مراقبات

مراقبات

28/11/2016

مراقبات شهر ربيع الأوّل


مراقبات شهر ربيع الأوّل

مَن أتاني زائراً، وَجَبتْ له شَفاعتي

____ إعداد: «شعائر» ____

قال الإمام الخمينيّ الراحل قدّس سرّه: «يومٌ مقدّس، وعيدٌ مبارك، يومٌ وُلدت فيه أعظم شخصيّة في العالم، النبيّ محمّد صلّى الله عليه وآله، لإصلاح البشر وإيجاد أكبر التغييرات.. والدعوة إلى الانتقال من الشرك والإلحاد وعبادة النيران وجميع أنواع الفساد، إلى الاستقامة والتوحيد».

في اليوم السابع عشر من هذا الشهر، من عام الفيل،570 ميلادية، كانت ولادة رسول الله صلّى الله عليه وآله، وفي مثله من سنة 83 للهجرة وُلد الإمام جعفر الصادق عليه السلام، وفي الثامن منه سنة 260 للهجرة كانت شهادة الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام، لتبدأ الغيبة الصغرى وعهدُ إمامة صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف.

 

اليوم السابع عشر: ولادة رسول الله صلّى الله عليه وآله

* قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر الرسول صلّى الله عليه وآله: «مُسْتَقَرُّهُ خَيْرُ مُسْتَقَرٍّ، ومَنْبِتُه أَشْرَفُ مَنْبِتٍ فِي مَعَادِنِ الْكَرَامَةِ ومَمَاهِدِ السَّلَامَةِ، قَدْ صُرِفَتْ نَحْوَهُ أَفْئِدَةُ الأَبْرَارِ، وثُنِيَتْ إِلَيْه أَزِمَّةُ الأَبْصَارِ، دَفَنَ الله بِه الضَّغَائِنَ، وأَطْفَأَ بِه الثَّوَائِرَ، أَلَّفَ بِه إِخْوَاناً، وفَرَّقَ بِه أَقْرَاناً، أَعَزَّ بِه الذِّلَّةَ، وأَذَلَّ بِه الْعِزَّةَ، كَلَامُه بَيَانٌ وصَمْتُه لِسَانٌ».

* عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الله، قَالَ: «قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ الله (الإمام الصادق) عليه السلام: كَانَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وآله سَيِّدَ وُلْدِ آدَمَ؟ فَقَالَ: كَانَ، واللهِ، سَيِّدَ مَنْ خَلَقَ الله، ومَا بَرَأَ الله بَرِيَّةً خَيْراً مِنْ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وآله».

وُلد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يومَ الجمعة السّابع عشر من شهر ربيع الأوّل (من عام الفيل) بعد طلوع الفجر، بمكّة المُعظّمة. وليلةُ ميلاده، صلوات الله عليه وآله، ليلة شريفة جدّاً، وقِيل بأنّ في مثل هذه اللّيلة أيضاً كان معراجه صلّى الله عليه وآله قبل الهجرة بسنة واحدة.

قال آية الله الملَكيّ التبريزيّ في (المراقبات)، في سياق حديثه عن ولادة رسول الله صلّى الله عليه وآله: «..وهو أشرف الخلائق كلّهم وأقربهم إلى الله، وهو علّة إيجاد الأنبياء والمرسلين، والملائكة المقرّبين وجميع العالمين، وهو صلوات الله عليه وآله سيّد الخلائق وأعلمهم، وهو العقل الأوّل والنور الأوّل، والخلق الأوّل، والاسم الأعظم. وهو الحجاب الأقرب، وهو طرف الممكن، وهو واسطة فيض الإله جلّ جلاله لجميع عالم الإمكان».

زيارة الرسول صلّى الله عليه وآله من قربٍ أو من بعد:

زيارة الرسول صلّى الله عليه وآله من قُربٍ أو بُعدٍ، من السُّنَن المؤكّدة التي أجمع عليها علماؤنا، سواء أتاه الزائر حاجّاً أو مُعتمراً أو قاصداً للزيارة. وفي ما يلي بعضٌ ممّا جاء في الكتب الفقهيّة في تأكيد السعي للزيارة ولو مرّة في العمر:

(السرائر، ابن إدريس الحليّ): «زيارة الرسول عليه السلام عند قبره وكلّ واحد من الأئمّة من بعده صلوات الله عليهم في مشاهدهم من السنن المؤكّدة، والعبادات المعظّمة في كلّ جمعة أو كلّ شهر، أو كلّ سنة إن أمكن ذلك، وإلاّ فمرّة في العمر. ويستحبّ لقاصد الزيارة ، بل يلزمه أن يخرج من منزله عازماً عليها لوجهها، مخلصاً بها لله سبحانه».

(الرسائل الفخريّة في معرفة النيّة، محمّد بن الحسن بن المطهّر الحلّي): «..زيارته صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في كلّ وقت مُستحبّة لا يعادل فضلها شيء، لأنّ حرمته ميتاً كحرمته حيّاً. ويستحبّ السلام عليه في كلّ وقت».

(هداية الأُمّة إلى أحكام الأئمّة، الحرّ العامليّ): «يتأكَّد استحباب زيارة النبيّ صلَّى الله عليه وآله عيناً. قال عليه السّلام: (مَنْ أَتاني زائِراً، كُنْتُ لَهُ شَفيعاً يَوْمَ القِيامَةِ).

وقيل للباقر عليه السّلام: (ما لمّن زار رسول الله صلَّى الله عليه وآله متعمّداً؟ قال: الجَنَّة).

وروي: أنّ زيارته تعدل حجّة معه. وقال عليه السّلام: (مَنْ أَتى مَكَّةَ حاجّاً وَلَمْ يَزُرْني إِلى المَدينَةِ، جَفَوْتُهُ يَوْمَ القِيامَةِ، وَمَنْ أتاني زائِراً، وَجَبَتْ لَهُ شَفاعتي، وَمَنْ وَجَبَتْ لَهُ شَفاعَتِي وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّة).

يستحبّ زيارته والسلام عليه من بعيد مع العذر. وقال عليه السّلام: (مَنْ زارَ قَبْري بَعْدَ مَوْتي، كانَ كَمَنْ هاجَرَ إِلَيَّ في حَياتي، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطيعوا، فَابْعَثوا إِلَيَّ السَّلامَ فَإِنَّهُ يَبْلُغُني). وروي: أنّ صلاة المؤمنين تبلغه أينما كانوا».

اليوم السّابع عشر: ولادة الإمام الصّادق عليه السّلام (83 للهجرة)

* قال الشيخ عبّاس القمّي في (الأنوار البهيّة): «ولد، عليه السلام، بالمدينة يوم الاثنين سابع عشر من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين من الهجرة، وهو اليوم الذي ولد فيه النبيّ صلّى الله عليه وآله، وهو يوم شريف عظيم البركة، ولم يزل الصالحون من آل محمّد عليهم السلام من قديم الأيّام يعظِّمون حقّه، ويرعون حرمته؛ وفي صومه فضل كبير وثواب جزيل، ويستحبّ فيه الصدقة وزيارة المشاهد المشرّفة، والتطوّع بالخيرات، وإدخال المسرّة على أهل الايمان.

أُمّه عليه السلام النجيبة الجليلة المكرّمة، فاطمة المعروفة بأمّ فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر، وأُمّها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر.

قال أبو عبد الله عليه السلام: (كانَتْ أُمّي مِمَّن آمَنَتْ وَاتَّقَتْ وَأَحْسَنَتْ، وَاللهِ يُحِبُّ المُحْسِنينَ)».

* ويستحبّ زيارته عليه السّلام بالزيارات المسنونة، وفي طليعتها «الزّيارة الجامعة»، وزيارة «أمين الله».

اللّيلة الأولى: ليلة المبيت

«ليلة الفخر لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام»، كما وصفها الشيخ المفيد في (مسارّ الشيعة)، حيث قال: «وفي أوّل ليلة منه هاجر رسول الله من مكّة إلى المدينة سنة ثلاث عشر من مبعثِه صلّى الله عليه وآله، وكانت ليلة الخميس، وفيها كان مَبيتُ أمير المؤمنين عليه السلام على فراش رسول الله صلّى الله عليه وآله ومواساته له صلّى الله عليه وآله بنفسه حتّى نجا صلّى الله عليه وآله من عدوّه، فحاز بذلك أميرُ المؤمنين عليه السلام شرف الدّنيا والدّين، وأنزل الله تعالى لذلك آية في القرآن المبين، وهي ليلةٌ الفخرُ فيها لمولانا أمير المؤمنين، ويجب فيها مسرّة أوليائه المخلصين».

اليوم الثّامن: شهادة الإمام العسكريّ عليه السّلام

قال القطب الراونديّ في (الخرائج والجرائح): «وأمّا الحسن بن عليّ العسكريّ عليهما السلام، فقد كانت أخلاقه كأخلاق رسول الله صلّى الله عليه وآله، له بسالة تذلّ لها الملوك".." وله هيئة حسنة، تعظّمه الخاصّة والعامّة اضطراراً، ويبجّلونه ويقدّرونه لفضله وعفافه  وهديه وصيانته، وزهده وعبادته، وصلاحه وإصلاحه. وكان جليلاً نبيلاً، فاضلاً كريماً، يحتمل الأثقال، ولا يتضعضع للنوائب، أخلاقه على طريقة واحدة..».

* وقال السيّد ابن طاوس في (المهج): «اعلم أنّ مولانا الحسن بن عليّ العسكريّ عليهما السلام، كان قد أراد قتله الثلاثة ملوك الذين كانوا في زمانه، حيث بلغهم أنّ مولانا المهديّ عليه السلام، يكون من صلبه صلوات الله عليهما، وحبسوه عدّة دفعات، فدعا على من دعا عليه منهم، فهلك في سريعٍ من الأوقات».

* ويستحبّ في هذا اليوم زيارة الإمام العسكريّ والإمام المهديّ عليهما السّلام، فهو أوَّل يومٍ من زمنِ إمامة صاحب العصر أرواح العالمين له الفداء. قال الشّيخ الملَكي التّبريزيّ في (المراقبات): «فللمُراقب أن يحزن في هذا اليوم، لا سيّما وأنّ صاحب المصيبة فيه حجّة عصره وإمام زمانه أرواح العالمين فداه، يزوره بما يبدو له ويعزّي الإمام عليه السّلام بما يناسبه».

 

اليوم العاشر: زواج الرّسول من السيّدة خديجة

نقل السيّد ابن طاوس في (إقبال الأعمال) عن (الحدائق) للشّيخ المفيد: «..اليوم العاشر منه، تزوّج النّبيُّ صلّى الله عليه وآله خديجة بنت خويلد أمّ المؤمنين رضي الله عنها ".." ويُستحبُّ صيامه شكراً لله تعالى على توفيقه بين رسوله والصّالحة الرَّضيّة المَرْضيّة».

اليوم الثّاني عشر

قال المُحدّث القمّيّ في (مفاتيح الجنان) حول اليوم الثاني عشر من ربيع الأوّل: «ميلاد النّبيّ صلّى الله عليه وآله على رأي الكُلينيّ والمسعوديّ، وهو المشهور لدى العامّة. ويُستحبّ فيه الصلاة ركعتان، في الأولى بعد (الحمد) (قل يا أيُّها الكافرون) ثلاثاً، وفي الثانية [بعد الحمد] (التوحيد) ثلاثاً. وفي هذا اليوم دخل صلّى الله عليه وآله المدينة مهاجراً من مكّة».


أعمال اليوم السابع عشر

الأوَّل: الغسل.

الثَّاني: الصَّوم وله فضلٌ كثير. قال الشيخ المفيد في (مسارّ الشيعة): « اليوم السّابع عشر.. لم يَزَلِ الصّالحون من آل محمّدٍ صلّى الله عليه وآله على قديم الأوقات يعظّمونه ويعرفون حقّه ويرعون حرمتَه ويتطوّعون بصيامه. ورُوي عن أئمّة الهدى عليهم السلام أنهم قالوا: مَن صَامَ اليَوْمَ السابِعَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَبيعٍ الأَوّْلِ، كَتَبَ اللهُ سُبْحانَه لَهُ صِيامَ سَنَةً...».

الثّالث: زيارة رسول الله صلّى الله عليه وآله عن قُرب أو عن بُعد. [انظر: مفاتيح الجنان: زيارة النبيّ صلّى الله عليه وآله من البُعد]

الرَّابع: زيارة أمير المؤمنين عليه السّلام بما زاره به الإمام الصّادق عليه السلام، وهي الثانية من زياراته المخصوصة، أوردها في (مفاتيح الجنان) - بعد زيارات يوم الغدير – تحت عنوان: «زيارة يوم ميلاد النبيّ صلّى الله عليه وآله»، وأوّلها – بعد التّكبيرات الثّلاث: «السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلى خِيَرَةِ اللهِ..».  

الخامس: صلاة من ركعتَين يؤتى بها قبل الظّهر؛ يقرأ في كلّ ركعة بعد الحمد سورة (القدر) عشر مرّات، و(التّوحيد) عشر مرّات، ثمّ يجلس في مصلّاه ويدعو بالدُّعاء: (اللَّهُمَّ أَنْتَ حَيٌّ لا تَمُوتُ..). [إقبال الأعمال: أعمال ربيع الأوّل]  

السَّادس: يستحبّ فيه الصدقة، وزيارة المشاهد، والتطوّع بالخيرات، وأن يُدخل المرء السرور على أهله وعياله.

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

28/11/2016

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات