تاريخ و بلدان

تاريخ و بلدان

08/02/2016

تاريخ و بلدان

 

معكَ في الجنّة!

«.. عن صفوان الجمّال، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام، قال: نَزَلَ رَسولُ الله، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، عَلَى رَجُلٍ في الجاهِلِيَّةِ فَأَكْرَمَهُ، فَلَمّا بُعِثَ مُحَمَّدٌ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، قيلَ لَهُ: يا فلان، ما تدري مَن هذا النّبيّ المبعوث؟ قال: لا. قالوا: هذا الّذي نَزلَ بكَ يوم كذا وكذا فأكرمتَهُ، فأكل كذا وكذا.

فخرج حتّى أتى رسول الله صلّى الله عليه وآله، فقال: يا رسولَ الله تعرفُني؟ فقال: مَن أنت؟

قال: أنا الذي نزلتَ بي يوم كذا وكذا، في مكان كذا وكذا، فأطعمتُك كذا وكذا. فقال: مَرْحَباً بِكَ، سَلْني.

قال: ثمانين ضَائِنةً بِرُعاتِها. فأطرق رسول الله صلّى الله عليه وآله، ساعةً، ثمّ أَمَرَ له بِما سأل، ثمّ قال للقوم: ما كانَ عَلى هَذا الرَّجُلِ أَنْ يَسْألَ سُؤالَ عَجوزِ بَني إِسْرائيلَ؟

قالوا: يا رسول الله، وما سؤالُ عجوز بني إسرائيل؟

قال: إنَّ اللهَ تَبارَكَ وَتَعالى أَوْحى إِلى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، أَنْ يَحْمِلَ عِظامَ يوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَسَأَلَ عَنْ قَبْرِهِ فَجاءَهُ شَيْخٌ، فَقالَ: إِنْ كانَ أَحَدٌ يَعْلَمُ فَفُلانَةٌ، فَأَرْسَلَ إِلَيْها فَجاءَتْ.

فَقالَ: أَتَعْلَمينَ مَوضِعَ قَبْرِ يوسُفَ؟ فَقالَتْ: نَعَمْ، قالَ: فَدُلّيني عَلَيْهِ وَلَكِ الجَنَّةُ.

قالَتْ: لا، وَاللهِ لا أَدُلُّكَ عَلَيْهِ إِلّا أَنْ تُحَكِّمَني. قالَ: وَلَكِ الجَنَّةُ!

قالَتْ: لا وَاللهِ، لا أَدُلُّكَ عَلَيْهِ حَتّى تُحَكِّمَني.

قالَ: فَأَوْحى اللهُ تَبارَكَ وَتَعالى إِلَيْهِ: ما يَعْظُمُ عَلَيْكَ أنْ تُحَكِّمَها؟

قالَ: فَلَكِ حُكْمُكِ. قالَتْ: أَحْكُمُ عَلَيْكَ أَنْ أَكونَ مَعَكَ في دَرَجَتِكَ الّتي تَكُونُ فيها.

قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: فمَا كانَ عَلى هَذا أَنْ يَسأَلَني أنْ يَكونَ مَعي فِي الجَنَّةِ».

(المجلسي، بحار الأنوار)

 

 

الجِعْرانَة

 الجِعْرانَةُ، بكسر الجيم وتسكين العين، كانت قرية صغيرة قريبة من المسجد الحرام، تقع في وادي الجِعرانة، على بعد حوالي عشرين كلم شمال شرق مكّة المكرّمة. وهي حدّ الحرم المكّيّ من الشّمال الشّرقيّ لمكّة المكرّمة، وفيها علَما الحدّ.

اكتسبت الجِعرانة شهرة تاريخيّة بنزول رسول الله صلّى الله عليه وآله فيها، بعد عودته منتصراً على «ثقيف» وحليفتها «هوَازِن» في وادي حُنين في السّنة الثّامنة من الهجرة، وصلاته فيها، كما أحرم منها بعد غزوة الطّائف لعمرته الثّالثة.

وقد بُني مسجدٌ في القرن الثّاني للهجرة في المكان الذي صلّى فيه الرّسول صلّى الله عليه وآله، وهو المعروف بــ«مسجد جِعرانة»، ويعتمر منه أهل مكّة.

وقد رُمِّم هذا المسجد ووسِّع مراراً عبر التاريخ، وأعيد بناؤه عام 1263 للهجرة، بحسب ما كُتب في لوحة مثبّتة على يمين المحراب. ثمّ جُدّد حديثاً وامتدّت مساحته قرابة ألف متر مربّع، ويتّسع لستّمائة مصلٍّ.

فمسجد الجعرانة أحد المساجد التاريخيّة والأثريّة التي لها شأن عظيم في تاريخ الإسلام، ويعدّ الموضع الذي وزّع فيه رسول الله صلّى الله عليه وآله غنائم غزوة حُنين على أتباعه، كما اعتمر منه صلّى الله عليه وآله ‏حينما أراد دخول مكّة المكرّمة، وصلّى به.

 بالإضافة إلى ذلك، فإنّ للمسجد العديد من الفضائل التي ذكرتها كتب التّاريخ والسّير.

 وكان في الجِعرانة بئرٌ أخذ من مائها رسول الله صلّى الله عليه وآله، لكنّ السّلطات السّعوديّة أغلقتها. ومن آثارها التاريخيّة صخورٌ عليها نقوش كتابيّة بخطٍّ كوفيٍّ على بعد 2 كلم من المسجد، يرجع تاريخها إلى صدر الإسلام.

(مصادر)

 

 

 

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

08/02/2016

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات