يزكيهم

يزكيهم

16/09/2017

لا سبيل إلى الشكر والسعادة، إلّا في تحكيم العقل


من تَوجيهات شيخ الفقهاء العارفين:

لا سبيل إلى الشكر والسعادة، إلّا في تحكيم العقل

في ما يأتي مجموعة توجيهات وإرشادات أخلاقية لشيخ الفقهاء العارفين، المرجع الراحل الشيخ محمّد تقي بهجت قدّس سرّه، منتقاة -بتصرّف يسير- من كتاب (في مدرسة الشيخ بهجت) الجامع لوصاياه المعنوية الموجزة.

الهدف من الخِلقة

جاء في الحديث القدسي: «كنتُ كنزاً مخفياً فأحببتُ أن أُعرف، فخلقتُ الخلقَ لكي أُعرف». لقد اصطفى الله تعالى مجموعة من البشر، وجعلهم في جواره وأهلَ أُنسه، ومظهر أسمائه وصفاته، وكلُّ واحدٍ منهم في كفّة وباقي البشر في كفّة أخرى. فلو قِيست قيمة الأفراد بالميزان، لكانت قيمة مؤمن واحد أفضل وأثقل من آلاف الناس غير المؤمنين. ولقد جاء في الرواية: «لو لمْ يكُن من خلقي في الأرض فيما بين المشرق والمغرب إلّا مؤمنٌ واحدٌ مع إمامٍ عادل، لاستغنيتُ بعبادتِهما عن جميع مَن خلقتُ في أرضي..»، أي يكون الهدف من الخَلق قد تحقّق.

v    المقصود من الدعاء: «ومتّعنا بأسماعنا وأبصارنا واجعلهما الوارثين منّا»، هو أن تبقي أسماعنا وأبصارنا سالمة إلى حين الموت ورحيلنا عن هذه الدنيا، وآثارها المعنوية لتكون منشأً لحياتنا الطيبة.

بإعمال العقل تُبنى جنّة الأرض

v    يقول الله سبحانه: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِإبراهيم:28. ماذا علينا أن نعمل لنكون شاكرين لأنعم الله تعالى؟ وكيف يحوّل الإنسان جميع هذه النعم نقمةً وعذاباً عليه؟ وأيّ جنّة ستتحوّل هذه الدنيا إذا كنّا ننصت للقوّة العاقلة التي يمتلكها كلّ عاقل؟

إذا اتّفق جميع أهل الدنيا بأن يكون العقل حاكماً، لا الغرائز والميول والشهوات، لكانت الدنيا لهم بمنزلةالجنّة، ينعم فيها الجميع بالهدوء والأمان والراحة. إنّ امتياز الإنسان عن سائر الحيوانات يكمن في العقل، فهل يجوز إهماله وتعطيله، ومن ثمّ جعل الحياة مرّةً وكريهةً لنا وللآخرين؟

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

16/09/2017

أرشيفو

نفحات