بسملة

بسملة

26/04/2017

أخطرُ فِتَن آل سعود

أخطرُ فِتَن آل سعود

بقلم: الشيخ حسين كَوْراني

التوصيف الأدقّ للراهن السياسيّ، أنّه مرحلة البحث عن بدائل «سايكس بيكو» الممكنة.

أصابت «حرب تمّوز» من «القطب الأميركيّ الأوحد» أخطر مقاتله. لم تكن القاضية في الفَوْر. خَلْخَلَتْ حجرَ الزاوية الأبرز في البنيان الاستكباريّ المتفرعِن. ﴿وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ﴾.

كانت ردّة الفعل الأميركيّة الطبيعيّة، تهديد إيران بإسقاط النظام بالقوّة. ثبت لأميركا عجزها –وأدواتها- عن ذلك. بدأ العمل على ترغيب النظام السوريّ. لم تُجْدِ كلّ المحاولات نفعاً. تخلّت أميركا عن عددٍ من كبار دُماها في المنطقة لترهيب الرئيس السوريّ والتمهيد لإعادة رسم خارطة ما يسمّونه «الشرق الأوسط».

***

تلاقت أربعة خطوط «داعشيّة»، شيطانيّة. الأميركيّ. البريطانيّ. «الإسرائيليّ». السعوديّ.

أطلقت خبرة أميركا في «داعشيّتها» ضدّ «الهنود الحمر» -بالاستعانة بالثلاثة الباقين- دواعشَ الوهّابيّة ضدّ البحرين والشام والعراق ولبنان واليمن ومصر وليبيا...

كان الهدف «إدارة التوحّش» لتفكيك خارطة «سايكس بيكو» المتصدّعة، وفتح أبواب جهنّم الفتنة الشيعيّة - السنيّة للقضاء على الإسلام والمسلمين باسم الإسلام، والسّلَف، وتنقيةِ التوحيد من الشِّرك، بتمويل «خادم الحرمين الشريفين!!».

***

كانت فتنة الدواعش السعوديّين الوهّابيّين المتأمركين والمتصهينين أخطر فتنة هدّدت مصير الأمّة والرسالة. مستنسخة بآلاف النُّسخ عن إجرام «أصحاب الأخدود». معدّلةٌ أخاديد نيرانها المضطرمة، بالنابالم والأسلحة المحرّمة دوليّاً، والغازات السامة، وتقطيع الأوصال بالسواطير.

﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾.

لم ينقموا من إيران إلا أنّها هدّدت -عبر لبنانيّين وفلسطينيّين- وجود «إسرائيل»، وأضعفت الهيمنة الأميركيّة على العالم.

واجتازت الأمّة –بنجاحٍ باهرٍ، يجري الآن طيّ آخر سجلّاته- امتحان هذه الفتنة - الأخاديد الجهنّميّة المضطرمة.

لئن كان دورُ العراق والشام في وَأْد الفتنة رياديّاً، فإنّ دور اليمن والبحرين يبلغ حدّ الإعجاز.

***

السؤال المركزيّ الآن: وماذا بعد؟

كانت الجولات الداعشيّة في قلب دمشق وبغداد وبيروت. تدور المواجهات الآن على مشارف «مسجد النور» ونظائره. ما هو المخطّط الأميركيّ للمرحلة القادمة؟

الجواب: منذ بدأ انحسار المدّ الداعشيّ في العراق والشام، ووقف مسلسلُ السيارات المفخّخة في لبنان، عادت إلى السطح وبوتيرةٍ مرتفعةٍ خططُ «الفتنة الشيعيّة - الشيعيّة».

هي «خطط» لأنّها متشعّبة، وساحاتها متعدّدة. وقد «عادت» لأنّ العمل عليها قائمٌ منذ انتصار الثورة الإسلاميّة في إيران، وقبل انطلاقة المقاومة الإسلاميّة في لبنان.

رغم تعاظم الأمل بالحكمة التي فوّتت على الأعداء الفرص فيما مضى. لا بدّ من زيادة منسوب الحذر والحكمة.

***

يتوقّف الحذر الحكيم على معرفة رأس الحربة في إثارة الفتن والضغائن بيننا. سواءَ بين السنّة والشيعة، أو السنّة والسنّة، أو الشيعة والشيعة.

مفتاح ذلك، وسرّ السرّ، معرفة حقيقة آل سعود الأمويّة - اليهوديّة. يبرأُ منهم السنّة. قالها الإمام الخمينيّ قديماً وقبل أن يقول: قد نعفو عن «صدّام» ولكنّنا لن نعفو عن «آل سعود».

لا يكاد ينقضي العجب، كيف أنّ فتنة «الدواعش» بلغت بداية النّهايات، وما يزال فينا مَن يعلن الحرب على الدواعش، ويصرّ على حُسن العلاقة مع آل سعود! يفرّق بين الدواعش و«مُدوعشيهم»! مُطْلِقيهم، ومُموّليهم، وأصْلِهم وفرعهم.

هل تفعل أميركا غير ذلك؟ أليست هذه سياسة التحالف الأميركيّ الذي يزعم أنه يحارب الدواعش؟

***

بعد العمل الجادّ لتظهير أنّ آل سعود، والوهّابيّين عموماً، ليسوا من «أهل السنّة والجماعة»، يجب العمل بأولويّة مطلقة على تظهير حقيقة أنّ الاستعمار قد أرسى دعائم مرحلة «سايكس - بيكو» على قاعدة التحالف «الصّهيو – سعوديّ». للغدّة السرطانيّة وجهان. الصهيونيّ، هو الظاهر المعلَن. والسعوديّ هو الخفيّ المضمَر.

كان التحالف بينهما سرّاً. اقتضت مصلحة حفظ هذا السرّ استثناءً وحيداً، يتيماً على لسان الملك فيصل، يوم دعا مخادعاً إلى تحرير القدس. ألجأته إلى ذلك مقتضيات الإعداد لحرب اليمن لاستنزاف الجيش المصريّ تمهيداً لنكسة حزيران-67م.

الجديد الذي ينبغي تظهيرُه بأبعاده الثلاثيّة، أنّ إيران أحرجتْ أميركا والصهاينة آل سعود، والكيان الصهيونيّ، فاضطرّ الأخيران لتبادل السرّ والعلن.

آل سعود -لأول مرّة- يتصدّرون واجهة التحالف مع «إسرائيل» المأزومة. ويتصدّرون واجهة العمل لإضرام نار الفتنة الشيعيّة - الشيعيّة، بعد فشلهم الذّريع في تأجيج نيران الفتنة الشيعيّة - السنيّة.

الصهاينة المحتلّون ماضون سرّاً في مخطّطاتهم الأمنيّة وأبرزها دعم «الدواعش»، والحرب بهم ومعهم، وبالنيابة عنهم.

***

لتفويت الفرصة على ما تبقّى من نار الفتنة السنيّة – الشيعيّة، وعلى النفخ المتواصل في ضرم نار الفتنة الشيعيّة – الشيعيّة، نحن مدعوّون إلى مزيد التّعمق في المهامّ الاستعماريّة الخطيرة التي عُهد بها إلى «آل سعود» في مرحلة «سايكس – بيكو»، لنستشرف من معالمها والدلالات معالم المهمّة الأخطر التي بدأ «الشيطان الأكبر» الأميركيّ وأبالسته يعهدون بها إلى «آل سعود، ودواعشهم».

بالرّغم من وفرة المصادر الموثّقة والنوعيّة، يستوقف الباحث في مسار التآمر السياسيّ لآل سعود على الأمّة، مصدران مركزيّان، يجب التوفّر على تظهير ما يختزنانه من حقائق ووثائق.

الأول: جميع ما صدر عن الكاتب المصريّ المعروف الأستاذ محمد حسنين هيكل، في كُتبه، ومقابلاته المتلفزة حول تاريخ آل سعود وأدوارهم المتصهينة.

الثاني: كتاب (تاريخ آل سعود) لضحيّة الحقد السعوديّ - اليهوديّ الدفين، الأستاذ الكبير «ناصر السعيد» الذي هو بحقّ أوّل معارض حجازيّ للفرعون «سعود بن عبد العزيز» ومَن جاء بعده، إلى أن اختُطف في بيروت- ك1- 1979م- ونقل إلى «السعوديّة»، وقيل إنه أُلقيَ حيّاً في «الربع الخالي».

***

 عن حقيقة مواقف «فيصل» كتب «ناصر السعيد»، في مقدمة كتابه:

1) عيّنت السعوديّة السادات في سلك المخابرات الأمريكيّة إلى تعيينه نائباً للرئيس جمال (عبد الناصر) ".." بعد اغتيال جمال بالسمّ.

2) نجاح فيصل في المساومة -عام 1964- على اعترافه بجمهوريّة اليمن مقابل تعيين السادات نائباً للرئيس جمال عبد الناصر … ونجاح فيصل، وفهد، والسادات، وحسن التهامي، وكمال أدهم، وخبير السموم الأمريكيّ -مستشار المخابرات السعوديّة في الرياض- المستر رنتز: بوضع عيّنة من سمّ الأكونتين، في كأس من عصير القوافة لجمال عبد الناصر في الساعة الرابعة إلا ربعاً يوم 28/9/1970، أثناء وداعه لحاكم الكويت صباح السالم في مطار القاهرة، وبذلك أدركت السعوديّة ما عجزت عنه مراراً في اغتيال عبد الناصر، بل ما عجزت عنه في تحريضها للرئيس الأمريكيّ جونسن بالرسالة المعروفة التي كتبها فيصل وفهد إليه يطالبانه دفع إسرائيل لاحتلال مصر وسوريا لإيقاف المد الوحدويّ وإيقاف عبد الناصر عند حدّه وإشغال العرب بأنفسهم عن المواقف السعوديّة الأمريكيّة…

3) البدء بتغيير معالم الجمهوريّة العربيّة المتّحدة إلى الضغط على السادات، وبأسرع ما يمكن لإبعاد الخبراء السوفييت عن مصر، إلى تعهّد السعوديّة بتموين وتمويل الجيش المصريّ بالطعام والذخيرة والسلاح الأمريكيّ والغربيّ وشراء الطائرات بالأموال السعوديّة المسروقة لإعداد هذا الجيش -بأموال سعوديّة ـ أمريكيّة- لحرب العرب في الجماهيريّة الليبيّة، وفي الكنجو، وفي اليمن، وفي عُمان، وفي لبنان، والسودان، والجزيرة العربيّة.. ويخلق ما لا تعلمون…

4) يدرك المتتبّع التقدّميّ القوميّ الوطنيّ غير المنحاز –المؤمن- أن السعوديّة كانت السمسار الأول والمأذون «الشرعيّ والوحيد» لزواج السادات بأمريكا و«إسرائيل» ورحلته إلى القدس و«كمب ديفيد»، ومن ثَمّ التوقيع يوم 26/3/1979 على صكّ الخيانة «المكوّن من ثلاث نسخ» وقّعها السادات، وبيغن، وكارتر.

***

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

26/04/2017

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات