تاريخ و بلدان

تاريخ و بلدان

منذ 5 أيام

تاريخ و بلدان

تاريخ

الكعبة أَولى بفِنائها

في (وسائل الشيعة) للحرّ العامليّ، عن الحسين بن نعيم، قال: سألتُ أبا عبد الله (الصادق) عليه السلام عمّا زادوا في المسجد الحرام عن الصلاة فيه. فقال عليه السلام: «إنَّ إبراهيمَ وإسماعيلَ عَلَيهِمَا السّلامُ حَدَّا المَسجِدَ ما بَينَ الصَّفا والمَروَةِ، فَكانَ النّاسُ يَحُجّونَ مِنَ المَسجِدِ إلَى الصَّفا».

لقد عيّن النبيّ إبراهيم عليه السلام حدودَ المسجد الحرام، لكنّ عرب الجاهليّة أهملوها فأُنسِيَت. وعَمَد المكّيّون إلى بناء المنازل في الحَرَم وداخل المسجد. ثمّ لمّا تزايد عددُ المسلمين بالمدّ الإسلاميّ، برزت ضرورة توسعة المسجد والعودة به إلى حدوده الأُولى.

وقد رُوي أنّه لَمّا بَنَى المَهدِيُّ (العبّاسيّ) فِي المَسجِدِ الحَرامِ بَقِيَت دارٌ في تَربيعِ المَسجِدِ، فَطَلَبَها مِن أربابِها فَامتَنَعوا، فَسَأَلَ عَن ذلِكَ الفُقَهاءَ، فَكُلٌّ قالَ لَهُ: إنَّهُ لا يَنبَغي أن يُدخِلَ شَيئاً فِي المَسجِدِ الحَرامِ غَصباً.

فَقالَ لَهُ عَلِيُّ بنُ يَقطين: ..لَو كَتَبتَ إلى موسَى بنِ جَعفَر (الإمام الكاظم عليه السلام) لأَخبَرَكَ بِوَجهِ الأَمرِ في ذلِكَ.

فَكَتَبَ إلى والِي المَدينَةِ أن يَسأَلَ موسَى بنَ جَعفَر عَن دارٍ أرَدنا أن نُدخِلَها فِي المَسجِدِ الحَرامِ، فَامتَنَعَ عَلَينا صاحِبُها، فَكَيفَ المَخرَجُ مِن ذلِكَ؟

فَقالَ ذلِكَ لأَبِي الحَسَنِ عليه السلام. فَقالَ عليه السلام: ولا بُدَّ مِنَ الجَوابِ في هذا؟

فَقالَ لَهُ: الأَمرُ لا بُدَّ مِنهُ.

فَقالَ لَهُ: اُكتُب: «بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، إن كانَتِ الكَعبَةُ هِيَ النّازِلَةَ بِالنّاسِ فَالنّاسُ أولى بِفِنائِها، وإن كانَ النّاسُ هُمُ النّازِلونَ بِفِناءِ الكَعبَةِ فَالكَعبَةُ أولى بِفِنائِها».

فَلَمّا أتَى الكِتابُ إلَى المَهدِيِّ، أخَذَ الكِتابَ فَقَبَّلَهُ ثُمَّ أمَرَ بِهَدمِ الدّارِ، فَأَتى أهلُ الدّارِ أبَا الحَسَنِ عليه السلام، فَسَأَلوهُ أن يَكتُبَ لَهُم إلَى المَهدِيِّ كِتابًا في ثَمَنِ دارِهِم، فَكَتَبَ إلَيهِ أن ارضَخْ لَهُم شَيئًا، فَأَرضاهُم». (الرَّضْخ: العطيّة القليلة)

[يُستفاد من رواية أخرى أنّ جواب الإمام الكاظم عليه السلام إشارة إلى قوله تعالى في الآية 96 من سورة آل عمران: ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ..﴾]

(انظر: وسائل الشيعة للحرّ العاملي: ج 13، ص 217 - 218)

 بلدان

مكّة

ورد اسمُ مكّةَ المكرّمة صريحاً في القرآن الكريم مرّة واحدة فقط، وهو قوله تعالى في الآية 24 من سورة (الفتح): ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ..﴾

ولكنّها ذُكرت في أربع عشرة آية بأسماء وألقاب مختلفة، هي:

«بكّة»: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ..﴾. آل عمران:96.

و«أُمّ القرى»: ﴿..وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا..﴾ الأنعام:92.

و«البلد»، و«البلد الأمين»، و«البلدة»، و«الحرم»، وألفاظ أُخَر من قبيل: «قريتك»، «مِن القريَتين»، «وادٍ غير ذي زرعٍ».

وفي روايات أهل البيت عليهم السلام أُشير إلى خمسة أسماء لهذه الأرض المقدّسة، مع ذكر سبب التسمية، وهي: «مكّة»، «بكّة»، «أُمّ القرى»، «البسّاسة»، و«أُمّ رُحم».

* عن أمير المؤمنين عليه السلام في جواب رجلٍ من أهل الشام: لمَ سمّيت مكّة أم القرى؟ قال عليه السلام: «لأنَّ الأَرضَ دُحِيَت مِن تَحتِها».

* وسأله رجل آخر، أين مكّة من بَكّة؟ فقال عليه السلام: «مَكَّةُ أكنافُ الحَرَمِ، وبَكَّةُ مَكانُ البَيتِ».

* وعن الإمام الصادق عليه السلام: «أسماءُ مَكَّةَ خَمسَةٌ: أُمُّ القُرى، ومَكَّةُ، وبَكَّةُ، والبَسّاسَةُ؛ كانوا إذا ظَلَموا بِها بَسَّتهُم، أي أخرَجَتهُم وأهلَكَتهُم، وأُمُّ رُحم؛ كانوا إذا لَزِموها رُحِموا».

(الريشهري، الحجّ والعمرة في الكتاب والسنّة)

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ 5 أيام

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات