الملف

الملف

25/02/2017

«أنا فاطمة وأبي محمّد»

 

«أنا فاطمة وأبي محمّد»

مولد الزهراء عليها السلام

§        الشيخ حسين كوراني

* في (أمالي) الشيخ الصدوق، وفي (روضة الواعظين) للفتّال النيسابوري، عن المفضّل بن عمر، عن الإمام الصادق عليه السلام، من ضمن حديث طويل ذكر فيه ولادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، قال:

«..فتَناولتْها المَرأةُ التي كانت بَين يَدَيها فَغَسّلتْها بِماءِ الكَوثَر، فأَخْرَجَت خرقَتَينِ بَيضاوَيْن أشَدَّ بَياضاً مِن اللَبَنِ وأَطيَبَ رِيحاً مِن المِسكِ والعَنبرِ، فَلَفّتْها بِواحدةٍ وقَنّعَتْها بِالثّانِيةِ، ثمّ اسْتَنْطَقَتْها فَنَطَقَت فاطِمةُ عليها السّلامُ بِالشّهادَتَين، قالَت:

أَشْهَدُ أنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ أبي رَسُول اللهِ سَيِّدُ الأَنبياءِ، وأنَّ بَعْلِي سَيِّدُ الأوْصِياء وَوُلْدِي سادَةُ الأسْباط. ".." وبَشَّرَ أهلُ السّماءِ بَعضُهم بَعضاً بِوِلادَةِ فاطِمةَ عليها السّلام، وَحَدَثَ فِي السّماءِ نُورٌ زاهِرٌ لَمْ تَرَهُ المَلائِكةُ قَبلَ ذَلِك..».

هذه المقالة حول ولادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام مقتبسة بتصرّف من دروس «المركز الإسلامي» لسماحة العلامة الشيخ حسين كوراني في الأيام الفاطمية المباركة.

«شعائر»

***

هي الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء صلوات الله عليها وعلى أبيها، وبَعلها وبَنيها، والسرّ المستودَع فيها.

والأب: محمّدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

والأم: سيّدة أمّهات المؤمنين خديجة الكبرى عليها السلام.

والزوج: سيّد الأوصياء وأمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه.

والأبناء: رَيحانتا رسول الله، وسيِّدا شباب أهل الجنّة الحسن والحسين عليهما السلام، والصدّيقة الصغرى الحوراء زينب، ومحسن الشهيد.

من هذه الأسرة تشكّلت منظومة الأنوار الخمسة - أهل الكساء - وأنوار التسعة المعصومين من ذريّة الحسين؛ المعوَّض من شهادته بأنّ الأئمّة من عترته.

من منظومة الأنوار الخمسة، إذاً، تشكّلت منظومة الأنوار الأربعة عشر؛ صفوة الصفوة، وخلاصة الخلاصة، وسرّ الخلق أجمعين.

والمحور في هذا السرّ هو الأوّل في ساحة ﴿يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾؛ الإنسان الكامل، والعقل الكلّ،

تجلّي ملتقى الجلال والجمال، الأحمدُ في عبوديّته، المحمودُ في عبادته، والمحمّدُ باصطفائه.

هم منه، وهو منهم. إنّهم جميعاً الحقيقة المحمّدية: أوّلهم محمّد، وأوسطهم محمّد، وكلّهم محمّد.

من هذه الأسرة كانت بدايات تجليات النور المحمديّ «نُورُ نَبيِّك يا جابِر».

***

هذا العام، تطلّ ذكرى ولادة الزهراء عليها السلام في مشهدٍ عقائديّ – جهاديّ - سياسيّ، ترسم لوحته العناصر الثلاثة التالية:

الأوّل: أنّ أمّة أبيها رسول الله صلّى الله عليه وآله، تخوض الغمرات في آخر مراحل الصراع الدامي مع التحالف اليهودي – الأموي، الذي أسّسه الشيطان بقيادة أبي سفيان؛ وقد ظهر في هذا العصر ونجَم قرنه من خلال ورَثته الوهّابيين المتحالفين مع اليهود المحتلّين لفلسطين، ومع عُتاتهم من دهاقنة الصهيو - أميركية في العالم.

الثاني: الانتصارات البدرية - الكربلائية التي يحقّقها الفاطميّون، أي المحمّديون الصادقون في حبّهم لرسول الله صلّى الله عليه وآله - في لبنان، والعراق، والبحرين، والشام، وفي غزّة هاشم جدِّ الزهراء عليها السلام - تحت راية سليل الدوحة الفاطمية، المفتخِر بأنّه خادم محبّي الزهراء عليها السلام، الإمام الخامنئي دام ظلّه، وفي خُطى مواصلة الثورة الهادرة التي فجّرها بتوفيق الله تعالى سليل الزهراء عليها السلام، الذي كان يقول: «أرى نفسي عاجزاً حتى عن التلفّظ باسمها عليها السلام».

الثالث: أنوار حبّ الزهراء، والتقرّب إلى الله تعالى باللّهَج باسمها، وبتعميق معرفتها، والمواظبة على صلواتها وتسبيحها والاستغاثات بها عليها السلام، في قلوب المجاهدين؛ الشهداء منهم والمنتظِرين، وعند عوائل الشهداء، وهم المدرسة والأصل والمنبع.

***

في ذكرى مولد نورِ رسولِ الله الأوّل، نور نورِ الله الزاهر، سيّدة نساء العالمين، نطلب عيديّتنا:

أن نكون من شيعة الزهراء صلوات الله عليها لتشفع لنا في الدنيا فيُقبَل توسّلنا بها عليها السلام، ويدوم لنا ذلك لنستحقّ شفاعتها في الآخرة.

ونستعين على قبولها طلبنا بالقسَم عليها بتلك اللوعة في قلب أمّ البنين، لغربة الحسين وزينب وعطشِ أبي الفضل العباس عليهم السلام، وبهذه اللوعة نفسها في قلوب أمّهات الشهداء في لبنان، واليمن، والعراق، والشام.

نقسم بغُربة الفاطميات الأسيرات في كلّ عصر، خصوصاً في هذا العصر، وبالأخص في البحرين و«نُبّل» و«الزهراء» في الشام.

نقسم بجراح الجرحى ومعاناتهم وعوائلهم.

بدماء الشهداء ودموعهم، ودموع المؤمنين عبر الأجيال لمصاب الحسنَين، وزينب، وأبي الفضل، وعليّ الأكبر، والقاسم، وعبد الله الرضيع، وكلّ أهل البيت عليهم السلام، خصوصاً غربة مولانا صاحب العصر والزمان، وحبّه لأمّه الزّهراء عليها وعليه الصلاة والسلام.

وفي أجواء ذكرى مولد الصدّيقة الكبرى عليها السلام، نقدّمها بين يدَي حوائجنا؛ وأوّلها أن يعجّل الله تعالى بظهور ابن الزهراء، بقيّة الله في الأرضين، أرواحنا لتراب مقدمه الفداء. وأن يُرضي المولى عزّ وجلّ عنّا مولاتنا الزهراء عليها السلام، لنكون محمّديّين حقاً وموحّدين صدقاً.

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

25/02/2017

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات