تحقيق

تحقيق

12/11/2015

شعيرةُ المَشي لزيارة سيّد الشهداء عليه السلام


شعيرةُ المَشي لزيارة سيّد الشهداء عليه السلام

ويبلغُ التأسيسُ النبويّ مشارفَ العولمة

____ إعداد: «شعائر» ____

المشي لإحياء أربعينية الإمام الحسين عليه السلام، هو من الشعائر التي تترجم بشكلها ومضمونها عمق الولاء للحقيقة المحمدية المقدّسة. بل هو من الإحياءات المعبّرة عن جوهر الإسلام في منطلقاته وأبعاده وأهدافه؛ فإذا كان الإسلام محمّدي الوجود والحدوث، فهو حسينيّ البقاء والديموميّة.

هذا ما يؤكّده على وجه اليقين قول رسول الله صلّى الله عليه وآله: «حُسَيْنٌ مِنّي وَأَنا مِنْ حُسَيْنٍ، أَحَبَّ اللهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْناً».

لذا، فيوم عاشوراء هو من أيّام الله، أيّام انتصار الحقّ على الباطل، والدم على السيف، أيّام رفض الظلم والظالمين والجور والجائرين، يوم الشهادة والفداء والإيثار من أجل إعلاء كلمة الله تعالى، ومن أجل الحرّيّة والكرامة والسيادة في الدنيا والآخرة، إنّ في ذلك لآياتٍ لكلّ صبّار شكور.

في هذا التحقيق إطلالة على مشروعيّة استحباب المشي لزيارة العتبات المقدّسة مطلقاً، وزيارة سيّد الشهداء خصوصاً، اختارته «شعائر» نقلاً عن موقع الكفيل، بتصرّف يسير اقتضاه التحرير.

 

لا يخفى أنّ أصل المشي إلى البقاع المُقدّسة بصورة عامّة، كالمشي إلى مكّة المكرّمة، يرجع تاريخه إلى النّبيّ آدم عليه السلام، فإنّه مشى، بحسب الروايات، إلى بيت الله سبحانه سبعين مرّة.

وأمّا زيارة الإمام الحسين عليه السلام مشياً على الأقدام، فإنّه يعدّ من أفضل القربات إلى الله، عزّ وجلّ، كما أكّد ذلك أئمّتنا الأطهار، فإنّه من أبرز مصاديق هذه الفقرة في دعاء كميل عن أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام: «أَتُسَلِّطُ النّارَ عَلى وُجُوهٍ خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ ساجِدَةً ... وَعَلى جَوارِحَ سَعَتْ إِلى أَوْطانِ تَعَبُّدِكَ طائِعَةً؟»، فمن أوطان التعبّد وأبواب الإيمان: محمّد وآله الطاهرين، شفعاء الخلق أجمعين.

ثمّ للمشي على الأقدام لكلّ المراقد المطهّرة لأئمّتنا الأطهار، ولا سيّما لسيّد الشهداء وفي خصوص يوم الأربعين، دلالات واضحة تعلن عن الولاء الخالص لأهل البيت عليهم السلام، وتجديد العهد والبيعة لهم، صغاراً وكباراً، قلباً وقالباً، وشعوراً وشعاراً، بالجوارح والجوانح.

أدلّة رجحان شعيرة المشي

من الممكن تصنيف الأدلّة إلى مجموعات ثلاث:

المجموعة الأولى: ما دلّ على استحباب زيارة أمير المؤمنين عليه السلام مشياً. فمن الروايات:

* عن الإمام الصادق عليه السلام: «يا ابْنَ مارِدٍ، ما تُطْعَمُ النّارُ قَدَماً تَغَبَّرَتْ في زِيارَةِ أَميرِ المُؤْمِنينَ، عَلَيْهِ السَّلامُ، ماشِياً كانَ أَوْ راكِباً، يا ابْنَ مارِدٍ، اكْتُبْ هَذا الحَديثَ بِمَاءِ الذَّهَبِ».

المجموعة الثانية: ما دلّ على استحباب زيارة الإمام الحسين عليه السلام مشياً. وفيها عدّة روايات، نذكر بعضها تيمّناً:

* عن الإمام الصادق عليه السلام: «مَنْ خَرَجَ مِنْ مَنْزِلِهِ يُريدُ زِيارَةَ الحُسَيْنِ بْنِ عَليِّ بْنِ أَبي طالِبِ، عَلَيْهِما السَّلامُ، إِنْ كانَ ماشِياً كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَسَنَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِها سَيِّئَةً، وَإِنْ كانَ راكِباً كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ حافِرٍ حَسَنَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِها سَيِّئَةً».

* وعنه عليه السلام: «مَنْ أَتى قَبْرَ الحُسَيْنِ، عَلَيْهِ السَّلامُ، ماشِياً، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ وَبِكُلِّ قَدَمٍ يَرْفَعُها وَيَضَعُها عِتْقَ رَقَبَةٍ مِنْ وُلْدِ إِسْماعيلَ».

* وعنه عليه السلام أيضاً: « مَنْ أَتى قَبْرَ الحُسَيْنِ، عَلَيْهِ السَّلامُ، ماشِياً كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ، وَمَحا عَنْهُ أَلْفَ سَيِّئَةٍ، وَرَفَعَ لَهُ أَلْفَ دَرَجَةٍ».

ولا منافاة بين الخبرين: الأوّل والثالث، إذ الاختلاف في تحديد مقدار الثواب إنّما هو بلحاظ اختلاف مراتب الزائرين، فتأمّل جيّداً.

المجموعة الثالثة: ما دلّ على رجحان المشي لزيارة سائر المعصومين عليهم السلام. ولا يوجد لدينا نصّ صريح ضمن هذه المجموعة، ولكن من الممكن إثبات رجحان المشي لمطلق مراقد المعصومين عليهم السلام من خلال ضمِّ دليل إلى دليل آخر.

وتوضيح ذلك: أنّه توجد لدينا بعض الروايات التي يستفاد منها أنّ الثواب المُترتّب على الإتيان لزيارة مراقد المعصومين عليهم السلام يماثل الثواب المترتّب على الإتيان لزيارة الإمام الحسين عليه السلام، وعليه فإذا كان الإتيان مشياً لزيارة الإمام الحسين عليه السلام أكثر ثواباً من الإتيان راكباً، كان الأمر كذلك بالنسبة إلى بقيّة مراقد المعصومين عليهم السلام.

ومن تلك الروايات الدالّة على تماثل المعصومين عليهم السلام من حيث ثواب إتيان مراقدهم، صحيحة الحسن بن عليّ الوشّاء، قال: «قلت للرضا عليه السلام: ما لمَن أتى قبر أحدٍ من الأئمّة عليهم السلام؟ قال عليه السلام: لَهُ مِثْلُ ما لِمَنْ أَتى قَبْرَ أَبي عَبْدِ اللهِ، عَلَيْهِ السَّلامُ. قلت: ما لمَن زار قبر أبي الحسن [الكاظم] عليه السلام؟ قال عليه السلام: مِثْلُ ما لِمَنْ أَتى قَبْرَ أَبي عَبْدِ اللهِ، عَلَيْهِ السَّلامُ».

فتحصّل لدينا من خلال المجموعات الثلاث: أنّ الروايات واضحة الدلالة على رجحان المشي إلى زيارة مطلق مراقد المعصومين عليهم السلام، وأنّ الثواب عليه أكثر من الثواب على الإتيان إليها مع الركوب.

من كلام علماء الأمة في المَشي إلى كربلاء

كلمات الأعلام قدّس سرّهم الدالّة على رجحان المشي إلى زيارة المعصومين عليهم السلام، يمكن تصنيفها إلى طائفتين:

أ- الكلمات الدالّة على الاستحباب بالدلالة المطابقيّة

الدلالة المطابقية عبارة عن دلالة اللفظ أو الجملة على المعنى المقصود بشكل مباشر.

* قال المُحدّث الفقيه الشيخ الحرّ العاملي قدّس سرّه: «ويستحبّ زيارة أمير المؤمنين، عليه السلام، ماشياً، ذهاباً وعوداً».

* وقال قدّس سرّه في موضعٍ آخر: «ويستحبّ المشي إلى زيارة الإمام الحسين، عليه السلام، وغيره».

وكلامه قدّس سرّه هذا ظاهر في استحباب المشي إلى زيارة جميع المعصومين عليهم السلام، لا خصوص الإمام الحسين عليه السلام، وهو مقتضى الأدلة كما سيتبيّن في الجهة الثانية.

* وقال فقيه أهل البيت عليهم السلام الشيخ عبد الله المامقاني قدّس سرهّ: «والأفضل زيارته - أي أمير المؤمنين عليه السلام - ماشياً، ذهاباً وعوداً».

* وقال قدّس سرّه في موضعٍ آخر: «ويستحبّ اختيار المشي في زيارة الحسين عليه السلام على الركوب».

* وقال الفقيه الكبير الشيخ الميرزا جواد التبريزي قدّس سرّه: «فإذا كان المشي في الإتيان لزيارة أبي عبد الله عليه السلام أفضل من الركوب... فيكون الثواب في الإتيان لزيارة سائر الأئمّة عليهم السلام مشياً وركوباً كالإتيان لزيارة أبي عبد الله عليه السلام».

* وقال قدّس سرّه في موضعٍ آخر: «فلا يصغى إلى وسوسة بعض الجهلة الذين ينكرون فضل المشي إلى زيارة الإمام الرضا عليه السلام، فإنّهم غافلون عن مدارك الأحكام والعبادات المستحبّة ومواضع الاستظهار».

ب- الكلمات الدالّة على الرجحان بالدلالة الالتزاميّة

الدلالة الالتزامية عبارة عن دلالة اللفظ أو الجملة على المعنى المقصود لا بنحو المباشرة، بل بواسطة الملازمة.

وإليك بعضها:

* قال المرجع الأكبر السيّد أبو الحسن الأصفهاني قدّس سرّه: «لو نذر أن يحجّ أو يزور الحسين عليه السلام ماشياً، انعقد مع القدرة وعدم الضرر».

وقد وافقه على هذه العبارة نفسها عدّةٌ من أعلام الفقه، منهم: الإمام السيّد الخميني قدّس سرّه، والسيّد الكلبيكاني قدّس سرّه، والسيّد السبزواري قدّس سرهّ، والسيّد السيستاني دام ظلّه الشريف.

والوجه في دلالة العبارة المذكورة على رجحان المشي للزيارة، هو: أنّ من الأبجديات المعروفة في فقه النذر: أنّ متعلّق النذر يعتبر فيه أن يكون راجحاً، كأن يكون صوماً أو صلاةً أو حجّاً، وإلّا لم ينعقد النذر.

وهذا يعني بالضرورة أنّ المشي لزيارة الإمام الحسين عليه السلام لو لم يكن راجحاً في حدّ نفسه بنظر هؤلاء الأعلام، لما أفتوا بانعقاد النذر مع توفّر القدرة وعدم الضرر.

وقد نبّه على ذلك الفقيه السيّد السبزواري قدّس سرّه حيث قال: «أمّا أصل الانعقاد فللإطلاق والاتّفاق بعد معلوميّة الرجحان في المنذور».

اهتمام علماء الإمامية بشعيرة المشي

نستعرض في ما يلي أسماء مجموعة من أعلام الإماميّة، ممّن شاركوا في تفعيل شعيرة المشي إلى مراقد المعصومين عليهم السلام، والذين لا يقدمون إلّا على ما يرجون من ورائه الثواب، وهنا ذكر بعضهم:

1- الشيخ الأعظم الشيخ مرتضى الأنصاري قدّس سرّه، كان من الأوائل الذين أحيوا سنّة المشي على الأقدام لزيارة سيّد الشهداء عليه السلام، كما قام بذلك من النجف إلى كربلاء.

2- المحدّث الكبير والفقيه الجليل الشيخ الميرزا حسين النوري قدّس سرّه، صاحب الموسوعة الحديثيّة المعروفة (مستدرك الوسائل). فقد تحدّث عنه تلميذه الحجّة الشيخ آغا بزرك الطهراني قدّس سرّه، فقال: «وممّا سنّه في تلك الأعوام: زيارة سيّد الشهداء عليه السلام مشياً على الأقدام، فقد كان ذلك في عصر الشيخ الأنصاري من سُنن الأخيار وأعظم الشعائر، ولكنْ تُرِكَ في الأخير وصار من علائم الفقر وخصائص الأدنين من الناس، فكان العازم على ذلك يتخفّى عن الناس لما في ذلك من الذلّ والعار، فلمّا رأى شيخنا ضعف هذا الأمر اهتمّ به والتزمه، فكان في خصوص زيارة عيد الأضحى يكتري بعض الدوابّ لحمل الأثقال والأمتعة ويمشي هو وصحبه».

3- المرجع الديني الأعلى للطائفة السيد أبو الحسن الأصفهاني قدّس سرّه، فإنّ المنقول في سيرته: أنّه خرج من أصفهان إلى النجف الأشرف ماشياً.

4- سماحة الحجّة المتتبّع آية الله الشيخ عبد الحسين الأميني قدّس سرّه، صاحب الموسوعة الشهيرة (الغدير)، حيث جاء في ترجمته: «وكثيراً ما كان يقصد زيارة سيّد شباب أهل الجنّة السبط الشهيد الحسين سلام الله عليه في كربلاء راجلاً، طلباً لمزيد الأجر، ومعه ثلّة من صفوة المؤمنين من خلّص أصدقائه، يقضي طريقه خلال ثلاثة أيّام أو أكثر».

5- الفقيه الكبير المحقّق الشيخ جعفر كاشف الغطاء وفي طريقه إلى كربلاء، مشياً ضمّه صاحب الزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف إلى صدره ، وقال: «أهلاً بمُحيي شَريعتنا».

6- المراجع العظام، السيّد محسن الحكيم، والسيّد محمود الشاهرودي، والسيد أبو القاسم الخوئي، والسيّد المرعشي النجفي (عطّر الله مراقدهم)، حيث جاء في ترجمة الأخير على لسان أحد تلامذته: «حدّثني يوماً أنه لمّا كان في النجف الأشرف، تشرّف بزيارة مولانا أبي عبد الله الحسين سيّد الشهداء عليه السلام مشياً على الأقدام خمس وعشرين مرّة.

وكان يزور مع مجموعة بلغ عددها عشرة أنفار من طلبة العلم آنذاك، وكانوا متحابّين في الله سبحانه، منهم: السيّد الحكيم، والسيّد الشاهرودي، والسيّد الخوئي، وقال: كلّنا أصبحنا من مراجع التقليد... وكانت أعمال السّفر الروحانية توزَّع علينا، وكان نصيبي مع آخر أن نجلب الماء للإخوان في كلّ منزل مهما كلّف الأمر، وكان أحدنا يطبخ الطعام، والآخر يهيّئ الشاي، وهكذا كلّ واحد منّا له وظيفته المعيّنة في السفر... والسيد الشاهرودي كان يقول: عليّ أن أُدخل السرور على قلوبكم خلال المسير، وأهوّن عليكم مشاقّ الطريق».

7- الفقيه الكبير، السيّد عبد الأعلى السبزواري قدّس سرّه، فقد جاء في ترجمته: أنه وهو في سنّ العشرين من عمره، خرج ماشياً على قدميه من مشهد الإمام الرضا عليه السلام إلى مشهد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في النجف الأشرف.

والسيّد السبزواري كان كثيراً ما يخرج ماشياً على قدميه من أرض النجف الأشرف إلى أرض كربلاء المقدّسة لزيارة جدّه سيّد الشهداء عليه السلام.

8- سماحة آية الله الشهيد السعيد، السيد محمّد باقر الصدر قدّس سرّه، وهذا العظيم وإن لم يشارك في مسيرات المشي بنفسه، إلّا أنّه كان من أشدِّ الداعمين والمؤيّدين لها؛ ولذا لزم ذكر اسمه الشريف ضمن المذكورين، فقد جاء في ترجمته: «يشار إلى أنّ السيّد الصدر قدّس سرّه كان يقدّم المال لزوّار الحسين عليه السلام من المشاة، وكان منهم - أي المشاة - السيّد محمود الهاشمي، وكان طلّابه يذهبون إلى الزيارة مشياً، وكان ذلك تحت مرآه، وكان قدّس سرّه يشجّع على زيارة الأربعين والذهاب إلى الحرم الحسيني المطهّر مشياً على الأقدام، وكان هو يتمنّى ذلك ولكنّ الظروف المحيطة به لم تسمح له أبداً بذلك».

في آداب المسير إلى مقام سيّد الشهداء عليه السلام

الآداب كثيرة نختار بعضها، وهي كالآتي:

أولاً: أن يحاول في أثناء الطريق، بل وفي مطلق الأزمنة، السعي إلى زيادة معرفته بالإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه وسائر المعصومين عليهم السلام، وفهم أكبر مقدار ممكن من مراتبهم ومقاماتهم، لأنّ الروايات الشريفة صرّحت بأنّ الأجر على قدر المعرفة، حتّى أنّ بعض الزائرين يُعطى بكلّ خطوة حسنة، بينما البعض الآخر يعطى بكلّ خطوة ألف حسنة، أمّا الصنف الآخر فيعطى في كلّ قدم يرفعها ويضعها عتق رقبة من ولد إسماعيل عليه السلام، وليس هذا التفاضل والتمايز إلّا بسبب المعرفة وشدّة الإخلاص واليقين، ومراعاة حالة التأدّب بالآداب الشرعيّة عموماً، وبآداب الزيارة على وجه الخصوص. 

ثانياً: أن يتخلّق، في أثناء طريقه إلى زيارة قبر سيّد الشهداء عليه السلام بل وفي مطلق أيّام حياته، بمكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال، وليضع أمام ناظريه أنّ جميع أقواله وأفعاله وتصرّفاته تنعكس على مذهب أهل البيت عليهم السلام سلباً أو إيجاباً، والحفاظ على سمعة المذهب وكرامته وعزّته هي مسؤوليّة الجميع لا سيّما المتديّنين من أتباعه. فقد جاء في صحيحة هشام بن الحكم قال: «سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إِيّاكُمْ أَنْ تَعْمَلوا عَمَلاً يُعَيِّرونا - أي المخالفين - بِهِ، فَإِنَّ وَلَدَ السّوءِ يُعَيَّرُ والِدُهُ بِعَمَلِهِ، وَكونوا لِمَنِ انْقَطَعْتُمْ إِلَيْهِ زَيْناً وَلا تَكونوا عَلَيْنا شَيْناً.. وَلا يَسْبِقوكُمْ - يعني المخالفين - إِلى شَيْءٍ مِنَ الخَيْرِ فَأَنْتُمْ أَوْلى بِهِ مِنْهُمْ».

ثالثاً: ينبغي على زائري قبر الإمام الحسين عليه السلام، حال مشيهم بل في مطلق حالاتهم، بل وفي مطلق أيّام حياتهم، أن يُعينَ غنيُّهم فقيرَهم، وأن يوقّرَ صغيرُهم كبيرَهم، وأن يُعينَ قويُّهم ضعيفَهم، وأن تسودَ بينهم، حال مسيرهم وحين وصولهم وأثناء رجوعهم، روحُ المحبّة والألفة والتراحم والتكافل، لينظر الله لهم بعين رحمته، ويشملهم بلطفه، ويرفعهم ويعزّهم بسبب تراحمهم وتكافلهم بأن يجعل كلمتهم العليا على من خالفهم.

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

12/11/2015

دوريات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات