شعر

شعر

14/09/2015

وَيَوْمَ الدَّوحِ دَوحِ غَدِيرِ خُمٍّ



وَيَوْمَ الدَّوحِ دَوحِ غَدِيرِ خُمٍّ

أبَانَ لهُ الوِلاَيَةَ لو أُطِيعا

§        الكُميت بن زيد الأسدي

عَينيّة الكُميت بن زيد الأسديّ في أمير المؤمنين، عليه السّلام، من روائع هاشميّاته. والكميت - كما يقول الشّيخ المفيد: «ممّن استُشهد بشعره في [تفسير] كتاب الله، وأجمع أهلُ العلم على فصاحته ومعرفته باللّغة، ورياسته في النّظم، وجلالته في العرب حيث يقول:

وَيَوْمَ الدَّوحِ دَوحِ غَدِيرِ خُمٍّ              أبَانَ لهُ الوِلاَيَةَ لو أُطِيعا

فقد أوجبَ له الإمامةَ بخبر الغدير، ووصفَه بالرّياسة من جهة (المولى)، وليس يجوز على الكُميت - مع جلالته في اللّغة العربيّة - وضعَ عبارة على معنى لم توضَع عليه قطّ في اللّغة، ولا استعملَها قبله أحدٌ من أهل العربيّة، ولا عرّفها بشيء كما وصف أحد منهم، لأنّه لو جاز عليه جاز على غيره ممّن هو مثله وفوقه ودونه حتّى تفسدَ اللّغة بأَسرها، ولا يكون لنا طريقٌ إلى معرفة لغة العرب على الحقيقة، وينغلق البابُ في ذلك».

 

نَفَى عَن عَيْنِكَ الأَرَقُ الهُجُوعَا

وَهَمٌّ يَمْتَرِي مِنْها الدُّمُوعا

 

دَخِيلٌ في الفَؤَادِ يَهِيجُ سُقماً

وَحُزْناً كانَ منْ جَذَلٍ مَنُوعا

 

وَتَوْكَافُ الدُّمُوعِ على اكتِئَابٍ

أَحَلَّ الدَّهْرُ مَوجِعَهُ الضُّلُوعا

 

لِفُقدَانِ الخَضَارِمِ مِن قُرَيشٍ

وَخَيْرِ الشَّافِعِينَ مَعَاً شَفِيعَا

 

لَدَى الرّحْمَنِ يَصْدَعُ بالمَثَانِي

وكَانَ له أَبُو حَسَنٍ مُطِيعَا

 

حَظوظاً في مَسَرَّتِهِ وَمَولَىً

إلى مَرْضَاةِ خَالِقِهِ سَرِيعَا

 

وَأَصْفَاهُ النَّبِيُّ على اختِيَارٍ

بِمَا أعيَى الرُّفُوضَ له المُذِيعا

 

وَيَومَ الدَّوحِ دَوحِ غَدِيرِ خُمٍّ

أبَانَ لهُ الوِلاَيَةَ لو أُطِيعا

 

ولكِنَّ الرِّجالَ تَبَايَعُوهَا

فَلَم أرَ مِثلَهَا خَطَرَاً مَبِيعا

 

فَلَمْ أبلُغ بِهِمْ لَعْنَاً وَلَكِنْ

أسَاءَ بِذَاكَ أوَّلُهُمْ صَنِيعا

 

فَصَارَ بِذَاكَ أَقرَبُهُم لِعَدلٍ

إلى جَورٍ وأحفَظُهُم مُضِيعا

 

أضَاعُوا أمْرَ قَائِدِهِم فَضَلُّوا

وأقوَمِهِم لَدَى الحَدَثَانِ رِيعا

 

تَنَاسوا حَقَّهُ وَبَغَوا عَلَيهِ

بِلَا تِرَةٍ وَكَانَ لَهُم قَرِيعَا

 

فَقُل لِبَنِي أُمَيَّةَ حَيْثُ حَلُّوا

وإنْ خِفتَ المُهَنَّدَ والقطِيعا

 

أجَاعَ اللهُ مَنْ أشبَعتُمُوهُ

وَأشبَعَ مَنْ بِجَوْرِكُمُ أُجِيعا

 

بِمَرضِيِّ السِّيَاسَةِ هَاشِمِيٍّ

يَكُونُ حَيَاً لأُمَّتِهِ رَبِيعا

 

وَلَيْثاً فِي المَواطِنِ غَيْرَ نِكسٍ

لِتَقوِيمِ البَرِيَّةِ مُستَطِيعا

 

يُقيِمُ أُمُورَهَا وَيَذُبُّ عَنْهَا

وَيَتْرُكُ جَدْبَهَا أَبَدَاً مَريعَا

 

ألاَ أُفٍ لِدَهْرٍ كُنْتُ فِيهِ

هِدَانَاً طَائِعاً لَكُمُ مُطِيعا

 

 

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

14/09/2015

دوريات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات