تاريخ و بلدان

تاريخ و بلدان

31/08/2016

تاريخ و بلدان


ابن بطوطة: ابن تيميّة، مُجسِّم، وفي عقله خَلل

«.. وكان بدمشق من كبار الفقهاء الحنابلة تقيّ الدين بن تيمية، كبير الشام يتكلّم في الفنون، إلّا أنّ في عقله شيئاً. وكان أهل دمشق يعظّمونه أشدّ التعظيم، ويعِظُهم على المنبر. وتكلّم مرّة بأمرٍ أنكره الفقهاء ورفعوه إلى الملك الناصر، فأمر بإشخاصه إلى القاهرة، وجُمِعَ القضاة والفقهاء بمجلس الملك الناصر، وتكلّم شرف الدين الزواوي المالكي، وقال: إنّ هذا الرجل قال كذا وكذا، وعدّد ما أنكر على ابن تيمية، وأحضر العقود بذلك ووضعها بين يدي قاضي القضاة.

وقال قاضي القضاة لابن تيمية: ما تقول؟ قال: لا إله إلّا الله، فأعاد عليه، فأجاب بمثل قوله. فأمر الملك الناصر بسجنه فسُجن أعواماً... ثمّ إنّ أمّه تعرّضت للملك الناصر وشكت إليه، فأمر بإطلاقه إلى أن وقع منه مثل ذلك ثانية.

وكنت إذ ذاك بدمشق، فحضرته يوم الجمعة وهو يعِظُ الناس على منبر الجامع ويذكّرهم. فكان من جملة كلامه أن قال: «إنّ الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا»، ونزل درجة من درج المنبر فعارضه فقيه مالكي يعرف بـ«ابن الزهراء»، وأنكر ما تكلّم به.

فقامت العامّة إلى هذا الفقيه وضربوه بالأيدي والنعال ضرباً كثيراً، حتّى سقطت عمامته... واحتملوه إلى دار عزّ الدين بن مسلم قاضي الحنابلة، فأمر بسجنه وعزّره بعد ذلك. فأنكر فقهاء المالكية والشافعية ما كان من تعزيره ورفعوا الأمر إلى ملك الأمراء سيف الدين تنكيز، وكان من خيار الأمراء وصلحائهم. فكتب إلى الملك الناصر بذلك وكتب عقداً شرعياً على ابن تيمية بأمور منكرة؛ منها أنّ المسافر الذي ينوي بسفره زيارة القبر الشريف [قبر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم] زاده الله طِيباً لا يقصّر الصلاة، وسوى ذلك ما يشبهه. وبعث العقدَ إلى الملك الناصر، فأمر بسجن ابن تيمية بالقلعة، فسُجن بها حتّى مات في السجن».

(رحلة ابن بطوطة: ص91، مختصَر)

 

 

ذات عِرق

ذات عِرق: هذا المكان قسمٌ من «وادي العقيق»، وهو الحدّ الفاصل بين نَجد وتِهامة، يبعد عن مكّة المكرّمة 92 كلم (شمال شرق)، وقيل: «عِرْق: اسمُ جبلٍ ذُكِرَ في أشعار العرب، بالقرب من مكّة».

* يعتبر الفقهاء الشيعة «وادي العقيق» ميقاتاً لأهل العراق ومَن حجّ على طريقهم، وهو يشمل «المسلخ» و«الغمرة» و«ذات عرق»، ويُجيزون الإحرام من هذه الأمكان الثلاثة...

* وفي بعض المصادر التاريخية أن «ذات عِرق» هو المنزل الأوّل الذي نزل فيه الإمام الحسين عليه السلام  بعد خروجه من مكّة، وفيه لَقِيَ رجلاً من بني أسد اسمه بِشر بن غالب. فسأله الإمام عليه السلام عن أهل الكوفة.

فقال بِشر: القلوبُ معك، والسيوفُ مع بني أميّة.

قال عليه السلام: صَدَقْتَ يَا أَخَا بَنِي أَسَدٍ: إِنَّ اللهَ تَبارَكَ وَتَعَالَى يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ، وَيَحْكُمُ مَا يُرِيْدُ.

قال له بِشر: يا ابنَ رسول الله، أخبرني عن قول الله تعالى: ﴿يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ..﴾. (الإسراء:71)

فقال له الحسين عليه السلام: نَعَمْ يَا أَخَا بَنِي أَسَدٍ، هُمَا إِمَامَان: إِمَامُ هُدَىً دَعَا إِلَى هُدَى، وَإِمَامُ ضَلَالَةٍ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ. فَهَذَا وَمَنْ أَجَابَهُ إِلَى الهُدَى فِي الجَنَّةِ، وَهَذَا وَمَنْ أَجَابَهُ إِلَى الضّلَالَةِ فِي النَّارِ، وَهُوَ قَولُهُ تَعَالَى: ﴿..فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ﴾. (الشورى:7)

* وفي هذا المنزل أيضاً التحق محمّدٌ وعون ابنا عبد الله بن جعفر بالإمام الحسين عليه السلام، واستُشهدا بين يدَيه في كربلاء.

* ومن الأحداث التاريخية التي شهدتها هذه المنطقة هي سريّة زيد بن حارثة المعروفة بـ«القردة»، نسبةً إلى ماءً بتلك الناحية، أغار ومن معه على قافلةٍ لقريش، وذلك في الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة 3 للهجرة.

(مصادر)

 

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

31/08/2016

دوريات

نفحات