أحسن الحديث

أحسن الحديث

20/03/2015

موجز تفسير سورة «الممتحنة»

موجز في التّفسير

سورة المُمْتَحنة

ــــــــــــــــــــــــــ سليمان بيضون ــــــــــــــــــــــــــ

* السّورة السّتّون في ترتيب سوَر المُصحف الشّريف، نزلتْ بعد سورة الأحزاب. 

* سُمّيت بـ «المُمتحنة» لقوله تعالى: ﴿..إذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ..﴾ في الآية العاشرة منها.

* آياتها ثلاث عشرة، وهي مدَنيّة؛ مَنْ قرأها كان المؤمنون والمؤمنات له شفعاء يوم القيامة، كما في الحديث النّبويّ الشّريف.

في ما يلي موجز في تفسير السّورة المباركة اخترناه من تفاسير: (الميزان) للعلّامة السّيّد محمّد حسين الطّباطبائيّ، و(الأمثل) للمرجع الدّينيّ الشّيخ ناصر مكارم الشّيرازيّ، و(نور الثّقلين) للشّيخ عبد عليّ الحويزيّ.

 

اشتُهر في كتب التّفسير والحديث أنّ الآيات الثّلاث الأولى من السّورة نزلت في (حاطب ابن أبي بلتعة)، وهو صحابيّ من المهاجرين، ممّن قاتل في معركة بدر، وملخّص ما قيل في قصّته: أنّ رسول الله، صلّى الله عليه وآله، تجهّز لفتح مكّة، ولمّا علم حاطب بذلك كتب إلى قريش يحذّرهم، وأعطى كتابه لامرأة تدعى (سارة)، فأوحى الله، عزّ وجلّ، إلى رسوله بخبر حاطب، فبعث، صلّى الله عليه وآله، في طلب المرأة أميرَ المؤمنين عليه السّلام وجماعة من أصحابه، فأدركوها في الطّريق، ولمّا سألوها عن الكتاب أنكرت علمها به، فصدّقها بعضُهم، وكذّبها الإمام عليه السّلام، وهدّدها بالقتل، فأخرجت الكتاب من شَعرها، فجاؤوا به إلى الرّسول، صلّى الله عليه وآله، فقال لحاطب: (مَن كَتَبَ هَذا؟) قال: أنا يا رسول الله، فوالله ما كفرتُ منذ أسلمتُ، ولا غششتُ منذ آمنت، ولكنّي صانعتُ قريشاً حمايةً لأهلي من شرّهم – حيث كانوا لا يزالون في مكّة - وقد علمتُ أنّ اللهَ خاذلُهم. فصدّقه، صلّى الله عليه وآله، وقَبِل معذِرتَه.

 

محتوى السّورة

(تفسير الميزان): «تذكر السّورة موالاةَ المؤمنين لأعداء الله من الكفّار وموادّتهم، وتُشدّد النّهي عن ذلك، تفتتح به وتختتم، وفيها شيء من أحكام النّساء المهاجرات وبيعة المؤمنات.

وسياق الآيات [في بداية السّورة] يدلّ على أنّ بعض المؤمنين من المهاجرين كانوا يُسرّون الموادّة إلى المشركين بمكّة ليحموا بذلك مَن بقي من أرحامهم وأولادهم بمكّة بعد خروجهم أنفسهم منها بالهجرة إلى المدينة، فنزلت الآيات ونهاهم الله عن ذلك».

(تفسير الأمثل): «تتكوّن موضوعات السّورة من قسمين:

الأوّل: يتحدّث عن موضوع «الحبّ في الله» و«البُغض في الله»، ويَنهى عن عقد الولاء والودّ مع المشركين، ويدعو المسلمين لكي يستلهموا من سيرة الرّسول العظيم إبراهيم، عليه السّلام، ما يتعلّق بموقفه من أقرب الأقربين إليه - عمّه آزر - بلحاظ ما يُمليه عليه الموقف المبدئيّ، ويتكرّر هذا المعنى في نهاية السّورة، كما في بدايتها.

الثّاني: يتناول هذا القسم مسائل المرأة المُهاجرة وضرورة تمحيصها، كما يبيّن أحكاماً أخرى في هذا الصّدد».

ثواب تلاوتها

* عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَنْ قَرَأَ سورَةَ (المُمْتَحِنَة) كانَ المُؤْمِنونَ وَالمُؤْمِناتُ لَهُ شُفَعاءَ يَوْمَ القِيامَةِ».

* وعن الإمام السّجّاد عليه السّلام: «مَنْ قَرَأَ سورَةَ (المُمْتَحِنَة) في فَرائِضِهِ وَنَوافِلِهِ امْتَحَنَ اللهُ قَلْبَهُ للإِيمانِ، وَنَوَّرَ لَهُ بَصَرَهُ، وَلا يُصيبُهُ فَقْرٌ أَبداً، وَلا جُنونٌ في بَدَنِهِ وَلا في وُلْدِهِ».

تفسير آيات منها

(تفسير نور الثّقلين):

قوله تعالى: ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ..﴾ الآية:4.

* الإمام الباقر عليه السّلام: «..وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً أَبْغَضَ رَجُلاً للهِ لَأَثابَهُ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ، عَلى بُغْضِهِ إِيّاهُ، وَإِنْ كانَ المُبْغَضُ في عِلْمِ اللهِ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ».

* الإمام الصّادق عليه السّلام: «الكُفْرُ في كِتابِ اللهِ عَلى خَمْسَةِ أَوْجُهٍ ".." وَالوَجْهُ الخامِسُ مِنَ الكُفْرِ كُفْرُ البَراءَةِ، وذلك قولُ اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، يَحْكي قَوْلَ إبراهيم: ﴿كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ﴾ يَعْني: تَبَرَّأْنا مِنْكُمْ».

* وعنه عليه السّلام: «كُلُّ مَنْ لَمْ يُحِبَّ عَلى الدّينِ، وَلَمْ يُبْغِضْ عَلى الدّينِ، فَلا دينَ لَهُ».

قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا..﴾ الآية:5.

الإمام الصّادق عليه السّلام: «ما كانَ مِنْ وُلْدِ آدَمَ مُؤْمِنٌ إِلّا فَقيراً، وَلا كافِرٌ إِلّا غَنِيّاً، حَتّى جاءَ إبْراهيمُ، عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقال: ﴿رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾، فَصَيَّرَ اللهُ في هَؤُلاءِ أَمْوالاً وَحاجَةً، وَفي هَؤُلاءِ أَمْوالاً وَحاجَةً».

قوله تعالى: ﴿عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللهُ قَدِيرٌ..﴾ الآية:7.

الإمام الباقر عليه السّلام: «إِنَّ اللهَ أَمَرَ نَبِيَّهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَالمُؤْمِنينَ بِالبَراءَةِ مِنْ قَوْلِهِمْ ما داموا كُفّاراً ".." فَلَمّا أَسْلَمَ أَهْلُ مَكَّةَ خالَطَهُمْ أَصْحابُ رَسولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَناكَحوهُمْ..».

قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ..﴾ الآية:9.

قال أمير المؤمنين عليه السّلام لرجل: «إِنْ كُنْتَ لا تُطيعُ خالِقَكَ فَلا تَأْكُلْ رِزْقَهُ، وَإِنْ كُنْتَ والَيْتَ عَدُوَّهُ فَاخْرُجْ مِنْ مُلْكِهِ، وَإِنْ كُنْتَ غَيْرَ قانِعٍ بِرِضاهُ وَقَدَرِهِ فَاطْلُبْ رَبّاً سِواهُ».

قوله تعالى: ﴿..وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ..﴾ الآية:10.

* الإمام الباقر عليه السّلام: «مَنْ كانَتْ عِنْدَهُ امْرَأَةٌ كافِرَةٌ عَلى غَيْرِ مِلَّةِ الإِسْلامِ، وَهُوَ عَلى مِلَّةِ الإِسْلامِ، فَلْيَعْرِضْ عَلَيْها الإِسْلامَ، فَإِنْ قَبِلَتْ فَهِيَ امْرَأَتُهُ، وَإِلّا فَهِيَ بَرِيَّةٌ، فَنَهى اللهُ أَنْ يُمْسِكَ بِعِصْمَتِها».

قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً ".." فَبَايِعْهُنّ..﴾ الآية:12.

* الإمام الصّادق عليه السّلام: «لَمّا فَتَحَ رَسولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، مَكَّةَ بايَعَ الرِّجالُ، ثُمَّ جاءَتِ النِّساءُ يُبايِعْنَهُ ".." [فـ] قالَ: إِنَّني لا أُصافِحُ النِّساءَ. فَدَعا بِقَدَحٍ مِنْ ماءٍ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ ثُمَّ أَخْرَجَها، فَقالَ: أَدْخِلْنَ أَيْدِيَكُنَّ في هَذا الماءِ». 

* عن المفضّل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله [الصّادق] عليه السّلام: كيف ماسح رسولُ الله صلّى الله عليه وآله النّساء حين بايعهنّ؟ قال: «دَعا بِمِرْكَنِهِ [وعاء] الّذي كانَ يَتَوَضَّأُ فيهِ، فَصَبَّ فيهِ ماءً، ثُمَّ غَمَسَ يَدَهُ اليُمْنى، فَكُلَّما بايَعَ واحِدَةً مِنْهُنَّ قالَ: اغْمِسي يَدَكِ. فَتَغْمِسُ كَما غَمَسَ رَسولُ اللهِ، فَكانَ هذا مُماسَحَتهُ إِياهُنَّ».

* وفي ذيل روايةٍ أخرى قال عليه السّلام: «..كانَتْ يَدُ رَسولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، الطّاهِرَةُ أَطْيَبَ مِنْ أَنْ يَمَسَّ بِها كَفَّ أُنْثى لَيْسَ لَهُ بِمَحْرَمٍ».

قوله تعالى: ﴿..وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ..﴾ الآية:12.

* الإمام الصّادق عليه السّلام: «هُوَ (أي المعروف) ما فَرَضَ اللهُ عَلَيْهِنَّ مِنَ الصَّلاةِ وَالزَّكاةِ، وَما أَمَرَهُنَّ بِهِ مِنْ خَيْرٍ».

* وعنه عليه السّلام: «المَعْروفُ أَنْ لا يَشْقُقنَ جَيْباً وَلا يَلْطِمْنَ خَدّاً، وَلا يَدْعُونَ وَيْلاً، وَلا يَتَخَلَّفْنَ عِنْدَ قَبْرٍ، وَلا يُسَوِّدْنَ ثَوْباً، وَلا يَنْشُرْنَ شَعْراً».

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ أسبوع

دوريات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات