صاحب الأمر

صاحب الأمر

منذ 0 ساعة

..وانصُراني فإنّكما ناصِراي


..وانصُراني فإنّكما ناصِراي

دعاء الفرَج المرويّ عن صاحب الزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف

ـــــــــــــــــــــــــ برواية الطبري الإمامي ـــــــــــــــــــــــــ

 

في (دلائل الإمامة) لابن جرير الطبري الإمامي، قال: «حدّثني أبو الحسين محمّد بن هارون بن موسى التلعكبريّ، قال: حدّثني أبو الحسين بن أبي البغل الكاتب، قال:

تقلّدتُ عملاً من أبي منصور بن الصالحان، وجرى بيني وبينه ما أوجب استتاري، فطلبني وأخافني، فمكثتُ مستتراً خائفاً، ثمّ قصدت مقابر قريش (الكاظمية) ليلة الجمعة، واعتمدتُ المبيت هناك للدعاء والمسألة، وكانت ليلةَ ريحٍ ومطرٍ، فسألتُ ابن جعفر القيّم (أي سادن روضة الجوادين عليهما السلام) أن يغلق الأبواب وأن يجتهد في خلوة الموضع، لأخلو بما أريده من الدعاء والمسألة، وآمَن من دخول إنسان ممّا لم آمنه، وخفتُ من لقائي له، ففعل وقفل الأبواب وانتصف الليل، وورد من الريح والمطر ما قطع الناس عن الموضع، ومكثتُ أدعو وأزور وأصلّي.

فبينما أنا كذلك إذ سمعتُ وطأة عند مولانا موسى (الكاظم) عليه السلام، وإذا رجلٌ يزور، فسلّم على آدم وأُولي العزم عليهم السلام، ثمّ الأئمّة واحداً واحداً، إلى أن انتهى إلى صاحب الزمان عليه السلام (فلم يذكره)، فعجبتُ من ذلك وقلت: لعلّه نسي، أو لم يعرف، أو هذا مذهبٌ لهذا الرجل.

فلمّا فرغ من زيارته صلّى ركعتين، وأقبل إلى عند مولانا أبي جعفر (الجواد) عليه السلام، فزار مثل الزيارة، وذلك السلام، وصلّى ركعتين، وأنا خائفٌ منه، إذ لم أعرفه، ورأيته شاباً تامّاً من الرجال، عليه ثيابٌ بيض، وعمامةٌ محنّك بها بذؤابة وَرِداءٌ على كتفه مسبل، فقال لي: يا أبا الحُسَيْنِ بْنَ أَبي البَغل، أَيْن أنتَ عَنْ دُعاءِ الفَرَجِ؟

فقلت: وما هو يا سيّدي؟

فقال: تُصَلّي رَكْعَتَيْنِ، وَتَقولُ: (يا مَنْ أَظْهَرَ الْجَميلَ وَسَتَرَ الْقَبيحَ، يا مَنْ لَمْ يُؤاخِذْ بِالْجَريرَةِ وَلَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ، يا عَظيمَ المَنِّ، يا كَريمَ الصَّفْحِ، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ، يا واسِعَ الْمَغْفِرَةِ، يا باسِطَ الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ، يا صاحِبَ كُلِّ نَجْوى، يا مُنْتَهى كُلِّ شَكْوى، يا عَوْنَ كُلِّ مُسْتَعينٍ، يا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقاقِها، يا رَبّاهُ - عشر مرّات، يا سَيِّداهُ - عشر مرّات، يا مَولَيَاه - عشر مرّات، يا غايَتاهُ - عشر مرّات، يا مُنْتَهى رَغْبَتاهُ - عشر مرّات، أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذِهِ الأَسْماءِ، وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، إِلّا ما كَشَفْتَ كَرْبي، وَنفَّسْتَ هَمّي، وَفَرَّجْتَ عَنَّي، وَأَصْلَحْتَ حالي)، وَتَدْعو بَعْدَ ذَلِكَ بِما شِئْتَ، وَتَسْأَلُ حاجَتَكَ.

ثُمَّ تَضَعُ خَدَّكَ الأَيْمَنَ عَلى الأَرْضِ، وَتَقولُ مائَةَ مَرَّةٍ في سُجودِكَ: (يا مُحمّدُ يا عَليُّ، يا عَليُّ يا مُحَمَّدُ، اكْفِياني فَإِنَّكما كافِياي، وَانْصُراني فَإِنَّكُما ناصِراي).

وتَضَعُ خَدَّكَ الأيْسَرَ عَلى الأَرْضِ، وَتَقولُ مائَةَ مَرَّةٍ (أَدْرِكْني)، وتَكُرِّرُها كَثيراً، وَتَقولُ: (الغَوْثَ الغَوْثَ الغَوْثَ) حَتّى يَنْقَطِعَ نَفَسُكَ؛ وَتَرْفَعُ رَأْسَكَ، فَإِنَّ اللهَ، بِكَرَمِهِ، يَقْضي حاجَتَكَ إِنْ شاءَ اللهُ تَعالى.

قال أبو الحسين الكاتب: فلمّا شغلتُ بالصلاة والدعاء خرج، فلمّا فرغتُ خرجتُ لابن جعفر (القيّم) لأسأله عن الرجل وكيف دخل، فرأيت الأبواب على حالها مغلقة مقفلة، فعجبتُ من ذلك، وقلت: لعلّه بابٌ هاهنا ولم أعلم، فأنبهتُ ابن جعفر القيّم، فخرج إليّ من بيت الزيت، فسألته عن الرجل ودخوله، فقال: الأبواب مقفلة كما ترى ما فتحتُها.

فحدّثته بالحديث، فقال: هذا مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه، وقد شاهدته دفعاتٍ في مثل هذه اللّيلة عند خلوّها من الناس.

فتأسّفت على ما فاتني منه، وخرجت عند قرب الفجر، وقصدتُ الكرخ إلى الموضع الذي كنت مستتراً فيه، فما أضحى النهار إلّا وأصحابُ ابن الصالحان يلتمسون لقائي، ويسألون عنّي أصدقائي، ومعهم أمانٌ من الوزير، ورقعة بخطّه فيها كلّ جميل، فحضرت مع ثقةٍ من أصدقائي عنده، فقام والتزمني وعاملني بما لم أعهده منه، وقال: انتهت بك الحالُ إلى أن تشكوني إلى صاحب الزمان صلوات الله عليه.

فقلت: قد كان منّي دعاءٌ ومسألة.

فقال: ويحك، ورأيتُ البارحة مولاي صاحب الزمان صلوات الله عليه، في النوم – يعني ليلة الجمعة - وهو يأمرني بكلّ جميل، ويجفو عليّ في ذلك جفوةً خفتُها.

فقلت: لا إله إلّا الله، أشهد أنّهم الحقّ ومنتهى الصّدق، رأيت البارحة مولانا عليه السلام في اليقظة، وقال لي كذا وكذا، وشرحتُ ما رأيته في المشهد، فعجب من ذلك، وجرت منه أمورٌ عظامٌ حِسانٌ في هذا المعنى، وبلغتُ منه ببركة مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه غايةَ ما لم (أكن) أظنّه».

 

 

دعاء الإمام الكاظم للإمام المهديّ عليهما السلام

في تعقيب صلاة العصر

قال سيد العلماء المراقبين السيد ابن طاوس في (فلاح السائل):

«من المهمّات بعد صلاة العصر، الاقتداء بمولانا موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام، في الدعاء لمولانا المهديّ صلوات الله وسلامه وبركاته على محمّد جدّه، وبلّغ ذلك إليه، كما (رُوي) عن يحيى بن الفضل النوفليّ، قال:

دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام، ببغداد، حين فرغ من صلاة العصر، فرفع يديه إلى السماء، وسمعته يقول:

أَنْتَ اللهُ لا إِلَهَ إلَّا أَنْتَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ، وَأَنْتَ اللهُ لا إِلَهَ إلَّا أَنْتَ إِلَيْكَ زِيادَةُ الأَشْياءِ وَنُقصانُها، وَأَنْتَ اللهُ لا إِلَهَ إلَّا أَنْتَ خَلَقْتَ الخَلْقَ بِغَيْرِ مَعونَةٍ مِنْ غَيْرِكَ ولا حاجَةٍ إِلَيْهِمْ، أَنْتَ اللهُ لا إِلَهَ إلَّا أَنْتَ مِنْكَ المَشِيَّةُ وَإِلَيْكَ البَداءُ (البَدءُ)، أَنْتَ اللهُ لا إِلَهَ إلَّا أَنْتَ قَبْلَ القَبْلِ وَخالِقُ القَبْلِ، أَنْتَ اللهُ لا إِلَهَ إلَّا أَنْتَ بَعْدَ البَعْدِ وَخالِقُ البَعْدِ، أَنْتَ اللهُ لا إِلَهَ إلَّا أَنْتَ تَمْحو ما تَشاءُ وَتُثْبٍتُ وَعِنْدَكَ أُمُّ الكِتابِ، أَنْتَ اللهُ لا إِلَهَ إلَّا أَنْتَ غايَةُ كُلِّ شَيْءٍ ووارِثُهُ، أَنْتَ اللهُ لا إِلَهَ إلَّا أَنْتَ لا يَعْزُبُ عَنْكَ الدَّقيقُ ولا الجَليلُ، أَنْتَ اللهُ لا إِلَهَ إلَّا أَنْتَ لا يَخْفَى عَلَيْكَ اللُّغاتُ ولا تَتَشابَهُ عَلَيْكَ الأَصْواتُ. كُلَّ يَوْمٍ أَنْتَ في شَأْنٍ، لا يَشْغَلُكَ شَأْنٌ عَنْ شَأْنٍ، عالِمُ الغَيْبِ وَأَخْفى، دَيّانُ الدِّينِ، مُدَبِّرُ الأُمورِ، باعِثُ مَنْ في القُبورِ، مُحْيِي العِظامِ وَهِيَ رَميمٌ.

أسألُكَ بِاسْمِكَ المَكنونِ المَخْزونِ الحَيِّ القَيّومِ، الذي لا يَخيبُ مَنْ سَألَكَ بِهِ، أَنْ تُصلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِه، وَأَنْ تُعَجِّلَ فَرَجَ المُنْتَقِمِ لَكَ مِنْ أَعْدائِكَ، وَأَنْجِزْ لَهُ ما وَعَدْتَهُ يا ذا الجَلالِ وَالإِكرامِ.

قال النوفليّ: قلتُ: مَن المدعوّ له؟

قال: ذَلِكَ المَهْدِيُّ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ... بِأَبي مَنْ لَيْلُهُ يَرْعى النُّجومَ ساجِداً وَراكعاً، بِأَبي مَنْ لا تَأْخُذُهُ في اللهِ لَوْمَةُ لائمٍ؛ مِصباحُ الدُّجَى، بِأَبي القائِمُ بِأَمْرِ اللهِ.

قلت: ومتى خروجُه؟

قال: إِذا رَأَيْتَ العَساكِرَ بِالأَنْبارِ عَلى شاطِئِ الفُراتِ وَالصّراةِ* وَدَجْلَةَ، وَهَدْمَ قَنْطَرَةِ الكوفَة، وَإِحْراقَ بَعْضِ بُيوتاتِ الكوفَة، فَإِذا رَأَيْتَ ذَلِكَ فَإِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ، لا غالِبَ لِأَمْرِ اللهِ وَلا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ».

* الصّراة: نهرٌ ببغداد

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ 0 ساعات

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

منذ 0 ساعات

إصدارات أجنبية

نفحات