أحسن الحديث

أحسن الحديث

منذ أسبوع

موجز في تفسير سورة الفجر


سورة الحسين بن عليّ عليهما السلام

موجز في تفسير سورة الفجر

ـــــــــــــــــ إعداد: سليمان بيضون ـــــــــــــــــ


* السورة التاسعة والثمانون في ترتيب سوَر المُصحف الشريف، نزلت بعد سورة «الليل».

* سُمّيت بـ«الفجر» لابتدائها بعد البسملة بقوله تعالى: ﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾.

* آياتها ثلاثون، وهي مكيّة، وفي الحديث النبويّ الشريف أنّ مَن قرأَها «كانتْ له نوراً يومَ القيامة».

* ما يلي موجز في التعريف بهذه السورة المباركة اخترناه من تفاسير: (نور الثّقلين)، و(الميزان)، و(الأمثل).

 

تبدأ سورة الفجر المباركة بمجموعة من الأقسام: ﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ﴾، وجوابُ الأقسام المذكورة محذوفٌ، يدلّ عليه ما يُذكر فيها من عذابِ أهل الطغيان والكفران في الدنيا والآخرة، وثوابِ النفوس المطمئنة، وحذفُ الجواب والإشارة إليه على طريق التكنية أوقعُ وآكد في باب الإنذار والتبشير.

وقد ورد في الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام أن سورة الفجر «سورةُ الحسين بن عليّ»؛ ويُمكن أن يكون هذا الوصف بلحاظ قوله تعالى: ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ المقسومِ بها في أوّل السورة، ففي بعض التفاسير أنّها ليالي محرّم العشر المتعلّقة بشهادة الإمام الحسين عليه السلام، وربما كان الوصف بلحاظ أنّه صلوات الله عليه مصداقُ ﴿النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ المذكورة في آخر السورة؛ هكذا في التفسير المنسوب إلى الصادق عليه السلام.

محتوى السورة

(تفسير الميزان): في السورة ذمُّ التعلّق بالدنيا المفضي إلى الطغيان والكفران، وتوعّد أهله بأشدّ عذاب الله في الدنيا والآخرة، فتُبيّن أنّ الانسان لقصور نظره وسوء فكره يرى أنّ ما آتاه الله من نِعَمِه هو من كرامته على الله، وأنّ ما يتلبّس به من الفقر والعَدَم هو من هوانه عليه سبحانه، فيطغى ويُفسد في الأرض إذا وجد، ويكفر إذا فقد، وقد اشتبه عليه الأمر، فما يصيبه من القدرة والثروة ومن الفقر وضِيق المعاش امتحان وابتلاء إلهيّ ليظهر به ماذا يُقدّم من دنياه لأخراه. فليس الأمر على ما يتوهّمه الإنسان ويقوله، بل الأمر كما سيتذكّره متى وقع الحساب وحضر العذاب: أي أنّ ما أصابه من فقر أو غنى أو قوّة أو ضعف كان امتحاناً إلهياً، وكان يُمكنه أن يقدّم من يومه لغده فلم يفعل وآثَر العقاب على الثواب، فليس ينال الحياةَ السعيدة في الآخرة إلّا النفسُ المطمئنة إلى ربّها المسلّمة لأمره التي لا تتزلزل بعواصف الابتلاءات، ولا يُطغي صاحبها الوجدان ولا يُودي به إلى الكفر الفقدان.

(تفسير الأمثل): سورة الفجر، كبقية السور المكّية، ذات آيات قِصار وأسلوب واضح ومصحوب بالإنذار والتحذير، وتقدّم لنا الآيات الأولى «أقساماً» نادرة في نوعها تهدّد الجبّارين بالعذاب الإلهيّ. وتنقل لنا بعض آياتها ما حلّ ببعض الأقوام السالفة ممّن طغوا في الأرض وعاثوا فساداً (أقوام عاد، وثمود وفرعون)، وجَعْلهم عبرةً لأولي الأبصار، ودرساً قاسياً لكلّ من يرى في نفسه القوّة والاقتدار من دون الله تعالى. ثمّ تشير السورة باختصار إلى الامتحان الربّاني للإنسان، وتلومه على تقصيره في فعل الخيرات، وآخر ما تتحدّث عنه السورة هو «المعاد»، وما يناله المؤمنون ذوو النفوس المطمئنة من ثوابٍ جزيل، وفي المقابل ما ينال المجرمين والكافرين من عقابٍ شديد.

فضيلة السورة

* عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: «مَن قرأها في ليالٍ عشرَ [في بعض الشروحات أنها الليالي العشر الأولى من ذي الحجّة] غفر اللهُ له، ومَن قرأها سائرَ الأيّام كانت له نوراً يوم القيامة».

* وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «اقرأوا سورةَ الفجر في فرائضِكم ونوافلكم فإنّها سورةُ الحسين بن عليّ، مَن قرأها كان مع الحسين بن عليّ يومَ القيامة في دَوحتِه [درجته] من الجنّة».

 

 

 

المرصاد قنطرةٌ على الصّراط

قوله تعالى: ﴿وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ﴾ الآية:10.

سُئل الإمام الصادق عليه السلام: لأيّ شيءٍ سُمّي فرعون ذا الأوتاد؟

فقال: «لأنّه كان إذا عذّب رجلاً بسطَه على الأرض على وجهِه، ومدّ يدَيه ورِجلَيه فأوتدَها بأربعة أوتادٍ في الأرض، وربّما بسطَه على خشبٍ منبسط، فوتدَ رِجليه ويدَيه بأربعة أوتاد، ثمّ تركَه على حاله حتّى يموت؛ فسمّاه الله عزّ وجلّ فرعونَ ذا الأوتاد».

قوله تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ الآية:14.

* النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: «أخبرني الروحُ الأمينُ أنّ اللهَ لا إلهَ غيرُه إذا وقفَ الخلائقَ وجمعَ الأوّلين والآخرين أُتِيَ بجهنّم... ثمّ يُوضَعُ عليها صراطٌ أدقّ من الشَّعر وأحدُّ من السيف، عليه ثلاثُ قناطر؛ الأولى عليها الأمانة والرَّحِم (الرّحمة)، والثانية عليها الصلاة، والثالثة عليها عدلُ ربّ العالمين لا إلهَ غيره، فيُكلَّفون الممرَّ عليها، فتحبسُهم الرَّحِم (الرّحمة) والأمانة، فإنْ نجَوا منها حبستْهم الصلاة، فإنْ نجوا منها كان المنتهى إلى ربّ العالمين جلّ ذكرُه، وهو قولُ الله تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾..».

** الإمام الصادق عليه السلام: «المرصاد قنطرةٌ على الصّراط، لا يَجوزُها عبدٌ بمَظلمة عبد».

قوله تعالى: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا﴾ الآية:22.

سُئل الإمام الرضا عليه السلام عن هذه الآية فقال: «إنّ اللهَ سبحانَه لا يُوصَف بالمجيء والذهاب، تَعالى عن الانتقال، إنّما يعني بذلك: وجاءَ أمرُ ربك».

قوله تعالى: ﴿وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ..﴾ الآية:23.

سأل أميرُ المؤمنين عليه السلام النبيَّ صلّى الله عليه وآله وسلّم عن جهنّم: «كيف يُجاءُ بها؟»

فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «يَجيءُ بها سبعونَ ألفَ ملَك، يَقودونها بسبعين ألف زِمام، فتشرُدُ شردةً لو تُرِكتْ لأحرقتْ أهلَ الجمع. ثمّ أتعرّضُ لجهنّم فتقول: (ما لي ولكَ يا محمّد، فقد حرّمَ اللهُ لحمَك عليّ). فلا يبقى أحدُ إلَّا قال: نفسي نفسي، وإنّ محمّداً يقول: ربِّ، أُمّتي أُمّتي».

قوله تعالى: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ الآيات:27-30.

الإمام الصادق عليه السلام: «وَالَّذِي بعثَ محمّداً بالنبوّة وعجّل روحَه إلى الجنّة، ما بين أحدِكم وبين أن يغتبطَ ويرى سروراً أو تَبين له النّدامة والحَسرة إلّا أن يُعاينَ ما قالَ اللهُ عزّ وجلّ في كتابه... وأتاه ملَكُ الموت بقبضِ روحِه، فيُنادي روحَه فتخرجُ من جسدِه، فأمّا المؤمنُ فمَا يحسُّ بخروجها، وذلك قولُ الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ..﴾».

ثمّ قال: «ذلك لمن كان ورِعاً، مُواسياً لإخوانه، وَصولاً لهم..».

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ 6 أيام

دوريات

  أجنبية

أجنبية

منذ 6 أيام

أجنبية

نفحات