمين رحمه الله في (أعيان الشيعة):

«روى الشيخ [الطوسي] في كتاب (الغَيبة) عن محمّد بن النّعمان والحسين بن عبيد الله، عن محمّد بن أحمد الصّفواني، قال:

وافى الحسنُ بن عليّ بن الوجناء النصيّبي سنة 307 [للهجرة]، ومعه محمّد بن الفضل الموصلّي، وكان رجلاً شيعيّاً، غير أنّه كان يُنكر وكالة أبي القاسم بن روح رضيَ الله عنه [السفير الثالث في الغَيبة الصُّغرى]، ويقول: (إنّ هذه الأموال تخرج في غير حقوقها).

فقال الحسن بن عليّ بن الوجناء لمحمّد بن الفضل: (يا ذا الرَّجُل، اتّقِ الله! فإنّ صحّة وكالة أبي القاسم كصحّة وكالة أبي جعفر محمّد بن عثمان العَمري [السفير الثاني]).

وقد كانا نزلا ببغداد على الزاهر، وكنّا حضرنا للسّلام عليهما، وكان قد حضر هناك شيخٌ لنا يقال له أبو الحسن بن ظفر، وأبو القاسم بن الأزهر، فطال الخطاب بين محمّد بن الفضل وبين الحسن بن عليّ، فقال محمّد بن الفضل للحَسن: (مَن لي بصحّة ما تقول وتثبيت وكالة الحسين بن روح؟).

فقال الحسن بن علي بن الوجناء: (أُبيّن لك ذلك بدليلٍ يثبتُ في نفسِك).

وكان مع محمّد بن الفضل دفترٌ كبير - فيه ورق طلحيّ، مجلّد بأسود - فيه حساباته. فتناول الدفترَ الحسنُ، وقطع منه نصفَ ورقةٍ كان فيه بياض، وقال لمحمّد بن الفضل: (ابروا لي قلماً)، واتّفقا على شيءٍ بينهما لم أقِف أنا عليه، وأطْلَعا عليه أبا الحسن بن ظفر.

وتناول الحسنُ بن علي بن الوجناء القلم وجعلَ يكتب ما اتّفقا عليه في تلك الورقة، بذلك القلم المَبريّ بلا مداد ولا يؤثّر فيه، حتّى ملأ الورقةَ، ثمّ ختمَه وأعطاه لشيخٍ كان مع محمّد بن الفضل، أسود، يخدِمُه. وأنفذَ بها إلى أبي القاسم الحسين بن روح، ومعنا ابنُ الوجناء لم يبرَح.

وحضرت صلاة الظهر فصلّينا هناك، ورجع الرسول، فقال: (قالَ) لي: (امضِ، فإنّ الجواب يجيئ).

وقُدِّمت المائدة في الأكل إذْ ورد الجواب في تلك الورقة، مكتوبٌ بمداد عن فصلٍ فَصل. فلطمَ محمّد بن الفضل وجهَه ولم يتهنّأ بطعامه، وقال لابن الوجناء: (قُم معي)، فقامَ معه حتّى دخل على أبي القاسم بن روح، وبقيَ يبكي ويقول: (يا سيّدي أقِلني أقالَك الله)، فقال أبو القاسم: (يَغفر اللهُ لنا ولك إنْ شاء الله)».

(أعيان الشيعة: ج 5، ص 216، وانظر أيضاً: ج 2، ص 328، دار التعارف للمطبوعات)

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

20/12/2014

دوريّات

نفحات