مرابطة

مرابطة

29/09/2016

بمباركة شيخ الأزهر.. «أهل السُّنّة والجماعة» يتبرّأون من الوهّابية


لأول مرّة بشكل رسمي وبمشاركة مائتي عالم وداعية..

بمباركة شيخ الأزهر.. «أهل السُّنّة والجماعة» يتبرّأون من الوهّابية

ـــــــــــــــــــــــــــــ تنسيق: «شعائر»* ـــــــــــــــــــــــــــــ

مؤتمر «مَن أهل السنة والجماعة» الذي انعقد في مدينة غروزني عاصمة جمهورية الشيشان واستمرّ ثلاثة أيام من 25 إلى 27 أغسطس/ آب 2016، بحضور أكثر من مائتي عالم ومفتٍ من مختلف الدول العربية والإسلامية والغربية، طالب العالمَ الإسلامي، بالتوقّف عن الجدال والتنظير والانشغال بصغائر الأمور والقضايا، لتفويت الفرصة على الجماعات الإرهابية التي تستغلّ ذلك لصياغة مناهجها التدميرية.

وقال المشاركون في المؤتمر: إنهم سوف يُسهمون «بشكل جادّ في إطفاء الحرائق والحروب اللاإنسانية، التي تتّخذ من أجساد العرب والمسلمين وأشلائهم (فئران تجارب) دموية، وتشعلها أنظمة استعمارية جديدة، تقدّم بين يدي نيرانها نظريات شيطانية مرعبة».

وأكد المشاركون، أنّ «خطط هذه الأنظمة الماكرة بدأت تزحف على ثقافات الناس ومعتقداتهم ومقدّراتهم التاريخية والحضارية وتُخضعها لمعايير ثقافة عالمية واحدة».

وكان المؤتمر الذي حمل عنوان: «من هم أهل السنة والجماعة.. بيان وتوصيف لمنهج أهل السنة والجماعة اعتقاداً وفقهاً وسلوكاً وأثر الانحراف عنه عن الواقع»، شهد مشاركة مصرية متميّزة تمثّلت بحضور وفد رفيع المستوى من علماء الأزهر، يتقدّمه شيخ الأزهر أحمد الطيّب.

وأكد المشاركون في المؤتمر، أن هناك بعض القوى الإقليمية والدولية تحاول خلق صراعات طائفية ومذهبية في الدول العربية والإسلامية، لخدمة أعداء الأمة ومصالحها الضيقة.

شيخ الأزهر: معتدلو الحنابلة مسلمون

وقال شيخ الأزهر أحمد الطيب في كلمته أمام المؤتمر إنّ «مفهوم أهل السنة والجماعة، الذي كان يدور عليه أمر الأمة الإسلامية قروناً متطاولة نازعته في الآونة الأخيرة دعاوى وأهواء، لبست عمامته شكلاً، وخرجت على أصوله وقواعده وسماحته موضوعاً وعملاً، حتّى صار مفهوماً مضطرباً، شديد الاضطراب عند عامّة المسلمين، بل عند خاصّتهم ممّن يتصدّرون الدعوة إلى الله، لا يكاد يبين بعضٌ من معالمه حتّى تَنْبَهِمَ قوادمه وخوافيه، وحتّى يصبح نهباً تتخطّفه دعوات ونحل وأهواء، كلّها ترفع لافتة مذهب أهل السنة والجماعة، وتزعم أنها وحدها المتحدّث الرسمي باسمه.. وكانت النتيجة التي لا مفرّ منها أنْ تمزّقَ شملُ المسلمين بتمزّق هذا المفهوم وتشتّته في أذهان عامّتهم وخاصّتهم، ممّن تصدّروا أمر الدعوة والتعليم، حتّى صار التشدّد والتطرّف والإرهاب وجرائم القتل (أمراً واقعاً)».

واوضح، أنه «لم يخرج عن عباءة مذهب أهل السنة والجماعة حسب منهج التعليم بالأزهر، فقهاء الحنفية والمالكية والشافعية والمعتدلون من فقهاء الحنابلة..».

مفتي مصر الأسبق: لا لتكفير أحدٍ من أهل القبلة

وقال علي جمعة، مفتي مصر الأسبق، عضو «هيئة كبار العلماء بمصر» خلال مشاركته بمؤتمر الشيشان: إنّ «أهل السنة والجماعة، وعلى رأسهم الأزهر، هم أهل الحقّ الذين لم يكتفوا بإدراك النصّ، بل اهتمّوا بإدراك الواقع، ولم يكفّروا أحداً من أهل القبلة، ووفقوا بين العقل والنقل وتعايشوا مع الآخر».

من جهته، أكد أسامة الأزهري مستشار الرئيس المصري وكيل «اللجنة الدينية بالبرلمان المصري»، أن «مؤتمر الشيشان هدفه إلقاء الضوء على المشكلات التي تُحيط بالعالم الإسلامي في مسائل العقائد والأفكار التي يتمّ استغلالها من التيّارات الإرهابية المتطرّفة في صياغة مناهجها التدميرية»، مشدداً على أن التكفير والتفجير يسيران على قدمٍ وساق.. وفي المقابل المؤسسات الدينية المعنية لم تُدرك اللحظة الفارقة.

نتائج وتوصيات

الى ذلك، أصدر «المؤتمر العالمي لعلماء المسلمين»، راعي المؤتمر ومنظّمه، عدداً من النتائج والتوصيات، أبرزها:

* للقرآن الكريم حرمٌ يحيطه من العلوم الخادمة له، المساعدة على استنباط معانيه، وإدراك مقاصده وتحويل آياته إلى حياة وحضارة وآداب وفنون وأخلاق ورحمة وراحة وإيمان وعمران وإشاعة السلم والأمان في العالم حتّى ترى الشعوب والثقافات والحضارات المختلفة عياناً أن هذا الدين رحمة للعالمين وسعادة في الدنيا والآخرة.

* زيادة الاهتمام بقنوات التواصل الاجتماعي وتخصيص ما يلزم من الطاقات والخبرات للحضور الإيجابي في تلك الوسائط حضوراً قويّاً وفاعلاً.

* أن يتم إنشاء مركز علمي بجمهورية الشيشان لرصد ودراسة الفرق المعاصرة ومفاهيمها وتشكيل قاعدة بيانات موثّقة تساعد على التفنيد والنقد العلمي للفكر المتطرّف واقترح المجتمعون أن يحمل هذا المركز اسم «تبصير».

* عودة مدارس العلم الكبرى والرجوع إلى تدريس دوائر العلم المتكاملة التي تُخرّج العلماء والقادرين على تفنيد مظاهر الانحراف الكبرى.

* ضرورة رفع مستوى التعاون بين المؤسسات العلمية العريقة كـ «الأزهر» و«القرويّين» و«الزيتونة» و«حضرموت» ومراكز العلم والبحث فيما بينها.

* توجيه النصح للحكومات بضرورة دعم المؤسسات الدينية القائمة على المنهج الوسطي المعتدل والتحذير من خطر اللعب على سياسة ضرب الخطاب الديني بعضه ببعض.

* يوصي المؤتمر الحكومات بتشريع قوانين تجرّم نشر الكراهية والتحريض على الفتنة والاحتراب الداخلي والتعدي على المؤسسات.

* أوصى المشاركون مؤسسات أهل السنة الكبرى – الأزهر ونحوه - بتقديم المنح الدراسية للراغبين في دراسة العلوم الشرعية من مسلمي روسيا.

* كما أوصى المشاركون بأن ينعقد هذا المؤتمر الهامّ بشكل دوري لخدمة هذه الأهداف الجليلة.

وقد أثار مؤتمر «أهل السنة والجماعة» غضب الحكومة السعودية والتيارات الوهابية متّهمين إيّاه بإذكاء النعرات الطائفية والمذهبية!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* نقلاً عن الموقع الإلكتروني لقناة العالم

 

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

29/09/2016

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات