شعر

شعر

29/09/2016

شعر


يا رسول الله لو عايَنْتَهُم

شعر: الشريف الرضي قدّس سرّه

الشّريف الرّضيّ، محمّد ابن النقيب أبي أحمد الحسين الطّاهر، هو جامع (نهج البلاغة) الحاوي لخُطب وكلمات أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وهو أحدُ أشهر علماء الإمامية؛ يرتقي بنسبه إلى الإمام الكاظم عليه السلام.

وُلد ببغداد عام 359 للهجرة، تولّى أمور الطّالبيّين بجدارة حتى لُقّب بالشّريف الجليل، وبذي المنقبتَين، وبالرّضيّ ذي الحسبَين، وبالشّريف الأجلّ.

أمّا شعره فمشهور، حتّى قيل إنّه أشعر قريش. ومؤلّفاته العقائدية والكلامية والفقهية غنيّة عن التعريف...

هذه الأبيات من قصيدة طويلة له رضوان الله عليه في رثاء سيّد الشهداء عليه السلام، قالها وهو بالحائر الحسينيّ:

 

 

كرْبَلا، لا زِلْتِ كَرْباً وَبَلا

ما لَقِي عِنْدَكِ آلُ المُصْطَفى

كَمْ عَلى تُرْبِكِ لَمّا صُرّعُوا

مِنْ دَمٍ سالَ وَمِنْ دَمْعٍ جَرَى

يا رَسولَ اللهِ! لَوْ عايَنْتَهُمْ

وَهُمُ ما بَيْنَ قَتْلى وَسِبا

مِنْ رَميضٍ يُمْنَعُ الظِّلَّ وَمِنْ

عاطِشٍ يُسْقى أنابيبَ القَنا

وَمَسوقٍ عاثِرٍ يُسْعَى بِهِ

خَلْفَ مَحْمولٍ عَلى غَيْرِ وِطا

لَرَأتْ عَيْنَاكَ مِنهُمْ مَنْظَراً

للحَشَى شَجْواً، وَللعَيْنِ قَذَى

لَيْسَ هَذا لِرَسولِ اللهِ يا

أُمَّةَ الطُّغْيانِ وَالبَغْيِ جَزا

جَزَروا جَزْرَ الأَضاحي نَسْلَهُ

ثُمّ سَاقُوا أَهْلَهُ سَوْقَ الإِمَا

أدْرَكَ الكُفْرُ بِهِمْ ثَارَاتِهِ

وَأُزِيلَ الغَيُّ مِنْهُمْ فَاشْتَفَى

يا قَتيلاً قَوَّضَ الدّهْرُ بِهِ

عُمُدَ الدّينِ وَأعْلامَ الهُدَى

قَتَلوهُ بَعْدَ عِلْمٍ مِنْهُمُ

أَنَّهُ خامِسُ أَصحابِ الكِسا

غَسَلُوهُ بِدَمِ الطّعْنِ، وَمَا

كَفّنُوهُ غَيرَ بَوْغَاءِ الثّرَى

مُرْهَقًا يَدْعو وَلا غَوْثَ لَهُ

بِأَبٍ بَرٍّ وَجَدٍّ مُصْطَفَى

وَبِأُمٍّ رَفَعَ اللهُ لهَا

عَلَمًا ما بَيْنَ نِسْوانِ الوَرى

كَيْفَ لَمْ يَسْتَعْجِلِ اللهُ لَهُمْ

بِانْقِلابِ الأَرْضِ أَوْ رَجْمِ السَّما

مَيّتٌ تَبْكي لَهُ فَاطِمَةٌ

وأَبوها وَعَلِيٌّ ذو العُلى

لَوْ رَسُولُ اللهِ يَحْيَا بَعْدَهُ

قَعَدَ اليَوْمَ عَلَيْهِ للعَزا

مَعْشَرٌ مِنْهُمْ رَسولُ اللهِ وَالـــ

كاشِفُ الكَرْبِ إِذا الكَرْبُ عَرا

صِهْرُهُ البَاذِلُ عَنْهُ نَفْسَهُ

وَحُسامُ الله في يَوْمِ الوَغَى

أوّلُ النّاسِ إلى الدّاعي الّذِي

لَمْ يُقَدِّمْ غَيْرَهُ لَمّا دَعا

ثُمّ سِبْطَاهُ الشّهِيدانِ، فَذا

بِحَسا السّمِّ وَهَذا بِالظُّبَى

وَعَليٌّ، وَابنُهُ البَاقِرُ، وَالصّـ

ـادِقُ القَوْلِ، وَموسَى، وَالرّضَا

وَعَليٌّ، وَأبُوهُ وَابْنُهُ

وَالذِي يَنْتَظِرُ القَوْمُ غَدَا

يا جِبالَ المَجْدِ عِزّاً وَعُلا

وَبدورَ الأَرْضِ نوراً وَسَنا

جَعَلَ اللهُ الذي نابَكُمُ

سَبَبَ الوَجْدِ طَويلًا وَالبُكا

لا أرَى حُزْنَكُمُ يُنْسَى، وَلا

رُزْءَكُم يُسْلَى، وَإنْ طالَ المَدَى

قَدْ مَضَى الدَّهْرُ وَعَفى بَعْدَكُمْ

لا الجَوَى باخَ، وَلا الدَّمْعُ رَقَا

أَنْتُم الشّافونَ مِنْ داءِ العَمى

وَغداً ساقُونَ مِنْ حوْضِ الرِّوَا

 

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

29/09/2016

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات