أحسن الحديث

أحسن الحديث

27/01/2017

سورة الـمُطَفِّفين

   

موجز في التفسير

سورة الـمُطَفِّفين

ــــــ إعداد: سليمان بيضون ــــــ


* السورة الثالثة والثمانون في ترتيب سوَر المُصحف الشريف، نزلت بعد سورة «العنكبوت».

* سُمّيت بـ « المطفِّفين» لابتدائها بعد البسملة بقوله تعالى: ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ﴾.

* التطفيف نقصُ المكيال والميزان، وقد نهى الله تعالى عنه وسمّاه إفساداً في الأرض، كما حكاه من قول شعيب عليه السلام: ﴿وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ هود: 85.

* آياتها ستٌّ وثلاثون، وهي مكيّة، وقيل مدنيّة، وفي الحديث النبويّ الشريف أنّ مَن قرأَها سقاه الله من الرحيق المختوم يوم القيامة.

* ما يلي موجز في التعريف بهذه السورة المباركة اخترناه من تفاسير: (نور الثّقلين)، و(الميزان)، و(الأمثل).

 

سورة «المطفّفين»، أو سورة «ويلٌ للمطفّفين»، أو سورة «التطفيف»، من السور التي اختلف المفسّرون في كونها مكّية أو مدنية، أو بعضها مكّيّ وبعضها مدنيّ، ومنهم من قال إنّها آخر سورة نزلت بمكّة، وآخرون قالوا إنّها أول سورة نزلت في المدينة، وغيرهم قالوا إنّها نزلت بين مكّة والمدينة. يقول العلّامة الطباطبائي: «والأنسب بالنظر إلى السياق أن يكون أوّل السورة المشتمل على وعيد المطفّفين نازلاً بالمدينة، وأمّا ما يتلوه من الآيات إلى آخر السورة فيقبل الانطباق على السياقات المكيّة والمدَنيّة».

محتوى السورة وثواب تلاوتها

* تفتتَح السورة بوعيد أهل التطفيف في الكيل والوزن، وتنذرهم بأنّهم مبعوثون للجزاء في يومٍ عظيم. * كما تشير السورة المباركة إلى أنّ منشأ الذنوب الكبيرة هو عدم رسوخ الإيمان بالبعث والمعاد.

* وتخلص إلى بيان آثار استهزاء الكفّار بالمؤمنين في الحياة الدنيا، وما يترتّب على فعلهم هذا يوم القيامة.

وأمّا ثواب تلاوتها:

* فقد رُوي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، أنّه قال: «مَن قَرأ سُورةَ (المطفّفين)، سقاهُ اللهُ من الرّحيقِ المَختومِ يومَ القيامة».

* وعن الإمام الصادق عليه السلام: «مَن قَرأ في فرائضه (ويلٌ للمطفِّفين) أعطاهُ اللهُ الأمنَ يوم القيامة من النّارِ، ولمْ تَرَهُ ولمْ يَرها، ولمْ يَمرّ على جِسرِ جَهنّم، ولا يُحاسَبُ يومَ القِيامة».

سببُ النزول

روى العلّامة الطبَرسي في (مجمع البيان): «إنّ رجلاً كان في المدينة يقال له (أبو جُهينة) كان له صاعان، يكيل بأحدهما ويكتال بالآخر، فنزلت هذه الآيات».

وعن ابن عبّاس: «لمّا قدم نبيّ الله المدينة، كانوا من أبخس الناس كَيلاً، فأنزل الله هذه الآية ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ﴾، فأحسنوا الكيلَ بعد ذلك».

تفسير آيات من السورة المباركة

قوله تعالى: ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ﴾ الآية:1.

عن الإمام الباقر عليه السلام: «..وَأَنزَلَ في الكَيلِ ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ﴾، ولمْ يَجْعَلِ الوَيلَ لِأحدٍ حتّى يُسمّيهِ كافراً، قال الله عزَّ وجلَّ: ﴿..فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ مريم:37».

قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ الآية:6.

* لمّا قرأ النبيّ صلّى الله عليه وآله هذه الآية، قال: «يَقومونَ حتّى يَغيبَ أَحدُهُم في رَشْحِهِ – أي العَرَق - إلى أَنصافِ أُذُنَيه».

* الإمام الصادق عليه السلام: «مَثَلُ النَّاسِ يَومَ القِيَامَةِ إِذا قَامُوا لِرَبِّ العالمِينَ مَثَلُ السَّهمِ فِي القُرْبِ*، ليسَ لَه مِن الأرضِ إلَّا مَوْضِعُ قَدَمِه، كَالسّهمِ فِي الكِنانةِ*، لا يَقدِرُ أنْ يَزولَ هاهُنا ولا هاهُنا».

* في معظم النُّسَخ: القُرْب، بمعنى الدنوّ، وفي نسخة: القُرُب، جمع قِراب وهو غِمدُ السيف. والكِنانة: جعبةُ السِّهام

قوله تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ﴾ الآية:18.

* الإمام الحسن المجتبى عليه السلام: «كلُّ ما في كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ مِن قَولِه: ﴿إِنَّ الأَبْرارَ﴾، فَواللهِ ما أرادَ بِهِ إلَّا عليّ بنَ أبي طالب، وفاطمة، وأنا، والحُسين».

* الإمام الباقر عليه السلام: «إنَّ اللهَ خَلَقَنا مِن أَعْلى عِلّيّين، وَخَلقَ قلوبَ شِيعتِنا مِمَّا خَلَقَنا، وخَلَقَ أبدانَهُم مِن دُونِ ذلك، فَقلوبُهم تَهوي إلينا لأنّها خُلِقت مِمّا خُلِقنا..».

قوله تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ﴾ الآية:7.

* الإمام الباقر عليه السلام: «أمّا المُؤمنونَ فتُرفَعُ أعمالُهُم وأرواحُهُم إلى السّماءِ، فَتَنفَتِحُ لهُم أبْوابُها، وأمّا الكافِرُ فَيُصعَد بِعملِهِ ورُوحِهِ حتّى إذا بَلَغ إلى السَّماءِ، نادَى مُنادٍ: اهْبِطُوا بِهِ إلى سِجِّين، وهُو وادٍ بِحَضْرَمَوت يُقالُ لهُ بَرَهُوت».

* سُئل الإمام الكاظم عليه السلام عن هذه الآية، فقال: «هُمُ الّذين فَجَروا في حقّ الأئمّة واعتدَوا عليهم..».

قوله تعالى: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ الآية:14.

عن الإمام الباقر عليه السلام: «ما مِن شيءٍ أَفسَدَ لِلقلبِ مِن خطِيئةٍ، إنَّ القلبَ لَيُواقِعُ الخطيئةَ، فمَا تَزالُ بِه حتّى تَغلِبَ عَليه فَيُصَيِّرَ أعلَاه أسفَلَه..».

قوله تعالى: ﴿خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ الآية:26.

* عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال في وصيّته لأمير المؤمنين عليه السلام: «يا عليُّ، إنَّ اللهَ تباركَ وتَعالى أَعطانِي فيكَ سَبعَ خِصال..»، إلى قوله صلّى الله عليه وآله: «..وأنتَ أوّلُ مَن يَشربُ مِن الرّحيقِ المَختومِ الّذي خِتامُه مِسْك».

* الإمام زين العابدين عليه السلام: «مَن أَطعَم مُؤمناً مِن جُوعٍ أَطعمَهُ اللهُ مِن ثِمارِ الجَنّةِ، ومَن سَقى مُؤمناً مِن ظَمَأٍ سَقاهُ اللهُ مِنَ الرَّحِيقِ المَخْتُومِ».

  

* عن الإمام الباقر عليه السلام، قال:

«مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وفِي قَلْبِه نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ؛ فَإِذَا أَذْنَبَ ذَنْباً خَرَجَ فِي النُّكْتَةِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِنْ تَابَ ذَهَبَ ذَلِكَ السَّوَادُ، وإِنْ تَمَادَى فِي الذُّنُوبِ زَادَ ذَلِكَ السَّوَادُ حَتَّى يُغَطِّيَ الْبَيَاضَ، فَإِذَا غَطَّى الْبَيَاضَ لَمْ يَرْجِعْ صَاحِبُه إِلَى خَيْرٍ أَبَداً، وهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾».

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

27/01/2017

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات