شعر

شعر

26/04/2017

نفسٌ براها الله من نورِ قُدسِه


نفسٌ براها الله من نورِ قُدسِه

في مدح الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السلام

§        قصيدة: ابن أبي الفتح الإربلي

الأبيات التالية في مدح الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السلام، نظَمها العلامة المحقّق عليّ بن عيسى بن أبي الفتح الإربلي، المتوفّى سنة 693 هجرية، وأوردها في كتابه (كشف الغُمّة في معرفة الأئمة عليهم السلام)، في آخر ترجمة الإمام زين العابدين عليه السلام، وصدّر لها بقوله: «.. ولساني يقصُر في هذا المقام عن عدّ مفاخره ووصف فضله، وعبارتي تعجز عن النهوض بما يكون كفاءً لشرفه ونُبله، وكيف لمثلي أن يقوم بواجب نعْتِ مثله، وأين الثريا والثرى؟! وإنما يقدر على وصفه مَن كان يرى ما يرى، لكنّي أقول على قدْر علمي لا على قدْره، ونيّتي أبلغُ من قولي عند ذكره. وقد قلتُ أبياتاً في مدحه، ولا لائمةَ على من قال بعد إيضاح عُذره».

«شعائر»

 

 

مديحُ عليِّ بنِ الحسينِ فريضةٌ

علَيَّ لأنّي من أقلِّ عبيدِه

إمامُ هُدىً فاقَ البَريّةَ كُلَّها

بِأبنائِهِ خيرِ الوَرى وجُدودِه

فطارفُهُ في فضلِهِ وعلائِهِ

وسُؤدَده مِن مَجدِهِ كتليدِه*

لَهُ شَرفٌ فوقَ النُّجومِ مَحَلُّهُ

أقرَّ بهِ حتّى لسانُ حَسودِه

ونُعمى يدٍ لو قِيسَ بِالغَيثِ بعضُها

تبيّنتَ بُخلاً في السّحابِ وَجُودِه

وأصلٌ كريمٌ طابَ فرعاً فأَصبَحَتْ

تَحارُ عقولٌ من نضارةِ عودِهِ

ونفسٌ براها اللهُ مِن نورِ قُدْسِهِ

فأدرَكَتِ المَكنُونَ قبلَ وُجودِه

جَرى فَونَى عن جَرْيِهِ كلُّ سابقٍ

وقَصَّرَ عن هادي الفِعال رشيدِه

وأحرزَ أشتاتَ العُلى بمآثِرٍ

بدا مجدُها في وعدِه ووَعيدِه

من القومِ لو جاراهُمُ الغيثُ لانثنى

حسيراً فلم تسمع زئيرَ رُعودِه

همُ النّفرُ الغُرّ الكرامُ الذي بهم

ورى زَنْدُ دينِ اللهِ بعدَ صُلودِه

أقاموا عمودَ الحقّ فاتّضحَ الهُدى

ولولاهمُ أعشى قيامُ عمودِه

بهم وضحتْ سبلُ المعالي فسَلْ بهم

تَجِدْ كلَّ بانٍ للعَلاء مُشيدِه

سمتْ بهم حالٌ إلى مُرتقى عُلًا

تقاصرتِ الشُّهبُ العُلى عن صعودِه

بهم تُدفَعُ اللّأواءُ عندَ حلولِها

وينهلّ صوبُ الغيثِ بعدَ جمودِه

أمولايَ زينَ العابدين إصاخةً

إلى ذي ولاءٍ أنت بيتُ قصيدِه

مقيمٌ على دينِ الولاءِ محافظٌ

يُناديك من نأْيِ المحلِّ بعيدِه...

يودّ بأنْ يَسعى إليك مبادراً

إلى جوب أغوار الفلا ونجودِه

يُقبّلُ إجلالاً مكاناً حَلَلْتَهُ

ويَكْحَلُ عينيه بتُربِ صَعيدِه

 

* الطارف المستحدَث ويقابله التليد.

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

26/04/2017

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات