مراقبات

مراقبات

25/02/2017

أعمال ومراقبات شهر جُمادى الآخرة


«وفي ابنةِ رسولِ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لي أسوةٌ حَسَنة»

أعمال ومراقبات شهر جُمادى الآخرة

_____ إعداد: «شعائر» _____

* في اليوم الثالث من شهر جمادى الآخرة، سنة 11 للهجرة، كانت شهادة الصدّيقة الكبرى السيّدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلّى الله عليهما وآلهما. وذلك بناءً على الرواية بأنها عاشت بعد النبيّ صلّى الله عليه وآله خمسةً وتسعين يوماً.

* في العشرين منه، من السنة الخامسة بعد البعثة النبويّة كانت ولادتها عليها السلام.

* من مهمّات أعمال هذا الشهر، زيارتها صلوات الله عليها في يومَي مولدها وشهادتها.

* ومن أهمّ أعماله أيضاً، «صلاة جُمادى الآخرة»، وهي صلاةٌ جليلة، بعضُ ثواب مَن صلّاها أنّه يُصان في دينه ودُنياه طوال عامه. 

* وليومه الأوّل، دعاء طويل أورده السيّد ابن طاوس قدّس سرّه، في (إقبال الأعمال). 

 

 

* رُوي عن الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام أنّه قال: «نحنُ حُجَجُ اللهِ على خلقِه، وجدّتُنا فاطمةُ عليها السلام حجّةُ اللهِ علينا».

* وفي كتاب (الغَيبة) للشيخ الطوسي قدّس سرّه، أنه خرج توقيعٌ من الناحية الشريفة، بواسطة السفير الأول، عثمان بن سعيد العمري رحمه الله، يقول فيه الإمام صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه: «..وفي ابنةِ رسولِ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، لي أُسْوَةٌ حَسَنة..».

اليوم الثالث: شهادة السيّدة الزهراء عليها السّلام

 

* تحت عنوان: «تاريخ شهادة السيّدة الزهراء عليها السلام»، قال العلامة المحقّق الشيخ فاضل المسعودي رحمه الله في (الأسرار الفاطمية) ما مضمونه: «لا شكّ أنّ وفاتها عليها السلام كانت في السنة الحادية عشرة من الهجرة... لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، حجّ حجّة الوداع في السنة العاشرة، وتوفّي في أوائل السنة الحادية عشرة، واتّفق المؤرخون والكتّاب على أنّ فاطمة صلوات الله عليها عاشت بعد أبيها صلّى الله عليه وآله أقلّ من سنة، إلّا أنّهم اختلفوا في يوم وشهر وفاتها اختلافاً شديداً، فروى الطبري الإمامي في (الدلائل) عن أبي بصير، عن الصادق عليه السلام: (قُبِضَتْ في جُمادى الآخرة، يومَ الثلاثاء، لثلاثٍ خلونَ منه، سنةَ إحدى عشرة من الهجرة)، وبه صرّح الشيخ المفيد في (المسارّ)، والشيخ الطوسي في (المصباح)، ونسبه السيد ابن طاوس في (الإقبال) إلى جماعة، فقال: روينا عن جماعة من أصحابنا ذكرناهم في كتاب التعريف للمولد الشريف، أنّ وفاة فاطمة عليها السلام، كانت يوم ثالث جمادى الآخرة».

يُشار إلى أن الروايات تحدّد تاريخين آخرين ليوم شهادة الزهراء صلوات الله عليها، الأول في الثامن من ربيع الثاني، والآخر في الثالث عشر من جمادى الأولى.

* وفي (المراقبات) للفقيه الملَكي التبريزي (قدّس سرّه)، حول فجيعة شهادة سيّدة نساء العالمين، قال: «مضتْ مقتولةً مظلومةً مغصوبةً حقّها، فعلى شيعتها من أهل الوفاء أن يتّخذوا هذا اليوم من أيام الأحزان والمصائب. فإنّ يومها كان ثانيَ اثنين ليوم رسول الله صلّى الله عليه وآله، ولم يُرَ لأمير المؤمنين عليه السلام بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله، يومٌ أشدّ مصيبةً وأجلّ رزءاً وأعظم نائبةً منه».

* زيارتها صلوات الله عليها في يوم الشهادة:

ذكر السيّد ابن طاوس في (إقبال الأعمال) زيارةً، رُوي أنَّ مَن زارها عليها السلام بها واستغفرَ اللهَ، غَفَرَ اللهُ له وأدخلَهُ الجنّة. وهذا نَصّها:

«السَّلامُ عَليكِ يا سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا والِدَةَ الحُجَجِ عَلى النّاسِ أَجْمَعِينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها المَظْلومَةُ المَمْنُوعَةُ حَقَّها.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى أَمَتِكَ، وَابْنَةِ نَبِيِّكَ، وَزَوْجَةِ وَصِيِّ نَبِيِّكَ صَلاةً تُزْلِفُها [أي تقرِّبُها] فَوْقَ زُلْفَى عِبادِكَ المُكَرَّمِينَ مِنْ أَهْلِ السَّماواتِ وَأَهْلِ الأَرْضِينَ».

* وحول كيفيّة الزيارة، قال نجل السيّد ابن طاوس في (زوائد الفوائد): «تصلِّي صلاةَ الزّيارة أو صلاتَها عليها السّلام؛ وهي ركعتان، تقرأ في كلٍّ منهما بعد (الحمد) سورة (التّوحيد) ستّين مرة، فإنْ لم تقدر فاقرأ بعد (الحمد) في الأولى (التّوحيد)، وفي الثانية (قل يا أيها الكافرون)، فإذا سلّمتَ فقل: السَّلامُ عَلَيْكِ.. إلى آخر الزّيارة».

اليوم العشرون، ولادة السيّدة الزّهراء عليها السّلام

العشرون من جُمادى الثانية، من السنة الخامسة من المبعث الشريف، هو يوم ولادة مولاتنا الصدّيقة الكبرى السيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، في مكّة المكرّمة. قال الشيخ المفيد في (مسارّ الشيعة): «وهو يومٌ شريف يتجدّد فيه سرورُ المؤمنين، ويستحبّ صيامُه والتطوّع فيه بالخيرات والصدقات».

وحول فضائل هذا اليوم، قال الفقيه التبريزي في (المراقبات): «..ويقدّر تعظيم هذا اليوم بمقدار عظَمتها عليها السلام، فإنّها المعظّمة عند الله جلّ جلاله، وعند الملائكة الأطهار.

وقد ورد في صحيح الأخبار أنّها سيّدة نساء العالمين، ومريم صلوات الله عليها سيّدة نساء عالمها، فثبت بذلك سيادتها على مريم الصدّيقة بتصديق القرآن العظيم. بل جزم جمعٌ من أعاظم العلماء أنّها أشرف من سائر الأنبياء والمرسلين، باستثناء أبيها رسول الله صلّى الله عليه وآله، ولَعمري إنّ هذا لهو الفضل المبين».

أضاف قدّس سرّه: «ولو لم يكن من فضائلها إلّا ما ورد من شفاعتها لمحبّيها ومحبّي ذريّتها، بل ومحبّي محبّيها، لكفى الشيعة في إثبات حقّ تعظيمها، وتعظيم ولادتها، بقدر الوسع والطاقة، والاعتراف بعد ذلك بالقصور، فإنّ بعض الحقوق لا يؤدّى وإن بلغ المجهود غايته. ومن مهمّات العمل في هذا اليوم زيارتها، والصلوات عليها، ولعْن ظالميها».

* أمّا زيارتها عليها السلام في هذا اليوم، فقد أورد السّيّد ابن طاوس قدّس سرّه، زيارةً في (إقبال الأعمال)، أوّلها: «السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رَسولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ نبيِّ الله، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ حَبيبِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَليلِ اللهِ، السّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ أَمينِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَيْرِ خَلقِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ أَفْضَلِ أَنْبِياءِ اللهِ..».

وفي (مفاتيح الجنان، الباب الثالث من الفصل الثالث)، زيارة ثانية مختصرة تُزار بها الصدّيقة الكبرى عليها السلام، تتّحد في مستهلّها مع تلك المرويّة في (الإقبال)، وتغايرها في سائر ألفاظها.

 

صلاة جُمادى الآخرة

يُصاﻥ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻣﺎﻟﻪ ﻭﺃﻫﻠﻪ ﻭوُلدﻩ ﻭﺩﻳﻨﻪ ﻭﺩﻧﻴﺎﻩ

* ﻓﻲ (ﺇﻗﺒﺎﻝ ﺍﻷ‌ﻋﻤﺎﻝ) للسيّد ابن طاوس من ضمن أعمال جمادى الآخرة ﺻﻼ‌ة عظيمة ﺍﻟﺸﺄﻥ تُصلّى ﻓﻲ ﺃيّ وقت من الشهر، وقد ورد أنّ مَن يؤدّﻳﻬﺎ ﺑإخلاص ﻭﺻدﻕ نيّة يُصاﻥ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻣﺎﻟﻪ ﻭﺃﻫﻠﻪ ﻭوُلدﻩ ﻭﺩﻳﻨﻪ ﻭﺩﻧﻴﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟسنة ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ، ﻭﺇﻥ ﻣﺎﺕ ﻓﻲ تلك ﺍلسّنة ﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟشّهاﺩﺓ، ﺃﻱ ﻛﺎﻥ له ثواب ﺍﻟشّهداء.

ولأهميّة هذه الصلاة،  كان أحد العلماء في النجف الأشرف قديماً، يكتب كيفيّة أدائها في نُسخ كثيرة ويوزّعها على المؤمنين لينالوا بركتها.

 * هذه الصّلاة الجليلة، عبارة عن أربع ركعات بتَسليمتَين:

- الركعة الأولى: (الحمد) مرّة، وآية (الكرسي) مرة، وسورة (إنّا أنزلناه) خمساً وعشرين مرة.

- الركعة الثانية: (الحمد) مرة، وسورة (ألهاكم التّكاثر) مرة، و(قل هو الله أحد) خمساً وعشرين مرة.

- الركعة الثالثة: (الحمد) مرة، و(قل يا أيُّها الكافرون) مرة، و(قل أعوذ بربِّ الفلق) خمساً وعشرين مرة.

- الركعة الرابعة: (الحمد) مرة، و(إذا جاء نصر الله) مرة، و(قل أعوذ بربِّ الناس) خمساً وعشرين مرة.

فإذا سلّمت، فقُل:

1- سبعين مرة «سُبْحانَ اللهِ وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلَهَ إِلّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ».

2- سبعين مرة «اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ».

3- ثم قُل ثلاث مرات: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ للمُؤْمِنينَ وَالمُؤْمِناتِ».

4- ثم تسجد وتقول في سجودك ثلاث مرات: «يا حيُّ يا قيّومُ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ، يا اللهُ يا رَحْمَنُ يا رَحيمُ يا أَرْحَمَ الرّاحمينَ». ثم تسأل الله تعالى حاجتك.

 

 

دعاء أمير المؤمنين عليه السلام في أوّل الشهر

كان أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام، إذا رأى الهلال، يقول:

اللّهمَّ إنَّ الناسَ إذا نَظَروا إلى الهِلالِ نظَرَ بعضُهُم في وُجُوهِ بَعض، ورَجا بعضُهُم بَركةَ بعض، اللّهمَّ إنِّي أَنظُرُ إلى وَجهِكَ جَلَّ ثَناؤُك، ووَجهِ نَبيِّكَ ووَجهِ أولِيائِكَ، أهلِ بيتِ نبيِّكَ صلَّى اللهُ عليهم، فصلِّ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ، وأَعطِني ما أحبُّ أنْ تُعطِينيه في الدُّنيا والآخِرة، واصْرِفْ عنّي ما أحبُّ أنْ تَصرِفَهُ عنِّي في الدّنيا والآخِرة، وأَحيِنا على طاعتِكَ وطاعةِ أوليائِكَ وطاعةِ وليِّك، صلواتُك ورحمتُك عليهِم، والتّسليمِ لِأمرِك، وتَوفَّنا عليه، ولا تَسلُبْناه، وتَفضَّل علينا بِرحمتِك.

ثمّ تقول:

- ما شاءَ اللهُ لا حَولَ ولا قوّة إلّا باللهِ العليِّ العظيمِ، عشراً.

- اللّهمّ صلِّ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ، عشراً.

ثم كان يُولّيه ظهره، ويقول: ربّي وربُّك الله ربُّ العالَمين، اللّهمّ ثَبِّتنا على السلامِ والإسلامِ، والأمنِ والإيمانِ، ودفْعِ الأسقامِ، والمُسارعةِ فيما تُحِبُّ وتَرضى مِن طاعتِنا لك.

(الدعوات، الراوندي)

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

25/02/2017

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات