سورة الحِجر

سورة الحِجر

28/07/2011

موجز في التفسير

السورة الخامسة عشرة في ترتيب سوَر المصحف الشريف، آياتها تسع وتسعون، وهي مكيّة نزلت في أوائل الدَّعوة العلنيّة، وقد اختير اسمها «الحِجر» من الآية الثمانين منها، التي ذكَرت مدينة «الحجر»، بلد قوم صالح عليه السلام وسمّتهم بـ «أصحاب الحِجر»، وهي السورة الوحيدة في القرآن التي ذكرتهم بهذه التسمية.
 

«أصحاب الحِجر» قوم عصاةٌ، عاشوا مُترَفين في بلدة تدعى «الحجر»، وقد بعث الله تعالى إليهم نبيّه صالحاً عليه السلام لهدايتهم فكذّبوه فكانت عاقبتهم الدَّمار والهلاك بصيحةٍ من السماء.
يذكر بعض المؤرّخين أنّ «الحجر» كانت على طريق القوافل بين المدينة والشام في منزل يُسمّى «وادي القرى» جنوب «تيماء»، وجاء في بعض الروايات أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله عندما قاد جيشاً لمواجهة الروم في السّنة التاسعة للهجرة، أراد الجنود أن يتوقّفوا في ذلك المكان، فمنعهم صلّى الله عليه وآله وقال: «هنا نزل عذاب الله على قوم ثمود».

هدف السورة

«تفسير الميزان»: تشتمل السورة على الكلام حول استهزاء الكفّار بالنبيّ صلّى الله عليه وآله وَرَمْيِهِ بالجنون، ورَمْي القرآن الكريم بأنّه من أهذار المجانين، ففيها تعزية للنبيّ صلّى الله عليه وآله وأمره بالصَّبر والثَّبات والصفح عنهم، وتطييبٌ لنفسه الشريفة، وإنذارٌ وتبشير.

ثواب قراءتها

«تفسير نور الثقلين»: النبيّ صلّى الله عليه وآله: «من قرأها أُعطي من الأجر عشر حسنات، بعدد المهاجرين والأنصار، والمستهزئين بمحمّد».
* الإمام الصادق عليه السلام: «من قرأ سورة [سورَتي] إبراهيم والحِجر في ركعتين جميعاً في كلّ جمعة، لم يُصبه فقر أبداً، ولا جنون ولا بلوى».

خلاصة السورة

«تفسير الأمثل» يمكن تلخيص ما حَوته السورة بالتالي:
1 – الدعوة للإيمان من خلال التدبّر في السماوات ونجومها، والأرض وما عليها من أسباب الحياة.
2 -  وصفٌ لصنفَي البشر يوم القيامة: المتّقين المنعّمين، والعصاة المعذّبين.
3 – التأكيد على حفظ القرآن من قِبل الله تعالى.
4 - إيقاظُ البشر وتنبيهُهم من خلال طرح قصّة خلق آدم، وتمرُّد إبليس، وتبيان عاقبة التَّمرّد على الله تعالى.
5 – أخذ العبرة ممّا جرى للمكذّبين كأقوام لوط، وصالح، وشعيب عليهم السلام.
6 – إبلاغ النبيّ صلّى الله وعليه وآله ببدء الدعوة العلنيّة، وأنّ الله تعالى كافيه شرّ المكذّبين.

تفسير آياتٍ منها

«تفسير نور الثقلين»: قال الإمام الباقر عليه السلام في قوله تعالى: ﴿ربما يودّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين﴾ الحجر:2: «ينادي مناد يوم القيامة يُسمع الخلايق: أنّه لا يدخل الجنة إلّا مسلم. ثمّ يودّ سائر الخلق أنّهم كانوا مسلمين».

* في قوله تعالى: ﴿..فاسألوا أهل الذكر..﴾ الأنبياء:7، وقوله: ﴿إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون﴾ الحجر:9، قال أمير المؤمنين عليه السلام: «والله إنّا لَنَحنُ أهل الذكر، نحن أهل العلم، نحن معدن التأويل والتنزيل».

* في قوله تعالى: ﴿وحفظناها من كلّ شيطان رجيم * إلّا من استرق السمع فاتبعه شهاب مبين﴾ الحجر:17-18، تفسير علي ابن إبراهيم: «فلم تزل الشياطين تصعد إلى السماء وتتجسّس حتّى ولد النبيّ صلّى الله عليه وآله».

* في تأويل قوله تعالى: ﴿ وإن من شئ إلّا عندنا خزائنه..﴾ الحجر:21، الإمام السجاد عليه السلام: «في العَرْش تمثالُ جميعِ ما خلق الله من البرّ والبحر».

* في قوله تعالى: ﴿..ونفخت فيه من روحي..﴾ الحجر:29، قال الإمام الباقر عليه السلام: «من قدرتي».

* في قوله تعالى لإبليس: ﴿..فإنّك رجيم﴾ الحجر:34، الإمام عليّ الهادي عليه السلام: «مرجومٌ باللّعن، مطرودٌ من الخير، لا يذكره مؤمنٌ إلّا لَعَنَه، وإنّ في علم الله السابق إذا خرج القائم عليه السلام، لا يبقى مؤمن في زمانه إلّا رجمه [رجم إبليسَ] بالحجارة، كما كان قبل ذلك مرجوماً باللّعن».

* في قوله تعالى: ﴿..هذا صراط عليّ مستقيم﴾ الحجر:41، الإمام الصادق عليه السلام: «هو أمير المؤمنين عليه السلام».

* في قوله تعالى: ﴿إنّ في ذلك لآيات للمتوسّمين..﴾ الحجر:75، الإمام الصادق عليه السلام: «إذا قام قائم آل محمّد عليه السلام حكم بين الناس بحكم داود لا يحتاج إلى بيّنة، يُلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه، ويخبر كلّ قوم بما استنبطوه، ويعرف وليَّه من عدوِّه بالتوسّم».

* في قول الله عزّ وجلّ: ﴿..فاصفح الصفح الجميل﴾ الحجر:85، الإمام الرضا عليه السلام: «العفو من غير عتاب».

* في قوله عزّ وجلّ: ﴿ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم﴾ الحجر:87، الإمام الصادق عليه السلام: «هي سورة الحمد، وهي سبع آيات منها ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾، وإنّما سمّيت المثاني لأنّها تُثنّى في الرَّكعتين».

* الإمام الصادق عليه السلام: «لمّا نزلت هذه الآية: ﴿لا تمدَّنّ عينيك إلى ما متّعنا به أزواجاً منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين﴾ الحجر:88، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: من لم يتعزّ بعزاء الله تقطّعت نفسه على الدنيا حسرات، ومن رمى ببصره إلى ما في يدَي غيره كثُر همُّه ولم يُشفَ غيظُه، ومن لم يعلم أنّ لله عليه نعمة لا في مطعم أو ملبس قصُر عمله ودنا عذابُه، ومن أصبح على الدنيا حزيناً أصبح على الله ساخطاً، ومن شكا مصيبةً نزلت به فإنّما يشكو ربَّه، ومن دخل النار من هذه الأمّة ممّن قرأ القرآن فهو ممّن يتّخذ آيات الله هزواً، ومن أتى ذا ميسرة فتخشّع له طلب ما في يديه ذهب ثُلُثا دينِه».

* في قوله تعالى: ﴿إنّا كفيناك المستهزئين﴾ الحجر:95، الإمام الحسين عليه السلام: «إنّ يهودياً من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه السلام: هذا موسى بن عمران قد أرسله الله إلى فرعون وأراه الآية الكبرى. قال له عليّ عليه السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد صلّى الله عليه وآله أرسله الله إلى فراعنة شتّى مثل أبي جهل ".." وإلى المستهزئين: الوليد بن المغيرة المخزومي، والعاص بن وائل السهمي، والأسود بن عبد يغوث الزهري، والأسود بن المطّلب، والحارث بن الطلاطلة فأراهم الآيات في الآفاق وفى أنفسهم حتّى تبيّن لهم أنّه الحق. قال اليهودي: لقد انتقم الله لموسى من فرعون. قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ولقد انتقم الله جلّ اسمُه لمحمّد صلّى الله عليه وآله من الفراعنة، فأمّا المستهزؤون فقتل الله خمستهم؛ كلَّ واحدٍ منهم بغير قتْلة صاحبه في يوم واحد، فأمّا الوليد بن المغيرة فمرّ بنبل لرجل من خزاعة قد راشه ووضعه في الطريق فأصابه شظيّة منه فقطع أكحله حتى أدماه فمات وهو يقول قتلني ربُّ محمّد، وأمّا العاص بن وائل السهمي فإنّه خرج في حاجة له إلى موضع فَتَدَهْدَهَ تحتَه حجر فسقط فتقطّع قطعةً قطعةً فمات وهو يقول قتلني ربُّ محمّد، وأمّا الأسود بن عبد يغوث فإنّه خرج يستقبل ابنه زمعة فاستظلّ بشجرة فأتاه جبرئيل فأخذ رأسه فنطح به الشجرة فقال لغلامه إمنع هذا عنّي. فقال ما أرى أحداً يصنع بك شيئاً إلّا نفسك. فقتله وهو يقول قتلني ربُّ محمّد، وأمّا الأسود بن المطّلب، فإنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله دعا عليه أن يُعمي بصره وأن يُثكله ولده، فلمّا كان في ذلك اليوم خرج حتى صار إلى موضع فأتاه جبرئيل بورقة خضراء فضرب بها وجهه فَعَمِي، وبقي حتى أثكله الله ولده، وأمّا الحرث بن الطلاطلة، فإنّه خرج من بيته في السَموم فتحوّل حبشيّاً [أسود]، فرجع إلى أهله فقال أنا الحرث، فغضبوا عليه فقتلوه وهو يقول قتلني ربُّ محمّد».





اخبار مرتبطة

  الوثيقة الحَسَنيَّة الخالدة

الوثيقة الحَسَنيَّة الخالدة

  دوريات

دوريات

28/07/2011

نفحات