أحسن الحديث

أحسن الحديث

11/10/2015

موجز في تفسير سورة «الملك»

موجز في التّفسير

سورة المُلك

ــــــ إعداد: سليمان بيضون ــــــ

* السّورة السابعة والسّتّون في ترتيب سوَر المُصحف الشّريف، نزلت بعد سورة «الطّور». 

* سُمّيت بـ «المُلك» لابتدائها بقوله تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ..﴾.

* آياتها ثلاثون، وهي مكّيّة، مَنْ قرأها فـ «كأنّما أحيى ليلة القدر»، كما في الحديث النبويّ الشريف.

في ما يلي موجز في تفسير السّورة المباركة اخترناه من تفاسير: (الميزان) للعلّامة السّيّد محمّد حسين الطّباطبائيّ رحمه الله، و(الأمثل) للمرجع الدّينيّ الشّيخ ناصر مكارم الشّيرازيّ، و(نور الثّقلين) للشّيخ عبد علي الحويزي رحمه الله.

 

سورةُ المُلك ترِدُ في بداية الجزء التاسع والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السوَر التي نزلت جميع آياتها في مكّة المكرّمة على المشهور، كما هو شأن غالبية سوَر هذا الجزء، إن لم يكن جميعها كما يذهب إلى ذلك بعض المُفسّرين. وتسمّى سورة المُلك أيضاً ب‍ «المُنجية»، وكذلك تسمّى ب‍ «الواقية» أو «المانعة»، بلحاظ أنّها تحفظ الإنسان الذي يتلوها من العذاب الإلهي أو عذاب القبر، وهي من السور التي رُويت لها فضائل عديدة.

هدف السورة: الدعوة إلى التوحيد والإيمان بالمعاد

(تفسير الميزان): «غَرَضُ السورة بيانُ عموم ربوبيّته تعالى للعالمين تجاه قول الوثنية: (إنّ لكلّ شطرٍ من العالم ربّاً من الملائكة وغيرهم، وإنّه تعالى ربُّ الأرباب فقط). ولذا يُعدِّدُ سبحانه كثيراً من نِعمه في الخلق والتدبير - وهو في معنى الاحتجاج على ربوبيّته - ويفتتح الكلامَ بـ (تبارُكه)، وهو كثرة صدور البركات عنه، ويكرّر توصيفه بـ (الرحمن)، وهو مبالغة في الرحمة التي هي العَطية قبال الاستدعاء فقراً. وفيها إنذارٌ ينتهي إلى ذِكر الحشر والبعث. وتتلخّص مضامين آياتها في الدعوة إلى توحيد الربوبيّة والقول بالمعاد».

مضامين السورة

(تفسير الأمثل): «طُرحت في سورة المُلك مسائل قرآنية مختلفة، إلّا أنّ الأصل فيها يدور حول ثلاثة محاور، هي:

1 - أبحاث حول المبدأ، وصفات الله سبحانه، ونظام الخلق العجيب والمدهش، خصوصاً خلْق السماوات والنجوم والأرض وما فيها من كنوز عظيمة. وكذلك ما يتعلّق بخلق الطيور والمياه الجارية والحواسّ كالأذن والعين، بالإضافة إلى وسائل المعرفة الأخرى.

2 - في المحور الثاني تتحدث الآيات الكريمة عن المعاد وعذاب الآخرة، والحوار الذي يدور بين ملائكة العذاب الإلهي وأهل جهنّم، بالإضافة إلى أمور أخرى في هذا الصدد.

3 – تدور آيات المحور الثالث حول التهديد والإنذار الإلهي بألوان العذاب الدنيوي والأخروي للكفّار والظالمين.

ويذهب بعض المفسّرين إلى أنّ المحور الأساس لجميع هذه السورة يدور حول مالكية الله سبحانه وحاكميته والتي وردت في أول آية منها.

ثواب تلاوتها

* عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: «مَنْ قَرَأَ سورةَ تَبارَكَ فَكَأَنَّما أَحْيى لَيْلَةَ القَدْرِ».

* وعنه صلّى الله عليه وآله وسلّم: «وَدَدْتُ أَنَّ تَبارَكَ المُلْكُ في قَلْبِ كُلِّ مُؤْمِنٍ».

* وعن الإمام محمّد الباقر عليه السلام أنّه قال: «سورَةُ المُلْكِ هِيَ المانِعَةُ، تَمْنَعُ مِنْ عَذابِ القَبْرِ، وَهِيَ مَكْتوبَةٌ في التَّوْراةِ: سورَةُ المُلْكِ، وَمَنْ قَرَأها في لَيْلَتِه فَقَدْ أَكْثَرَ وَأَطابَ وَلَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغافِلينَ..».

* وعن الإمام جعفر الصادق عليه السلام أنّه قال: «مَنْ قَرَأَ تَبارَكَ الذي بِيَدِهِ المُلْكُ في المَكْتوبَةِ [الفريضة] قَبْلَ أَنْ يَنامَ لَمْ يَزَلْ في أمانِ اللهِ حَتّى يُصْبِحَ، وَفي أَمانِهِ يَوْمَ القِيامَةِ حَتّى يَدْخُلَ الجَنَّةَ».

 

تفسيرُ آياتٍ منها

قوله تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ..﴾ الآية:2.

* قيل لعليّ بن الحسين زين العابدين عليهما السلام: ما الموت؟ قال: «المَوْتُ للمُؤْمِنِ كَنَزْعِ ثِيابٍ وَسِخَةٍ قَمِلَةٍ وَفَكِّ قُيودٍ وَأَغْلالٍ ثَقيلَةٍ، وَالاسْتِبْدالِ بِأَفْخَرِ الثِّيابِ وَأَطْيَبِها روايحَ، وَأَوْطَأِ المَراكِبِ وَآنَسِ المَنازِلِ. وَللكافِرِ كَخَلْعِ ثِيابٍ فاخِرَةٍ، وَالنَّقْلِ عَنْ مَنازِلَ أَنيسَةٍ، وَالاسْتِبْدالِ بِأَوْسَخِ الثِّيابِ وَأَخْشَنِها، وَأَوْحَشِ المَنازِلِ وَأَعْظَمِ العَذابِ».

قوله تعالى: ﴿.. لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا..﴾ الآية:2.

* عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في معنى قوله عزّ وجلّ: ﴿.. أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا..﴾ أنه قال: «أَتَمُّكُمْ عَقْلاً، وَأَشَدُّكُمْ للهِ خَوْفاً، وَأَحْسَنُكُمْ فيما أَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ وَنَهى عَنْهُ نَظَراً، وإِنْ كانَ أَقَلَّكُمْ تَطَوُّعاً».

قوله تعالى: ﴿وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ﴾ الآيتان:6-7.

عن النبيّ صلّى الله عليه وآله في خطبةٍ يذكرُ فيها عليّاً وأولاده عليهم السلام أنّه قال: «أَلا إِنَّ أَعْداءَهُمُ الّذينَ يَسْمَعونَ لِجَهَنَّمَ شَهيقاً وَهِيَ تَفورُ، وَلها زَفيرٌ، كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةً لَعَنَتْ أُخْتَها».

قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ الآية:10.

* عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيكونُ مِنْ أَهْلِ الجِهادِ وَمِنْ أَهْلِ الصَّلاةِ وَالصِّيامِ وَمِمَّنْ يَأْمُرُ بِالمَعْروفِ وَيَنْهى عَنِ المُنْكَرِ، وَما يُجْزى يَوْمَ القِيامَةِ إِلّا عَلى قَدْرِ عَقْلِهِ».

قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ﴾ الآية:12.

عن الإمام الباقر عليه السلام: «قالَ سُلَيْمانُ بْنُ داوُدَ عَلَيْهِما السَّلامُ: أُوتينا ما أوتِيَ النّاسُ وَما لَمْ يُؤْتوا، وَعُلِّمْنا ما يَعْلَمُ النّاسُ وَما لَمْ يَعْلَموا، فَلَمْ نَجِدْ شَيْئاً أَفْضَلَ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ في المَغيبِ وَالمَشْهَدِ، وَالقَصْدِ في الغِنَى وَالفَقْرِ، وَكَلِمَةِ الحَقِّ في الرِّضا وَالغَضَبِ، وَالتَّضَرُّعِ إِلى اللهِ تَعالى عَلى كُلِّ حالٍ».

قوله تعالى: ﴿..وهَوَ اللّطِيفُ الخَبِيْرُ﴾ الآية:14.

عن الإمام الرضا عليه السلام أنّه قال: «.. وَأَمّا الخَبيرُ، فَالّذي لا يَعْزُبُ عَنْهُ شَيْءٌ وَلا يَفوتُهُ، لَيْسَ للتَّجْرِبَةِ وَلا للاعْتِبارِ بِالأَشْياءِ، فَعِنْدَ التَّجْرِبَةِ وَالاعْتِبار عِلْمانِ، وَلَوْلاهُما ما عَلِمَ، لِأَنَّ مَنْ كانَ كَذَلِكَ كانَ جاهِلاً، وَاللهُ لَمْ يَزَلْ خَبيراً بِما يَخْلُقُ. وَالخَبيرُ مِنَ النّاسِ المُسْتَخْبِرُ عَنْ جَهْلٍ [هو] المُتَعَلِّمُ. فَقَدْ جَمَعَنا الاسْمُ وَاخْتَلَفَ المَعْنى..».

قوله تعالى: ﴿أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ الآية:22.

عن الإمام الكاظم عليه السلام أنّه قال: «إِنَّ اللهَ ضَرَبَ مَثَلَ مَنْ حادَ عَنْ وِلايَةِ عَلِيٍّ كَمَنْ يَمْشي عَلى وَجْهِهِ، لا يَهتدى لِأَمْرِهِ، وَجَعَلَ مَنْ تَبِعَهُ سَوِيّاً عَلى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ، وَالصِّراطُ المُسْتَقيمُ أَميرُ المُؤْمِنينَ عَلَيهِ السَّلَامُ..».

قوله تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ﴾ الآية:30.

* عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال: «هَذِهِ نَزَلَتْ في الإِمامِ القائِمِ. يَقولُ: إِنْ أَصْبَحَ إِمامُكُمْ غائِباً عَنْكُمْ لا تَدْرونَ أَيْنَ هُوَ فَمَنْ يَأْتيكُمْ بِإمامٍ ظاهِرٍ يَأْتيكُمْ بِأَخْبارِ السَّماواتِ وَالأَرْضِ، وَحَلالِ اللهِ وَحرامِهِ؟». ثم قال عليه السلام: «وَاللهِ ما جاءَ تَأْويلُ هَذِهِ الآيَةِ، وَلا بُدَّ أَنْ يَجيءَ تَأْويلُها».

* وعن الإمام الكاظم عليه السلام في معنى الآية: «أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ إِمامُكُمْ غائِباً فَمَنْ يَأْتيكُمْ بِإمامٍ مِثْلِهِ».

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

11/10/2015

دوريات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات