الملف

الملف

15/12/2017

فقرات الزيارة الجامعة

 

فقرات الزيارة الجامعة

نَصٌّ معصوم في تبيان منزلة النبيّ وأهل بيته عليهم السلام

§        الشيخ علي كوراني

الزيارة الجامعة نَصٌّ مكتوب أملاه الإمام عليّ الهادي عليه السلام، على موسى بن عمران النّخعي، يتضمّن العديد من صفات الأئمّة من أهل البيت النبوّة الطاهرين عليهم السلام، ويزور بها الشيعة أئمتهم عليهم السلام فيتلونها في مشاهدهم، كما يتلونها في مساجدهم وحسينياتهم وبيوتهم. ولهذه الزيارة منذ القديم مكانة خاصّة عند علماء الشيعة ومتديّنيهم، لم تزدد مع العصور إلّا رسوخاً.

ويمكن تقسيم متن الزيارة الجامعة إلى سبعة فصول على النحو التالي:

الفصل الأول: مراسم الزيارة ومقدّماتها:

وهي الاغتسال للزيارة، والتشهّد عند الوصول إلى الباب، والتكبير (مائة مرّة) عند الدخول إلى مشهد المعصوم عليه السلام.

فأنت بإعلان الشهادتين عند الباب، تقول لمَن يتخيّل أنّك تعبد المعصوم: كلا.. فأنا مسلم وزيارتي وتعظيمي للمعصومين وتوسّلي بهم صلوات الله عليهم، هو من ضمن توحيدي المطلق لله تعالى، ومن ضمن توحيدي لنبيِّه بالنبوّة.. إنّ زيارتي عملٌ يؤكّدهما ولا ينافيهما..

والتكبير بهذه الطريقة المقصودة.. أول ما ترى القبر ثلاثين مرة، ثمّ تمشي قليلاً وتقف وتكبِّر ثلاثين، ثم إذا دنوت من القبر كبَّرت أربعين.. يقصد منه تلقين النفس وتفهيم الآخرين أن لا تهولهم عظمة المَزور وصفاته الفريدة، فما كلّ هذه العظمة إلّا عطاءٌ من الله الأعظم والأكبر على الإطلاق، تبارك وتعالى .

أمّا المشي بهدوءٍ واحترامٍ، فهو تعليم مدنيّ نلاحظه في أعمال الحجّ، وفي زيارة قبر النبيّ والأئمّة صلوات الله عليهم. وهو تعليمٌ على الأدب مع الإمام المعصوم، وعلى التفكير، وعلى مراسم الدخول على العظماء.. فنوعُ مشي الإنسان يُظهر أدبه واحترامه للمجلس الذي يدخل عليه، فلا يدخله عاميّاً متعجّلاً، غير مراعٍ لحُرمته. كما أنّ مشيه بهدوء وسكينة يفرض عليه التفكير في عمله وفي شخصية المزور .فمراسم الدخول أسلوب مدنيّ يركّز في نفسه قداسة عمله المحترم .

الفصل الثاني: التسليمات الخمس على أهل البيت عليهم السلام:

التسليم الأول: وفيه تسع عشرة صفة من صفات الأئمّة عليهم السلام تبدأ بقوله: «السلامُ عليكم يا أهلَ بيتِ النبوّة ومَوضِعَ الرسالة..»، إلى قوله: «وعِترة خِيَرة ربِّ العالمين».

التسليم الثاني: وفيه عشر صفات للأئمّة، تبدأ بقوله: «السلامُ على أئمّةِ الهُدى، ومَصابيحِ الدُّجى..»، إلى قوله: «وحُجَج الله على أهلِ الآخرةِ والأولى».

التسليم الثالث: وفيه سبع صفات للأئمّة عليهم السلام، تبدأ بقوله: «السلامُ على مَحالِّ مَعرفةِ الله..»، إلى قوله: «..وذُريّة رَسولِ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم».

التسليم الرابع: وفيه سبع صفات للأئمّة عليهم السلام أيضاً، تبدأ بقوله: «السلامُ على الدُّعاةِ إلى الله..»، إلى قوله: «وهُم بِأمرِه يَعملون».

التسليم الخامس: وفيه أربع عشرة صفة للأئمّة عليهم السلام، تبدأ بقوله: «السلامُ على الأئمّةِ الدُّعاةِ والقادةِ الهُداةِ..»، إلى قوله: «وصِراطه ونوره وبرهانه».

الفصل الثالث: التشهّد والشهادة للأئمّة عليهم السلام:

وهو تشهّدٌ لله تعالى بالوحدانية، ولرسوله محمّدٍ صلّى الله عليه وآله بالنبوّة والرسالة، ثم شهادةٌ مفصّلة للأئمّة عليهم السلام بإمامتهم ومقاماتهم عند الله تعالى وسِيرتهم. وقد تضمّن أكثر من مائة صفة لهم عليهم السلام، وتتكوّن الشهادة لهم من ستّ فقرات:

الفقرة الأولى: الشهادة بما أعطاهم الله من نِعم: من قوله: «وأشهدُ أنّكم الأئمّة الراشِدون..»، إلى قوله: «وطهَّركُم تطهيراً».

الفقرة الثانية: وصف طاعتهم لله وعبوديتهم التي قابلوا بها نعمَه عليهم: من قوله: «فعظّمتُم جلاله وكبَّرتُم شأنَه..»، إلى: «وصدَّقتُم من رُسُلِهِ مَن مضى».

الفقرة الثالثة: في بيان أنّهم عليهم السلام ميزان الهدى والضلال والنجاة والهلاك: من قوله: «فالراغِبُ عنكُم مارِقٌ واللّازمُ لكم لاحقٌ..»، إلى قوله: «ومَن رَدَّ عليكُم فهو في أسفلِ دَرْكٍ من الجحيمِ».

الفقرة الرابعة: في بيان وحدة نور النبيّ والأئمّة عليهم السلام في عالم الخَلق والحجّة: من قوله: «أشهدُ أنَّ هذا سابقٌ لكم فيما مضى، وجارٍ لكُم فيما بقي..»، إلى قوله: «فكُنّا عندَه مُسَلِّمين (مُسلِمين) بِفضلِكُم، ومَعروفين بِتصديقِنا إيّاكم».

الفقرة الخامسة: الدعاء للأئمّة عليهم السلام أن يبلغ الله فيهم هدفه: من قوله: «فبَلَغَ اللهُ بكُم أشرف محلِّ المكرّمين..»، إلى قوله: «وخاصّتكُم لديه وقُرْبَ منزلتِكُم منه».

الفقرة السادسة: الشهادة لله بولايتهم والبراءة من أعدائهم ومخالفيهم: من قوله: «بأبي أنتُم وأمّي وأهلي ومالي وأُسرتي أُشهِدُ الله وأُشهِدُكم أنّي مؤمنٌ بكُم..»، إلى قوله: «ومِن الأئمّةِ الذينَ يَدعونَ إلى النّار» .

الفصل الرابع: أنّهم الطريق إلى الله تعالى دون غيرهم:

من قوله: «بأَبي أنتم وأمّي ونَفسِي وأهلِي ومَالي، مَن أرادَ اللهَ بدأ بكُم..»، إلى قوله: «وعَلى مَن جَحَدَ ولايتَكُم غَضَبُ الرّحمن».

الفصل الخامس: أنّ الله منَّ على البشر فجعل النبيّ وآله فيهم، وإلّا فهُم فوق البشر:

من قوله: «بأبي أنتُم وأمّي ونفسي وأهلي ومالي، ذِكرُكُم في الذاكرين..»، إلى قوله: «إنْ ذُكِرَ الخيرُ كنتُم أوّلَه وأصلَه وفَرعَه ومَعدِنَهُ ومأواهُ ومُنتهاه».

 الفصل السادس: نعمة النبيّ والأئمّة عليهم السلام على مواليهم:

من قوله: «بأبي أنتُم وأمّي ونفسِي وأهلي ومالِي كيفَ أَصِفُ حُسْنَ ثَنائِكُم..»، إلى قوله: «سُبحانَ ربِّنا إنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمفعولاً».

الفصل السابع: الاستشفاع والتوسّل بالنبيّ والأئمّة صلّى الله عليه وآله وسلّم:

من قوله: «يا وليَّ الله إنَّ بيني وبين اللهِ ذُنوباً..»، إلى قوله: «وفي زُمرَةِ المَرجُوِّينَ لِشفاعتِهم (المرحومين بشفاعتهم) إنّكَ أرحمُ الرّاحمينَ» .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مختصر عن مقال لسماحته بعنوان (كلمة حول الزيارة الجامعة)

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ 5 أيام

دوريات

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

منذ 5 أيام

إصدارات عربية

نفحات