الملف

الملف

منذ أسبوع

رؤية الشيخ محمّد الغزالي لرواية «اتّباع الأمم السابقة»


رؤية الشيخ محمّد الغزالي لرواية «اتّباع الأمم السابقة»

قلّدناهم في انحدارهم لا في نهوضهم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.عبير عبد الرحمن ياسين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من بين مؤلّفات العالم الجليل الراحل الشيخ محمّد الغزالي كتاب (كيف نتعامل مع القرآن)، الذي صدر عنه في أواخر عمره المديد الحافل بالعطاء المتميّز، وقد تتبّعت السيّدة عبير ياسين ما قاله الشيخ الغزالي - وغيره - في موضوع اتّباع هذه الأمّة الأُممَ السّابقة، وقدّمت نصّاً يستحقّ العناية، وقد اختارته «شعائر» - بتصرّف - لهذا الملف.


«لاحظت أنّ الرّسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم حذّرنا من اتّباع اليهود والنّصارى.
[ونحن] نحذر أن نكون كاليهود في تجسيد الله، وكالنصارى في نبوّة المسيح.

لكن قال صلى الله عليه وآله: لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كانَ قَبْلَكُمْ شِبْراً بِشِبْرٍ وَذِراعاً بِذِراعٍ (الحديث رواه البخاري ومسلم)، ومع هذا لم أرَ بحثاً في تتبّعنا لليهود والنّصارى في تفكيرنا، وفي أخلاقنا، وفي أعمالنا.

ببساطة، انحدرنا وانتهى الأمر، استطعنا أن نقلّدهم بانهيارهم ولم نستطع أن نقلّدهم في نهوضهم، وانتقلت إلينا عِلل التديّن [المحرّف].

اعتقد أنّ ما حدث اليوم في الأُمّة الإسلاميّة هو ما حدث في الأمم الأخرى تاريخيّاً والعقاب الإلهي أنّ الله نزع قيادة البشرية من أيدي المتديّنين ووضعها في العلمانيّين». (كيف نتعامل مع القران، محمد الغزالي: ص 158)

مواطن تشابه المسلمين مع اليهود والنصارى

من الناحية الفكرية، وتشمل:

1) نَهي القرآن عن الوقوع في ما أخذَه على علماء أهل الكتاب (الأحبار والرّهبان) من الاختلاف في كتاب الله.

2) النَّهي عن اتّباع الآباء السابقين دون تفكير وتمحيص.

3) النَّهي عن تزكية النفس في مقابل رَمي الخصوم بكلّ سوء.

 

مصائب الاستبداد الدّيني في واقعنا المعاصر

الاختلاف في الكتاب من بعد العلم:

قال تعالى:

- ﴿وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ * وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ هود:110-112 وتكرّرت الآية في موضعٍ آخر من القرآن الكريم.

- ﴿وَلَقَدْ آَتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ * وَآَتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ الجاثية:16-17.

- ﴿.. بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ﴾ الحشر:14.
كان من نتيجة هذا الاختلاف في الدّين أنّه أدّى إلى العداوة والأحقاد بينهم، كما في قوله تعالى:
- ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ﴾ البقرة:176.

- ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ آل عمران:19-20.

- ﴿إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ * ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ..﴾ النحل:124-125.

- ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾ المائدة:48.

ليس هناك إكراهٌ لأهل الكتاب على اعتناق عقيدة الإسلام، وقد أمر الله رسوله والمسلمين بأن يتركوهم وما يختارون في الدّنيا من الدّين، وأمرُهم في ذلك يفوّض لله يوم القيامة لمحاسبتهم. [و] إذا كان هذا هو المنهج المتبّع مع مَن يرفض عقيدتك، فما بالنا لا نجد في قلوب بعض المسلمين مُتّسعاً لتقبّل الاختلاف مع إخوانهم في العقيدة.

 

التأويل من أبرز أسباب الاختلاف

 التأويل الذي حذّر منه الرّسول [صلّى الله عليه وآله] وقد وقع فيه المسلمون، كما فعل أهل الكتاب، ما أدّى إلى انقسامهم. قال تعالى:

- ﴿وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ.. الأعراف:52-53.

معنى تأوّل الكلام: الخطاب هنا مُوجّهٌ لأهل الكتاب، وفيه إشارة واضحة إلى أنّ القرآن خطابه واضح ومفصّل - ﴿فَصَّلْنَاهُ﴾ - بيّناه بالأخبار والوعد والوعيد وكلّها تؤدّي إلى إشاعة الرحمة والهداية للمؤمنين.
فالتأويل قد يغطّي على المعاني الواضحة التي أرادها ربّ العالمين، والتي عبّر عن تجاهلها بالنسيان، ونفهم ذلك من الأثر الذي أحدثته كلّ فرقة من تأويلٍ وادّعت أنّ هذا مراد الشارع لكي تجتذب الناس إليها.

وكان لهذا التأويل الأثر السّيِّءُ، لأنه أحدث خصومة وعداء، وليس هذا مراد ربّ العالمين.
وتأويل أهل الكتاب كان طريقه إخفاء بعض تعاليم الله أو تأويلها بما يوافق هواهم، والادّعاء بأن هذا من عند الله، وهذا مراده أو كلامه، وما ذلك إلّا بسبب فساد قلوبهم ونيّاتهم وإرادتهم السّوء كما قال تعالى: ﴿..فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ..﴾ آل عمران:7.

أمّا الراسخون في العلم فيؤمنون به كلّه على ظاهره لأنّه واضحٌ وجَلِيّ، دون تأويلٍ فاسدٍ يُخفي أو ينفي الكثير ممّا حواه كتاب الله من آيات مُفصّلات أريدَ إيقافُ العمل بها ونسيانها.

يقول الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ..﴾ آل عمران:7: أي أصله المعتمد عليه في الأحكام.

﴿..وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ..﴾ آل عمران:7: لا تُفهم معانيها كأوائل السّور.

وجعله كلّه محكماً في قوله: ﴿..أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ..﴾ هود:1، ومتشابهاً كما في قوله: ﴿..كِتَابًا مُتَشَابِهًا..﴾ الزمر:23، بمعنى أنّه يشبه بعضه بعضاً في الحُسن والصِّدق.

﴿..فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ..﴾ آل عمران:7: ميل عن الحقّ.

﴿..فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ..﴾ آل عمران:7: طلب (الفتنة) لجهّالهم بوقوعهم في الشّبهات واللّبس.

﴿..وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ..﴾ آل عمران:7: تفسيره.

﴿..وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ..﴾ آل عمران:7: وحده.

﴿..وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ..﴾ آل عمران:7: الثابتون المتمكّنون.

﴿..يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ..﴾ آل عمران:7: أي بالمتشابه أنّه من عند الله ولا نعلم معناه.

﴿..كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا..﴾ آل عمران:7: كلّ من المحكم والمتشابه.

﴿..وَمَا يَذَّكَّرُ..﴾ آل عمران:7: يتّعظ، ﴿..إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ آل عمران:7: أصحاب العقول.

* ويقولون أيضاً إذا رأوا من يتّبعه:

﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا..﴾ آل عمران:8: لا تُمِلها عن الحقّ بابتغاء تأويله الذي لا يليق بنا، كما زاغت قلوب أولئك.

﴿..بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا..﴾ آل عمران:8: أرشدتنا.

﴿..وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً..﴾ آل عمران:8: تثبّتاً؛ والغرض من الدّعاء بذلك بيان أنّ همّهم أمر الآخرة، ولذلك سألوا الله الثبات على الهداية لينالوا ثوابها.

روى الشيخان عن عائشة ".." قالت: تلا رسول الله صلّى الله عليه وآله هذه الآية: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ..﴾ آل عمران:7، إلى آخرها، وقال: «فَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ سَمَّى اللهُ فَاحْذَرُوهُمْ».

وروى الطّبراني في (الكبير) عن أبي موسى الأشعري أنّه سمع النّبيّ صلّى الله عليه وآله يقول: «مَا (لا) أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي إلّا ثَلاثَ خِلالٍ...» وذكر منها أن يفتَح لهم الكتاب فيأخذه المؤمن يبتغي تأويلَه وليس يعلم ﴿..تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾آل عمران:7.

***

والتأويل الفاسد من أجل الدّفاع عن المذهب أو الطائفة - والادّعاء بأنّ هذا مراد الشارع - يتساوى مع ما ذكره الله سبحانه في أهل الكتاب بادّعائهم وافترائهم الكذبَ على الله، وبالتالي فإنّ معيار الإيمان والعقل الذي أشاد الله به [في] عباده المتّقين هو إرادة الآخرة، لا العلوّ في الدّنيا والتّطاحن فيها. قال تعالى: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ القصص:83.

من أسباب الاختلاف اتّباع هوى النّفس


قال تعالى: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ الأعراف:177.

«والآية نزلت في (بلعم بن باعوراء) وهو من علماء بني إسرائيل، ولو شاء اللهُ تعالى لوفّقه للعمل بآياته ورفعَه إلى منازل العلماء، ولكنّه سكن إلى الدّنيا ومال إليها واتّبع هواه، فصار لاهثاً ذليلاً بكلّ حال؛ مثل الكلب في الخسّة والوضاعة». (من تفسير الجلالين).

- ﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا﴾ الفرقان:43.

- ﴿..وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ..﴾ القصص:50.

- ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ الجاثية:23.

وقعنا فيما وقع فيه أهل الكتاب من اتّباع هوى أنفسهم مع أن الله حذّرنا من ذلك، فقال تعالى:

- ﴿..وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ البقرة:120.

- ﴿..وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ﴾ البقرة:145.

- ﴿.. وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ﴾ الرعد:37.

ما سبق يمثّل تحذيراً من اتّباعنا هوى أهل الكتاب، وهنا تحذير آخر من اتّباع هوى النّفس. قال تعالى: ﴿..فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا..﴾ النساء:135، كما أثنى الله سبحانه على من يقاوم هواه، فقال: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ النازعات:40-41. ".."

 

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

منذ أسبوع

دوريّات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

  إصدارات عربيّة

إصدارات عربيّة

نفحات