أحسن الحديث

أحسن الحديث

06/01/2016

سورةُ المعارج


موجز في التّعريف بالسُّوَر

سورةُ المعارج

ــــــ إعداد: سليمان بيضون ــــــ

* السورة السبعون في ترتيب سوَر المُصحف الشريف، نزلت بعد سورة «الحاقة». 

* سُمّيت بـ «المعارج» لقوله تعالى: ﴿مِنَ اللهِ ذِي الْمَعَارِجِ﴾ في الآية الثالثة منها.

* آياتها أربع وأربعون، وهي مكّيّة، مَنْ قرأها أعطاه الله ثواب الذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم على صلواتهم يحافظون، كما في الحديث النبويّ الشريف.

في ما يلي موجز في تفسير السورة المباركة اخترناه من تفاسير: (الميزان) للعلّامة السيّد محمّد حسين الطباطبائيّ رحمه الله، و(الأمثل) للمرجع الدينيّ الشيخ ناصر مكارم الشيرازيّ، و(نور الثّقلين) للشيخ عبد علي الحويزي رحمه الله.

 

عرّفت الروايات السورة بـ «سَأَلَ سَائِلٌ» لاستهلالها بهذا التعبير، وقد جاء في (مجمع البيان) للطبرسي عن أبي القاسم الحسكاني بإسناده إلى الإمام الصادق عليه السلام في سبب النزول ما مضمونه: أنّه عندما نصّب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم - بأمر من الله تعالى - عليّاً عليه السلام في يوم غدير خمّ وليّاً على المؤمنين من بعده قال في حقّه: «مَنْ كُنْتُ مَولَاهُ فَعَلِيٌّ مَولَاهُ»،  ولم تمضِ مدّة طويلة حتى انتشر ذلك في البلاد والمدن، فقدم النعمان بن حارث الفهري على النبيّ صلّى الله عليه وآله وقال له: أمرتنا عن الله أن نشهد أنْ لا إله إلا الله وأنّك رسول الله، وأمرتنا بالجهاد والحجّ والصوم والصلاة والزكاة فقبلناها، ثمّ لم ترضَ حتّى نصبتَ هذا الغلام فقلت: «مَن كنتُ مَولاه فعَلِيٌّ مولاه»، فهذا شيءٌ منك أو أمرٌ من عند الله؟!!

فقال صلّى الله عليه وآله: «واللهِ الذي لا إلهَ إلا هو إنّ هذا من الله». فولّى النعمان بن حارث وهو يقول: اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطِر علينا حجارةً من السماء. فرماه الله بحَجرٍ على رأسه فقتله، وأنزل الله تعالى ﴿سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ﴾.

ولئن كانت السورة مكّية فقد رجّح المفسرون أنّ عدداً كبيراً من آياتها مدنيّ، وبذلك يندفع إشكال نزول الآية بعد واقعة غدير خمّ.

محتوى السورة

تصف السورة يوم القيامة بما أُعِدّ فيه من أليم العذاب للكافرين، وهي تنقسم بحسب موضوعاتها إلى أربعة أقسام:

القسم الأول: يتحدّث عن العذاب السريع الذي حلّ بأحد الأشخاص الذين اعترضوا على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في حادثة سبب النزول (الآيات 1 - 3).

القسم الثاني: فيه ذكْر الكثير من خصوصيات يوم القيامة ومقدّماتها وحالات الكفّار في ذلك اليوم (الآيات 4 - 18).

القسم الثالث: توضح السورة فيه بعض الصفات الإنسانية الحسنة والسيئة والتي تعيّن هذا الشخص من أهل الجنان أم من أهل النار (الآيات 19 – 35).

القسم الرابع: يشمل إنذارات تخصّ المشركين والمنكرين وتبيان مسألة المعاد (الآيات 36 – 44).

فضلُ سورة المعارج، وثواب تلاوتها

* عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: «مَنْ قَرَأَ (سَأَلَ سَائِلٌ) أَعطَاهُ اللهُ ثوابَ الذين هم لأَماناتِهم وعهدِهم راعون، والذين هم على صَلَواتهم يُحافظون».

* وعن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: «مَن أدمنَ قراءة (سأل سائل) لم يسألْه اللهُ يومَ القيامة عن ذنبٍ عَمِلَه، وأسكنَه جنّته مع محمّدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم».

تفسيرُ آياتٍ من سورة المعارج

قوله تعالى: ﴿تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ..﴾ الآية:4.

الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليهما السلام: «..وإنَّ لله تباركَ وتعالى بِقاعاً في سَماواتِه، فمَن عُرجَ بهِ إلى بقعةٍ منها فَقَد عُرجَ بِهِ إليه..».

قوله تعالى: ﴿.. فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ الآية:4.

* قيل لرسول الله صلّى الله عليه وآله: ما أطول هذا اليوم؟

فقال صلّى الله عليه وآله: «والّذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّه لَيَخفّ على المُؤمِنِ حَتَّى يَكُونَ أَخَفَّ عليهِ مِنْ صَلاةٍ مَكتُوبَةٍ يُصَلِّيها فِي الدُّنْيَا».

* الإمام الصادق عليه السلام: «لو وَلِي الحسابَ غيرُ الله لَمَكَثُوا فِيهِ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةْ مِن قَبْلِ أَنْ يَفرغُوا، واللهُ سُبْحَانَهُ يَفرغُ مِن ذَلكَ فِي سَاعة».

* وعنه عليه السلام: «أَلَا فَحَاسِبُوا أَنْفُسَكُم قَبْلَ أَنْ تُحاسَبُوا، فَإِنَّ في القِيامَةِ خَمْسِينَ مَوْقِفاً، كُلّ مَوْقِفٍ مِثل أَلْف سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّون»، ثمّ تلا الآية..

قوله تعالى: ﴿إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾ الآيتان:22-23.

* أمير المؤمنين عليه السلام: «الَّذينَ يَقْضُونَ مَا فَاتَهُم مِنَ اللَّيْلِ بِالنَّهارِ، ومَا فَاتَهُم مِنَ النَّهَارِ بِاللَّيْلِ، لَا تُقْضَى النَّافِلَة فِي وَقْتِ فَريضَة، ابْدَأْ بِالفَريضَة ثُمَّ صَلِّ ما بَدا لَكَ».

* الإمام الباقر عليه السلام في معنى الآية: «إذا فرضَ على نفسِه شيئاً من النوافل دامَ عليه».

قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ الآيتان:24-25.

* الإمام زين العابدين عليه السلام: «الحقُّ المَعْلُومُ الشَّيْء يُخْرِجُهُ الرَّجُلُ مِنْ مَالِهِ لَيْسَ مِنْ الزَّكَاةِ وَلَا مِنْ الصَّدَقَةِ المَفْرُوضَتَين، إِنْ شاءَ أَكْثَرَ وإِنْ شَاءَ أَقَلّ عَلَى قَدرِ مَا يَمْلكُ، يَصِلُ بِهِ رَحِماً، ويُقَوِّي بِهِ ضَعِيفاً، ويَحملُ بِهِ كَلّاً، أَوْ يَصِلُ بِهِ أَخاً لَهُ في الله، أَوْ لِنَائِبَةٍ تَنُوبُهُ».

* الإمام الصادق عليه السلام: «..الحَقُّ المَعْلُومُ غَيْرُ الزَّكَاة، وَهُوَ شَيْءٌ يَفْرضُهُ الرَّجُلُ عَلَى نَفْسِهِ فِي مَالِهِ، يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَفْرضَهُ عَلَى قَدرِ طاقَتِهِ وَسِعَةِ مَالِهِ، فَيُؤدِّي الَّذي فَرَضَ عَلَى نَفْسِهِ، إِنْ شَاءَ فِي كُلِّ يَوْمٍ، وَإِنْ شَاءَ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ، وإِنْ شَاءَ فِي كُلِّ شَهْرٍ».

* وعنه عليه السلام: «هُوَ الرَّجُل يُؤتِيه اللهُ الثَّرْوَةَ مِنَ المَالِ، فَيُخرِج مِنْهُ الألْفَ والألفَيْن والثَّلاثَة الآلاف وَالأقلّ والأَكثَر، فَيَصِل بِهِ رَحِمَهُ، ويَحْمل بِه الكَلَّ عَن قَوْمِه».

قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ﴾ الآية:26.

الإمام الباقر عليه السلام: «(الَّذينَ يُصَدِّقونَ) بِخُروجِ القَائِمِ عليه السَّلام».

قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ الآية:34.

* الإمام الباقر عليه السلام: «هذِهِ الفَريضَة، مَنْ صَلَّاهَا لِوَقْتِها عَارِفاً بِحَقِّها لَا يُؤْثِر علَيها غَيْرَها كَتَبَ اللهُ لَهُ بَراءَة لَا يُعذِّبُه، ومَنْ صَلَّاها لِغَيْرِ وَقْتِها مُؤْثِراً عليهَا غَيْرَهَا، فَإنَّ ذلكَ إِلَيْه؛ إنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ وَإنْ شَاءَ عَذَّب».

* الإمام الكاظم عليه السلام: «أُولئِكَ أَصْحَابُ الخَمْسِين صَلاة مِن شِيعَتِنا».

قوله تعالى: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ..﴾ِ الآية:40.

أمير المؤمنين عليه السلام: «لَها ثلاثمائة وَسُتّون مشرقاً، وثلاثمائة وسُتّون مَغْرباً، فيَومهَا الّذي تُشْرِقُ فِيه لَا تَعُودُ فيهِ إلّا مِن قابِل».

اخبار مرتبطة

  ملحق شعائر/ 21

ملحق شعائر/ 21

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

نفحات